ما بعد تصفية الفصائل.. مدارس لتعليم الإرهاب في شمال سوريا

الإثنين 24/فبراير/2020 - 11:11 م
طباعة ما بعد تصفية الفصائل.. سارة رشاد
 
في وقت تحتدم فيها المواجهات على الجبهة الشمالية السورية بين الجيش العربي السوري والفصائل المدعومة تركيًّا، مازال من يعرفون بـ«شرعيّ الجهاد»، يبثون إعلانات عبر منابرهم الإعلامية لمراكز دينية فُتحت في الشمال السوري لاستقبال دفعات من الطلاب من الجنسين؛ لتنشئتهم على ما يروجون أنه «الدين الصحيح»، من وجهة نظرهم.



 ورغم أن أغلب القراءات تقول: إن المشهد السوري يقترب من تصفية الفصائل وطي صفحتها، بعدما بدأ الجيش السوري عملية تحرير الشمال  من الفصائل الإرهابية، وتحقيقه لانتصارات ملموسة، إلا أن وجود هذه المدارس ما زال يحمل علامات استفهام حول مصيرها، وإلى أي مدى ستكون خطرة على الدولة السورية في فترة ما بعد الفصائل، وكيف ستتعامل دمشق مع دفعات من خريجي هذه المراكز؟.

المهدي والمحيسني في المقدمة

البداية، من القناة الشخصية للإرهابي السوري، عبد الرزاق المهدي، الذي عمل مفتيًا شرعيًّا لكثير من الفصائل الإرهابية، خلال سنوات الحرب، وتفرغ آخر عامين لمتابعة ما يسمى بالتعليم الديني أوساط الفصائل؛ إذ نشر عبر قناته إعلانًا لمركز يدعى «المعهد العلي للعلوم الشرعية»، يعلن عن بدء التسجيل به من تاريخ 21 فبراير 2020.



وحدد المعهد شروط الالتحاق في أن لا يقل العمر عن 18 عام، وأن يكون حاصلًا على شهادة الثانوية أو ما يعادلها.



وأوضح الإعلان الذي حصل الموقع على صورة منه، أن المعهد سيوفر مواصلات مؤممة للإناث، وروضة لأبنائهن، إن وجدوا.



وفيما يخص رسوم الالتحاق، فحددها الإعلان في 25 دولارًا أمريكيًّا.



من جانبه، كان إسهام الإرهابي الآخر «عبد الله المحيسني»، الذي كتب على قناته، الأحد 23 فبراير 2020، أن معهدًا جديدًا سيفتح أبوابه في الشمال السوري، وفيه رسالة ربانية على حد قوله: «بأن الله مع من أسماهم بالمجاهدين في حربهم ضد الدولة السورية».



ووفقًا لاعلانات هذين الإرهابيين، فإن هذه المعاهد تقدم الدين الإسلامي من منظور إرهابي وتحريضي بحت، تعد به جيل من المراهقين المسلمين؛ لحمل الفكر المتطرف والمتشدد؛ لمحاربة مجتمعاتهم التي يرونها كافرة، والجهاد ضدها واجب وفرض، وهو ما زعمه «المهدي» بأن «هذا الجيل سيكون مؤثرًا؛ لأنه سيحمل السلاح بناءً على علم ديني، بشروط الجهاد ودراسة وليس حماسة مؤقتة»، على حد ما جاء فى إعلاناته.

معاهد الإرهاب

منذ اندلاع الأزمة السورية، وتشهد سوريا افتتاح مثل هذه المعاهد، الأمر الذي يعني أن دفعات من الطلاب الحاملين للفكر المتطرف، قد خُرجت في الأعوام الماضية، فكيف ستتعامل سوريا معهم في مرحلة ما بعد الفصائل؟.



الناشط السوري عمر رحمون، يقول: إن الدولة السورية وكل الداعمين لها، يعلمون أن فترة ما بعد تصفية الميليشيات لن تكون سهلة، بل لن تقل صعوبة عن مرحلة الحرب الحالية.



ولفت إلى أن أحد مظاهر صعوبة الحرب، هو هذه المدارس وخريجوها الذين تشبعوا بالفكر المتطرف على أيدي إرهابيين سوريين وغير سوريين.



وأوضح أن هؤلاء الخريجين سيكونون خلايا نائمة جاهزة لتنفيذ عمليات إرهابية متى يطلب منهم ذلك، مشددًا على ضرورة حصر هؤلاء‘ وإدخالهم في دورات إعادة تأهيل، أو على الأقل وضعهم تحت الملاحظة الأمنية.



واتفقت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ، مع حديث رحمون، مشيرةً إلى أن سوريا تسير نحو طي صفحة الميليشيات، ولكن ذلك لا يعني أن فترة هدوء تنتظرها.



وقللت من خطورة هذه المدارس، مرجحةً أن أغلب خريجي هذه المدارس سيتم نقلهم إلى بؤر توتر أخرى، سواءً من خلال تركيا أو أمريكا.



ولفتت إلى أن ذلك حدث بالفعل، عندما نقلت تركيا متطرفين سوريين إلى ليبيا؛ للمشاركة في معارك العاصمة طرابلس.

شارك