للقضاء على التطرف.. بريطانيا تتبنى خططًا لتدريب الأئمة المحليين

الإثنين 24/فبراير/2020 - 02:16 م
طباعة للقضاء على التطرف.. معاذ محمد
 
عانت بريطانيا على مدار السنوات الماضية، من قلة الأئمة المحليين، ما دفعها إلى استقدام العديد منهم من دول أخرى، لقيادة المساجد على أراضيها، إلا أن هذا الأمر شارك نوعًا ما في انتشار التطرف بالمملكة المتحدة بعد قدوم معظمهم من مؤسسات قطر الخيرية.



وتدرس بريطانيا حاليًا مشروعًا جديدًا لمكافحة الإرهاب في المملكة، يتضمن خططًا لزيادة عدد الأئمة المدربين، لإزالة التطرف من العقول، خصوصًا وسط النزلاء في السجون، وفقًا لتقارير محلية، الشهر الجاري.


الترويج لدعاة متشددين

منذ فترات طويلة، اتهمت بعض المساجد في بريطانيا، أنها «مفرخة للتطرف والإرهاب»، خصوصًا أن بعض الدول وعلى رأسها قطر تدعم بعض المنظمات داخل المملكة.

ففي 18 أغسطس 2019، كشفت صحيفة «تليجراف» البريطانية، أن هيئة الرقابة على الجمعيات الخيرية، أصدرت تحذيرًا من أن قطر تقدم ملايين الجنيهات إلى المساجد وغيرها من المنظمات في جميع أنحاء إنجلترا.

في الوقت ذاته، ذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية في تقرير لها عن استغلال الدوحة لبنك الريان في إنجلترا، لتقديم خدمات مالية لجهات ومنظمات بريطانية لتمرير أجندة دينية متطرفة، ومن بين عملائه جمعية خيرية محظورة مصنفة ككيان إرهابي في مجموعات تروج لدعاة متشددين، ومسجد يديره أحد قادة حركة حماس.

 معاقل لـ«القاعدة والمتشددين»

كما اشتهر مسجد فينسبري بارك في بريطانيا، بأنه «مسجد المتطرفين»، خصوصًا أنه كان معقلًا لـ«أبـوحمزة المصري»، عضو تنظيم القاعدة، والذي كان يحرض على التطرف والعنف بين الشباب، واعتقل أكثر من مرة وحاليًا يقبع في سجون الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى شخصيات أخرى مثل زكريا موسوي «أول شخص تتم إدانته في الولايات المتحدة في هجمات 11 من سبتمبر 2001».

ويعد مسجد شرق لندن، أحد أكبر المراكز الإسلامية في أوروبا، وكانت أنشطته مثيرة للجدل، خصوصًا أنه كان يستضيف دعاة مثل هيثم الحداد، والذي تبنى وجهات نظر عنصرية صريحة، بالإضافة إلى أنور العولقي، أحد أشهر دعاة تنظيم القاعدة، بحسب سارة خان، مفوض مكافحة الإرهاب البريطاني الحالي.


كيفية صناعة التشدد في بريطانيا

وفقًا لدراسة أجراها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ومركزه هولندا، 21 فبراير 2020، فإن المساجد البريطانية تعاني من مشكلة عدم كفاءة الأئمة وقدرتهم على تبليغ تعاليم الدين الإسلامى بشكل صحيح، أو توصيلها بشكل يتسم بالتشدد، بالإضافة إلى انعدام التواصل الجيد مع الجاليات المسلمة.

ويتيح ذلك الفرصة للجماعات المتطرفة، خصوصًا أن لديها القدرة على التواصل الجيد داخل المجتمع البريطاني، وتسيء استغلال المساجد من خلال نشر التطرف، وسعيها الدائم لتجنيد الشباب من روادها في بريطانيا.

وشددت الدراسة، على ضرورة إعداد برنامج تعليمي لتأهيل الأئمة بدلًا من استيرادهم من الخارج، بجانب استمرار الجهود الاستخباراتية لملاحقة المساجد التي تدعو إلى التطرف، أو تنطلق منها جماعات متطرفة.

وفي يوليو 2017، توصل تحقيق أجري برئاسة دومينيك جريف، المدعي العام البريطاني السابق، إلى أن المسلمين البريطانيين يحتاجون إلى زعماء «ملائمين» حتى يمكنهم فهم «الحياة البريطانية الحديثة».

كما كشف تقرير للجمعية الخيرية «Citizens UK» تحت عنوان: «المسلمون المفقودون.. الكشف عن إمكانيات المسلمين البريطانيين لصالح الجميع»، أن كثيرًا من الأئمة في بريطانيا، ولدوا وتلقوا تعليمهم في مناطق مختلفة حول العالم، مشددة على ضرورة الاهتمام بالأئمة من أصل بريطاني، لما لديهم من وعي جيد بالثقافة المحلية، فضلًا عن تشجيعهم وتفضيل تعيينهم في المساجد عن أقرانهم المولودين بالخارج.

شارك