من دير الزور الى البادية السورية.. دلائل عودة داعش في سوريا

الخميس 22/أكتوبر/2020 - 12:54 م
طباعة من دير الزور الى علي رجب
 

 

شهدت ريف حماة الشرقي ضمن البادية السورية، اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري وتنظيم داعش الارهابي، في مؤشر على عودة نشاط التنظيم بعد مرحلة كمون استراتيجيبما يخدم مصالح تركيا ورجب طيب أردوغان في سوريا .

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الاشتباكات العنيفة، على محاور عدة بريف حماة الشرقي ضمن البادية السورية، بين قوات الجيش السوري وتنظيم “داعش” في إطار الهجوم المتواصل من قبل الأخير على المنطقة، والذي يترافق مع قصف واستهدافات مكثفة، بالإضافة لمشاركة الطائرات الحربية الروسية بصد الهجمات فضلاً عن مشاركة مروحيات النظام يوم أمس باستهداف المنطقة.

وتتركز الاشتباكات بشكر رئيسي في محاور الرهجان والشاكوسية وآثريا بأقصى ريف حماة الشرقي ضمن البادية السورية.

 ووثق المرصد السوري خسائر بشرية فادحة خلال 48 ساعة من القصف الجوي والبري المكثف والاشتباكات العنيفة، حيث قتل 21 عنصراً في قوات الجيش السوري، بينما قتل 13 عنصراً من تنظيم “داعش”، وعدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة.

وفي مارس الماضي أصدر التنظيم الارهابي فيديو مصور أطلق عليه اسم "ملحمة الاستنزاف 2"، كما شن عدة هجمات ضد عناصر قوات الجيش السوري والميليشيات المساندة له في مناطق البادية السورية قرب مدينة تدمر وسط سوريا.

التنظيم الارهابي أكد في فيديو "ملحمة الاستنزاف2"  استمرار عملياته الارهابية ضد الجيش السوري، أو ما أطلق عليهم قوات "النصيريين"، واستكمالاً لـ "ملحمة الاستنزاف" التي أطلقها زعيم التنظيم الارهابي أبو بكر البغدادي في  2019 قبل قتله على يد الجيش الأمريكي في إدلب.

 

وأوضح المرصد ان حصيلة الخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 مارس من العام 2019، وحتى يومنا هذا بلغت 869 قتيلا من قوات الجيش السوري والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، من بينهم اثنين من الروس على الأقل، بالإضافة لـ140 من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لتنظيم “داعش” في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء.

كما وثق المرصد السوري استشهاد 4 مدنيين عاملين في حقول الغاز و11 من الرعاة بالإضافة لمواطنة في هجمات التنظيم. فيما وثق “المرصد” كذلك مقتل 473 من تنظيم “داعش”، خلال الفترة ذاتها خلال الهجمات والقصف والاستهدافات.

وذكرالمرصد السوري ان تنظيم داعش الارهابي اغتالالاربعاء 21 اكتوبر، شاب مدني يعمل في مدينة البصيرة شرقي دير الزور، أبرز معاقل التنظيم قبل سقوطه خلافته المزعومة، ترفع درجة التحذيرات من عودة خلايا داعش للعمل في سوريا وخاصة في مناطق التي تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في استهداف يخدم مصالح تركيا ورجب طيب أردوغان في سوريا باستهداف الأكراد.

ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية، فإن عدد المقاتلين والمدنيين والعاملين في المجال النفطي والمسؤولين في جهات خدمية، ممن اغتيلوا منذ شهر يونيو 2018 وحتى يومنا هذا، ضمن 4 محافظات، هي: حلب ودير الزور والرقة والحسكة، بالإضافة إلى منطقة “منبج” في شمال شرق محافظة حلب والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، يرتفع إلى 581 شخصا.

 

وحذر مراقبون في حركات التطرف من عودة داعش من جديد في سوريا في ظل غياب الاستقرار الأمني والسياسي، وتصراع عدة قوى محلية واقليمية على الاراضي السورية، بما يعد بيئة خصبة لعودة التنظيم الإرهابي مرة أخرى الى سوريا.

وحذر المراقبون من أن مراكز الاعتقال التابعة لقوات قسد في شمال شرقي سوريا تحوي أكبر تجمع بشري لمقاتلي (داعش) في العالم؛ إنه جيش إرهابي في طور الانتظار، وهو ما يتطلب معالجة دولية لهذه الأزمة وتفكبك ألغام عودة اتنظيم من جديد عبر مخيامات الاعتقال.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة، أن هناك أكثر من 10 آلاف مقاتل لتنيظم داعش في العراق وسوريا، كخلايا نائمة بما يشكل تهديدا لجهود التحالف الدولي والدولة الاقليمية في مواجهة الجماعات الارهابية وعللا رأسها تنظيم البغدادي.

 

وتوقع المراقبون  أن يعود داعش في الفترة المقبلة لتكثيف الهجمات على حقول النفط الممتدة بين دير الزور ومدينة السخنة، كحقل الهيل النفطي، إضافة إلى مهاجمة المحطّة الثالثة المحاذية له، وذلك في إطار عمله على استنزاف الجيش اسوري وقوات سوريا الديمقراطية، في المنطقة الممتدة بين محافظتي حمص ودير الزورن بما يخدم على استراتيجية تركيا في سوريا.

 

شارك