بعد الهجمات الإرهابية.. دعوة فرنسية لطرد أنقرة من حلف "الناتو" لخطاب الكراهية

الجمعة 30/أكتوبر/2020 - 08:00 ص
طباعة بعد الهجمات الإرهابية.. هاني دانيال
 
تشهد العلاقات الفرنسية التركية واحدة من أسوأ مراحلها، فى ضوء الهجمات الإرهابية التى شهدتها فرنسا مؤخرا، والتصريحات المتبادلة بين باريس وأنقرة، وسط تزايد الدعوات الفرنسية والأوروبية بتحميل تركيا مسئولية هذه الهجمات نتيجة التصريحات التى أصدرها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مؤخرا، وما ترتب عليه من شيوع خطاب الكراهية والتحريض على العنف.
ويري مراقبون أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيدا من جانب باريس ضد أنقرة، وكما تزعمت فرنسا الموقف الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا نتيجة التنقيب عن الغاز فى شرق البحر المتوسط، والتعدى على الحقوق اليونانية، ولكن فى أعقاب تصريحات الرئيس التركي الأخيرة والهجوم على باريس، والمطالبة ببمقاطعة المنتجات الفرنسية، وما ترتب عليه من قيام عدد من الشباب بالإقدام على تنفيذ عمليات إرهابية اليوم، ومنها حادثة مدينة نيس من خلال نحر سيدة ومقتل اثنان بالقرب من كنيسة، ظهرت دعوات جديدة للمطالبة بطرد تركيا من حلف الناتو، إلى جانب إعادة النظر فى شراكة الدول الأوروبية مع أنقرة فى كثير من المجالات الاقتصادية.
الأحداث تتصاعد بشكل سريع، وهو ما  دعا الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند إلى طرد أنقرة من حلف شمال الأطلسي "الناتو" ، ومطالبة الدول الأوروبية بإعادة النظر في عضوية تركيا، وضرورة قيام الاتحاد الأوروبي ببحث هذا الأمر بشكل جاد.
هاجم هولاند سلوك رئيس تركيا، سواء من خلال انتقاده الرئيس إيمانويل ماكرون، أو تدخله في شؤون عدد من الدول، مثل سوريا وأذربيجان وليبيا، إلى جانب خلافه مع اليونان في شرق المتوسط، موضحا فى تصريحات لإحدى الشبكات الفرنسية بقوله "في مرحلة ما سيكون من الضروري التساؤل عما تفعله فرنسا وتركيا في التحالف نفسه، وسلوك أردوغان العدواني يمثل مشكلة لاستمرار بلاده في الحلف الأطلسي، ويشجع على عودة ظهور الجماعات الإرهابية".
شدد الرئيس الفرنسي السابق على أنه يجب مناقشة وجود أنقرة وسط الحلفاء فى أوروبا، خاصة وأن السياسات العدوانية للرئيس التركى تذكي النزاعات المسلحة على أبواب أوروبا".
من جانبه أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على عدم التراجع عن الخطوات التى تم اتخاذها مؤخرا، وضرورة مواجهة خطاب الكراهية والتحريض على العنف بشكل حازم، وأهمية الدفاع عن قيم الحرية والمساواة والقيم الأوروبية، مع دعوة الدول الأوروبية الصديقة للتضامن مع فرنسا فى ظل الظروف الراهنة 
شدد الرئيس الفرنسي بقوله "إذا تعرضنا لهجوم فهذا بسبب قيمنا الخاصة بالحرية ورغبتنا في عدم الرضوخ للإرهاب، وأهمية تكاتف كل الفرنسيين بمختلف اتجاهاتهم وأديانهم للحفاظ على القيم العليا لفرنسا وأمنها الوطنى".
كما دعا ماكرون الشعب الفرنسي إلى "الوحدة" وإلى "عدم الخضوع لشعور الرعب" معلنا زيادة عديد الجنود في عملية "سانتينيل" من ثلاثة آلاف إلى سبعة آلاف جندي، من أجل حماية أماكن العبادة خصوصا مع اقتراب عيد جميع القديسين لدى الكاثوليك الأحد المقبل، موضحا أنه سيتمّ نشر الجنود من أجل "حماية المدارس" مع عودة التلاميذ إلى الدروس الاثنين المقبل بعد عطلة الخريف.
جدد الرئيس الفرنسي  دعم الأمة بأسرها لكاثوليك فرنسا والخارج" مذكرا بـ"اغتيال الأب "جاك هامل" الذي قُتل في كنيسته في سانت إتيان دو روفراي قرب روين في صيف العام 2016، والتأكيد على أن الأمة جمعاء تقف وستقف إلى جانبكم كي تستمرّ ممارسة الدين بحرية في بلدنا".

أضاف بقوله "من الواضح جدا أن فرنسا هي التي تتعرض لهجوم" مشيرا إلى أنه "في الوقت نفسه، تعرّض موقع قنصلي فرنسي لهجوم في جدة وتحصل توقيفات على أراضينا".
وكان رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس قد أعلن فى وقت مبكر اليوم رفع حالة الطواريء القصوي بالشوارع والميادين، الخميس إلى رفع درجة التأهب الأمني في المباني ووسائل النقل والأماكن العامة، في أعقاب الهجوم بسكين في كنيسة في نيس بجنوب شرق فرنسا.
وأعلن التأهب بدرجة "طوارئ لمواجهة اعتداء"، وهي درجة التأهب القصوى في إطار خطة "فيجيبيرات" التي تنص على تدابير لمكافحة الإرهاب، وتفرض فور وقوع اعتداء أو إذا تحركت مجموعة إرهابية معروفة لم يحدد مكانها، لفترة زمنية محددة إلى أن تتم معالجة الأزمة.
توعد بملاحقة الجناة والمحرضين، واهمية تكاتف الفرنسيين بمختلف الانتماءات الدينية والسياسية لمواجهة هذا الخطر الذى يواجه فرنسا بالداخل والخارج، والتوعد بمواجهة من قام بالتحريض على هذه الجرائم، فى إشارة لتصريحات الرئيس التركي الذى خاطب شعبه ووسائل الاعلام التركية فى الأيام الماضية ضد فرنسا ورئيسها، وهو ما يراه الخبراء خطاب تحريضي بالمقام الأول، وتسبب فى دعوة المتطرفين لتبني أعمال إرهابية داخل وخارج فرنسا بموجب هذه التصحريات التى حاولت بها أردوغان كسب تعاطف من الشارع الاسلامي لتحقيق مصالح شخصية ، والتعتيم على الخروقات التركية فى البحر المتوسط وليبيا.
من جانبها أدانت منظمات حقوقية دولية الصمت التركى على الجرائم الارهابية التى شهدتها فرنسا فى الداخل وبالقرب من القنصلية الفرنسية فى جدة، والإشارة إلى أن الصمت يعد من علامات الرضا على ما يحدث، وهو ما يزيد من حدة الخلافات التركية الأوروبية وليس الفرنسية فقط، وهو ما ينبيء بتصعيد فرنسي أوروبي قادم لا محالة ضد أنقرة خلال الأيام المقبلة، وفرض عقوبات سريعة، وسط دعوات بملاحقة المسئولين فى أنقرة أمام المحاكم الدولية. 

شارك