الجيش الليبي يكبد مرتزقة أردوغان خسائر فادحة.. وحصيلة القتلى ترتفع لنحو 145

الأحد 22/مارس/2020 - 01:37 ص
طباعة الجيش الليبي يكبد فاطمة عبدالغني
 
تتوالى الخسائر في صفوف المرتزقة السوريين الذين أرسلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لليبيا، ومع سقوط المزيد منهم يصل العدد إلى نحو 145 قتيلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، وثق أمس السبت 21 مارس مزيداً من القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا بمعارك ليبيا، على خلفية مقتل وجرح دفعات جديدة منهم في معارك هناك، حيث وصلت نحو 14 جثة جديدة للمقاتلين إلى مناطق نفوذ الأتراك في ريف حلب الشمالي.
وينحدر القتلى الجدد بحسب المصدر من تدمر وسلقين والبوكمال والباب، وبذلك بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا 143 مقاتل، من فصائل “لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه”.
 ووفقاً لمصادر المرصد فإن القتلى قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.
لكن مصدر عسكري ليبي أكد أن الرقم الحقيقي للقتلى في صفوف مرتزقة أردوغان أكثر ذلك بكثير، مشيرا الى أن الرقم المعلن يعتمد على إحصائيات من داخل الأراضي السورية لمن لقوا مصارعهم في ليبيا من عناصر الميلشيات الناشطة هناك، بينما هناك مرتزقة تم جلبهم الى طرابلس من جنسيات غير سورية، أو تم تجنيدهم من دول الجوار الأفريقي.

وأضاف المصدر أن هناك إحصائيات تتحدث عن أكثر من 270 قتيلا في صفوف المرتزقة، منهم حوالي 80 لقوا مصارعهم في محاور القتال بجنوب وشرق مدينة مصراتة.
كما أكدت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقوات المسلحة الأربعاء 18 مارس، مقتل عدد من المرتزقة ومن أفراد ميلشيات حكومة الوفاق جراء استخدام الجيش لوحدات المدفعية في قصف عدد من المواقع التي تأويهم في عين زارة جنوب العاصمة طرابلس، وأضافت أن أغلب القتلى هم من مرتزقة أردوغان  ومن وصفتهم  بإهابيي داعش الذين  كانوا قد فروا من بنغازي واتجهوا للعاصمة طرابلس.

وعلى صعيد متصل أعلن مصدر ميداني عن  قيام مسلحي حكومة الوفاق  المدعومين بمرتزقة أردوغان بشن هجوم فاشل على القوات المسلحة للجيش الوطني الليبي في محور عين زارة ، لكن القوات الخاصة حماة أبوسليم تصدت للهجوم، وبنجاح نفذت هجوما مرتدا وتمركزت في مواقع أكثر قوة استراتيجيًا.
وبين عقيلة الصابر، عضو مكتب الإعلام في غرفة عمليات اجدابيا، التابعة لعملية الكرامة، إنه "تم القضاء على 11 من  المرتزقة وعناصر المليشيات وإصابة أكثر من 25 منهم وبينهم 6 حالات حرجة".
وبحسب المراقبون يتلقى مرتزقة اردوغان في ليبيا ضربات موجعة بشكل متكرر حيث تؤكد التطورات الميدانية عجزهم عن مواجهة الجيش الليبي الذي حقق تقدمات هامة خلال الايام الماضية. ويبدو أن مأزق أردوغان يتزايد وهو ما كشفت عنه خطوته الأخيرة  بتخفيض رواتب المرتزقة السوريين في ليبيا في مشهد كشف بوضوح حالة الارتباك التي يعيشها النظام التركي.
وكان المرصد السوري وثق في وقت سابق تخفيض الجانب التركي رواتب المرتزقة السوريين الذين جرى تجنيدهم وإرسالهم للقتال في ليبيا، وذلك بعد أن فاق تعداد المجندين الحد الذي وضعته تركيا وهو 6000 مقاتل، ورصد المرصد السوري خلال الفترة السابقة ارتفاع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن إلى نحو 4750 "مرتزق"، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1900 مجند.
يشار أن تركيا تدفع للمرتزقة السوريين رواتب تصل إلى 2000 دولار لكل مقاتل شهرياً، حسب الأرقام التي قدمها المرصد السوري لحقوق الإنسان بسوريا في وقت سابق.
وتأتي خطوة تخفيض رواتب المرتزقة السوريين بحسب المراقبون كمحاولة من أردوغان للخروج من المستنقع الليبي بأخف الأضرار الممكنة بعد اقتناعه بحجم الخطأ الذي ارتكبه بالدخول على خط الأزمة في ليبيا والرهان على ميليشيات الوفاق. 
ويضيف المراقبون أن سياسة التخفيض في رواتب المرتزقة تكشف سياسة النظام التركي الذين يستغل المقاتلين لأغراضه الفردية دون الاكتراث بمصيرهم.
وهو الأمر الذي يؤشر على أن أنقرة باتت عاجزة عن تحمّل أعباء سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الفردية وغير المدروسة فيما يخص الملف الليبي، وما ترتب عن دعم ميليشيات الوفاق بمرتزقة سوريين، من إثقال لكاهل اقتصاد البلاد المتدهور منذ سنوات.
ومن المرجح أن تثير هذه الخطوة غضب المرتزقة السوريين، وربما الانسحاب من دعم ميليشيات الوفاق في الأيام المقبلة، نظرا لأن الإغراءات المالية التي قدمها أردوغان هي الدافع الوحيد لقدوم هذه القوات إلى طرابلس، مما سيساهم في مزيد هشاشة جبهة الميليشيات وسيعجّل بقرار الجيش الليبي الدخول إلى العاصمة الليبية طرابلس وتحريرها من الجماعات الإرهابية الخارجة عن القانون.
وكانت الأمم المتحدة والدول الراعية للعملية السياسية، دعت الثلاثاء 17 مارس، أطراف النزاع في ليبيا إلى وقف الأعمال العدائية من أجل تمكين الأجهزة الطبية المحلية من الاستجابة سريعاً لفيروس (كورونا) المستجد.
وفي بيان مشترك دعا سفراء الدول الراعية وبعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا إلى (إعلان وقف فوري وإنساني للقتال).
ودعا البيان إلى وقف النقل المستمرّ لجميع المعدات العسكرية والأفراد العسكريين إلى ليبيا من أجل السماح للسلطات المحلية بالاستجابة لتحدّي الصحة العامة غير المسبوق الذي يشكله فيروس كورونا المستجدّ

شارك