«كورونا» يعمق من عزلة إيران.. وطهران في مرمى الصراعات الإقليمية والدولية

الأربعاء 26/فبراير/2020 - 08:41 م
طباعة «كورونا» يعمق من اسلام محمد
 
رغم الإعلان الإيراني المتأخر عن انتشار فيروس كورونا في البلاد فإن المرض انتشر بمنتهى السرعة يحصد الأرواح حصدًا بدرجة جعلت من طهران ثاني أكبر بلد في العالم في عدد قتلى هذا الفيروس وأضحت البؤرة الأولى لنشر المرض في الإقليم في المنطقة.
وقد أدى فشل السلطات الذريع في التصدي للكارثة الجديدة إلى تزايد مشاعر النقمة والسخط الشعبي ضد نظام الملالي؛ لاسيما وأنها تأتي في أعقاب انتفاضات شعبية دامية تمحورت أسبابها جميعًا حول ضرورة رحيل النظام بسبب عجزه عن أداء مهامه وحل مشكلات البلاد وهي الانتفاضات التي لقت دعمًا إعلاميًّا أمريكيًّا باعتبارها تكثف الضغوط الداخلية على السلطة بينما تفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية عليها في سبيل إجبارها على التفاوض مُجددًا لتعديل بنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
ويدرك القادة الإيرانيون أن مثل تلك الأزمة ستضعف موقفهم بشدة أمام الولايات المتحدة إذ ستزيد حرج وضعهم الاقتصادي الذي لا يحتمل مزيدًا من الانهيار، فدول جوار إيران أقفلت حدودها معها وفرضت عليها حجرًا صحيًّا إجباريًّا بشكل فاقم من حرج الوضع الاقتصادي.
وكان الاستقطاب الدولي حاضرًا بقوة في المشهد فالصين التي تعد منبع كورونا، هي تقريبا الدولة الوحيدة التي تصدت للعقوبات الأمريكية ومثلت شريان الحياة للاقتصاد الإيراني طيلة لفترة الماضية وتحملت في سبيل ذلك عقوبات واشنطن المتتالية والتي فرض أحدثها الثلاثاء 25 فبراير 2020 ولذلك رغم أنها مصدر الفيروس لم توقف طهران حتى الآن رحلاتها مع بكين، وقد ارسلت الأخيرة 5 آلاف جهاز لفحص الفيروس الجديد حسبما أعلنه السفير الصيني هناك، تشانغ هو، في تغريدة له بالفارسية.
وفي المقابل دخل على الخط وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الثلاثاء 25 فبراير، قائلا: إن بلاده «شديدة القلق» من أن تكون إيران أخفت معلومات عن انتشار المرض، داعيًا كل الدول إلى «قول الحقيقة».
وانتقد طهران في مؤتمر صحفي قائلًا: إن «الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ من المعلومات التي تشير إلى أن النظام الإيراني ربما أخفى تفاصيل حيوية عن التفشي في ذلك البلد»، بكين، بسبب «الرقابة على وسائل الإعلام والعاملين في المجال الصحي».
وإقليميًّا أغلقت الدول العربية حدودها مع طهران بعدما توالى وصول الحالات المصابة منها باستثناء قطر التي اكتفت بخفض عدد الرحلات الجوية حسبما أعلنت الخطوط الجوية القطرية هناك وأنها ستدعو الركاب القادمين من إيران للبقاء فى المنازل أو الحجر الصحى لمدة 14 يومًا.
فالدوحة تواجه عزلة من جيرانها العرب منذ يونيو 2017، وتعد إيران نافذتها على العالم ولذلك لا توجد لديها رفاهية إغلاق الحدود معها.
وفيما خرج نائب وزير الصحة الإيراني إيراج حريرجي، لينفى التستر على تفشي المرض والتقصير في مواجهته، لكنه نفسه بدت عليه علامات المرض وهو يتحدث إلى الصحفيين، وثبت إصابته به واعترف هو نفسه فيما بعد بذلك.
كما أصيب النائب البرلماني عن العاصمة، محمود صادقي، وتضاعفت النقمة على النظام بسبب فشل الحكومة في اتخاذ الحد الأدنى من الإجراءات فعلى سبيل المثال أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل عملية نقل مصاب بالفيروس في مدينة أردبيل دون أخذ أي احتياطات إذ يصطحب رجل المريض، دون قناع واقي مع العلم بأن المرض ينتقل عبر الهواء.
كما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء 26 فبراير، عزمه عدم فرض حجر صحي على أى مكان، محذرا ما وصفه بالشائعات.

شارك