تفاؤل أممي بانفراج الأزمة يرافق تفاهمات الفرقاء في ملتقى الحوار الليبي بتونس

الثلاثاء 10/نوفمبر/2020 - 12:36 م
طباعة تفاؤل أممي بانفراج فاطمة عبدالغني
 
بوادر انفراج الأزمة الليبية يلوح في الأفق، وتفاؤل أممي بالوصول إلى توافقات حول خارطة طريق تنهي حوالي 10 سنوات من الفوضى في البلاد.
إذ انطلقت في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية صباح أمس الاثنين 9 نوفمبر جولة جديدة من الحوار الليبي بمشاركة 75 ممثلاً عن الأطراف الليبية، اختارتهم الأمم المتحدة لتمثيل النسيج السياسي والعسكري والاجتماعي للبلاد، بعدما تعهدوا بعدم المشاركة في الحكومة المرتقبة.
وأكدت ستيفاني وليامز، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنابة، أن الطريق إلى ملتقى الحوار الليبي في تونس، لم يكن مفروشًا بالورود، ولم يكن سهلًا، مشيرة إلى أن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الدائم، ساهم في تهيئة الأجواء لنكون معًا اليوم.
وقالت وليامز في كلمتها خلال افتتاح الملتقى، اليوم الاثنين: "إن عقد الملتقى السياسي للحوار في تونس لم يكن ليتم لولا توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الدائم، الموقع بين طرفي النزاع في جنيف في 23 أكتوبر الماضي، إن رغم الواقع الجديد الذي فرضته جائحة كورونا في ليبيا وتونس والعالم أجمع".
وأضافت "حضور الملتقى يجتمعون وهم على مشارف ليبيا الجديدة، بعد سنوات من الانقسام والحروب والدمار والأزمات المتعددة".
وواصلت "نخطو للأمام بخطوات واثقة في المسارات المتعددة التي تيسرها بعثة الأمم المتحدة، معتمدين على عزيمة الليبيين، ونستند بقوة إلى إرادة الشعب الليبي وحقه في حماية وطنه وسيادته وثروات بلاده".

وتابعت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنابة "يجب الانتقال من المراحل الانتقالية إلى مرحلة اليقين، ومن ثم تحقيق الاستقرار والازدهار في ليبيا".
ومن جانبه، أكد ساباديل جوزيه، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، أن الاتحاد يدعم بقوة منتدى الحوار السياسي الليبي في تونس، لإيجاد حل للأزمة الليبية.
وقال جوزيه، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "توتير"، عقب مراسم افتتاح منتدى الحوار السياسي الليبي بتونس: "يدعم الاتحاد الأوروبي بقوة هذا الاجتماع للاتفاق على حكومة تنفيذية موحدة جديدة وخارطة طريق للانتخابات في أسرع وقت ممكن".
ودعا أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، المجتمع الدولي لتقديم كافة سبل الدعم لإنجاح الحوار الليبي، الذي تستضيفه تونس وانطلقت فعالياته اليوم الاثنين.
وقال غوتيريش، في كلمة مسجلة أذيعت خلال الملتقى، اليوم الاثنين: "إن الملتقى السياسي الليبي المنعقد في تونس يمثل فرصة لحل خلافات الليبيين، فمستقبل ليبيا أكبر من أي خلافات حزبية، والكرة الآن لتحديد مستقبل ليبيا باتت بين أيدي المشاركين في الملتقى".
وعلى صعيد متصل، قال رئيس الجمهورية التونسية، خلال الملتقى، إن افتتاح الملتقى في تونس يمثل لحظة تاريخية، مؤكدا أن بلاده فخورة بهذا اللقاء لأنه سيكون تمهيدا لبداية جديدة في ليبيا.

وشدد الرئيس سعيد، على متانة الروابط الأخوية بين الشعبين التونسي والليبي مؤكداً للمشاركين: "ستجدون أيها الأخوة الأعزاء ما يجده الشقيق عند شقيقه من آزر في ساعة الشدة لأننا نعلن أننا نجد فيكم نعم الإخوة، وما يفرحكم يفرحنا".
وناشد الرئيس التونسي في كلمته، المشاركين في ملتقى الحوار السياسي الليبي بالتركيز على أن تكون ليبيا موحدة ولا مجال لتقسيمها، مضيفاً أن "الحل هو أن يستعيد الشعب الليبي سيادته الكاملة".
وفي السياق، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في أن يتوصل الليبيون إلى "صياغة حقبة جديدة يسودها السلام والاستقرار في ليبيا"، مضيفاً: "إن التنازلات المتبادلة هي السبيل الوحيد الذي يمهد الطريق للوحدة الوطنية، وإن مستقبل ليبيا وجميع أفراد شعبها أكبر من أية خلافات حزبية أو فردية".
وفي كلمة متلفزة أذيعت في حفل الافتتاح دعا الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي "إلى تقديم دعمه القوي، بما في ذلك عن طريق ضمان التقيد التام بقرار حظر السلاح المفروض من مجلس الأمن".
ورغم التفاؤل الأممي إلا أن عوائق عديدة قد تكون حجر عثرة أمام مخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي في تونس، من بينها خطر الميليشيات في غرب ليبيا، مما يعيق أي اتفاق بين الأطراف لوضع خريطة طريق والوصول إلى حلول جذرية من شأنها أن تخرج ليبيا من عنق الزجاجة.
وقال المحلل السياسي الليبي المقيم في تونس عز الدين عقيل في تصريح لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية، إن نجاح ملتقى الحوار الليبي مشروط بالتوافق على نزع سلاح الميليشيات وأمراء الحرب، حيث تسيطر الميليشيات على العاصمة الليبية طرابلس وتحتمي بقوة سلاح حكومة غير دستورية يقودها فايز السراج".
أضاف عقيل إن "حظوظ نجاح اجتماع تونس تبدو ضعيفة خاصة أن السياق الدولي لم ينضج بالشكل الكامل تجاه ليبيا، كما أن عدداً من المشاركين في الملتقى السياسي الليبي في تونس ليسوا بالقادرين على معالجة الوضع الليبي بالطرق المطلوبة التي ترضي طيفاً واسعاً من الليبيين في ظل هيمنة ميليشياوية على الحكم حالياً في طرابلس".

شارك