الحكم بإعدام الصندوق الأسود للتنظيمات الإرهابية...هشام عشماوي

الإثنين 24/فبراير/2020 - 11:45 ص
طباعة الحكم بإعدام الصندوق فاطمة عبدالغني- أميرة الشريف
 

قضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بطرة، برئاسة المستشار حسن فريد وعضوية المستشارين خالد حماد وباهر بهاء الدين، اليوم الاثنين 2 مارس، بالإعدام شنقا للإرهابى هشام عشماوى و36 آخرين فى اتهماهم بارتكاب 54 جريمة، تضمنت اغتيالات لضباط شرطة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية عديدة.

وكانت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بطره في 1 فبراير، برئاسة المستشار حسن فريد وعضوية المستشارين خالد حماد وباهر بهاء الدين، قد قررت إحالة أوراق الإرهابي هشام عشماوى و36 آخرين من أصل 208 متهما من تنظيم "بيت المقدس"، إلى المفتي بتهمة ارتكاب 54 جريمة، تضمنت اغتيالات لضباط شرطة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية عديدة، لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، وحددت 2 مارس للنطق بالحكم.
فيما قضت المحكمة العسكرية للجنايات بحكمها في القضية رقم (1/ 2014) جنايات عسكرية المدعي العام العسكري والشهيرة إعلاميا بقضية "الفرافرة" في جلسة 27 نوفمبر 2019، بمعاقبة هشام علي عشماوي بالإعدام شنقاً، حيث إن المتهم ارتكب الجرائم الآتية.
أولاً: المشاركة في استهداف وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم بتاريخ  5/9/2013 برصد موكبه وتصويره والتخطيط لاغتياله على أن يتولى أحد أفراد التنظيم الإرهابي تنفيذ العملية كفرد انتحارى يستقل السيارة المفخخة ويقوم بتفجيرها أثناء مرور الموكب.
ثانياً: اشتراكه في التخطيط والتنفيذ لاستهداف السفن التجارية لقناة السويس خلال النصف الثاني من عام 2013.
ثالثاً: ضلوعه بالاشتراك في تهريب أحد عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس المُكني ـ أبو أسماء من داخل إحدى المستشفيات الحكومية بالإسماعيلية بعد إصابته بشظايا متفرقه بجسده والمتحفظ عليه بحراسه شرطية، وذلك بالاشتراك مع أفراد أخرين من التنظيم الإرهابي.

رابعاً: تولى الإرهابي المذكور قيادة المجموعة الإرهابية المنوه عنها خلفاً للُمكنى ـ أبو محمد مسلمونهج استخدام تكتيك "الصيد الحر" خلال النصف الثاني من عام 2013 والمتمثل فى التحرك بسيارة على الطرق المختلفة بنطاق الجيش الثاني واستهداف المركبات العسكرية (أفراد – نقل) أثناء تحركها بإستخدام الأسلحة النارية، وقد قام بإستهداف إحدى السيارات العسكرية والتى كان يستقلها خمسة أفراد تابعين للقوات المسلحة أثناء تحركها بطريق الصالحية الجديدة، وكذا استهدافه سيارة عسكرية أخرى يستقلها ظابط ومجند سابق وأربعة جنود بالكبينه الخلفية حال تحركها بطريق الصالحية الجديدة وبذات الكيفية المذكورة وكذا إستهدافه سيارة تلر (ناقلة دبابات) محمل عليها دبابة إم 60 بطريق القاهرة ـ الإسماعيلية واستهدافه لإحدى السيارات العسكرية، والتي كان يستقلها ضابط ومجند سائق أثناء تحركها بطريق (القاهرة ـ الإسماعيلية)، وقد أدى ذلك إلى استشهاد مستقلي هذه السيارات من الضباط والأفراد وتدمير هذه السيارات.
خامسا: استهدافه مع آخرين من عناصر التنظيم الإرهابي عدد من المباني الأمنية بالإسماعيلية، بتاريخ 19/10/2013 ومن خلال سيارة مفخخة.
سادسا: اشتراكه مع آخرين في عملية استهداف عدد من المباني الأمنية بأنشاص بتاريخ 29/12/2013.
سابعاً: استهدافه لمدرعتين تابعتين لوزارة الداخلية وتدميرها حال إعتراضهما للسيارة التى كان يستقلها وأخرين من التنظيم الإرهابي بشرق مدينة بدر طريق القاهرة - السويس.
ثامنا: استهداف سيارة تابعه لعناصر حرس الحدود والالتفاف حول تبه جبلية والاختفاء خلفها ثم استهدافها بمجرد وصولها لمنطقة الكمين المخطط وقتل جميع أفرادها والاستيلاء على كافة الأسلحة التي بحوزتهم.
تاسعا: تولى إمارة تنظيم أنصار بيت المقدس عقب مقتل الإرهابي المُكنى أبو عبيده وقبل إنتقاله رفقه عناصر التنظيم التابعين له من المنطقة الجبلية بالعين السخنة إلى عناصر التنظيم بالصحراء الغربية والتمركز في بادئ الأمر في منطقة (البويطي) ثم الانتقال إلى التمركز شرق نقطة حرس حدود (الفرافرة).

عاشراً: ضلوعه بالرصد والإستطلاع ووضع مخطط استهداف وتنفيذ الهجوم الإرهابي على نقطة حرس حدود (الفرافرة) وقتل جميع ضباطها وأفرادها وتفجير مخرن الأسلحة والذخيرة بها بتاريخ 19/7/2014.
الحادي عشر: المشاركة فى عمليات قنص لغرف أمن بوابات الوحدات العسكرية المنتشرة في محيط مناطق (أبو صوير ـ الصالحية - القصاصين).
الثاني عشر: استهداف كمين شرطة مدنية بمنطقة أبو صوير.
الثالث عشر: تسلله إلى الأراضي الليبية عقب ارتكاب الواقعة المبينة بالبند السابق رفقة بعض عناصر التنظيم وأقام تحت شرعية تنظيم أنصار الشريعة بمدينة أجدابيا ذات المرجعيه الفكرية لتنظيم القاعدة.
الرابع عشر: تأسيس حركة "المرابطون" المنتمية لتنظيم القاعدة الإرهابي.
وفي 28 مايو الماضي تسلمت مصر رسميا من ليبيا، "الذئب المنفرد" الإرهابي هشام عشماوي المطلوب في قضايا إرهابية عديدة.

مسيرته الإرهابية
هو هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، يبلغ من العمر 40 عامًا، انضم إلى القوات المسلحة في منتصف التسعينيات، ثم التحق بالقوات الخاصة "الصاعقة" كفرد تأمين عام 1996.
بعد ذلك، نقل بعد التحقيق معه إلى الأعمال الإدارية داخل الجيش، لكنه ظل ينشر أفكاره المتشددة.
في العام 2000 أثار الشبهات حوله، حين وبخ قارئ القرآن في أحد المساجد التي كان يصلي بها بسبب خطأ في التلاوة.
أُحيل إلى محكمة عسكرية في العام 2007، بعد التنبيه عليه بعدم تكرار كلماته التحريضية ضد الجيش.
استبعد إثر المحاكمة العسكرية من الجيش في العام 2011، وانقطعت صلته نهائيًا بالمؤسسة العسكرية.
بعد فصله من الجيش، كوَّن خلية إرهابية تضم مجموعة من التكفيريين بينهم 4 ضباط شرطة مفصولين من الخدمة، لعلاقتهم بـ"الإخوان" والجماعات التكفيرية.
رصدت وزارة الداخلية سفره لتركيا في 27 أبريل 2013، عبر ميناء القاهرة الجوي، وتسلله عبر الحدود السورية التركية لدولة سوريا.
تلقى تدريبات "حول تصنيع المواد المتفجرة والعمليات القتالية"، عقب عودته من سوريا شارك في اعتصام "رابعة".
شارك في محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق، اللواء محمد إبراهيم.
تولى عملية رصد تحركات الوزير مع عماد الدين أحمد، الذي أعد العبوات المتفجرة بالاشتراك مع وليد بدر منفذ العملية.
شارك في "مذبحة كمين الفرافرة"، في 19 يوليو 2014، وهي العملية التي استشهد فيها 22 مجندًا، وشارك في "مذبحة العريش الثالثة"، في فبراير 2015، التي استهدفت "الكتيبة 101"، واستشهد بها 29 عنصرًا من القوات المسلحة، واشترك في التدريب والتخطيط لعملية اقتحام الكتيبة العسكرية.
ويعد الإرهابي هشام عشماوي، هو العقل المدبر لحادث اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام الراحل، وأكدت أن طريقة تنفيذ العملية، تشبه محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق، في سبتمبر 2013.
وكانت آخر عملية إرهابية لعشماوي، قبل هروبه إلى ليبيا، الهجوم على دورية أمنية في أكتوبر 2017.

في ليبيا
اعتقل عشماوي قبل مبايعته لقائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وتأسيسه "المرابطين" في درنة الليبية، حيث عمل مع تنظيم أنصار بيت المقدس، وهي جماعة متشددة تنشط في شمال سيناء، لكنه انفصل عنها بعدما أعلنت الجماعة مبايعتها لتنظيم داعش عام 2014، وغيرت اسمها إلى "ولاية سيناء".
ووفق مصادر ليبية تأخر تسليم عشماوي إلى مصر بسبب سجله الإجرامي الكبير في ليبيا، واستهدافه مئات العسكريين والمدنيين، وارتكابه جرائم جماعية، تشمل تفجير وتفخيخ منازل وسيارات.
وتكمن أهمية عشماوي الذي شكل تهديدا لمصر من حدودها الغربية، بتزعمه تنظيم "المرابطين"، وإلمامه التام بما يدور عبر الحدود مع ليبيا، حيث تهرب مجموعات مجهولة الأسلحة إلى داخل الصحراء الغربية.

كنز معلومات
وحسب خبراء في الجماعات الإرهابية فإن عشماوي ليس داعشيا، لكنه يعلم عن داعش الكثير، ولديه معلومات كثيرة، فهو الذي كان يحرك المشهد في سيناء، ويدرب ويخطط، ويعرف كيف تأتي الأسلحة، ويعطي الأوامر، ويطلع على كل كبيرة وصغيرة تتعلق بطبيعة تنفيذ العمليات الإرهابية هناك.
ووصف محللون القبض على عشماوي حيا بالإنجاز الكبير للأمن المصري بالنظر إلى "الأهمية البالغة" للضابط المتمرس السابق، الذي يعتبر "كنز معلومات"، مما جعله المطلوب الأول لدى قوات الأمن المصرية.
وتكمن أهمية عشماوي في الأسرار الكثيرة والمعلومات الوفيرة التي يخزنها بشأن التنظيمات الإرهابية والتهديدات القائمة، إلى جانب إلمامه التام بما يدور عبر الحدود مع ليبيا، حيث تهرب مجموعات مجهولة الأسلحة إلى داخل الصحراء الغربية.

شارك