اسرار تجاهل المجتمع الدولي لطائرات الحوثيين المسيرة

الخميس 29/أكتوبر/2020 - 09:00 ص
طباعة اسرار تجاهل المجتمع روبير الفارس
 
في أيام قليلة متتالية هاجمت ستة طائرات مسيرة لمليشيا الحوثيين الإرهابية السعودية ومع ذلك هناك حالة من الصمت والتجاهل الدولي الغريب إزاء هذه التصرفات الإرهابية التي تقف ايران  وراءها .
حيث  تستمر المليشيات الحوثية في إطلاق طائراتها المسيرة باتجاه المملكة العربية السعودية، من دون أن يكون هناك أي رد فعل من قبل المجتمع الدولي أو  الأمم المتحدة التي اكتفى مبعوثها الأممي، مارتن جريفيث  بالتأكيد على ضرورة التوصل إلى توافق بشأن الاتفاق المشترك، وهو غير قابل للتنفيذ على الأرض من الأساس.

تغض الأمم المتحدة بصرها عن الطائرات الحوثية المسيرة في وقت كان من المفترض أن تقوم به بدور ضاغط على المليشيات لوقف تصعيدها الذي يأتي بالتزامن مع جولات جريفيث التي يقوم بها لعواصم عربية عديدة كان آخرها سلطنة عمان، الأمر الذي يُجهض أي محاولات للوصول إلى حل سلمي ينهي الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية قبل ست سنوات.

يرى مراقبون أن الأمم المتحدة تستمر في لعب دورها السلبي بشأن الأزمة اليمنية، وعلى مدار السنوات الماضية لم تُحدث أي خرق على الأرض باستثناء اتفاق السويد الذي لم يجر تطبيقه على الأرض بعد أن تمادت المليشيات في تصعيدها ضد القوات المشتركة والمدنيين في محافظة الحديدة من دون أن يكون هناك رد فعل يقابل هذا التصعيد وبدا أنها تُفسح المجال أمام تمادي جرائم العناصر المدعومة من إيران.

يذهب البعض لتأكيد أن المليشيات الحوثية تُجيد استغلال الموقف الأممي المتخاذل، سواء كان ذلك من خلال التهرب من الاتفاقيات التي وقعتها برعاية أممية أو من خلال تصعيد أعمالها العسكرية في ظل صمت دولي، وكذلك فإنها تستغل أيضا النظرة السطحية للمجتمع الدولي تجاه الأزمة اليمنية والتي يجري التعامل فيها مع المليشيات الحوثية على أنها فصيل سياسي في حين أنها مليشيات تنفذ سياسيات إيران.

وارتفع عدد الطائرات بدون طيار التي أطلقتها المليشيا للاعتداء على الأراضي السعودية خلال اليومين الماضيين إلى ست طائرات، نجح التحالف العربي في إسقاطها.

وأعلن المُتحدث باسم قوات التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي، اليوم الاثنين، تدمير طائرة مسيرة أطلقتها المليشيا المدعومة من إيران بطريقة ممنهجة لاستهداف الأعيان المدنية بالمنطقة الجنوبية.

ومن جانبه قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، إن مليشيا الحوثي الإرهابية تمادت في انتهاك القانون الدولي الإنساني، بإطلاق الطائرات المفخخة لاستهداف الأبرياء، وأعرب في بيان  عن دعم منظمة التعاون الإسلامي لجميع إجراءات الردع التي تتخذها قوات التحالف العربي.

وأبرزت صحيفة "اليوم" السعودية، في تقرير لها، تحت عنوان (اعتداءات الحوثي.. وإرهاب إيران)، السلوك غير المسؤول الذي يسعى النظام الإيراني من خلاله لزعزعة أمن المنطقة والعالم.

وقالت الصحيفة إن هذا النظام يقطع كل السبل أمام إيجاد أي مجال في اعتباره جزءًا طبيعيًا من العالم، ويجهض كل المساعي الهادفة لأن يغير هذا النظام سلوكه، ويجعل وضع حل رادع وحاسم للتصدي لهذه الممارسات الإرهابية ضرورة.

وأشارت إلى إعلان التحالف العربي، اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار (مفخخة) بالأجواء اليمنية أطلقتها المليشيات الحوثية الإرهابية بطريقة ممنهجة لاستهداف الأعيان المدنية بالسعودية.

وشددت على أن هذه المعطيات مرتبطة بصلب المشهد العام للإرهاب الإيراني، مؤكدة أن نظام طهران، لا يضع أي حرمة للقوانين والأعراف والمعاهدات الدولية، ويستمر في تسليحه لمليشياته الإرهابية في اليمن لترتكب المزيد من الجرائم والاعتداءات ضد الأعيان المدنية والمدنيين.

وفي سياق متصل
تحتفي مليشيات الحوثي الانقلابية بالمولد النبوي الشريف بشكل آخر، وتتحول المناسبات الدينية إلى ابتزاز لسكان صنعاء وإجبارهم على دفع إتاوات وفي الوقت الذي يحاول اليمنيون مقاومة التبعات الاقتصادية للحرب التي تسبب بها الانقلاب، تمعن المليشيا في مفاقمة معاناة المواطنين المعيشية، بابتكار وسائل للابتزاز المالي، مستغلة حالة التدين في أوساط المجتمع اليمني وتمسكه بالمقدسات الدينية، خاصة ذكرى المولد النبوي الشريف. 

ومنذ أيام، بدأت المليشيات الحوثية في صنعاء، والمحافظات الخاضعة لسيطرتها، استعدادات مبكرة للاحتفال بذكرى المولد النبوي، من خلال فرض التبرع الإجباري على المواطنين؛ لتمويل تكاليف المهرجانات التي باتت مجرد موسم للاستعراض.

وقالت مصادر محلية، إن جماعة الحوثي شكلت هذا العام لجانًا على مستوى الأحياء السكنية لجمع التبرعات من المواطنين وكل شرائح المجتمع الفقيرة، بعد أن كان الطابع العام للجبايات يقتصر على أصحاب المحلات التجارية والشركات.

وأكدت المصادر أن السلطات الانقلابية ألزمت المشرفين على الأحياء السكنية بتوزيع مظاريف صغيرة بأرقام تسلسلية على المنازل ومطالبة السكان بوضع التبرعات بداخلها.

وتعتمد المليشيا الحوثية في فرض الجبايات الإجبارية على أسلوب الترهيب، حيث يضطر المواطنين لدفع المبالغ المالية المطلوبة، بهدف تحاشي المضايقات التي يتعرض لها من السلطات الانقلابية.

كما أجبرت المليشيات الحوثية عمدة كل حي في العاصمة صنعاء بإقامة فعاليات ابتداءً من أول شهر ربيع الأول الهجري، كإقامة أمسية يومية على مستوى كل حارة، وإقامة اجتماع بعد عصر كل يوم من أيام شهر ربيع الأول الجاري، حتى موعد ذكرى ميلاد النبي محمد، وكذلك التنسيق لإقامة ندوة بعد مغرب كل يوم في مختلف مساجد صنعاء، وفقا لمصادر موقع "العين الإخبارية"
حيث
يتعرض المخالفون للفرمانات الحوثية إلى عقوبات، سواء كانوا من المواطنين أو أصحاب المستودعات التجارية أو ملاك العقارات السكنية، في حال لم يزينوا مناطقهم باللافتات الخضراء وإنارتهم الشوارع التي يقطنونها.

وفرضت المليشيا على عمدة الأحياء توفير وسائل نقل للمواطنين الذين يجب عليهم التجمع في نقاط محددة ونقلهم إلى ميدان السبعين في صنعاء، والذي سيحتضن الخميس المقبل، التجمع الرئيسي للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.

وهددت السلطات الانقلابية بعزل أي عمدة لا يلتزم بتنفيذ البرنامج الذي تم إعداده لإحياء ذكرى المولد النبوي، حسب المصادر.

وفي موقف يكشف استخدام الترهيب لإجبار السكان على الانصياع للفرمانات الحوثية، أعلنت المليشيا،  عبر ما يسمى بـ"اللجنة الأمنية العليا"، خطة انتشار أمني في مداخل صنعاء ومحيط الفعالية المركزية المقررة في ميدان السبعين، وتجهيز أحزمة امنية متعددة.

ودعت اللجنة الأمنية صاحبة الصيت السيئ في قمع المدنيين منذ الانقلاب، سكان صنعاء إلى المشاركة الواسعة في احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف، وحددت مناطق انطلاق المشاركين، في إشارة إلى أنه سيتم تحشيد المواطنين بشكل إجباري من أجل الاستعراض.

ومنذ اجتياح صنعاء قبل 6 سنوات، حوّلت مليشيا الحوثي، ذكرى المولد النبوي وعددا من المناسبات الدينية، إلى مهرجانات طائفية وسياسية، حيث تستغلها لترويج أفكارها المذهبية، منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، بالإضافة إلى استغلال هذه المناسبة في التعبئة العسكرية.

شارك