ضبط مطبوعات بــ"نص البيعة للخليفة" المزعوم .. خلايا داعش النائمة تلاحق المغرب

الجمعة 04/ديسمبر/2020 - 02:27 م
طباعة ضبط مطبوعات بــنص أميرة الشريف
 
علي الرغم من الإجراءات الأمنية التي وضعتها المغرب للتصدي للإرهاب، وخاصة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي أصبح يتنامي ويتوغل في المنطقة العربية بأكملها، لازال الأخير يهدد أمن المغرب بعملياته الإرهابية،  حيث تمكن أفراد من الأمن المغربي، من تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم داعش، واعتقال ثلاثة أشخاص مشتبه فيهم تتراوح أعمارهم بين 21 و38 سنة، وتربط أحدهم علاقة عائلية بمسلح في صفوف التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق.
وداهم أفراد الأمني المغربي منزلا بالبلدة القديمة في مدينة تطوان كانوا يستغلونه كمكان آمن لعقد اجتماعاتهم والتخطيط لمشاريعهم الإرهابية. 
وأسفرت عملية الدهم عن مصادرة مجموعة من المعدات والمواد الكيماوية التي تدخل في صناعة العبوات المتفجرة التقليدية.
كما صادر أفراد الأمن المغربي مطبوعات ورقية تتضمن ما يعرف بـ"نص البيعة للخليفة" المزعوم للتنظيم، ومجموعة من الأسلحة البيضاء المتعددة الأنواع والمختلفة الأحجام، ومعدات معلوماتية وأجهزة إلكترونية.
وأفاد بيان للشرطة المغربية أن المعلومات الأولية للبحث والتحري أشارت إلى أن أعضاء الخلية الإرهابية وصلوا إلى مرحلة متقدمة من التحضير والإعداد، إيذانا بالشروع في التنفيذ المادي لمشاريعهم الإرهابية.
وأوضح البيان أن أفراد الخلية وثقوا في شريط فيديو "بيعتهم" للأمير المزعوم لتنظيم داعش، وفق الأسلوب والشروط التي يقتضيها هذا التنظيم الإرهابي، والتي حددوا فيها الأهداف العامة لمخططاتهم الإرهابية.
كما أكد بيان الشرطة، بناء على التحريات، أن المشتبه فيهم قاموا بعدة زيارات استطلاعية لرصد وتحديد الأهداف المقرر مهاجمتها بواسطة عبوات ناسفة، أو باستعمال أساليب الإرهاب الفردي في عمليات تحاكي الأسلوب الذي يستخدمه مسلحو تنظيم داعش.
وتجري السلطات المغربية حملة أمنية غير مسبوقة في مختلف ربوع المملكة منذ أسبوعين، وقد أسفرت عن اعتقال اكثر من 8000 مشتبه به في مدينة الدار البيضاء وضواحيها فقط.
ويرى مراقبون أن الخطوة التي تقدم بها "داعش" على الدول المغاربية، تنذر بمزيد من المخاطر، بحسب ما يتضح من مجرى تمدد بؤر اللهب المغرب العربي وإفريقيا.
كانت وزارة الخارجية البريطانية، أعلنت في أبريل 2016، عن خريطة لمخاطر الإرهاب في المنطقة؛ حيث وضعت المغرب في قائمة البلدان التي تواجه تهديدات إرهابية مرتفعة، على الرغم من أنها تبقى أقل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرضًا للتهديدات الإرهابية، بحسب معطيات الخريطة.
وكشفت آنذاك هذه الخريطة أن الخطر الإرهابي يهدد أكثر من 30 دولة أوروبية، معروفة بكونها وجهات سياحية، كفرنسا، وإسبانيا، بلجيكا، ألمانيا، إلى جانب باكستان، الصومال، روسيا، مصر، تونس، مينمار، كينيا، الفلبين، كولومبيا، تركيا، التايلاند، أستراليا، العراق، المملكة العربية السعودية، اليمن، سوريا، لبنان، إسرائيل وأفغانستان.
وعلي الرغم من مساعي البلاد لمواجهة الإرهاب، إلا أن بقايا التنظيم وعناصر التنظيم الإرهابي لا زالت تتوغل وتنتشر في البلاد، حيث أعلنت السلطات المغربية أكتوبر الماضي توقيف 12 مشتبها بهم ينتمون لـ"شبكة إرهابية وإجرامية" تنشط في مدينتني طنجة (شمال) والدار البيضاء غرب.
وتأتي عملية توسع التنظيم الإرهابي "داعش" في مختلف الدول، نظرًا لما لحق به من خسائر فادحة سواء في سوريا أو العراق وليبيا، حيث تكبد التنظيم خسائر مادية وجسدية كبيرة، لذلك يسعي لتعويض ذلك عن طريق تناميه في دول أخري يستطيع أن يحقق عن طريقها.
ومنذ أكتوبر 2017 كشف الأمن المغربي عن توقيف 2970 مشتبها فيه بالانتماء إلى خلايا إرهابية؛ بينهم 277 في حالة عود (حكم عليهم وقضوا فترة محكوميتهم وأطلق سراحهم، وتم اعتقالهم مرة أخرى في قضايا أخرى تتعلق بالإرهاب). وأشار إلى أن من بين الخلايا التي فككها الأمن المغربي، 60 خلية مرتبطة بـ"داعش".
وتدخل المغرب ضمن صفوف الدول الأولى في مواجهة الإرهاب على المستوى الدولي، من خلال سياسته الاستباقية، ومن خلال إعطاء معلومات استخباراتية جنبت العديد من الدول الأوروبية ضربات إرهابية.
وتشدد السلطات الأمنية المغربية على أن التنظيم الإرهابي داعش انتقل من مرحلة التدريب داخل المغرب ثم توجه إلى ما يسمى ببؤر الجهاد في محاولة منه للتغلغل إلى داخل المملكة والسعي إلى تكوين خلايا هدفها شن أعمال داخلها تستهدف قطاعات حيوية في البلاد.

شارك