في محاولة للاستثمار في الفوضى والنزاعات.. تركيا وقطر تمولان شبكة مترابطة من التنظيمات الإرهابية

الإثنين 26/أكتوبر/2020 - 01:21 م
طباعة في محاولة للاستثمار فاطمة عبدالغني
 
يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحلمه باستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية أن يترسخ فعليًا على الأرض مهما كانت الطريقة، فأردوغان كلما اشتدت أزمته الداخلية وازداد اقتصاد بلاده تدهورًا يعد شعبه باستعادة أمجاد الماضي، وبات واضحًا أنه يسعى لمزيد من النفوذ في المنطقة وفي أكثر من اتجاه ولتحقيق ذلك يعقد الرئيس التركي تحالفات مشبوهة وعلى رأسها تحالفه مع قطر ولا يتوانى عن دعم التنظيمات الإرهابية وأبرزها تنظيم الإخوان.
وفي هذا السياق كشف تقرير لمجموعة «Investigative project» البحثية الأمريكية، عن أن الحكومة التركية بقيادة أردوغان، تنتهج سياسة عثمانية جديدة جريئة بشكل متزايد في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط، لا سيما في ظل انخفاض الليرة التركية إلى مستوى قياسي ومحاولة تعافي الاقتصاد التركي الذي تضرر بشدة من فيروس كورونا.
وأوضح التقرير، أن تركيا باتت تتزعم كتلة إقليمية جديدة، وأبرز أعضائها دولة قطر وحركة حماس الفلسطينية، وكذلك الشبكات الدولية لنشطاء جماعة الإخوان الذين يتعاونون مع أنشطة هذا التحالف.
ولفت التقرير، إلى أن تركيا أرسلت جنودًا وآلافًا من المرتزقة السوريين للقتال في ليبيا، حيث تنظر تركيا إلى النفوذ الجغرافي السياسي والفرص المتاحة لاستخراج كميات كبيرة من الغاز الطبيعي والنفط من أعماق البحر الأبيض المتوسط.
ونوه التقرير، إلى أن تركيا طلبت المساعدة من عناصر الإخوان لمهاجمة اتفاقية ترسيم الحدود التي أعلنتها أثينا والقاهرة في أغسطس الماضي، موضحًا أن عدم اعتراف تركيا بالاتفاق المصري اليوناني، يعد استمرارًا لمحاولتها إنشاء حاجز بحري بين مصر واليونان، وذلك بالتعاون مع حكومة الوفاق في ليبيا.
وخلص التقرير، إلى أن قطر وتركيا "تمولان وتدعمان شبكة مترابطة من منظمات الإخوان في جميع أنحاء أوروبا"، مشيرًا إلى أنه تم التعبير عن رؤية أردوغان العثمانية عندما أعلن أن "القدس هي مدينتنا"، قبل الإشارة إلى حكم الإمبراطورية العثمانية على مدى أربعة قرون.
وأشار التقرير، إلى أن مركزًا تموله تركيا في القدس، يستضيف سائحين لهم صلة بجماعة الإخوان، ويروج لرسائل التحالف الجديد بقيادة أنقرة، موضحة أنه على مر السنين، أصبح نهج تركيا تجاه المنطقة مدفوعًا بشكل متزايد بالعثمانية الجديدة.
الأمر ذاته أكده تقرير أجراه مركز أبحاث في بريطانيا حول الإرهاب حيث أظهر أن تركيا تواصل الاعتماد على سياستها الاستفزازية في محاولات للاستثمار في الفوضى والنزاعات. ولفت التقرير إلى أن أنقرة والدوحة تدعمان شبكات مرتبطة بتنظيم الإرهاب في أوروبا، فضلاً عن تنامي الدور التركي على الساحة الفلسطينية مؤخرًا، من خلال استضافتها لمحادثات بين حركتي فتح وحماس، مع العلم أن الدعم التركي كان ولايزال منقطع النظير لحركة حماس.
وتتجلى رؤية أردوغان كذلك بتدخلاته العسكرية منذ سنوات على أكثر من جبهة فمنذ عام 2016 تتدخل تركيا في سوريا والعراق بحجة محاربة الأكراد حتى باتت تتمتع بوجود عسكري قوي في الشمال السوري.
هذا كما أقحمت أنقرة نفسها في أتون الأزمة الليبية لصالح حكومة الوفاق وأرسلت آلاف المرتزقة إلى هناك.
فيما يزداد التوتر في منطقة شرق المتوسط بسبب الأنشطة التركية للتنقيب عن الطاقة وهو ما يثير غضب قبرص واليونان بل والاتحاد الأوروبي.
وحتى في المعارك الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا لم تتردد تركيا بتأجيج النزاع وإرسالها المرتزقة للقتال في صفوف القوات الأذرية رغم التنديد الدولي.
وعليه ينظر إلى كل ما سبق على أنه ترسيخ لسياسة أردوغان في محاولة لتفكيك الدولة العلمانية التي رسخها مصطفى كمال أتاتورك لعقود في تركيا لصالح ما بات يسمى بالعثمانية التركية الجديدة.          

شارك