فضح أطماع أردوغان من ليبيا إلى السودان

الإثنين 22/يونيو/2020 - 01:36 ص
طباعة فضح أطماع أردوغان حسام الحداد
 

تتصاعد التوترات في منطقة شرق المتوسط بعد أن قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتخاذ ليبيا كذريعة لتنفيذ سياسته التوسعية وأطماعه الاقتصادية في المنطقة، واعادة دولة الخلافة بالتنسيق مع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهبية وذراعها حركة النهضة التونسية.

في هذا السياق قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، مساء الأحد 21 يونيو 2020، إن المعارك في ليبيا ضد الإرهاب يصل تأثيرها للمنطقة بالكامل، ولا يقتصر على حدود ليبيا فقط، فيما أعلن عن فرض حظر جوي شرقي سرت حتى منطقة الهيشة.

وأشار المسماري إلى أن أهداف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هدفها واضح، وهو السيطرة على النفط والغاز في ليبيا، واتخاذ البلاد قاعدة له للتوسع في المنطقة.

وقال المسماري خلال مؤتمر صحفي: " الخطر الداهم هو من قبل المتطرفين بقيادة أردوغان، وهدف تركيا واضح، وهو السيطرة على قاعدة انطلاق استراتيجية للسيطرة على دول الجوار، وهو خطر يهدد جميع الدول المجاورة".

وأضاف "تركيا تهدف إلى السيطرة على النفط ومقدرات الشعب الليبي.. الغزو التركي يهدد كل دول جوار ليبيا".

كما ثمن المسماري الدور المصري في ليبيا، مشيرا إلى أنه "لا غرابة في الموضوع"، فمصر لها تاريخ طويل بالمواقف القومية العربية الحازمة.

وقال المسماري: "القيادة المصرية متأكدة أن الجيش الوطني الليبي قام بدوره على أكمل وجه.. والموقف المصري مبني على أن معركتنا هي معركة قومية".

وأضاف "لماذا تستغرب الناس من موقف مصر، هذه مصر ومواقفها العظيمة دائما التي تمتاز بالعروبة، مصر كانت خطوة بخطوة مع القيادة العامة الليبية".

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قد أعلن استعداد بلاده لمساعدة القبائل الليبية للدفاع عن بلادها بترحيب شعبي كبير، وسط إجماع خبراء ومراقبين على أهمية تلك الخطوة على طريق وضع حد لـ "التغوّل التركي"، ووقف أعمال الميلشيات الإرهابية والمرتزقة الداعمين لحكومة فايز السراج.

وخلال كلمة ألقاها، السبت، في قاعدة جوية قرب حدود مصر الغربية التي يبلغ طولها نحو 1200 كيلومتر مع ليبيا، قال الرئيس المصري: "نحن مستعدون لتدريب شباب القبائل وتجهيزهم وتسليحهم تحت إشراف زعماء القبائل"، مؤكدا أن "مصلحة مصر الوحيدة في ليبيا أن تكون مستقرة وآمنة".

كما أشار المسماري إلى أنه تم فرض منطقة للحظر الجوي تبدأ شرق مدينة سرت وإلى ما بعد منطقة الهيشة.

وقال المسماري: "سنتعامل مع أي هدف في منطقة الحظر الجوي التي فرضها الجيش الوطني الليبي"

كما أشار المسماري إلى أنه تم منع " تداول أي معلومات تتعلق بتحركات الجيش الوطني الليبي، ونشكر النشطاء لأنهم لم ينشروا أي معلومات بشأن تحركات الجيش الليبي".

ومن أجل تحقيق السيطرة الكاملة والأبدية على ليبيا ومنطقة شمال أفريقيا، بدأت تركيا في إنشاء قاعدتين عسكريتين دائمتين في الأراضي الليبية. وتجري حاليًا عمليات تحويل قاعدة الوطية الجوية العسكرية، إلى قاعدة عسكرية جوية تركية دائمة، ويتم إصلاح بنيتها التحتية وإعادة تأهيلها بعد انسحاب الجيش الوطني الليبي منها، وبدأ بالفعل نصب منصات الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي التركية، وإنشاء مركز عمليات للطائرات المسيرة.

المعلومات الواردة من ليبيا أيضًا، تشير إلى أن تركيا تعمل على تحويل ميناء مصراتة المطل على البحر المتوسط إلى قاعدة عسكرية بحرية، وبذلك تكون تركيا قد سيطرت على منطقة شمال أفريقيا.

كل ذلك يتم بالاتفاق مع حكومة ما يسمى بـ"الوفاق" التي يديرها ظاهريًا فايز السراج، بينما تتحكم فيها جماعة الإخوان فرع ليبيا سياسيًا، وتحكمها الميليشيات العسكرية، بل وصل الأمر إلى حد إصدار فتى من المفتي الليبي الإخواني الصادق الغرياني، بشرعية إنشاء قواعد تركية في ليبيا، وقال في فتوى له: "منح دولة أجنبية إمكانية إنشاء قواعد عسكرية في ليبيا لا يعيرنا في الحق ما دام لنصرة الحق لأنه أمر مشروع".

وما لا يعرفه الكثيرون أن أردوغان التهم دولة عربية بالكامل في غفلة من العرب، وهي الصومال، وأنشأ فيها أكبر قاعدة عسكرية في الخارج، وتدير المخابرات التركية جهازي الشرطة والاستخبارات في الصومال. واشترى أردوغان زعماء الحرب والميلشيات الإرهابية بالأموال، في الوقت الذي غفل فيه العرب عن هذه الدولة، راح أردوغان يحط جنوده والمرتزقة فيها، ويوزع على الفقراء المساعدات ويحصل على الأرض مقابل الطعام، تمامًا كما فعل اليهود عندما انتزعوا فلسطين من الجسد العربي.

الجميع يعلم جيدًا، أن أردوغان كاد أن يبتلع السودان أيضًا في الأيام الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، واتفق معه على إقامة قاعدة عسكرية في جزيرة سواكن في البحر الأحمر، لكن الشعب السوداني تدارك الخطر، وقام بثورة شعبية مجيدة، أطاحت بنظام حكمه، وأسقطت جماعة الإخوان.

جماعة الإخوان المعروفة في السودان باسم "الكيزان" مازالت تتغلغل في مؤسسات الدولة، ولاسيما المؤسسات الأمنية والجيش، وحاولت أكثر من مرة الانقلاب على الثورة والمجلس السيادي، وإعادة نظام حكم البشير مرة أخرى، ومازالت تتحين الفرصة للانقضاض على الثورة، وفي حالة سيطرت أردوغان على ليبيا، سوف يعمل على تقوية شوكة "الكيزان" مرة أخرى، ونشر الفوضى في السودان، حتى يمكنه التدخل فيها، وتحقيق حلمه بالسيطرة على هذا البلد، واستعادة الإمبراطورية العثمانية في أفريقيا.

أردوغان تركيا يرى أنه "خلفية الإخوان المسلمون"، ويسعى من خلالهم إلى استعادة الإمبراطورية العثمانية، فقد حاول كثيرًا مساعدة الإخوان بعد ثورة 25 يناير من أجل السيطرة على مصر، وعندما فشلت الجماعة وثار المصريون ضدها، وفر لهم الحماية السياسية في تركيا وفتح لهم القنوات، ودعمهم بالمال والسلاح.

وعلى الأساس الإخواني دعم حكومة الوفاق في ليبيا، وهو الرابط نفسه الذي جعل الرئيس السوداني السابق عمر البشير يدعم الميلشيات المسلحة في ليبيا قبل إسقاط نظامه.

الزحف نحو السلطة هو هدف الإخوان والسيطرة على ثروات الشعوب واستعادة إمبراطورية أجداده هو هدف أردوغان، وتحت غطاء الدين والإسلام يسعى الطرفان لتحقيق أهدافهم، بينما تدفع الشعوب الثمن باهظًا من دمائها وثرواتها وأرضها.

شارك