هل تُخرج "الواقعية السياسية" السودان من "قائمة الإرهاب"؟..هجوم باريس.. 4 مصابين ومعتقلان قرب مقر "شارلي إبدو".."شتاء ساخن" ينتظر الغنوشي والنهضة في البرلمان التونسي

الجمعة 25/سبتمبر/2020 - 03:36 م
طباعة هل تُخرج الواقعية إعداد أميرة الشريف
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 25 سبتمبر 2020.

"شتاء ساخن" ينتظر الغنوشي والنهضة في البرلمان التونسي

تنطلق مع بداية أكتوبر المقبل الدورة البرلمانية الثانية لمجلس نواب الشعب في تونس، إذ إن الأحزاب السياسية والكتل البرلمانية، أعدت العدة من -على ما يبدو- على مدار الأسابيع الماضية، من خلال البحث عن تحالفات جديدة، فضلا عن تعزيز المعارضة بكتل برلمانية كانت سابقا في الحكم.


أبرز هذه التحالفات ما أعلن عنه من اتفاق بين ائتلاف الكرامة المحسوب على تيار الإسلام السياسي وحزب قلب تونس الليبرالي.

ووصف مراقبون هذا التقارب بأن "لا مبرر سياسي له"، في حين وصفه البعض بـ"تحالف الشر وتحالف الإرهاب والملفات المشبوهة"، محذرين من خطورته.

واعتبر البعض هذا التقارب "تحالف مصالح" حيث يبحث نبيل القروي الذي يواجه قضايا تهرب ضريبي، عن غطاء قضائي توفره حركة النهضة، ويبحث ائتلاف الكرامة ومن ورائه حزب النهضة عن أغلبية برلمانية مريحة لمواجهة خصومهم السياسيين من الكتلة الديمقراطية والحزب الدستوري الحر.

وبرر نواب حزب قلب تونس هذا التحالف بأنه مجرد تحالف برلماني لتمرير مشاريع قوانين تتعلق بإصلاحات اقتصادية.

تجدر الإشارة إلى أن كتلة قلب تونس سبق وأن شهدت استقالات احتجاجا على التقارب مع حركة النهضة خلال جلسة التصويت على عريضة سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي.

ويذكر أن كلا من قلب تونس وائتلاف الكرامة بنى حملته الانتخابية سابقا على عداء الآخر وتقديم أطروحات اقتصادية وسياسية واجتماعية متناقضة.

وكان ائتلاف الكرامة يشترط مشاركته في الحكومة السابقة بعدم ضم حزب قلب تونس ويتهمه بالفساد، كما قامت فكرة حزب قلب تونس على معاداة الإسلام السياسي الذي تمثله النهضة وائتلاف الكرامة.

رحلة البحث عن أغلبية مريحة داخل البرلمان هي العنوان الرئيس لما نسج من تحالفات، حيث تسعى حركة النهضة لتكوين جبهة من 120 نائبا تجمعها بقلب تونس وائتلاف الكرامة وكتلة المستقبل.

من جهته، حافظ الحزب الدستوري الحر بقيادة عبير موسي على موقعه في المعارضة التي تعززت بـ38 نائبا من الكتلة الديمقراطية بعد انسحاب نوابها من التيار وحركة الشعب من الحكم، ورفضهم التمشي المعتمد من رئيس الحكومة هشام المشيشي في اختيار حكومة من المستقلين.

وأثار تقارب معسكري الإسلام السياسي وقلب تونس عددا من ردود الفعل والتحركات داخل الكتل الديمقراطية.

وقال النائب بدر الدين قمودي، من حركة الشعب، في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية، إن "الوضع في الدورة النيابية المرتقبة لن يتغير كثيرا عن الدورة السابقة، فالتحالفات المعلنة غير ثابتة ولن تغير الكثير في المشهد، وقد لا تصمد وتسمح بظهور اتفاقات جديدة مثل ما حدث في الدورة السابقة، حيث ظهر تباين في التصويت من داخل التحالفات ذاتها".

وأكد قمودي أن "التحالفات لا تعني بالضروة الانسجام في التصويت داخل المجلس"، مشددا على ضرورة تجاوز الصعوبات والتقدم في تناول القوانين خاصة ذات العلاقة بالمحكمة الدستورية.

وأضاف أن حركة النهضة تسعى لتشكيل حزام برلماني واسع تتحرك داخله بأريحية، غير أن بقية المجموعات تنسق فيما بينها لتكوين جبهة ضد مخططات النهضة، وتعمل على الالتقاء على أساس تقاطعات مشتركة تتصدى لكل ما يعمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.

وذكر قمودي أن حركة الشعب، ورغم انتقالها للمعارضة، ستتعامل بإيجابية وستبقى وفية لمبادئها مع نسج تقاطعات مع الكتلة الديمقراطية ومجموعات أخرى كما فعلت سابقا في علاقة بعدد من القوانين و المشاريع.

من جانبه، قال حسونة الناصفي، رئيس كتلة الإصلاح الوطني، التي تضم سبعة عشرا نائبا بعد التحاق ليليا بالليل المستقيلة من قلب تونس، إن "التحالف بين الكرامة وقلب تونس غير طبيعي بالنظر لتورط ائتلاف الكرامة في تبييض الإرهاب ونسبه للمخابرات فضلا عن عدم إيمان الحزب  بالدولة المدنية".

كما تحدث الناصفي عن محاولات لضرب الكتل المتماسكة في البرلمان ومنها كتلة الإصلاح، محذرا من خطورة هذا المخطط لحركة النهضة وحلفائها من أجل الانفراد بالحكم.

من جهة أخرى، اعتبرت النائبة عن حزب التيار الديمقراطي منيرة العياري في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية، أن التحالفات وهيكلة الكتل البرلمانية لن تتوضح قبل تشكيل اللجان وتحديد تمثيلية كل حزب داخلها في بداية الشهر القادم وأن التحركات حثيثة من الجبهتين لتنسيق ذلك.

وأشارت العياري إلى أن "التخوف من تقارب النهضة وحلفائها مع قلب تونس تتعلق بأهدافه، وهي أساسا خدمة لوبيات ومصالح ضيقة حزبية وشخصية وحتى اجندات أجنبية" وفق تعبيرها.

كما أكدت النائبة عن التيار الديمقراطي أن هناك تحالفات جديدة ستظهر قريبا في مواجهة حركة النهضة وسيكون لديها تأثيرا على التوازنات داخل البرلمان.

أيام قليلة إذن قبل انطلاق الدورة البرلمانية الجديدة برهانات إرساء المحكمة الدستورية ودعم المسار الاقتصادي، وفي رزنامة البرلمان جلسة عامة أولى أيام 6 و7 و8 أكتوبر للنظر في تنقيح القانون المتعلق بتركيز المحكمة الدستورية وفي مشروع قانون زجر الاعتداء على رجال الأمن.

يذكر أن البرلمان فشل في انتخاب أربعة أعضاء للمحكمة الدستورية في المدة النيابية الأولى ولم تتمكن المحكمة من بدء عملها والبت في الخلافات الدستورية.

ومن المنتظر أن يناقش البرلمان في بداية شهر أكتوبر مقترحات لتعديل القانون الأساسي المتعلق بالمحكمة الدستورية ومنها تخفيض الأغلبية المطلوبة للمصادقة على أعضاء المحكمة من 145 إلى 109 صوتا، إلى جانب مقترح إلغاء شرط مصادقة البرلمان على أربعة أعضاء للمحكمة قبل تعيين باقي المرشحين من رئاسة الجمهورية والمجلس الأعلى للقضاء، ما من شأنه أن يسمح بانعقاد المحكمة الدستورية بأغلبية أعضائها.

التوقعات داخل المشهد السياسي التونسي تشير إلى أن بداية شهر أكتوبر ستكون صاخبة أيضا بمناقشة مبادرة ائتلاف الكرامة المثيرة للجدل والمرفوضة من هياكل قطاع الصحافة والإعلام بتنقيح المرسوم 116 المتعلق بحرية الاتصال السمعي البصري.

هجوم باريس.. 4 مصابين ومعتقلان قرب مقر "شارلي إبدو"

ألقت الشرطة الفرنسية القبض على المشتبه بتنفيذهما هجوما بالسلاح الأبيض، قرب المقر القديم لصحيفة "شارلي إبدو" الساخرة في باريس، الجمعة، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية.

وأصيب 4 أشخاص، اثنان منهم في حالة خطيرة، عقب الهجوم، وفقا لمراسلة "سكاي نيوز عربية"، فيما قال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس إن الهجوم وقع بسكين.

وأوضحت مصادرنا أن قوات الأمن تطارد شخصين يشتبه في ضلوعهما في الحادث، ونجحت بالفعل في اعتقال أحدهما على درج مبنى أوبرا الباستيل، ثم أمسكت بالآخر لاحقا، وفق "فرانس إنفو".

كما عثرت القوات في موقع الحادث على طرد مشبوه، لكن مصادر بالشرطة قالت إنه "لا أثر لمواد ناسفة في اللفافة المريبة".

وتنتشر قوات الأمن في الشوارع المحيطة بمكان وقوع الجريمة، مقيمة طوقا مشددا حولها، وفقا لمراسلتنا.

وقال مسؤول في بلدية المدينة إن المدارس في المناطق المحيطة بموقع الهجوم لم تسمح للطلاب بالانصراف.

وشهد مقر صحيفة "شارلي إبدو" في يناير 2015، هجوما إرهابيا قاده ملثمون، وأدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة 11 آخرين، معظمهم من فريق التحرير.

ويأتي حادث الطعن الجديد بموازاة جلسات محاكمة في باريس لشركاء مفترضين لمنفذي الهجوم الأول على مقر "شارلي إبدو".


تونس.. أزمة التعيينات تبرز الصراع بين المشيشي وسعيّد

أثارت حركة التعيينات الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي، حفيظة رئيس الجمهورية قيس سعيّد، في خطوة أعادت إلى السطح الجدل بشأن الصلاحيات بين الاثنين.


ورأى سعيّد أن عدة أسماء في التعيينات الجديدة لا تزال تخضع للمحاكمة أمام القضاء التونسي.

وزادت ردة فعل رئيس الجمهورية على تعيينات المشيشي من تعميق الجدل في تونس، خاصة أن عددا من الأحزاب انتقدت "التدخل في صلاحيات رئيس الحكومة بما ينافي الدستور".

وكانت عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر، من بين المعارضين لموقف الرئيس التونسي.

وفي وقت سابق، أعلن المشيشي تعيين عدد من المستشارين، من بينهم منجي صفرة، الذي كان مستشارا لدى الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وتوفيق بكار الذي شغل منصب محافظ البنك المركزي سابقا.

وكانت لهجة رئيس الجمهورية حادة مع رئيس الحكومة، الأمر الذي اعتبره بعض السياسيين والمتابعين بـ"تقريع" لرئيس الحكومة.

وبدأت الخلافات بين الرجلين حتى قبل أن تنال الحكومة الجديدة ثقة البرلمان، إذ كان سعيّد يصر على تسمية بعض الوزراء وهو ما رفضه المشيشي.

وجاء ذلك على الرغم من أن الرئيس التونسي كان هو الذي كلّف المشيشي رئاسة الحكومة خلفا لسلفه إلياس الفخفاخ الذي لم تستمر حكومته سوى أشهر قليلة.

وقال رئيس الجمهورية في ما يبدو أنه لوم حاد للمشيشي: "نملك وثائق بالأسماء والمحاضر وقطع الأرض التي استولوا عليها، ومع ذلك يتم تعيينهم".

وتابع: "رئيس الحكومة مطالب بالنظر في تواريخ هؤلاء، بعض التعيينات أثارت استياء عميقا لدى التونسيين".

وأضاف سعيّد متوجها بكلامه للمشيشي: "عليهم أن يحاسبوا أمام القضاء (..) هؤلاء لن يفلتوا من العقاب، الشعب الذي أخرجهم من الحكم لن يسمح لهم بالعودة إليه".

وأثارت هذه التصريحات حفيظة العديد من الأطراف السياسية.

وفي السياق، اصطف زعيم حركة النهضة الإخوانية، راشد الغنوشي، إلى جانب المشيشي، وقال: "إن هذه التعيينات نافذة ما لم تخالف الدستور" في ما يبدو أنه تحد لرئيس الجمهورية.

ويرى متابعون أن النهضة تختار دعم حكومة المشيشي لأن هذا الخيار هو الأقل سوءا بالنسبة إليها، ما دام الذهاب إلى الانتخابات المبكرة أمرا غير مأمون العواقب.

كما صرح القيادي في حزب قلب تونس أسامة الخليفي، أن تصريحات رئيس الجمهورية "تجريح مجاني لرجال دولة خدموا الإدارة التونسية بغض النظر عن طبيعة المرحلة التي تحملوا خلالها المسؤولية".

وتعد حكومة المشيشي، الثالثة التي تشهدها تونس منذ أكتوبر الماضي، والتاسعة منذ الاحتجاجات التي أسقطت نظام زين الدين بن علي عام 2011.

ونالت حكومة المشيشي ثقة البرلمان مطلع سبتمبر الجاري، بعد تجاذبات سياسية طويلة بين الأحزاب في البلاد.


هل تُخرج "الواقعية السياسية" السودان من "قائمة الإرهاب"؟

بعد مرور ربع قرن على العقوبات الأميركية المفروضة على السودان، يتفاءل كثيرون من سكان هذا البلد باقتراب انفراجة تمحو، ولو قليلا، آثار تلك العقوبات المدمرة على اقتصاد البلاد.


ووسط هذا التفاؤل، ثمة جدل بين السودانيين يتعلق بربط قضية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإهراب بتدشين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على السودان في تسعينيات القرن الماضي، بعد إدراج الخرطوم على قائمة الدول الراعية للإرهاب، إبان حكم الرئيس السابق، عمر البشير.

ومنذ مجيئها بعد الإطاحة بنظام البشير في أبريل 2019، بذلت حكومة عبد الله حمدوك، جهودا لشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وكانت هذه القضية في مقدمة أولوياتها، وأبدت تعاونا كبيرا في مفاوضاتها مع الجانب الأميركي.

وأجمع مراقبون ومحللون، تحدثوا لموقع سكاي نيوز عربية، على أن هناك تفهما واسعا لواقعية الامتثال لطبيعة النظام القضائي الأميركي ودفع 335 مليون دولار تعويضات لضحايا تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة الأميركية في نيروبي ودار السلام عام 1998، والبارجة "يو. أس. كول" في اليمن عام 2000.

وكان تنظيم القاعدة الإرهابي يقف وراء هذه الهجمات، وتقول الولايات المتحدة إنها نفذت بدعم من الخرطوم.

لكن في الجانب الآخر، وعلى الرغم من اتفاق الكثيرين على ضرورة انتهاج خط واقعي يوازن بين مصالح السودان ودعم القضية الفلسطينية، فإن هناك العديد من الذين يرفضون الربط بين جهود شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والعلاقة مع إسرائيل.

وباتت العقوبات وتداعياتها تشكل معضلة حقيقية للإنسان السوداني العادي، فالدمار الكبير لحق بسمعة السودان واقتصاده الذي بات في حالة تشبه الموت السريري.

ووصلت الديون الخارجية إلى أكثر من 64 مليار دولار وتدهورت العملة المحلية، حيث تتآكل قيمتها بوتيرة سريعة للغاية، الأمر الذي رفع معدلات التضخم إلى أكثر من 160 بالمئة، وهو ثاني أعلى معدل في العالم بعد فنزويلا.

ودفعت العقوبات الكثير من القطاعات الحيوية إلى حافة الهاوية، فعلى سبيل المثال، فقدت الخطوط الجوية السودانية كامل أسطولها تقريبا بعد أن كانت حتى ثمانينيات القرن الماضي الأكبر والأكثر انتشارا على مستوى القارة الإفريقية.

كما خسر القطاع الزراعي مشاريع ومقومات عملاقة، إضافة إلى الأضرار الكبيرة التي طالت قطاعات السكك الحديدية والنقل والخدمات والتكنولوجيا والصحة والتعليم.

ووفقا لمحمد شيخون، القيادي في قوى الحرية والتغيير، أبرز القوى السياسية في البلاد، فإنه على الرغم من أجواء التفاؤل الحالية، فقد برزت خلال الأيام الماضية بعض الأصوات التي تدعو لطلب تعويضات لضحايا تفجيرات 11 سبتمبر الذين قتلوا في تفجير برجي التجارة في نيويورك.

وقال شيخون إن "هذا الأمر يمكن أن يضع مزيدا من العراقيل أمام المساعي الحالية، لذلك يجب على المفاوضين السودانيين التشديد على أهمية الحصول على حصانة تمنع ملاحقته مستقبلا".

وأشار شيخون إلى أن السودان كثف خلال الفترة التي أعقبت نجاح ثورة ديسمبر جهوده لشطب اسمه من قائمة الإرهاب، لكن كان لا بد له من تعويض أسر الضحايا، وهو أمر وافق عليه السودان وبالفعل أكدت الحكومة جاهزيتها لدفع التعويضات.

ويرى شيخون أن من شأن نجاح المساعي الحالية أن يمهد لشطب بعض ديون السودان وأن يفتح المجال أمام تدفق الاستثمارات المباشرة والتمويلات والمنح التنموية الميسرة التي حرمت منها البلاد لأكثر من 20 عاما.

من جانبه، عبر أشرف عبد العزيز، رئيس تحرير صحيفة "الجربدة"، عن حالة القلق تلك بالقول إن "الشعب السوداني دفع فاتورة غالية الثمن عقابا على تصرفات النظام المعزول، وتسببت في أوضاع اقتصادية وسياسية واجتماعية معقدة للغاية نتيجة للعقوبات الأميركية التي تقدر خسائرها المباشرة بمئات المليارات من الدولارات، وعزلة حرمت جيل كامل من كافة مزايا الاندماج الدولي".

وأضاف عبد العزيز أن "السودان أوفى بكل الشروط، لكن مثل هذه الملفات الحساسة تستخدم كجزء من عناصر دعم السياسة الخارجية الأميركية، خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، وهو ما يجعل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل على حصد نقاط وتحقيق مكاسب في مجال العلاقات الخارجية من خلال ربط الملف بمسألة العلاقة مع إسرائيل، وهو ما قد يعقد موقف السودان".

وأشار عبد العزيز إلى الخطوة الرمزية التي قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عندما وصل إلى الخرطوم في أول رحلة مباشرة معلنة بين تل أبيب والعاصمة السودانية.

وبدا الطاهر ساتي، رئيس تحرير "الصيحة"، أكثر انفتاحا حيال التمسك بالنهج الواقعي انطلاقا من موقف السودان الحالي الذي أضعفته سياسة النظام السابق.

ويؤكد ساتي أن "المتغيرات العالمية والإقليمية الحالية والظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشها السودان حاليا، تتطلب ضرورة الإسراع في شطب اسمه من قائمة الإرهاب، لأنه من الواضح أن بقاءه في هذه القائمة يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق التقدم والنمو المطلوب".

وحول العقبة المتمثلة في ربط ملف قائمة الإرهاب بمسألة العلاقة مع إسرائيل، قال ساتي إنه "بات لزاما على السودان التفكير بواقعية وموضوعية، تتماشى مع شعارات ثورة ديسمبر التي تركز على السلام والعيش بأمان، وعلى مسافة واحدة من الجميع في عالم اليوم الذي تسوده ثقافة المصالح".

شارك