باستمرار تنظيم تدريبات عسكرية لميليشيات "الوفاق"... تركيا تعيد إشعال فتيل الأزمات في ليبيا

السبت 26/ديسمبر/2020 - 01:10 م
طباعة باستمرار تنظيم تدريبات فاطمة عبدالغني
 
في ذروة التنديد الدولي والإقليمي بمغامرتها في ليبيا وتمهيدًا لعودة الصراع العسكري وفي تحدًا صارخ للمساعي الدولية للتوصل لتسوية سياسية، واصلت تركيا عملية تدريب الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق غرب ليبيا، وذلك بإجراء مناورات بالمدفعية والرماية بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون بالقرب من مناطق التحشيد العسكري غرب ووسط البلاد.
حيلة أخرى تقوم بها تركيا في معركتها من أجل البقاء في ليبيا والتهرب من تنفيذ المطالب الدولية بإنهاء الوجود الأجنبي من خلال اتفاقيات مع حكومة الوفاق، من بين هذه الاتفاقيات تلك المتعلقة بالتعاون العسكري والتي تتولى بموجبها تدريب مقاتلين تابعين للميليشيات.
وكانت الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق احتفت باستمرار تلقيها التدريبات من عناصر الجيش التركي، وأعادت نشر صور وزعتها وزارة الدفاع التركية لتدريب مقاتلي الوفاق على نظام قاذفات الصواريخ المتعددة والمدفعية وقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة.
من ناحية أخرى قالت وسائل إعلام محلية ليبية إن طائرتي شحن عسكرية تركيتان وصلتا إلى قاعدتي "الوطية" و"مصراتة" أمس الجمعة 25 ديسمبر، في إطار نشاط ملحوظ امتد لعدة أسابيع مضت، وشهد رحلات لطائرات شحن تركية عسكرية كانت تهبط بشكل ملحوظ في قاعدة "الوطية".
هذا وكثفت تركيا مع تمديد برلمانها بقاء القوات التركية في ليبيا 18 شهراً إضافياً من تسيير رحلات الجسر الجوي التركي بين تركيا وقواعدها في الوطية ومصراتة.
وفي هذا السياق، شدّد مراقبون على وجود مخطّط تركي للدفع نحو حرب جديدة في ليبيا، مشيرين إلى أنّ نظام رجب طيب أردوغان يعتقد أنّ الفوضى هو الوسيلة الوحيدة للتغطية على جرائمه في ليبيا. ولفت المراقبون إلى أنّ الدور التخريبي الذي يمارسه أردوغان هو السبب الرئيس في عدم توصّل الفرقاء للحل السياسي الذي يضمن أمن واستقرار البلاد.
بدوره، قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهداوي إن الحشد التركي يسعى لخرق الهدنة ودق طبول الحرب في ظل صمت وتراخي من البعثة الأممية والمجتمع الدولي، موضحاً أن أردوغان يصعد خطابه المحرض ضد الجيش الليبي ويظهر أطماعه في الاستيلاء على الحقول والموانئ النفطية، إضافة إلى فشل عملية "إريني" الأوروبية في مراقبة السفن التي تنقل السلاح إلى ليبيا.
واتهم المهداوي في تصريحــات خاصـة لـصحيفة الاتحاد الإماراتية تركيا بعدم احترامها القرارات الدولية الداعية لحظر توريد السلاح إلى ليبيا، محذراً من حرب دولية علي الأراضي الليبية ستؤثر على أمن واستقرار عدد كبير من الدول.
يأتي هذا بالتزامن مع اتهام الجيش الليبي ميليشيات "الوفاق" بالقيام بتحشيد عسكري كبير مدعوم بالأسلحة التركية المتطورة وآلاف المرتزقة والمقاتلين الأجانب في منطقة الهيشة والقداحية وزمزم وكل شرق مصراتة، وبالتحضير لهجوم على مواقعه في سرت والجفرة وكل مدن شرق ليبيا.
وحذّر الجيش في بيان، الميليشيات المسلّحة التابعة لقوات الوفاق من اتخاذ أي خطوات تصعيدية واستفزازية في المنطقة، مجدّدا التزامه بوقف إطلاق النار وتنفيذ مخرجات اللجنة العسكرية5+5 واستجابته لمتطلبات المجتمع الدولي ودعمه للمساعي الجارية لحل الأزمة الليبية.
إلى ذلك، نشر ناشطون ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر تحرك أرتال عسكرية ومدرعات تابعة لقوات الوفاق مدججة بالأسلحة وعلى متنها العشرات من المقاتلين واقترابها من خط التماس سرت – الجفرة.
واعترف آمر ما تسمى "غرفة عمليات سرت والجفرة" التابعة لميليشيات مصراتة، إبراهيم بيت المال، بتحشيد المليشيات المسلحة في مناطق "أبوقرين والوشكة وبويرات الحسون".

شارك