ملحمة الاستنزاف.. داعش في خدمة أردوغان

الجمعة 26/يونيو/2020 - 02:21 ص
طباعة ملحمة الاستنزاف.. علي رجب
 
كشف إصدار جديد لتنظيم "داعش" الارهابي عن العلاقات الوثيقة مع نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث ركزت عمليات التنظيم الارهابي على قادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) خلال الأشهر الماضية، وهو القوات التي تشكل هدفا استراتيجيا لحكومة أردوغان للقضاء عليها، وتعتبرها العدو الاول لها في سوريا.
وخصص "داعش" في اصداره الجديد  تحت اسم “ملحمة الاستنزاف”، حول عملياته العسكرية التي نفذها خلال الفترة الزمنية امتدت من أغسطس 2019 حتى مايو الماضي، ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقواعد لقوات التحالف الدولي، في محافظة الحسكة السورية.
وعقب قضاء قوات قسد بدعم من التحالف الدولي على أخر معاقل "داعش" في مارس 2019، سعى التنظيم  الإرهابي إلى إيجاد مساحة لعمل يبقي على حضور التنظيم في المنطقة، ما دفعه إلى التوجه إلى استراتيجية “الولايات الأمنية”، والتي تقوم على تفعيل خلايا سرية تنفّذ عمليات استهداف للأطراف المعادين. قوام تلك الخلايا، عناصر يبايعون التنظيم كان أعدهم في فترات سابقة ولم يكشف عنهم، للعمل في مثل هذه الظروف التي يمر بها التنظيم، يضاف إليهم عناصر من التنظيم استسلموا وأعلنوا تبرؤهم منه، لكنهم ما زالوا يقدمون الدعم لهذه العمليات، ويشكل أولئك، الجهاز السري الضارب، الذي يعتمد عليه التنظيم في حربه “الأمنية” طويلة الأمد.
و منذ مطلع عام 2020، ازدادت عمليات تنظيم “داعش” الأمنية، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ انهيار آخر معاقله شرق دير الزور مطلع عام 2019 واتباعه أسلوب “الولايات الأمنية”. هذه العمليات تنوعت طرائق تنفيذها، من الهجمات المباشرة على الحواجز والدوريات، إلى عمليات الاغتيال لعناصر أو متعاونين مع قوات “قسد”، وزراعة العبوات الناسفة أو الآليات المفخخة في طرق مرور العناصر المستهدفين من التنظيم.
وأوضح التنظيم الارهابي في اصداره الأخير، انه نفذ 72 عملية، وفجّر 26 عبوة ناسفة، ونفذ 28 اغتيالًا، وأوقع 169 شخصًا بين قتيل وجريح، بينهم ثمانية ضباط وقادة في قوات سوريا الديمقراطية، إلى جانب تدمير 36 عربة عسكرية.
ويُظهر التسجيل مهاجمة شاحنات محملة بالنفط ومواكب عسكرية لـ”قسد”، إلى جانب عمليات إعدام بإطلاق النار أو الذبح بالسكاكين لمقاتلين قال التنظيم إنهم من عناصر “قسد.
كما تضمّن التسجيل مشاهد لعملية قصف قاعدة للتحالف الدولي في مدينة الشدادي بريف الحسكة، بواسطة صواريخ محلية الصنع، قال إنها ردًا على الانتهاكات التي تتلقاها نساؤه في مراكز الاعتقال لدى “قسد”.
ومنذ مطلع العام الحالي، يستهدف تنظيم داعش الارهابي، عبر عمليات عسكرية، مواقع وأفرادًا ومسؤولين تابعين لـ”قسد” والتحالف الدولي، كما اعتمد الأخيران على عمليات المداهمة والإنزال لعدة مواقع مشتبه بوجود عناصر من التنظيم فيها.
وركّز  التنظيم الارهابي الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع الاستخبارات التركية، مؤخرًا في عملياته على المسؤولين الإداريين والعسكريين التابعين لـ”الإدارة الذاتية”، إلى جانب العمليات التي ينفذها بشكل شبه يومي ضد عناصر “قسد”.
وبدأ داعش من جديد في توزيع منشورات ورقية، عليها ختم التنظيم تحت اسم "ولاية الخير"، تضمنت تهديد بالقتل لموظفين في بلدية قرية الحصين، بريف دير الزور، مضمونها: “إلى رأس البلدية والعاملين فيها نحذركم من البقاء في البلدية وترك العمل مع الملحدين والالتزام في المنازل وتوبوا توبة نصوحًا، وفي حال عدم الالتزام سوف يقوم عناصر التنظيم باستهدافكم".
وخلال الأشهر الماضية، أكدت “قسد” المدعومة من التحالف الدولي، أن التنظيم زاد من عملياته ضدها عبر خلاياه النائمة في مناطق سيطرتها.
عمليات “داعش” لم تقتصر على العنصر العسكري المقاتل، بل تطورت أخيراً لتشمل الجهات المدنية العاملة مع “قسد”، كالمجالس المدنية المسؤولة عن توفير الخدمات الأساسية، والشخصيات المحلية العاملة في “الكومين”، أي الموظفين في الإدارة الذاتية في الأحياء والحارات ممن يقومون بوظيفة “المختار” التقليدية، كما طاولت تلك العمليات مدنيين ليسوا على ارتباط بأي طرف من أطراف الصراع، في تطور خطير لتوجهات عمل خلايا التنظيم التي تزداد عنفاً وانتقامية.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وثقت مقتل 69 مدنياً على يد خلايا تنظيم “داعش”، منذ 2019 وحتى شهر مايو 2020، بينهم 6 أطفال و3 سيدات، توزعوا على ثلاث محافظات، دير الزور 42 ضحية، الرقة 26، والحسكة ضحية واحدة. 
أما عمليات استهداف “قوات سوريا الديموقراطية” والتحالف الدولي، منذ مارس 2019 وحتى  مايو 2020 فبلغت قرابة 100 عملية استهداف، راح ضحيتها ما يقارب 150 عنصراً بينهم 8 جنود أميركيين، إضافة إلى عشرات الجرحى وخسائر مادية كبيرة في المعدات وبعض المقار العسكرية. 
مراقبون يرون ان استهداف التنظيم الارهابي لقوات قسد والمناطق الخاضعة لها يؤكد على تماهي وتوافق اجندة داعش مع المخطط التركي في شمال وشرق سوريا.
وأضاف المراقبون أن عمليات تداعش، تكد على العلاقة الوثية بين الوثية بين التنظيم الارهابي والاستخبارات التركية، في ظل وجود العديد من الوثائق التي تؤكد على هذه العلاقة خلال السنوات الماضية منذ اعلان التنظيم عن خلافته المزعومة في منتصف 2014.






شارك