خلفاء الظواهري فى قيادة تنظيم القاعدة .. أحياء وأموات

السبت 14/نوفمبر/2020 - 12:03 م
طباعة خلفاء الظواهري فى أميرة الشريف
 
في خبطة قوية لتنظيم القاعدة حال تأكدت أنباء وفاة القيادي لديها القاعدة أيمن الظواهري ،  أشارت تقارير عدة إلي أن التنظيم الإرهابي لن يعلن وفاته الا بعد مرور عدة أشهر كالمعتاد.
وعلي مدار الأشهر القليلة الماضية عاش  تنظيم "القاعدة"، حالة من التخبط في ظل تدهور الحالة الصحية لأيمن الظواهري زعيم التنظيم، وقالت الحسابات عبر تدوينات نشرتها على منصات التواصل الاجتماعي إن زعيم القاعدة توفي، كما كشفت أن فصيل حراس الدين انقطعت الاتصالات بينه وبين الظواهري منذ أسابيع، مرجحة وفاته، مضيفة أن آخر تعليمات الظواهري كانت تجنب المواجهة العسكرية المباشرة مع هيئة تحرير الشام في سوريا.
إلي ذلك أشارت ريتا كاتز، مديرة موقع سايت الذي يتابع نشاطات التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، عبر تغريدة بتويتر فجر السبت إلى انتشار تقارير تفيد بمقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري منذ شهر نتيجة المرض، مضيفة أن التنظيم لم يؤكد الأمر بعد. إلا أنها في الوقت عينه ذكرت بمرات عدة قتل فيها قياديون بارزون في التنظيم ولم يؤكد الأخير الخبر إلا بعد أشهر.
وأوضحت أن القاعدة اعتاد ألا ينشر أي أخبار عن وفاة قادته عند حصولها، فعلى سبيل المثال ،لم يؤكد التنظيم قط وفاة حمزة بن لادن على الرغم من تأكيد وزير الدفاع الأمريكي في حينه، مارك إسبر، مقتله خلال تصريحات له في أغسطس 2019 ، كما أنه عندما قضى أيضًا القيادي المعروف باسم عزام الأمريكي عام 2015 ، استغرق الأمر خمسة أشهر للاعتراف بوفاته.
وفي وقت سابق توقع مراقبون في الجماعات المتشددة، انهيار  القاعدة بشكل كلي في حال وفاة الظواهري أو اغتياله وذلك لأسباب عديدة أهمها الصراع الذي ستشهده أجنحة التنظيم على خلافة الظواهري، إضافة إلى فقدان المركزية للتنظيم.
وأعادت أنباء وفاة الظواهري طرح مشهد خلفاءه داخل تنظيم "القاعدة"، وفقا للوثائق المسربة التي كشفت عن مبايعة عدد من قيادات مجلس شورى التنظيم، في حال وفاة أيمن الظواهري المكنى بـ " أبوالنصر"، وأثارت أزمة حاليا في ظل قرب تولي سيف العدل، المسؤول العسكري، قيادة التنظيم، وتجاهل أبو محمد المصري، بتعليمات من الظواهري، لأسباب تتعلق بدعمه لحمزة بن لادن زوج ابنته.
وأوضحت مصادر معنية بملف الحركات الإرهابية، أن تسريب هذه الوثائق كان في إطار الصراع القائم داخل تنظيم "القاعدة" بسبب محاولة الدفع بـ"حمزة بن لادن"، قبل مقتله لخلافة الظواهري، وتنصيبه كقائد يتولى زمام الأمور لاستكمال مسيرة والده أسامة بن لادن.
وصنفت الوثائق القيادات من حيث الأهمية، داخل التنظيم، حيث وضعت "أبو الخير المصري" في المرتبة الاولى، ما يعني أنه الرجل كان الرجل الثاني قبل استهدافه في فبراير2017، و"أبو الخير المصري"، كان صهرا لمؤسس تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، واسمه الحقيقي، عبدالله محمد رجب عبدالرحمن، ولد في شمال محافظة الشرقية بمصر عام 1957، وكان عضواً بمجلس شورى تنظيم "الجهاد المصري"، وصدر ضده حكم بالمؤبد في قضة "العائدون من ألبانيا" عام 1998، وفي عام 2005 وضع أبو الخير على قائمة الإرهاب الأمريكية.
بينما جاء في المرتبة الثانية لخلافة أيمن الظواهري، في قيادة تنظيم "القاعدة"، عبد الله أحمد عبد الله، المكنى بـ"أبو محمد المصري"، أو"أبومحمد الزيات"، ويعتبر حاليا نائب الظواهري والرجل الثاني، عقب وفاة "أبو الخير المصري".
يعتبر "أبو محمد المصري"، الضابط السابق بالجيش المصري، من المؤسسين الأوائل لتنظيم "القاعدة"، وعمل كخبير لصناعة المتفجرات، وشغل لفترة طويل مسؤولية "اللجنة الأمنية" لتنظيم بن لادن، وكان من المقربين من الملا عمر حاكم طالبان أثناء إقامته في قندهار، كما كان مسؤولاً لفترة طويلة عن معسكر الفاروق، المعني بتدريب العناصر الجهادية الجديدة، كما كان عضوا بالمجلس الاستشاري لتنظيم "القاعدة".
وجاء في المرتبة الثالثة، محمد صلاح الدين زيدان، المكنى بـ"سيف العدل"، المقدم السابق بالقوات الخاصة في الجيش المصري، الذي ارتباط بتنظيمات الجهاد المصري وقتها، وفقا للمعلومات التي ذكرها برنامج مكافحة الاٍرهاب الامريكي، والمولود في محافظة المنوفية عام 1960 أو 1963، ويعد من أبرز المرشحين لخلافة الظواهري.
في حين جاء في المرتبة الرابعة، لخلافة أيمن الظواهري، ناصر الوحيشي أو "أبو بصير"، الذي تم استهدافه في 12 يونيو2015 بغارة لطائرة بدون طيار في حضرموت شرق اليمن.
التحق ناصر الوحيشي، بأحد المعسكرات الذي إدارة تنظيم "القاعدة" في أفغانستان لتدريب منتسبيه، نهاية تسعينات القرن الماضي، وأصبح بعد ذلك مقرباً من زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن وكان يساعده في إدارة شؤونه المالية وشؤون ممتلكاته. حيث شغل منصب السكرتير الخاص لأسامة بن لادن.
غادر أفغانستان في 2001 وتم اعتقاله في إيران وتسليمه للسلطات اليمنية، وقضى سنتين في سجن الأمن المركزي بصنعاء، لكنه في فبراير  2006، تمكن من الفرار مع 22 عنصراً آخرين من "القاعدة" بعد تمكنهم من حفر نفق بطول 44 متراً إلى مسجد مجاور، وفي سبتمبر2008، قام التنظيم باستهداف مبنى السفارة الأمريكية في صنعاء، والذي خلف 19 قتيلا.
في عام 2007، تولى الوحيشي قيادة "القاعدة" في اليمن، في عام 2009، اندمج فرعا تنظيم "القاعدة" اليمني، والسعودي وتأسس "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، وبات الوحيشي زعيماً لهذا التنظيم، وفي 27 أغسطس2009، قام الوحيشي بتدبير محاولة اغتيال مقتل الأمير محمد بن نايف، رئيس مكافحة الإرهاب السعودي، والتي نفذت في مكتبه، بعدما قام أحد الانتحاريين بتفجير نفسه بواسطة هاتف جوال ليتناثر جسده إلى أشلاء، وأصيب نايف بجروح طفيفة.
ويرجح مراقبون أن تثور أزمة داخل التنظيم من قبل الحرس القديم في ظلّ ما تردّد حول وفاة الظواهري تفيد باقتراب تولّي سيف العدل، المسؤول العسكري، قيادة التنظيم، وتجاهل أبو محمد المصري، لأسباب تتعلق بدعم المصري لحمزة بن لادن، زوج ابنته، قبل مقتله، ليس من المستبعد أن يؤدي الصراع على قيادة التنظيم الإرهابي إلى مزيد من الانشقاقات، لكنّ المؤكّد أنّ مستقبل تنظيم القاعدة أصبح يكتنفه الغموض.

شارك