بعد بيانات الاستنكار ..علي كنائس العالم اعلان مقاطعة السياحة لتركيا

الثلاثاء 14/يوليو/2020 - 10:47 ص
طباعة بعد بيانات الاستنكار روبير الفارس
 
تتوالي ردود الفعل في مختلف الأوساط الكنسية علي مستوي العالم إزاء قرار أردوغان بتحويل متحف ايا صوفيا لمسجد الأمر الذي تستنكره بيانات الكنائس المختلفة  وفي سياق ذلك نظم المئات من الأتراك المنتمين إلى التيار اليميني اليوناني، وقفات احتجاجية أمام سفارة أنقرة في أثينا، احتجاجًا على تحويل متحف «آيا صوفيا» إلى مسجد، وقد انضم لهذه الوقفة الاحتجاجية الآلاف من المواطنيين اليونانيين الغاضبين من القرار.

وقالت صحيفة «يني تشاغ» إن المحتجين أحرقوا العلم التركي أثناء الوقفة تعبيرًا منهم عن شعورهم بالاستفزاز من هذا القرار. وقد شارك أعضاء حزب «الفجر الذهبي» اليوناني صورًا ومقاطع فيديو للحظات حرق العلم التركي أمام السفارة باليونان.

كما طالب الحزب البرلمان اليوناني بتحويل منزل أتاتورك في اليونان إلى متحف للإبادة ردًا على تغيير وضع كاتدرائية آيا صوفيا .وكتب البطريرك يوحنا العاشر رسالةٍ إلى البطريرك المسكوني بارثليماوس بتركيا جاء فيها

"نأسف لقرار الحكومة التركية الأخير بشأن كنيسة الحكمة المقدسة ونعبر عن استنكارنا وشجبنا لكل ما يمكن أن يزيف الهوية التاريخية لبلادنا حيث 
استنكر البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس القرار التركي الأخير بشأن كنيسة الحكمة المقدسة في القسطنطينية. موقف البطريرك وقال 

الأخ الكلي القداسة

"كجلال الجَلَد العقلي أظهرت حسن المسكن المقدس السفلي مسكنِ مجدك يا رب.

فشدده إلى دهر الداهرين واستجب لنا نحن المقدمين لك فيه التضرعات بلا انقطاع بشفاعة والدة الإله

يا حياة الكل وقيامتهم.

 

بهذه الكلمات اختارت يراع ناظم التسابيح وصف كنيسة الحكمة المقدسة التي دشنت في القسطنطينية أواسط القرن السادس. وبهذه الكلمات دشنت كنيسة القسطنطينية المقدسة، ومعها كل مسيحيي المشرق، هذه الدرة الكنسية والمعمارية المقدسة والنفيسة ناظرةً فيها شيئاً من بهاء المسكن السماوي مسكن الله القدوس العلي. وقد بقيت الكلمات ذاتها في الليتورجيا الكنسية وكأنها تذكرنا أن مجد الأرض فيه شيء من مجد السموات مهما تسامى ذاك الآخر عليه. صحيحٌ أن مجد السموات هو مجد النفس العامرة بالتواضع لكن هذا لا يلغي أن عين الإنسان تواقة أيضاً لترى شيئاً من عظمة السماء ومن رمز السماء هنا على الأرض. إذ نقول كل هذا يرتسم أمامنا لاهوت كنيسة أنطاكية التفسيري والذي ينطلق من الملموس والعينيّ ليداني غير الملموس ويشدد على الجسد كما يشدد على الروح أيضاً.

إذ نقول كل هذا ترتسم أمامنا صورة كنيسة الحكمة المقدسة في القسطنطينية والتي يعكس مجدها الأرضي شيئاً من عظمة السماوي. نقول هذا وكلنا يعرف تاريخ هذه الكنيسة وما آلت إليه في أوائل القرن العشرين. نقول هذا ونحن نعلم نوازل وصواعد التاريخ التي أدت إلى تحويلها متحفاً في القرن الماضي.

أيها الأخ الكلي القداسة،

سمعنا وببالغ الأسف قرار الحكومة التركية تحويل كنيسة الحكمة المقدسة من الوضع الذي كانت عليه إلى جامع. نأسف لهذا القرار ونعبر عن استنكارنا وشجبنا لكل ما يمكن أن يزيف الهوية التاريخية لبلادنا. إن القرار الأخير يصب في خانة تهميش الوجود المسيحي في الشرق إن لم نقل محاولة الإجهاز على ما تبقى من دور ريادي ووجودٍ مسيحي متعايش بسلام مع بقية المكونات الدينية؛ وشواهد التاريخ على التسامح والأخوة الدينية ضمن الاحترام المتبادل هي كثيرة. يأتي هذا القرار لينسف كل الجهود التي تتطلع عبرها دول هذا الشرق لبناء دول المواطنة التي تحترم التنوع الديني وتعزز قيم العلمنة الإيجابية. فإذ به يعود إلى نكء جراحٍ تعزز ويا للأسف التطرف وإلغاء الآخر.

نحن معكم أيها الأخ الكلي القداسة في وحدة صلاة من أجل كنيستكم المقدسة ومن أجل هذا الشرق الجريح. نحن معكم في كل جهدٍ تضعونه لتعززوا وجودكم في أرضكم وأرض أجدادكم في كنيسة القسطنطينية روما الجديدة التي تربطنا إليها كل أخوةٍ ووحدة إيمانٍ 
وإذ نعانق قداستكم في المسيح، ننقل إليكم تضامن مؤمنينا في كنيسة أنطاكية وسائر المشرق ونسأل الرب المخلص أن يمنحكم سنين مديدة في خدمة الرعية المقدسة موردين إياها منابع الخلاص". كما 
أصدر غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث  البيان التالي فيما يخص الحفاظ على وضع كنيسة آيا صوفيا:

إننا نعبر ببالغ الجدية عن قلقنا إزاء الدعوات الأخيرة التي وجهها أعضاء الحكومة التركية لتغيير الوضع الحالي لآيا صوفيا من متحف إلى مسجد. هذه الكنيسة البيزنطية الرائعة البناء، والتي تأسر العالم بأسره حتى اليوم، لها تاريخ يمتد في العالم المسيحي لأبعد من القرن السادس. على مر الأجيال، مرت المنطقة وشعبها بأوقات عصيبة تركت ذكريات مؤلمة. ومع ذلك ، فقد كانت تركيا لما يقارب المائة عام ضامنة لبقاء كنيسة آجيا صوفيا كمتحف من أجل الحفاظ على قدر من الحياد, وبالتالي فإن الناس من جميع أنحاء العالم ومن جميع الخلفيات يمكنهم الاستمتاع بروعتها الروحية والمعمارية والتاريخية.

علاوة على ذلك، وضع آيا صوفيا كمتحف وأمكانية الوصول اليه قد أثمر بنتائج في الوقت الذي كان من الممكن أن يكون هناك خلاف آخر. آيا صوفيا لا تزال اليوم رمزا للتسامح. قد يجد البعض الانتعاش الروحي داخل جدرانها، البعض الآخر قد يستوحى من زمنها الإنجاز البشري، والبعض الآخر قد ينظر إليها من خلال مدلول بنائها الفريد. ومع ذلك، فإن هذه النتائج تحقق أفضل إنصاف ممكن، الذي بلا شك يهدف دائمًا إلى إلهام رائع وإلى تمجيد الله القادر على كل شيء.

بصفتنا رعاةً للتراث المقدس في أورشليم والأراضي المقدسة، لمدة تقارب الألفي سنة متواصلة، في أرض يقيم عليها أتباع الإيمان الإبراهيمي الثلاثة على قدم المساواة  فإننا نشهد بقوة على أن إمكانية الوصول الى تعزيز السلام والاحترام المتبادل، في حين أن المواقف الحصرية والأنفرادية تعزز الصراع والمرارة.

نأمل ونصلي، من أجل منفعة جميع الناس ذوي النوايا الحسنة، ومن أجل تركيا كدولة لديها القدرة على التأثير في منطقتنا بأكملها على طريق النمو والتعايش المتبادل، ذلك باحترام الوضع الحالي لآيا صوفيا والمحافظة عليها.
وفي ظل سياق الرفض  الكنسي طالب باحثون وشمامسة الكنائس المختلفة اصدار قرارات لرعايتها في مختلف بلدان العالم بمقاطعة السياحة والسفر لتركيا كرد فعل عملي وفعال وعقاب ضروري لحكومة أردوغان التي تعاني من انهيار في الاقتصاد  .وسوف يكون لقرار مقاطعة السياحة لتركيا افضل تعبير عن الغضب  المعلن ضد القرار

شارك