«تعبئة التلاميذ».. ذراع الملالي لتجنيد الأطفال داخل إيران وخارجها

الإثنين 24/فبراير/2020 - 11:22 م
طباعة «تعبئة التلاميذ».. نورا بنداري
 
لا يتخلى نظام الملالي عن مخططه الذي بات قديمًا ومكشوفًا للعالم، وهو  التوسع والسيطرة لنشر منهجه الشيعي المتطرف أو ما تطلق عليه طهران «تصدير الثورة الإيرانية» للعالم العربي والإسلامي، مستخدمًا حيله المتطرفة من أجل نشر الإرهاب ومستغلًا كافة فئات الشعب المختلفة من رجال ونساء وأطفال، ويقوم بتجنيدهم والزج بهم في ساحات القتال، وليس غريبًا على نظام يمارس الإرهاب أن يستخدم الأطفال كأذرع في الحروب، بدلًا من أن يسعي جاهدًا لجعلهم يتلقون التعليم الجيد الذي يرفع من شأن الدولة الإيرانية.


في سياق هذا، دشن النظام الإيراني؛ كيان مؤسسي من أجل تجنيد الأطفال في الحروب وتدربيهم على القتال، وهي «مؤسسة تعبئة التلاميذ» ويطلق عليها أيضًا «باسيج التلاميذ»؛ إذ إنها إحدى المؤسسات التابعة للحرس الثوري، وتحمل نفس اسم قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري، وهناك أيضًا «الباسجيات، وهي وحدات نسائية؛ بهدف قمع المعارضة وتصفية الخصوم، فجميع هذا المؤسسات أذرع في أيد الملالي يستخدمهم في أي وقت لنشر وتنفيذ أعمال إرهابية.

و«باسيج التلاميذ» لم تكن استحداثًا جديدًا، بل تم تدشينها عقب الثورة الإسلامية عام 1979؛ للمشاركة الحرب العراقية - الإيرانية عام 1980، وكانت بداية انطلاقها مع الحرب حيث تم إرسال آلاف الأطفال كمتطوعين للحرس الثوري، وراح ضحيتها ما يقرب من 36 ألف طالب، وفقًا لما أعلنه المرشد «خامنئي» في وقت سابق؛ ويوفر النظام الإيراني تمويلًا ودعمًا كبيرًا لهذه المؤسسة، ويشجع العائلات والأطفال على التجنيد والاشتراك في هذه المؤسسة للدفاع عن دولتهم، فوفقا لوسائل الإعلام الإيرانية، فإن أكثر من نصف التلاميذ الذين تم تجنيدهم في «باسيج التلاميذ»، هم في المرحلة الابتدائية، وأعمارهم لا يزيد عن 12 عامًا

إغراءات التجنيد

ولا يخجل النظام الإيراني من الاعتراف بتجنيد الأطفال لزرعهم في جبهات القتال، فبعد 11 عامًا من إنشائها، أصدر مجلس الوزراء الإيراني اللوائح التنفيذية الخاصة بهذه المؤسسة، والتي تنص على تقديم تدريبات نفسية للأطفال بحيث يكونوا قادرين عقليًا وجسديًا على المساهمة في جهود الحرب، وهذا التدريب مسموح به فقط خارج أسوار المدرسة، وإعطائهم دورات ثقافية وحماسية حول منهج «العقيدة الخمينية»، إضافةً للتدريب على طريقة حمل السلاح، كما تقدم امتيازات للطلاب لتشجعيهم على الانضمام، يأتي من بينها تقليل فترة الخدمة العسكرية الإلزامية، والاستفادة من أنظمة الحصص المخصصة لأعضاء طلاب الباسيج، ودرجات إضافية في اختبارات القبول بالجامعة.


امتداد خارجي

ولا تقتصر مؤسسة «باسيج التلاميذ» على تجنيد الأطفال الإيرانيين، بل إنها تقوم بتجنيد أطفال من خارج إيران؛ للمشاركة في صفوف الميليشيا العسكرية التابعة لإيران في مختلف المدن، فالمؤسسة تمتلك قواعد نشطة في كل من خوزستان وأفغانستان، وسوريا، وأيضًا اليمن ولبنان.



فوقفًا لما أعلنته التقارير الإعلامية الدولية والمحلية، فإن النظام الإيراني قد زج بأطفال غير إيرانيين تم تدريبهم للمشاركة في الحرب السورية، كما قامت «ميليشيا الحوثي» «الذراع الإيراني في اليمن» باتباع نفس نهج المؤسسة الإيرانية وعملت على تجنيد الأطفال للمشاركة في القتال، كما اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش في نوفمبر 2018، النظام الإيراني  بإرسال أطفال اللاجئين الأفغان كجنود للمشاركة في ساحات القتال بسوريا، وتم تجنيدهم في «لواء فاطميون» الذراع الإيراني الذي يتألف معظمه من الشيعة الأفغان، وفي فبراير 2018، نشرت وسائل الإعلام صورًا لرجال دين إيرانيين يقومون بإقامة جلسات دينية عقائدية في مدينة حلب للأطفال السوريين  مع إعطائهم تدريبات في الفنون القتالية.

وفي اليمن؛ اتبعت ميليشيا الحوثي الإيرانية؛ نهج «تعبئة التلاميذ» وقامت بتقديم عروضًا للأهالي، بمنح مكافآت مالية لكل طفل يذهب إلى جبهات القتال، مع منح أسرته موادًا إغاثية وتسجيلهم في قوائم المستحقين للمواد الغذائية، وأولوية العلاج في المستشفيات، ومنح بطاقات ورقية لكل أسرة يتم الحصول بموجبها على ما يسمى بـ«مكرمة السيد»، وفقًا لما أعلنته وسائل الإعلام اليمنية؛ وفي ديسمبر 2019، اتهمت قوات التحالف العربي الحوثي الانقلابي  بتجنيد نحو 23 ألف طفل؛ للزج بهم في جبهات القتال، كما أعلن الناشطون اليمنيون، أن الحوثي يقوم بتجنيد الأطفال إجباريًّا ، وبعد موتهم ينشر أكاذيب بأن قوات التحالف هي من قتلتهم.



والميليشيا التابعة لإيران في لبنان، المتمثلة في «حزب الله» تقوم بتقديم عروض لتجنيد الأطفال في صفوفها، يأتي من بينها تجنيد الأطفال، عبر سن قوانين جديدة تستغل بها ضعف أهاليهم، وتشرعن ضرورة إرسال أحد القاصرين إلى القتال في حال لم يكن وحيد أبويه.



ومع توسع نشاط الميليشيا التابعة لإيران في دول المنطقة، قامت الولايات المتحدة في 30 أكتوبر 2018، بفرض  عقوبات على الشركات التي تقدم الدعم المالي لقوة المقاومة التابعة لمؤسسة الباسيج شبه العسكري، وتحديدًا التي تقوم بتجنيد الأطفال وغرس الأفكار السيئة في عقول التلاميذ وتدريبهم للمشاركة في ساحات القتال.

شارك