الإخوان اليوم.. متابعات الصحف العربية والعالمية

الخميس 05/نوفمبر/2020 - 06:44 ص
طباعة الإخوان اليوم.. متابعات اعداد: حسام الحداد
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص جماعة الإخوان، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 5 نوفمبر 2020.

اليوم السابع: كيف يمكن القضاء على الفكر الإخوانى؟.. قيادي سابق بالتنظيم يضع خطة لمحاصرة الأفكار المتطرفة.. ويؤكد: صناعة الوعى هى الحل.. وخبراء: الإخوان هى الماكينة الأساسية لإنتاج كل التنظيمات المسلحة على مستوى العالم
تسببت الأفكار المتطرفة فى إثارة الكثير من الأزمات والمشكلات لمصر وأغلب دول العالم، وتفرعت جماعات إرهابية وأذرع مسلحة، فضلا عن انبثاق العديد من الحركات الإرهابية من جماعة الإخوان، ليبقى التساؤل، كيف يمكن القضاء على فكر الإخوان المتطرف؟، وخاصة أن الأيام الحالية يعد التنظيم فى أضعف حالاته عقب ثورة 30 يونيو التى أطاحت بالتنظيم، فضلا عن أدراج الجماعة الإرهابية من قبل الرباعى العربى "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" بقوائم الإرهاب".
طرحنا سؤال كيف يمكن القضاء على الفكر الإخوانى المتطرف على مجموعة من القيادات السابقة والخبراء فى شئون الحركات الإسلامية، وكانت اجاباتهم عبارة عن تصور يمكن العمل عليه لمدة زمنية يعقبها القضاء على الأفكار المتطرفة، مشيرين إلى أن مواجهة الأفكار المتطرفة تتطلب جهود الدولة والشعب معا.
إبراهيم ربيع القيادى السابق بجماعة الإخوان، أجاب على هذا السؤال، مشددا على ضرورة مشروع قومى تنويرى يستمر عشرات السنوات للقضاء على الأفكار الإخوانية والإرهابية معا.
وقال "ربيع": "للقضاء على فكر الإخوان الأمر يتطلب مشروعا قوميا ثلاثى الأبعاد، الأول - العمل بجدية وفاعلية على تفكيك التنظيم بالمطاردة الأمنية والملاحقة القانونية تشريعا وقضاء والضرب بقسوة على مفاصل التنظيم، وعدم تركهم لحظة هادئة يشتغلونها فى إعادة ترميم التنظيم وتجفيف ومصادرة لكل مسارات التمويل الإجرامى".
وأضاف: "ثانيا القيام بالحصار ثلاثى الأبعاد (اجتماعى وإعلامى وثقافي) وتطهير مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى (نقابات وجمعيات ومؤسسات حقوقية) من خلاياهم المتوغلة، متابعا: "ثالثا لابد من صناعة تيار وطنى تنويرى متعلم يعمل على إعادة إعمار الشخصية المصرية وإزالة آثار العدوان الإخواني".
وتابع :" لابد من العمل كفريق متكامل ومتعاون حكومة وشعب ونخبة ومؤسسات دولة ومجتمع مدني، إذ تقوم مؤسسات الدولة (وزارة الشباب، وزارة الثقافة، وزارة الأوقاف، وزارة التعليم، الجامعات، مجلس النواب، المجلس القومى للبحوث الاجتماعية، الأزهر، كل فيما يخصه) بينما يقوم  المجتمع المدنى (نقابات وجمعيات ومؤسسات حقوقية وأحزاب والمجلس القومى لحقوق الإنسان والمجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للامومة والطفولة) للقضاء على الفكر الإخوانى".
ووضع "ربيع"، خطة كاملة للقضاء على الفكر الإخوانى وجميع التيارات صاحبة الأفكار المتطرف، واصفا جماعة الإخوان بالانتهازية التى تتاجر بالدين، مضيفا :"تركنا تنظيمات الاستغلال والانتهازية والمتاجرة الدينية وفى القلب منها تنظيم الإخوان الإرهابى على مدار ما يقرب من قرن من الزمان يتوغل وينتشر فى كل شبر من أرض الوطن، وقامت هذه التنظيمات الإجرامية باحتلال عقل ووجدان المواطن بعدما قامت بطريقة ممنهجة بالتلاعب بعقله وتزييف وعيه بقناعات دينية باطلة مما أدى لتدمير انتمائه الوطنى وتفتيت ضميره الجمعى وتشتيت الاجماع الوطنى  على الولاء والفداء للوطن تحت شعار نبى هذه التنظيمات سيد قطب (الوطن حفنة من تراب عفن)".
وتابع: "رأينا وتجرعنا نتائجه الكارثية من عام 2011 م وحتى الآن وكانت ظهروها الكبير فى 2013 ومازلنا ندفع ثمنا باهظا مئات المليارات من الجنيهات خسائر اقتصادية متراكمة بل ما هو أغلى مئات من شهدائنا فى الجيش والشرطة وآلاف المصابين"، مضيفًا: "الفريضة الوطنية الآن هى صياغة مشروع قومى لإعادة هندسة الوعى الوطنى وتطعيم الأجيال القادمة بمصل الانتماء والولاء والفداء للوطن،  وهذا واجب علينا جميعا نخبة وشعبا وحكومة ومؤسسات دولة ومؤسسات مجتمع مدنى يجب أن نقف وقفه حاسمة حازمة ونقول مصر فى سنة كذا خالية من فيرس الإخوان وفى يوم كذا مصر ليس بها أى كيان خارج عن قانون الدولة ونجهز الموارد البشرية ونضع الخطط والجداول الزمنية لتحقيق ذلك".
وأضاف: "وعى الأمم والشعوب يتكون من خلال طبقات ثلاثة، ممثلة فى طبقة الوعى الفطرى أو ما يمكن تسميته بالوعى الغريزى أو وعى الجينات وهذه هى قاعدة هرم الوعى والشعب المصرى على وجه العموم نتيجة للعمق الحضارى والتراكم التراثى، يجعله مدركاً للخطر بشكل فطرى وهذا الوعى يتم استدعائه وقت الخطر المهدد للوجود".
وتابع: "أما الطبقة الثانية طبقة الوعى الموجه، أو صناعة الوعى الوطنى الرشيد، وهى المنطقة الوسطى لهرم الوعى وهو وعى الوقاية والتحصين واستشراف الخطر بشكل مبنى على معارف مكتسبة وشارحة ومفسرة لكل ما تتعرض له البلاد من مخاطر وتهديدات وأزمات والإدراك منهجى ومعرفى وليس أسطورى أو خرافى وهذا دور الدولة والنخبة والمؤسسات".. مضيفا: "لكن للأسف هذا الدور تم تغيبه على الساحة، لزمن طويل بسبب غياب الرؤية المعرفية وسيطرة قطعان التخلف والظلام الاخوانية والسلفية على منابر التأثير الدينى والثقافى والسياسى والتعليمى".
وأضاف: "أما الطبقة الثالثة طبقة الوعى المستدام: وهى قمة هرم الوعى اذا وصلنا إلى هذه المرحلة الصلبة والمتقدمة من الوعى فسيكون الحراك والتدافع المجتمعى قادر على افراز وعيه ذاتياً دون توجيه أو إرشاد أو تصنيع وهذا ما تتمتع بها الأمم المتقدمة والفاعلة فى المجتمع الدولي، وحتى نصل إلى تلك المرحلة المتقدمة من الوعى لابد من التأكيد على المرحلتين السابقتين لها".
وقال القيادى السابق بتنظيم الإخوان إن: "صناعة الوعى مشروع قومى وليس مهمة ثانوية ويجب دعمها بتنظيمات سياسية واجتماعية قادرة على التفاعل مع الجماهير والاشتباك معها ثقافيا ومعرفيا، ويجب إعلان النفير العام وتعبئة المجتمع وتفعيل مؤسسات الدولة التنفيذية للمواجه، ويجب على وزارة التعليم أن تكون قاطرة الانقاذ والحماية المستقبلية، بينما وزارة الثقافة لابد من قيامها بدورها فى حماية وتأكيد الهوية المصرية، كما أن وزارة الشباب لابد من القيام بمهمتها فى رعاية الشباب والطلائع فهم الاحتياطى الاستراتيجى للبلاد، وعلى المجلس القومى للأمومة والطفولة والمجلس القومى للمرأة، صناعة الحاضنة الاسرية لأجيال اكثر وعيا وانقى أخلاقا".
وتابع إن وزارة الاوقاف، هى المسؤول الأول عن صناعة الوجدان الدينى والضمير فى البلاد، ويجب الجدية والاسراع فى إعادة بناء وتأهيل الخطباء والدعاة فقهيا وشرعيا ومعرفيا وثقافيا ومهارات خطابة إنهاء سيطرة أى كيانات موازية على المساجد والزوايا كالدعوة السلفية وأنصار السنة والجمعية الشرعية، كما يكون الإعلام المرئى والمقروء والمسموع منابر الوعى والثقافة والامتاع".
وأضاف: "على الأحزاب السياسية صناعة القيادات الجماهيرية والكوادر السياسية، كما تقوم مراكز البحوث القومية تقديم الدراسات والأبحاث الميدانية لظواهر تزييف الوعى وتقديم حلول علمية لها، بينما منظمات المجتمع المدنى تكون حراسة الوعى من الاختطاف والاستقطاب الخاطئ".
هشام النجار الباحث الإسلامى، اتفق مع الرأى السابق، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن الاخوان منتجون فكريًا وتنظيريًا وتنظيميًا للفكر المتطرف والإرهابى وآلياته وتعد جماعتهم رائدة ونموذج ومدرسة معلمة تخرج منها كافة قادة جماعات الإرهاب فى العالم.
وأضاف الباحث الإسلامى أن جماعة الإخوان تجد فى نشاط الجماعات التكفيرية التى انتجتها سندا لها فى مواجهة الدول والمجتمعات ففى الذى تقدم نفسها فيه كطرف سياسى سلمى تناور بأنها مختلفة عن الجماعات المسلحة رغم أنها تعتبرها ذراعها العسكرى وجناحها المسلح لحماية مشروعها.
وتابع هشام النجار: حين تنكشف الجماعة بمشروعها المناهض للتداول وقيم الديمقراطية وتحدث المواجهة الشاملة التى لا مفر منها دفاعا عن الدولة الوطنية تلجأ جماعة الاخوان للتحالف المعلن والمكشوف مع هذه الجماعات للثأر، ومحاولة استعادة السلطة بالقوة، والدلائل على ذلك كثيرة منذ تاريخ نشأة الجماعة إلى اليوم.

أخبار اليوم: إبراهيم عيسى يكشف كيف سيطر الإخوان على النقابات واتحادات الطلاب
قال الإعلامى إبراهيم عيسى، إنه بعد وفاة مرشد الإخوان عمر التلسمانى  الذى ملأ الفراغات داخل الجماعة بقيادات الجماعات الإسلامية، جاء بعده محمد حامد أبو النصر وهو شخص عابر تولى المنصب باعتباره أكبر أعضاء مكتب الإرشاد، وعاد مصطفى مشهور من الخارج وتولى منصب نائب المرشد وكأنه إشارة لعودة العمل بالتنظيم السرى.
وأضاف"عيسى" ، خلال برنامج "أصل الجماعة"، المذاع على قناة ON E، اليوم الاربعاء ، أن جماعة الاخوان فكوا تحالفهم مع حزب الوفد وتحالفوا مع حزب العمل، وظهر شعار الإسلام هو الحل،  وعقدت الاجتماعات الداخلية والخارجية للجماعة وبدأوا يهتموا بالانتخابات واعتبروا تلك الفترة مرحلة جديدة في عمر التنظيم خاصة بعدما نجحوا في السيطرة على نقابات البيطريين والصيادلة عام 88، وحاولوا تصوير أنفسهم على أنهم أمناء وليسوا لصوص.
وتابع : "تمكنت الإخوان من نقابة المحامين وسيطرت عليها عام 1992 حيث كانت اخر قلعة تقف ضد الإخوان"، ثم تغلغلت إلى الاتحادات الطلابية وخاضت كافة الانتخابات الجامعية على كافة المستويات حتى وقعت قضية سلسبيل وهى قضية كبرى التي أسسها خيرت الشاطر وحسن مالك للعمل في الحسابات ونظم المعلومات وحصلت الأجهزة الأمنية خلال تلك القضية على خطة الإخوان التي سميت بخطة التمكين ، وتم القبض على عدد كبير من اعضاء الاخوان فى شتى انحاء مصر.

مبتدا: فى ظل وجود النهضة الإخوانية .. مخاوف فى أوروبا من دواعش تونس
فضحت أحداث إرهابية، وقعت فى أوروبا خلال الفترة الماضية، عنف جماعة الإخوان الإرهابية وفساد فكرهم ومنهجهم، فبينما قُتل ثلاثة أشخاص فى هجوم على كنيسة بمدينة نيس الفرنسية، على يد شاب تونسى قدم إلى فرنسا عبر الهجرة غير الشرعية، دافعت صفحات ولجان جماعة الإخوان الإلكترونية ورموزها عن القاتل، خاصة مع النهج المتطرف الذى تصدره تونس الذى ترتدى ثياب النهضة الإخوانية 
كانت بداية تصدر الإخوان للمشهد فى تونس عند وصول الجماعة الإرهابية إلى حكم تونس باستغلال ما يسمى بالربيع العربى، محاولة السيطرة على حكم البلدان العربية لتسليمها للرئيس التركى، رجب طيب إردوغان، لتكون رهن إشارته، وفق رؤية التنظيم الدولى التى لم تجلب سوى الخراب والدمار على الوطن العربى وشعوب المنطقة، تلا ذلك العديد من الثورات الشعبية ضد حكم الإخوان الإرهابيين لتونس، وفى كل مرة يلوح الإخوان بالعنف فى وجه المطالبين بإزاحتهم من المشهد.
أعوام من العنف
ولا يزال عنف جماعة الإخوان الإرهابية مستمرا، وهو ما يظهر فى خطواتهم ضد المنابر الإعلامية المعارضة لأفكارهم، التى لم تتوقف يوما منذ اعتلائهم السلطة عقب ما يسمى الربيع العربى فى 2011.
الصفحات والمواقع الإعلامية التابعة لإخوان تونس وبشكل فج وصريح دافعت عن منفذ العملية الإرهابية، ما لاقى معارضة شديدة داخل البلاد قوبلت بحملة تحريضية شرسة من الإخوان ضد خصومها.
الأدهى كان مجىء الدفاع من رموز الإخوان، إذ وجه هشام المدب، العميد المتقاعد من وزارة الداخلية والمتحدث الرسمى السابق باسمها فى عهد الوزير الإخوانى، على العريض، اتهامات لوسائل إعلام مناهضة لحركة النهضة، من بينها موقع "كابيتاليس" الناطق بالفرنسية وإذاعة "شمس إف إم" وقناتى "الحوار التونسى" و"قناة التاسعة"، لإدانتهم قتل الشاب التونسى لثلاثة أشخاص فى كنيسة بفرنسا.
هشام التونسي
ووفق صحف تونسية، قال هشام المدب، إن هذه القنوات تشتغل لصالح فرنسا ومعادية للدولة التونسية، مما يجعلهم "عرضة للتصفية الجسدية"، ما اعتبره الكثيرون تحريض وتهديد صريح للعاملين بالمؤسسات الإعلامية والصحفيين بالقتل.
وفى تدوينة له على مواقع التواصل الاجتماعى، أعلن الكاتب والإعلامى التونسى، سفيان بن فرحات، مساندته المطلقة غير المشروطة لصحفيى المؤسسات الإعلامية المستهدفة ضد حملة التكفير والتحريض على القتل الممنهجة ضدهم من قبل المتطرفين وزبانيتهم وخدمهم، وفق توصيفه.
وقال فرحات: "أما آن للسلطة السياسية والهيئات القضائية فى تونس أن تتحرك وتطبق القوانين ضد إجرام الإخوان".
إجرام الإخوان
وردا على ما تلقاه موقعها من هجوم وتهديدات، قالت زهرة عبيد، مالكة "كابيتاليس"، فى تدوينة على صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك" إنه "شرف لنا الشهادة، والموت علينا حق. ولن نركع للتهديد".
كما وجهت رسالة إلى "الداعمين للإرهاب فقط أقول لهم نحن صامدون ولن ننحنى ولن تمروا يا خونة".
وفى موقف رسمى واضح كالشمس، تفاعلت نقابة الصحفيين مع الأزمة بإصدارها بيانا دعت فيه حكومة هشام المشيشى إلى ضرورة التحرك السريع لمواجهة خطابات التحريض على الصحفيين.
وأدانت النقابة بشدة حملات التحريض ضد الصحفيين وعبرت عن تضامنها المطلق مع المؤسسات الإعلامية المذكورة، محذرة من خطورة خطاب التحريض على العنف والكراهية الذى بثته قناة "الزيتونة" الإخوانية، داعية النيابة إلى التحرك الفورى من أجل تتبع "المدب" من أجل استغلاله لمنبر إعلامى للتحريض على الصحفيين ووسائل الإعلام.
وطالبت وزارة الداخلية بتحمل مسؤوليتها فى تأمين وسائل الإعلام المذكورة بعد الحملة التى طالتهم خاصة بعد كشف المدب لعناوين بعضها.
تونس حرة والإخوان برا
وفى شهر أكتوبر الماضى، دخلت رئيسة كتلة الحزب الدستورى الحر، عبير موسى، برفقة نائبات من كتلتها وساندهم آخرون، فى اعتصام بمقر البرلمان التونسى، احتجاجاً على العنف المسلط ضدهن داخل مجلس نواب الشعب، وفق ما أعلنته موسى فى تدوينة عبر صفحتها بـ"فيسبوك".
النائبة التونسية عبير موسى
وعلى الجانب الآخر، تظاهر صحفيون تونسيون، أمام مقر البرلمان، رافعين شعار"تونس حرة والإخوان برا" لإسقاط مبادرة تشريعية تسمح بإنشاء قنوات تلفزيونية دون الحصول على تراخيص، وتجد معارضة من قبل جميع الهياكل الصحفية، التى ترى فيها خطراً على مستقبل واستقلالية الإعلام وتشريعا للفوضى.
كانت كتلة الحزب الدستورى الحر، أدانت بشكل متكرر العنف المتعمد ضد المرأة الذى أصبح سياسة ممنهجة داخل البرلمان لإخراس أصوات الكتلة، مؤكدة أن العنف المتواصل يأتى فى ظل تزكية من رئيس البرلمان، راشد الغنوشى، والصمت الممنهج للدولة وعدم تحرك القضاء.
مكتب مجلس نواب الشعب عقد اجتماعا، بنهايات أكتوبر الماضى، وسط حالة من الاحتقان والخلافات الحادة، وذلك على خلفية إصرار التحالف البرلمانى المتكون من النهضة وائتلاف الكرامة وقلب تونس على تمرير مبادرة تشريعية لتعديل قانون الإعلام والاتصال على الجلسة العامة.
ونشر نواب فيديو قالوا إنه يوثق الاعتداء اللفظى الذى طالها من قبل النائب عن ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف، مشيرين إلى أن عبد اللطيف العلوى قد رشق نائبة فى بقارورة مياه خلال اجتماع مكتب البرلمان.
وفى شهر يوليو الماضى، وأمام اتساع رقعة العزلة الإخوانية، بدأت قيادات النهضة التلويح باستخدام العنف والنزول للشارع، ضمن خطاب يتضمن تهديدًا للتونسيين، ما أدى إلى احتشاد القوى المعارضة للإخوان أكثر، فدعا نور الدين البحيرى، رئيس كتلة الإخوان البرلمانية، أنصاره إلى الاستعداد للمواجهة، وهو ما اعتبره مراقبون "كلمة سر" إلى استخدام العنف ضد خصوم النهضة، وخاصة رئيسة "الدستورى الحر"، عبير موسى.
الخلافات تضرب حركة النهضة التونسية
وتسعى جبهة الغنوشى لتعديل اللائحة الداخلية للحركة لاستمراره مدة ثالثة رئيسا لها، والهدف من استمراره رئيسا لمدة ثالثة ترشيحه لرئاسة تونس، وتعارض مجموعة المائة ذلك التوجه، ومن بينهم أعضاء فى المكتب التنفيذى للحركه ومجلس الشورى والكتلة البرلمانية، أبرزهم عبداللطيف المكى ونو الدين العرباوى، الذين طالبوا الغنوشى الإعلان عن عدم ترشحه لرئاسة الحركة مجددا، خلال المؤتمر العام، وأن استمراره رئيسا للحركة لمدة ثالثة يخالف الماده 31 من النظام الداخلى.
وضربت الاستقالات الحركه، فكان أبرز المستقيلين عبدالفتاح مورو وعبدالحميد الجلاصى وزياد العذارى ورياض الشعيبى وزبير الشهودى وحمادى الجبالى، وقيادات شابه أبرزها زياد بومخلة وهشام العريض.

الاتحاد: تجريم «الإخوان» ضربة للإرهاب
بعد أن دخلت فرنسا في حلقة دامية من العنف والإرهاب جراء التأجيج الحاصل بعد حادثة الرسوم المسيئة ونحر المعلم الفرنسي على يد شيشاني مسلم، تترآى في الأفق الفرنسي سياسة جديدة للتعامل مع الإرهاب بعد أن وجَّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير داخليته جيرالد دارمانان بزيارة إلى تونس والجزائر نهاية هذا الأسبوع للقاء نظيريه هناك والتباحث حول ترحيل الإرهابيين. 
وتتزامن هذه الزيارة بعد الاعتداء الإرهابي الذي وقع الأسبوع الماضي أمام كنيسة في مدينة نيس جنوب البلاد، وأودى بحياة ثلاثة أشخاص، بالإضافة إلى حادثة نحر المعلم قبلها بأيام.
ولا شك في أن سياسات فرنسا السابقة المتساهلة مع المتشددين لها دور في مستجدات الإرهاب الحالية، والتي تطل برأسها من حين لآخر، وكذلك تشريعات التي تضمن حق اللجوء وضمانات الهجرة التي توفرها لكل وافد على أرضها، فضلاً عن دستورها الذي يكفل حرية التعبير والنقد، وما يندرج تحت هذه الحرية من نقد الأديان والمقدسات (سواء أكانت إسلامية أم غيرها).
وهذا التعارض الذي تواجهه فرنسا بين الحريات والأيديولوجيات المختلفة التي تحتضنها وما ولدته من زعزعة لأمنها واستقرارها، يجعلها أمام خيار واحد فقط هو الضغط على الاتحاد الأوروبي والاتفاق على خطوة فاعلة للحد من الإرهاب، وهي تجريم جماعات الإسلام السياسي المتمثلة بتنظيم «الإخوان» الذي وجد في الغرب وأوروبا على وجه الخصوص حاضنة آمنة لتغوله وتوسع مخاطره، خصوصاً بعد حادثة الكنيس اليهودي في فينيا، والتي قام بها شاب ألباني مسلم وراح ضحيتها حتى كتابة هذه السطور 4 أبرياء. والحال في دول أوروبا متشابه والخطر قائم طالما ظل تمكين هذه الجماعات المتطرفة قائماً، فلا حل حاسم لهذه الاعتداءات إلا بتجريم الجماعات المتطرفة وطردها، ولتكن التجربة السعودية والإماراتية مثالاً ناصعاً لتراجع العمليات الإرهابية بعد دحر وتجريم تلك الجماعات وهروب رموزها إلى الخارج لتتلقفهم شعارات الحرية والديمقراطية في تجربة غير ناضجة لإعادة تدوير الإرهاب بشكل أو بآخر.. هذا فضلاً عن تلك الجماعات التي ترعرعت وتفاقم عنفها وإرهابها تحت تلك الشعارات!
حلقة الصراع التي تخوضها فرنسا في الوقت الحالي هي حلقة صراع مع آلة «الإخوان المسلمين» في واقع الأمر مدعومةً وممولة من قطر ومن «حزب العدالة والتنمية» في تركيا برعاية رئيسها أردوغان، فالتيار الإخواني يشعل فتيل الإرهاب الفكري على الأراضي القومية الفرنسية، ويؤجج أذناب التيارات المتشددة داخلها لتتحول إلى إرهاب فعلي كما حدث خلال الأيام السابقة، ولأن فرنسا باتت في الأشهر القليلة الماضية تمثل حائط صد أمام المحور الإخواني والتركي بعد أحداث ليبيا والبحر المتوسط، فإنه لا بد من زعزعة هذا الحائط الذي لم يعد ممكناً إلا بتفجير أزمة داخلية في فرنسا بدأت بالحوادث الأمنية في مدن فرنسية وتعبئة إعلامية عالمية أطلقتها أصوات إخوانية ضد باريس وماكرون وتصريحات موتورة من أردوغان شخصياً!
منذ عقود مضت وإرهاب الجماعات المتأسلمة يحاول التموضع على شكل دولة أو خلافة، بدءاً من كهوف «تورا بورا» وحركة «طالبان» التي آوت «القاعدة»، وصولاً إلى «داعش» التي خرجت من صلب جماعة «الإخوان المسلمين»، وطالما توافرت لهذه الأخيرة الحاضنات والشعارات الضامنة لبقائها وتمكينها، فسوف يواجه العالم أحداثاً دموية متكررة من حين لآخر.

شارك