بعقود وهمية للبنوك.. الحرس الثوري الإيراني يمول ميليشياته بالسرقة والنهب

الجمعة 25/ديسمبر/2020 - 12:35 م
طباعة بعقود وهمية للبنوك.. أميرة الشريف
 
أفادت تقارير إعلامية، بأن تليفزيون إيران إنترناشونال في لندن أجري تحقيقًا عن نظام التنكر الخاص الذي يستخدمه الحرس الثوري الإيراني لشراء الدولار واليورو بسعر السوق السوداء، لتمويل الميليشيات التابعة له في العراق وسوريا، موضحًا بأن الحكومة الإيرانية باتت تضخ ملايين الدولارات في السوق كل يوم لمنع مزيد من الانخفاض في قيمة عملتها.
يأتي ذلك في وقت يعاني فيه النظام الإيراني وجناحه العسكري، من صعوبات كبيرة في الحصول على العملات الأجنبية، بسبب حملة الضغط القصوى التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على طهران عبر العقوبات.
وتعاني إيران من وضع اقتصادي متأزم، مع تراجع عائدات مبيعات النفط، بسبب العقوبات الأميركية المفروضة عليها والمتصاعدة منذ العام 2018، إثر انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي الذي وصفه بالسيئ.
وأضاف التحقيق أنه على السلطات توفير هذه الدولارات لمستوردي البضائع وتداولها في السوق، إلا أن ما يحدث على الواقع هو أن فيلق القدس يشتري معظم هذه الدولارات بأسعار منخفضة من خلال البورصات التابعة له بمساعدة البنك المركزي، وتذهب الأموال في النهاية إلى الجماعات المسلحة غير الشرعية التابعة للحرس الثوري الإيراني في المنطقة.
وتابع التحقيق أن الحكومة الإيرانية تسكب هذه الأموال عبر نظام يسمى "نيما"، وهو نظام عملة عبر الإنترنت بدأه البنك المركزي الإيراني في أبريل 2018، تحسباً لانسحاب الرئيس ترمب من خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، ويسمح للمصدرين الإيرانيين ببيع العملة الصعبة بمبلغ أعلى، يتراوح بين سعر الصرف الرسمي البالغ 42 ألف ريال للدولار والسعر غير الرسمي، الذي يزيد عن 260 ألف ريال.
وكان الهدف من المنصة هو تمكين الشركات الإيرانية التي تستورد المنتجات الأساسية غير المتوفرة في البلاد، بما في ذلك الأدوية والإلكترونيات والقمح، من الوصول إلى سعر الصرف المدعوم.
ووفق العربية نت، كشف أحد كبار المديرين في النظام المصرفي الإيراني لموقع إيران إنترناشونال، أن وزارة الدفاع تستخدم أسماء ووثائق مكاتب الصرافة المرخصة لتلقي العملة من نظام "نيما" وتقدم العقود الوهمية إلى البنك المركزي.
ويخصص البنك المركزي، عشرات الملايين من الدولارات من الأموال التي تخص الشعب الإيراني لوزارة الدفاع وفيلق القدس التابع للحرس الثوري، بدلاً من تقديمها للتجار واستخدامها في مجال التجارة.
من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي للأمن السيبراني والبيانات الضخمة في شركة التحليلات ThetaRay، مارك جازيت، أن البنك المركزي يتصل بالمصدرين، ويقول لهم إنه بحاجة إلى اليورو والدولار لمنح المستوردين مقابل السلع الضرورية لإيران، لكنهم بعد ذلك يقدمون هذه الأموال إلى الحرس الثوري الإيراني، الذي ينفقها بدلاً من ذلك على الأسلحة.
ويري مراقبون أن استخدام فيلق القدس لنظام نيما بهذا الحجم سيؤدي إلى ضرر كبير لسعر الصرف، ويقلل من المعروض من العملة اللازمة لاستيراد السلع والأدوية، مشيرين إلى أن التحويل غير المشروع بين الحرس الثوري الإيراني وتجار الأموال يشرف عليه كبار الرتب في مكتب اللوجستيات والبحوث الصناعية التابع لوزارة الدفاع.

شارك