مع بداية عهد بايدن.. الخزعلي يحمل 4 رسائل ايرانية لواشنطن والخليج

الجمعة 20/نوفمبر/2020 - 01:56 م
طباعة مع بداية عهد بايدن.. علي رجب
 

 

يبدو ان العراق سيدخل مرحلة جديدة من مراحل الصراع الأمريكي الايراني،  مع اقتراب تسلم الرئيس المنتخب جون بايدن، مقاليد الأمور في البيت الابيض، ومساعي إيران من أجل فتح حوار ومفاوضات مع إدارة الرئيس الديمقراطي، والعودة الى الاتفاق الني ورفع جزئي عن العقوبات الأمريكية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على طهران، عبر تحرك ميليشياتها لاستهداف المصالح الأمريكية لتكون ورقة «مساومة» في المفاوضات المرتقبة.  

«دخان» الحرب المتوقعة بين إيران وأمريكا في العراق، ظهرت عبر تصريحات الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، والذي أكد فيها على  أن الهدنة الخاصة بتعليق استهداف المصالح الأمريكية انتهت، مرجعا ذلك إلى الهدنة لم تحقق «شروطها».

وأوضح القيادي المقرب من إيران، وأحد تلاميذ قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، في مقابلة مع قناة العراقية أن «استهداف السفارة الأمريكية في العراق عنوانه دبلوماسي، ولست مع ذلك»، مشيراً إلى أنه لم يكن لممثلة الأمم المتحدة أي دور في موضوع «الهدنة مع الأمريكان».

واعبر القيادي بالحشد الشعبي (فصائل شيعية مسلحة)، «الحديث عن نقل السفارة الأمريكية خارج بغداد ليس دقيقاً بل هو حرب نفسية».

استهداف المصالح الأمريكية في العراق وخاصة مقر ومحيط السفارة في المنطقة الخضراء، بات ورقة استراتيجية بيد الفصائل الشيعية الموالية لإيران، والتي تعتبر استهداف سفارة واشنطن أكبر رد على المخططات الامريكية التي تستهدف ايران وحلفائها في المنطقة وعلى رأسهم حزب الله اللبناني والفصائل الشيعية في العراق  وجماعة أنصار الله الحوثية في اليمن.

وأوضح «الخزعلي»أن «الشخص الأساسي الذي تدخل في موضوع الهدنة وحاول تجنيب البلد التداعيات هو رئيس تحالف الفتح هادي العامري، إلا أن شروط الهدنة لم تتحقق، وسنثبت المبدأ في الحق الكامل للتصدي العسكري للقوات الأجنبية».

وأعلنت مجموعة من الفصائل المسلحة ومنها عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراقي والهيئة التنسيقية «للمقاومة العراقية»، في العاشر من أكتوبر الماضي "هدنة مشروطة" في هجماتها على القوات الأمريكية.

وحول  فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، يأمل  الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق- المطلوب أمريكا- عن  سعادته بخسارة ترامب، وفوز بايدن، قائلا إن فوز بايدن معناه «عودة السياسة الأمريكية وفق سياقات معينة لها منطق معين».

وفي قراءة مسبقة تكشف عن أحام الميليشيات الايرانية في المنطقة، قال «الخزعلي» إن فوز بايدن سيحسر الصراع «الأمريكي – الإيراني» في المنطقة وتداعياته وآثاره على العراق، «واعتقد أن التهديد العسكري التركي المقبل سيكون أشد وأكبر وأخطر من التهديد العسكري الأمريكي»، مبيناً أنه خلال المرحلة القادمة ستبرز «النبرة الأردوغانية العثمانية المطالبة بحق تركيا في شمال العراق».

وعن الوجود الأمريكي في العراق شدد الخزعلي على أن الدستور العراقي لا يجيز إقامة أي قواعد عسكرية إلا بموافقة البرلمان، والوجود العسكري الأجنبي بعنوان فنيين وفق حاجة يقدرها القادة الأمنيين «ليس احتلالاً»، كما أن «وجود مقاتلين وفي قاعدة مع أسلحة يعتبر وجود أجنبي يرفضه الدستور والبرلمان».

 مراقبون يرون أن تصريحات «الخزعلي» تحمل رسائل قوية إلى الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي والشارع العراقي مع اقتراب الانتخابات التشريعية، والادارة الامريكية الجددية.

وأوضح المراقبون أن أةولى هذه الرسائل هي الرسائل الداخلية هي لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والذي يعتبره «الخزعلي» وقادة الفصائل الشيعية الموالية لإيران، أنه رجل واشنطن في بغداد، ويشكل تهديدا للمصالح الإيرانية ومصالح الفصائل الشيعية في العراق، بأن الهدنة انتهت ومرحلة «ترامب» ذهب بلا رجعة.

وأن الرسالة الثانية إلى الشعب العراقي، أن مرحلة الثورة ضد سلطة الفصائل انتهت والقادم، هو حكم «ميلشاوي» بقوة السلاح، وليس هناك مفر إلا الخضوع لسطوة القوة الغاشمة من قبل الفصائل ومن يخرج عن هذه القوة ستكون مصيره القتل كما حدث للمحل السياسي العراقي هاشم الهاشمي.

وتستعد القوى العراقية لانتخابات برلمانية مبكرة، يفترض إجراؤها في يونيو المقبل، والتي تسعى الفصائل الشيعية الموالية لطهران، عبر أجنحتها السياسية بالسيطرة على البرلمان ومن ثم تشكيل حكومة عراقية موالية لإيران.

 

الرسالة الثالثة إلى الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن، أن لا يوجد لاعب في العراق سوى الفصائل المسلحة الموالية طهران، وإذا كان عليه أن تشهد مرحلة حكمة هدوء وسلام للمصالح الأمريكية في العراق ومنطقة المشرق العربي عليه، ان يتفاوض مع عمائم إيران، فطريق بغداد يمر عبر مرشد طهران.

الرسالة الرابعة هي للسعودية والدول الخليجية التي تتخذ موقفا من إيران، بأن مرحلة «الهدوء» انتهت والقادم تصعيد وطائرات مسيرة وصواريخ عابرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك