حادث "نيس" الإرهابي.. يفضح دور قطر المشبوه في العبث بأمن أوروبا

السبت 31/أكتوبر/2020 - 01:21 م
طباعة حادث نيس الإرهابي.. فاطمة عبدالغني
 
التطرف في فرنسا مرتبط بأطراف خارجية أسست ووفرت له الدعم والتمويل لسنوات عديدة، وهو أمر ليس سرًا ويعرفه الفرنسيون جيدًا، وهي القناعة التي ترسخت أكثر عقب الأحداث الأخيرة وعبر عنها مسؤولون فرنسيون، وهو الوضع الذي أعاد للأذهان ما أورده صحفيان فرنسيان في تحقيق استقصائي العام الماضي في كتاب عنوانه "أوراق قطر"، كشف جانبًا من الدعم الذي تقدمه الدوحة لتنظيمات تابعة للإخوان والشخصيات التي تروج أفكار متطرفة تحت غطاء أكاديمي وخيري في عدد من دول أوروبا على رأسهم فرنسا.
وكشف الكتاب الذي أعداه صحافيا الاستقصاء الفرنسيان، جورج مالبرونو وكريستيان شيسنو، مبالغ مالية ضخمة حولتها قطر لدعم 140 مشروعًا مرتبطًا بتنظيم الإخوان في أوروبا، فقد دفعت مبلغ 72 مليون يورو لدعم مجموعات إخوانية تنشط في 7 دول أوروبية.
 وفي منطقة واحدة فقط من فرنسا وصل الدعم إلى نحو 5 ملايين يورو منها ما ذهب إلى مدرسة ثانوية في محاولة لاختراق المؤسسات التعليمية من أجل بث الأفكار المتطرفة.
وفي هذا السياق، تحدث الكتاب كيف أن استمالة عمداء المدن ومسؤولين أخرين في فرنسا كان هدفًا لقطر من أجل المساعدة  في التغلغل الإخواني، وهو الأمر الذي اثبتته وثائق جرى العثور عليها في بيت القيادي الإخواني السابق "يوسف ندى".
ولم تسلم سويسرا أيضًا فمتحف "حضارات الإسلام" في جنيف وهو مؤسسة تبث دعاية وأفكار إخوانية تلقى مبلغًا يصل إلى 1.4 مليون فرنك سويسري.
ولا تختلف الصورة في إيطاليا كثيرًا، فقد حصل مركز "الهدى" في روما على 4 ملايين يورو.
وأكد الصحفيات الفرنسيان في كتابهما أن المخابرات الفرنسية لم تكن غافلة عما تقوم به قطر، فقد حذرت من تقديم الدوحة دعم مالي كبير لما يسمى بـ"اتحاد المنظمات الإسلامية" في فرنسا، وبناء على ذلك طلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ضمانات من المسؤولين القطرين بشأن محاربة تمويل الإرهاب وعدم تقديم دعم مالي سري لأنشطة في فرنسا، لكن الكاتبين يؤكدان أن الدوحة استمرت في سياساتها تلك.  
من ناحية أخرى لم تكن النمسا وألمانيا بمنأى عن التحركات القطرية المشبوهة، فبحسب الصحفيان الفرنسيان مولت الدوحة 10 مؤسسات ومشاريع تابعة للإخوان، فضخت الدوحة أكثر من 5 ملايين يورو نهاية 2016 في مؤسسات الإخوان، بواقع 96 ألف يورو لمنتدى الإسلام في مدينة ميونخ، جنوبي ألمانيا، و400 ألف يورو في مركز ومسجد دار السلام في برلين، و300 ألف يورو لمؤسسة في بلدة دينسلاكن بولاية شمال الراين ويستفاليا (غرب).
الأكثر من ذلك، أن قطر منحت تمويلا ضخما بلغ 4.4 مليون يورو لصالح مؤسسة مركزية للإخوان في برلين، وفق صحيفة "شتوتجارت تسايتونج" التي لم تذكر اسم المنظمة.
وذكرت الصحيفة ذاتها أن جمعية النادي الثقافي المغاربي في مدينة شتوتجارت (جنوب غرب)، أرسلت خطابا لمؤسسة قطرية (قطر فاونديشن) في 2015، كتبت فيه "نطلب دعم رئيس مؤسسة قطر، وهو على دراية باحتياجات المسلمين في الشتات بالدول الغربية".

شارك