أوهام الإخوان بالعودة على جناح بايدن.. يسقطها وعي المصريين

الجمعة 06/نوفمبر/2020 - 03:30 م
طباعة أوهام الإخوان بالعودة جبريل محمد
 
لا يزال التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية يبحث عن من يعيده للمشهد السياسي من جديد، بعدما لفظتهم الشعوب، ويحلم بالعودة من جديد مع فوز المرشح الديمقراطي للانتخابات الأمريكية جو بايدن.
الجماعة الإرهابية تتوق للعودة من جديدة للمشهد في الشرق الأوسط، وتتوهم أن حلمهم أصبح قاب قوسين أو أدني مع اقترب بايدن من دخول البيت الأبيض، إلا أن الحقيقة بخلاف ذلك، فحلمهم هذا كسراب يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً.
فالتنظيم الإرهابي يعتقد أن الأمر سيكون مثل ما كان الأمر في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إلا أنهم أغفلوا أمرا هاما، وهو أن الشعوب التي لفظتهم لن تسمح لهم مرة أخرة بالعودة، الشعب المصري الذي أزاح الإخوان من الحكم العام 2013 لن يسمح بعودتهم مرة أخرى.
منذ بداية عهد أوباما عام ٢٠٠٩ ولمدة ثماني سنوات، ارتأت الإدارة الأمريكية وجود شراكة سياسية مع تيار الإخوان بل ودعمه في الوصول لسدة الحكم في عدة دول عربية، وذلك بتأثير من اللوبي الإخواني ودوائر أكاديمية أثرت عليها الجماعة الإرهابية طوال سنوات. 
لكن سرعان ما انكشف الوجه القبيح للجماعة الإرهابية، وفشلت تجربة حكمهم في مصر وتونس، وأصبحت منبوذة شعبيا ومحاصرة أوروبيا، ما جعل الجماعة الإرهابية ترى في المرشح الديمقراطي للانتخابات الأمريكية جو بايدن، طوق نجاة لها في الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة، والشرق الأوسط بصفة عامة، في الوقت الذي تلفظ فيه أنفاسها الأخيرة.
ورغم أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب لم يتمكن من تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية لاعتبارات عدة، بعضها متعلق بانشغاله بالداخل الأمريكي والآخر بسبب اللوبي الإخواني صاحب التأثير الواسع والمهيمن على الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة. 
إلا أن سياسيين وخبراء يرون الشعوب في المنطقة لن تسمح بعودة تيارات الظلام من جديد، وقال طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب المصري، إن "حلم الإخوان لن يتحقق".
وأضاف في تصريحات لـ "البوابة نيوز" الفترة المقبلة ستوضح إن كانت للمرشح الديمقراطي انحيازات لجماعات التطرف في المنطقة، ومعسكر الدول الراعية للإرهاب من عدمه، وإن كان هذا الأمر سيشكل خطرا شديدا على العالم أجمع".
ومن جانبه، أكد الدكتور معتز عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر، أن الإخوان لن يعودوا للحياة السياسية المصرية من خلال بايدن أو غيره، ما دام جموع المصريين لا يريدون ذلك".
واعتبر النائب محمد أبو حامد وكيل لجنة التضامن في مجلس النواب المصري، أن "اختيار الرئيس الأمريكي يعود للشعب، ونحن ليس لنا موقف من ذلك". 
وأردف عبر تويتر: "بخصوص بلدنا وأمنها القومي ومصالحها، فالمسؤول عن ذلك شعبها؛ أولاً بوعيه وفهمه لطبيعة الأمور والتحديات التي تواجه بلدنا ومؤسسات الدولة، وثانياً في إدارتها الحكيمة لعلاقتنا الدولية والاستمرار في الإصلاح".  
وبحسب ما نشره مركز "ذا غلوبال مسلم براذرهود ديلي ووتش"، المتخصص بمراقبة نشاط الجمعيات الإسلامية المتشددة، فأن "أكبر نجاح حققته جماعة الإخوان في أمريكا ضمن مساعيها لإضفاء الشرعية على وجودها هي كلمة المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن أمام المؤتمر السنوي 57 للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (إسنا)، أحد فروع جماعة إخوان المسلمين التي تأسست قبل عقود في الولايات المتحدة.
ووعد بايدن حينها بأن إدارته المحتملة ستعيّن "أمريكيين مسلمين" في عدد من المناصب على مستويات مختلفة، وهو ما علق عليه المركز بأن "تسامح الإدارة الأمريكية في حال فوز بايدن مع أنشطة الإخوان سيفتح الباب أمام الاستقطاب الدعوي الإخواني للجالية وتكوين جمعيات شبابية وطلابية، ما يوفر أرضية خصبة للتشدد الفكري وإعادة الحرب على الإرهاب إلى نقطة الصفر".
وعكس تقرير "ذا غلوبال" المخاوف من السماح لجماعة الإخوان بالاستقطاب، خاصة للعبها دور الحاضنة الفكرية والروحية للإرهاب في كثير من التجارب بدول بالمنطقة.
ولا يبدو أن الإخوان يفوتون على أنفسهم الفرص، فبحسب موقع إن بي آر (هيئة الإذاعة العامة الأمريكية)، وجهت المنظمات الإسلامية العام الماضي الدعوة قبل الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، للمرشحين لحضور المؤتمر السنوي للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، وهو أحد أكبر التجمعات لمسلمي الولايات المتحدة.

شارك