ألمانيا تجد دعمها لفرنسا فى الحرب على التطرف وترفض خطاب الكراهية التركي

الأحد 01/نوفمبر/2020 - 05:52 م
طباعة ألمانيا تجد دعمها هاني دانيال
 

جددت برلين تضامنها مع باريس فى الهجمات الإرهابية الأخيرة ، ورفض كل خطابات التحريض والحض على الكراهية الصادرة من أنقرة ضد اوروبا، والتأكيد على أن ألمانيا وكل الدول الأوروبية ليست بعيدة عن خطر الإرهاب، وإنه من المهم مواصلة كل الجهود من اجل مكافحة الارهاب والتطرف بكل أشكاله ، والتوصل إلى خطابات عقلانية تعمل على مواجهة التطرف بشكل واضح وصريح. 

وهو ما ظهر فى تصريحات الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذى شدد على أهمية التصدي بكل حزم لأعمال العنف الوحشية والدوافع الإسلاموية، وأهمية مواصلة الجهود من أجل تعزيز القيم الأوروبية من حيث الحرية والمساواة والديموقراطية ونبذ العنف، خاصة وأن أوروبا تشهد حاليا تحدي الحفاظ على "انفتاح مجتمعاتنا الديموقراطية".

وفى حواره مع راديو ألمانيا انتقد الرئيس الألماني نظيره التركي رجب طيب أردوغان، معتبرا أن كل التصريحات الأخيرة الصادرة من انقرة غير مفيدة، معتبرا بقوله " لا يوجد مبرر  للتصعيد الذي تابعناه في الخطاب المتصاعد بشكل ملحوظ، ألاّ يتشجع بعض الجناة المحتملين للقيام بأعمال عنف".

نوه على أن ألمانيا مثل فرنسا وكل الدول الأوروبية ليست محصنة ضد الهجمات الإرهابية، ويجب التحلي باليقظة، ولكنه لا يمكن السماح لمنطق الكراهية والانقسام أن يفرض نفسه، فهذه أمور مرفوضة وغير مقبولة على الاطلاق، فالمجتمع المنفتح والمتعدد لا يكون قويا إلا عندما يؤسس تعايشه على أساس الاحترام والتقدير والمشاركة وليس على أساس الحط من الكرامة والتشهير والتهميش".

شدد  شتاينماير بقوله "في مجتمعاتنا الديمقراطية، يجب أن ألا نلتزم بمسار يجعل الكراهية والإقصاء معيار عمل الدولة "، معتبرا أن اوروبا تواجه تحديا كبيرا عليها النجاح فيه، وعدم السماح بالأفكار المتطرفة فى التوغل، وعدم تجاهل خطابات الكراهية الصادرة من أنقرة، وضرورة التعامل معها بحزم، والإشارة إلى أن الخارجية الألمانية تتولى النظر فى هذه التصريحات ومتابعة مدى تأثيرها أوروبيا.

من ناحية آخري تواصل الصحف الألمانية هجومها على الرئيس التركى رجب طيب إردوغان، واتهامه بتقديم مبررات للقيام بعمليات إرهابية فى أوروبا، ومحاولة تقديم التعتيم على الخروقات التى يقوم بها فى شرق البحر المتوسط ودعم الفصائل الليبية بالسلاح، من خلال دغدغة مشاعر المسلمين فى العالم العربي.

ورصدت صحيفة "ميركور" واسعة الانتشار  خطابات الكراهية الصادرة من أنقرة تجاه فرنسا وأوروبيا، والإشارة إلى أنه من سخرية القدر أن تظل تركيا متطلعة إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بالرغم من أن رئيسها أردوغان يهاجم أوروبا بجميع الأشكال الممكنة، فهو يستخدم سفنا حربية في بحر إيجة ومرة أخرى يأمر جيشه بنقل آلاف المهاجرين إلى الحدود أو يحرض مسلمي أوروبا ضد حكوماتهم.

كما انتقدت الصحيفة سياسات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تجاه تركيا ومحاولة خلق شراكة مع أنقرة واعتبرت انها مخطئة، فتركيا ليست شريكا موثوقا به، والإشارة إلى أن أردوغان يعامل أوروبا مثل خصم وذلك بالاحتقار العميق ، يضعف أمام ترامب وبوتين ويستقوى فقط أمام الضعفاء.

واعتبتر الصحيفة ان ردود الفعل الفرنسية والأوروبية على خطابات الكراهية غير كافية، حيث أنه كرد فعل على الإرهاب الحاصل قبل أسبوعين لجأ الرئيس إيمانويل ماكرون إلى اعتقال وترحيل إسلامويين بارزين، لكنه بقي ردّ غير كافي، وليس فقط فرنسا بل كل أوروبا عليها مواجهة المحرضين الذين يجلبون الكراهية من الخارج إلى داخل جالياتنا المسلمة ويحرضونها على بلدها المضيف وعلى رأسهم أردوغان الذي يدعي العظمة.

دعت الصحيفة إلى اتخاذ موقف أوروبي واضح ومحدد تجاه الخروقات وخطابات الكراهية التركية، وإلا ستشهد أوروبا موجة كبيرة من العمليات الانتقامية، وما لم يتم التعامل مع هذا الملف بجدية، سيواصل الرئيس التركى تحقيق مصالحه، والعبث بالأمن الأوروبي وقيمه ، وتعريض حياة المواطنين للخطر، خاصة وأن التصريحات يتم نشرها على نطاق واسع داخل تركيا والعالم الاسلامي، وهو ما سيكون له تداعياته السلبية خلال الفترة المقبلة.

كما تواصل الصحف الألمانية أيضا متابعة ظهور شخصيات تونسية تنفذ عمليات إرهابية، حيث سبق وان قام التونسي انيس العامري بتنفيذ عملية دهس فى أحدى ضواحي برلين فى ديسمبر 2016، قبل ان يتم قتله على يد الشرطة الإيطالية، حتى جاءت الواقعة الفرنسية وقيام تونسي بنحر سيدة وقتل اثنان، بعد أن جاء إلىف رنسا عبر إيطاليا أيضا، وهو ما يثير علامات الاستفهام حول انضمام عدد كبير من التوانسة إلى الجماعات الإرهابية، وضرورة جمع معلومات عن المتطرفين الجدد لمواجهة المخاطر التى قد يقومون بها مستقبلا.

شارك