اجتماع أوروبي استثنائي لمواجهة العناد التركى فى البحر المتوسط

الجمعة 14/أغسطس/2020 - 11:26 ص
طباعة اجتماع أوروبي استثنائي هاني دانيال
 
يبدو أن الفترة المقبلة ستشهد مواجهة كبيرة بين فرنسا وتركيا، على خلفية انتشار قطع بحرية وطائرات مقاتلة للتواجد فى البحر المتوسط، ردا على تعامل القطع البحرية التركية مع نظيرتها افرنسية بنوع من الخطورة يونيو الماضي، وهو ما يكشف عن مواجهة عسكرية او دبلوماسية بين البلدين، فى ظل عدم رضا الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون عن الشطحات التركية الأخيرة.
اجتماع أوروبي استثنائي
فى الوقت الذى دعا فيه منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ، جوزيب بوريل  إلى اجتماع استثنائي لمجلس الشؤون الخارجية لمناقشة الوضع في شرق البحر المتوسط.، ومحاولة وضع حلول للتوتر بين تركيا وكل من فرنسا واليونان وقبرص.
الصحف الألمانية والفرنسية كشفت عن رغبة باريس فى حصار أنقرة، وعدم منحها مساحة للتواجد فى البحر المتوسط، خاصة وان ما قامت به القطع البحرية التركية من قبل بفتح الرادار والاستعداد لإطلاق النيران كانت خطوة غير مقبولة، وأحرجت باريس كثيرا، وخلقت صداما لم تكن باريس ترغب فى الوصول إليه.
ورغم المحاولات الألمانية للتهدئة، وكذلك المساعى الإيطالية، إلا أن باريس قررت المضي قدما نحو توسيع تواجدها فى البحر المتوسط، والتجاوب مع المطالب اليونانية بوقف الخطوة غير الشرعية التى تقوم بها أنقرة للبحث والتنقيب عن الغاز فى البحر المتوسط، دون أى أسانيد قانونية، وبالرغم من دعوة اليونان لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للاجتماع قريبا والبحث فى فرض عقوبات على أنقرة، إلا ان الموقف الأوروبي غير موحد، ولا توجد نية عامة لهذه الخطوة، فى ظل تواجد خلافات بين العواصم الأوروبية.
من جانبه استغل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخلافات الأوروبية الداخلية لتحقيق مساعيه داخل البحر المتوسط، ومحاولة تقديم صورة المدافع عن حقوق بلاده فى الصحف التركية، والزعم بتهديد  إردوغان  بالرد على أى محاولات ضد السفينة التركية التى تقومب التنقيب عن الغاز فى المتوسط، والتواصل مع القيادات الأوروبية للتلويح بإمكانية الصدام فى حال التعامل بشكل غير قانونى.      
وكانت وزارة الجيوش الفرنسية أعلنت عن إرسال  مقاتلتين من طراز "رافال" وسفينتين تابعتين للبحرية الفرنسية إلى شرق البحر المتوسط، وأن مقاتلتي "رافال" هبطا الخميس في جزيرة كريت والبقاء هناك "بضعة أيام". 
وتمت الإشارة إلى أن هذا الوجود العسكري يهدف إلى تعزيز التقييم المستقل للوضع وتأكيد التزام فرنسا حرية الحركة وسلامة الملاحة البحرية في البحر المتوسط واحترام القانون الدولي".
كما انضمت الفرقاطة "لا فاييت" في البحر المتوسط إلى حاملة المروحيات "تونير" التي كانت في طريقها إلى بيروت لتقديم المساعدة بعد الانفجار الذي دمر جزءاً من العاصمة ، وأبحرت "لافاييت" من لارنكا ونفذت قبل ذلك تدريبات مع البحرية اليونانية.
ونقل راديو صوت ألمانيا تصاعد التوتر فى البحر المتوسط، على خلفية  إرسال أنقرة سفينة "أوروج ريس" للمسح الزلزالي ترافقها سفن حربية قبالة شواطئ جزيرة كاستيلوريزو اليونانية في شرق المتوسط. 
من جانبها نقلت صحيفة الواشنطن بوست تصاعد التوتر فى البحر المتوسط، والإشارة إلى تصريحات وزير الطاقة التركي بأن سفينة أبحاث تركية بدأت مسح موارد الطاقة في المناطق المتنازع عليها بشرق البحر المتوسط ، وسط تصاعد التوترات بين حلفاء الناتو ومنافسيها الإقليميين اليونان وتركيا بشأن حقوق التنقيب عن النفط والغاز البحرية.
كانت السفينة Oruc Reis تجري أبحاثًا زلزالية في منطقة تقول اليونان إنها تقع فوق الجرف القاري ، وطالبت أثينا بسحب السفينة، كلا البلدين لديهما سفن حربية تحجب السفينة.

وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إن هذا هو السبب في أنها لا تخضع للتهديدات أو تتسامح مع الأعمال الاستفزازية، مشيرا إلى أن اليونان نشرت سفنا حربية في المنطقة ووضعت جيشها في حالة تأهب ردا على نشر تركيا لأسطولها. 
أضاف بقوله " اليونان لا تخشى حتى الحوار الأصعب لأنها تؤمن بمواقفها ، لكن الحوار يصبح غير ذي صلة في مناخ من التوتر والاستفزاز، لن نكون أبدًا من يصعد الموقف، ومع ذلك ، فإن ضبط النفس ليس سوى جانب واحد من جوانب قوتنا
نوه ميتسوتاكيس بقوله"لن يكون أي استفزاز، بلا إجابة، لقد أظهرنا أننا سنرد ، إذا لزم الأمر، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر ".
أكدت الواشنطن بوست أنه من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الجمعة في فيينا ، على أن يركز الاجتماع على الإجراءات والتطورات التركية في شرق البحر المتوسط ، ومن المقرر أن يسافر إلى إسرائيل لإجراء محادثات يوم الخميس.
بينما دعا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ، جوزيب بوريل  إلى اجتماع استثنائي لمجلس الشؤون الخارجية لمناقشة الوضع في شرق البحر المتوسط ، وكذلك الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا والتطورات في لبنان بعد انفجار قاتل هائل هناك. 
كانت اليونان دعت إلى عقد اجتماع طارئ بشأن ما وصفته بـ "الاستفزاز والانحراف التركي المتزايد" ، فى حين وصف وزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليدس تحرك تركيا بأنه تصعيد خطير لأعمالها غير القانونية في شرق البحر الأبيض المتوسط بعد أيام قليلة من بدء سفينتها الأخرى للمسح ، بارباروس ، بحثًا عن الهيدروكربونات في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص جنوب شرق الدولة الجزيرة.
قال كريستودوليدس "لسوء الحظ ، اختارت تركيا مرة أخرى طريق الإجراءات غير القانونية أحادية الجانب ، وأدارت ظهرها بشكل استفزازي لاحتمال الحوار القائم على القانون الدولي وعلاقات حسن الجوار"، موضحا أن أفعال تركيا ضد دولتين عضوين في الاتحاد الأوروبي يجب أن تؤخذ في الاعتبار في علاقات البلاد مع دول الاتحاد.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تري فيه صحف تركية غضبت أنقرة من اتفاق وقعته اليونان مع مصر لترسيم الحدود البحرية الثنائية والمناطق الاقتصادية الخالصة من أجل حقوق استغلال الموارد، والإشارة إلى أن  الاتفاق جاء في الوقت الذي تحرز فيه تركيا واليونان تقدمًا في المحادثات غير الرسمية التي توسطت فيها برلين.

شارك