منصات تواصل جديدة لتنظيم داعش بديلا عن التليجرام

الإثنين 23/مارس/2020 - 09:28 م
طباعة منصات تواصل جديدة حسام الحداد
 
دُشِّنت عشرات الحسابات المؤيدة لتنظيم الدولة على منصة تام تام الروسية  منذ نوفمبر الماضي 2019، وذلك بعد تضييق الخناق بشكل كبير على أنشطتهم على تطبيق تليجرام الذي عكفوا على استخدامه منذ 2015.
وكان مسؤولو الإعلام في تنظيم الدولة الإسلامية قد دشّنوا قنوات تواصل على منصة "تام تام" في أبريل 2018، غير أن التجربة كانت محدودة النطاق ولم تستمر طويلا.
وعلى الرغم من أن التجربة الأخيرة لا تزال في بداياتها، فإن حجمها تجاوز بالفعل تجارب أخرى على منصات أخرى مثل "رَيات" و"روكِت شات".
ويبدو أن تنسيقا وتعاونا كبيرا يقف وراء ذلك في الكواليس عبر قنوات اتصال خاصة، في حِرْصٍ من بعض أنصار التنظيم على الالتزام بسرية التجربة.
وربما اقتفى أنصار تنظيم الدولة أثر "وكالة ناشر للأنباء"، وهي المروّج الرئيسي لأخبار التنظيم، والتي دشنت قناة "رسمية" في التاسع والعشرين من نوفمبر على منصة "تام تام"، بعد أسبوع من تضييق الخناق على منشوراتها على منصة تليغرام، والذي جاء بالتعاون مع الشرطة الأوروبية "يوروبول".
وحسب تقرير لبي بي سي، لم تكن هناك إشارات واضحة قد ظهرت بعد تدلّ على أن تطبيق تام تام شرع في التصدي لوجود تنظيم الدولة على المنصة التي أطلقتها شبكة التواصل الاجتماعي الروسية الكبرى "أودنوكلاسنيكي" عام 2016.
ولا شك أن بناء كتلة حرجة من الدعم على منصة تام تام بهذه السرعة، دونما معارضة تُذكَر، يمثل فرصة كبرى أمام أنصار تنظيم الدولة الإسلامية لبدء توطيد نشاطهم على المنصة.
واجتذبت القناة الرسمية لوكالة "ناشر" للأنباء على منصة تام تام أكثر من 1,100 مشترك. كما دُشنت تسع قنوات تابعة على الأقل في الأول من ديسمبر2019، مما يعطي مرونة أكبر لأنشطة أنصار التنظيم حال شروع منصة تام تام في اتخاذ تدبير لمواجهتهم.
وعلى القنوات التي ترصدها بي بي سي، تظهر بيانات تنظيم الدولة بشكل متسق على منصة تام تام أولاً ثم بعد ذلك على تليغرام، بما يعني بأن منصة تام تام تلعب الآن دورا رائدا في نشر دعايا التنظيم.
على سبيل المثال، ظهر بيان تنظيم الدولة الذي يعلن فيه مسؤوليته عن حادث الطعن على جسر لندن بريدج على تطبيق تام تام في تمام الساعة 1755 بتوقيت جرينيتش يوم 30 نوفمبر، بينما رصده قسم المتابعة في بي بي سي لأول مرة على تليغرام في تمام الساعة 1756 جرينيتش.
وترجِّح معدلات التدفق الكبيرة في وقت قصير على تطبيق تام تام أن ثمة تنسيقا وراء ذلك على نحو ما. لكن هذا التنسيق يبدو أنه يحدث من وراء الكواليس.
وبينما تم الإعلان عن بعض قنوات تام تام الموالية لتنظيم الدولة على تليجرام وشبكات اجتماعية فيدرالية لا مركزية مثل روكِت شات ورَيات، فإن ثمة تحذيرات بين أنصار التنظيم من الترويج لقنوات تام تام على منصات تواصل اجتماعي أخرى، ربما لتفادي جذْب انتباه وكالة إنفاذ القانون وإدارة المنصات.
وحذرت وكالة ناشر للأنباء من أنّ نشْر روابط على قنوات تام تام التابعة لها بات "محظورا".
ودعا مصدرٌ داعم لتنظيم الدولة يُدعى "الحبر والقلم"، إلى الترويج لـ تام تام، عبر محادثات خاصة على تليغرام، قائلا: "لا تكشفوا عن أسلحتكم للعدو".
وبلغ التضييق على تليغرام، مستويات دفعت أنصار تنظيم الدولة إلى اللجوء لمنصات بديلة، وبرزت منصة تام تام كأنشط بديل حتى الآن.
وكتب أحد أنصار تنظيم الدولة، ويدعى ميسرة الشامي، على تليجرام في الثلاثين من نوفمبر2019، ليعرب عن أسفه لأن المنصة باتت "خاوية تماما" من أنصار التنظيم، وأنه لم يتبق غير القليل، مشيرا إلى أن كثيرين قد هجروا منصة تليغرام إلى تام تام.
وتنصّ شروط استخدام منصة تام تام على ضرورة التزام كافة الرسائل المنشورة على القنوات العامة للمنصة بقوانين روسيا الفيدرالية، والتي تحظر بشكل خاص الدعوات للعنف والترويج للتطرف والإرهاب.
لكن هذه الشروط في المقابل لا تنص على أي شيء فيما يتعلق بالمواد المتداولة عبر قنوات "الدردشة الخاصة" أو عبر "القنوات الخاصة".
وبخلاف تليجرام، الذي بنى سمعته على تأمين خصوصية مستخدميه، فإن تطبيق تام تام لا يبدو أنه يتبنى نفس السياسة فيما يتعلق بحذف محتوى معين، فضلا عن أن هذا التدفق الجارف لأنصار تنظيم الدولة على تام تام سيزيد صعوبة حذف المحتوى الذي ينشره التنظيم على المنصة.
وعندئذ من المرجح أن يلجأ تطبيق تام تام إلى عمليات ممنهجة للتخلص من المواد التي ينشرها أنصار تنظيم الدولة لقمع وجودهم على منصته، على غرار ما فعل تطبيق تليجرام.

شارك