الإرهابي عبدالله المحيسني.. ذراع قطر الخفي ويد تركيا في سوريا

السبت 11/أبريل/2020 - 01:09 ص
طباعة الإرهابي عبدالله أميرة الشريف
 
 اعتاد علي قتل الأبرياء، وتجنيد الشباب، في سوريا، هو الإرهابي عبدالله المحيسني، الذي ينفذ  أجندة قطر وتركيا من نشر فكر ضلالي ودور تخريبي ودعم التنظيمات المتطرفة، في محاولة للسيطرة على البلد الذي عام في بحور الدماء منذ 2011.
وتقدم قطر وتركيا الدعم للمتطرفين، في وقت يحارب العالم التنظيمات الإرهابية، ولم تتوقف مساعي البلدين مادياً ومعنوياً وإعلامياً نحو زرع الفتن والخراب عربياً وأفريقياً ودولياً.
وفي هذا التوقيت، جندت قطر وتركيا الإرهابي عبدالله بن محمد بن سليمان المحيسني، المعروف بـ"عبدالله المحسيني"، وهو داعية سعودي هرب إلى باكستان بعد تأييده سلسلة هجمات 11 من سبتمبر ، في الولايات المتحدة، التي رفضها العالم كله كونها شوهت صورة العرب والمسلمين لدى الغرب.
ووفق تقارير إعلامية، بدأت قطر علاقتها بالإهاربي منذ أن كان إماما للجامع القطري في مكة المكرمة، ومن ثم انتقاله للإقامة بالدوحة بعد فراره من باكستان؛ إثر تضييقات حكومية قبل أن يغادرها لتركيا ثم سوريا ودعم علني لا محدود لمدة 6 سنوات، ومن ثم خشيت على نفسها من الضغوطات الدولية وصنفته إرهابياً في مارس 2018 بينما تموله سراً عبر الشريك أنقرة.
ولقي المتطرف حفاوة كبيرة في الدوحة، حيث شارك بشكل رسمي عام 2012 في المؤتمر الثاني لرابطة علماء المسلمين بعنوان "أحكام النوازل السياسية".
أعدته قطر عبر قناة الجزيرة، ذراع تنظيم الحمدين الإعلامي، ومن ثم أرسلته إلى سوريا في الربع الأخير من عام 2013، لتنفيذ المهام التي ستوكل إليه بدعم ومساندة الفصائل الإرهابية، التي يحصل العديد من قادتها وأفرادها على رواتب شهرية من الدوحة.
وفي أغسطس 2013، التحق المحيسني بصفوف إرهابيي جبهة النصرة، بعد نشاطه في جمع الأموال والتبرعات للتنظيم عبر عدد من الحملات، التي سبق أن أعلن عنها عبر حسابه الشخصي في "تويتر".
ووفق تقارير إعلامية، كان له باع كبير في ضم المقاتلين الإرهابيين إلى جبهة النصرة في سوريا، فكان بين فترة وأخرى يظهر وهو يعدهم بالحور العين والنصر المؤزر، وضرورة الانضمام إلى جبهة النصرة، وهو الذي عرف عنه صاحب الوسم نفير_المبتعثين الذي حرض وغرر بالطلبة المبتعثين للانخراط في جبهة النصرة للحرب.
ثم عمل كقاضٍ شرعي يحكم بين الفصائل المختلفة مثل تنظيم داعش الإرهابي، وجبهة النصرة الموالية لـ"القاعدة"، و"أحرار الشام"، حتى حدث الصدام بين جبهة النصرة وتنظيم داعش، في فبراير 2014، فبدأ يتخذ مواقف مع جبهة النصرة.
وفي 29 أكتوبر 2014، نظم مركز بروكنجز التابع للنادي الدبلوماسي القطري، جلسة نقاش تناولت مستقبل الجماعات المتطرفة في العراق وسوريا، ضمت أحد مقاتلي جبهة النصرة وإحدى أذرعها الإعلامية "بلال عبدالكريم" (48 عاماً)، الذي ظهر لاحقاً في صورة جمعته بعبدالله المحيسني؛ للاطمئنان عليه بعد إصابته في إحدى المواجهات.
وعمل المحيسني بعلاقاته مع تنظيم الحمدين في جمع الأموال من قطر لتأمين وتطوير المدفعية والأسلحة المتقدمة للمليشيات المتطرفة في سوريا.
وفي 2016، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات مالية على 4 من قيادات جبهة النصرة، من بينهم المحيسني الذي وصفته بأنه مسؤول تجنيد مقاتلين شمال سوريا، وجزء من "دائرة القيادة الداخلية" لجبهة النصرة.
وأدرج المحيسني ضمن قائمة الجماعات والكيانات الإرهابية ذات الصلة الوثيقة بقطر، والتي وضعتها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر ، من 59 فرداً و12 كياناً في قوائم الإرهاب المحظورة لديها كان على رأسها عبدالله المحيسني.
وفي مارس 2018، صنفت الدوحة المحيسني على قوائمها للإرهاب، لتورطه فى دعم وتمويل الإرهاب بدول المنطقة، وهو ما اعتبره حينها مراقبون تم بأوامر أمريكية وضغط أوروبي، ولكن ظل المحيسني ذراع قطر الإرهابي في الخفاء.
ومن أداة لتنظيم الحمدين الإرهابي إلى سلاح بيد نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يستخدمه للحصول على دعم جميع الفصائل الإرهابية، وإظهار عدوانه على سوريا بشكل مغاير، وأنه قادم لنجدتهم وليس لنهب ثرواتهم.
ففي 24 أغسطس 2016، شنت تركيا عملية "درع الفرات" العسكرية في شمالي سوريا، بدعوى إقامة منطقة فاصلة على حدودها.
وفي أكتوبر من العام نفسه، أجرت صحيفة "يني شفق" الموالية لنظام أردوغان، حواراً مع "المحيسني"، أخذ خلاله يبكي وينوح على أطفال سوريا، مطالباً أردوغان عبر استخدام آيات قرآنية محرفة عن مكانها الصحيح بنجدتهم، ونسى أو تناسى هذا الإرهابي كيف ساهم هو والمتطرفون من أمثاله في مقتل مئات الآلاف من الأطفال ليس في سوريا ولكن في العالم كله.
كما ترحم خلال الحوار على سلاطين الدولة العثمانية وعدّد إنجازاتهم دون أن يذكر المذابح والأهوال ووقائع النهب والجرائم، التي يشيب لها الولدان للعثمانيين، حيث يمتلئ تاريخهم بسيئات خلفوها في كل مكان وطأت بها أقدامهم.
فيما، حل المحيسني ضيفاً على برامج قناة الجزيرة القطرية، التي وفرت له دعماً إعلامياً كبيراً، لمساعدته في تجنيد واستقطاب العناصر المقاتلة من أنحاء العالم، لدعم الاحتلال التركي لسوريا.
وبينما يحظى بحفاوة على وسائل إعلام دول تحالف الشر، تضعه وسائل الإعلام في مكانه الصحيح كإرهابي قتل الأبرياء وساهم في زيادة الاضطرابات في سوريا وغيرها من الدول العربية.
فضمن حلقات برنامج "سفراء الظلام" على قناة دبي، نال الإرهابي عبدالله المحيسني عن جدارة لقب "سفير الظلام".
وأشار إلى أن الدوحة توجته في منصب قيادي بجبهة النصرة، ومن بعدها جبهة تحرير الشام، ولم يعد غريباً أن يدافع المحيسني عن أرباب قطر.
وفي ظل المعارك المحتدمة حالياً بين الجيش السوري والقوات التركية المدعومة من الفصائل الإرهابية في إدلب شمال شرق، أعاد الإعلام التركي وبشكل مكثف نشر مقابلة الإرهابي عبدالله المحيسني مع صحيفة يني شفق التركية، التي يستنجد خلالها بأحفاد العثمانيين لإعطاء صورة مغايرة عن العدوان التركي، الذي يلاقي رفضاً داخل البلاد وكذلك عربياً ودولياً.
وفي وقت سابق، طالب المحيسني أنصاره بضرورة المشاركة في قتال الجيش الوطني الليبي، وفق تسجيل مصور جرى تداوله حديثاً على مواقع التواصل كنوع من الدعم لقطر وتركيا، اللتين تسهمان في إرسال مرتزقة ودعم المليشيات لسرقة ونهب الشعب الليبي ودعم حكومة الوفاق، مُستندًا بذلك على الفتاوى المتطرفة الإرهابية للمفتي المعزول الصادق الغرياني.
وظهر المفتي السابق لهيئة تحرير الشام المدعومة من قطر وتركيا، في تسجيل مرئي صدر بعنوان الصرخة الأخيرة إلى أهلنا في ليبيا وهو يدعو إلى ما اعتبره الجهاد والنفير وتقديم الأرواح رخيصة لمواجهة القوات المسلحة.
وأكد هذا الظهور، أنذاك، على أن القوات المسلحة، بقيادة المشير خليفة حفتر، تواجه تنظيمات متطرفة في حربها لتطهير ليبيا من الإرهاب المدعوم من الخارج.



شارك