اختطاف واعتقالات وتفجير.. تقرير كردي يرصد جرائم الميليشيات والجماعات الارهابية في عفرين

الجمعة 23/أبريل/2021 - 08:16 ص
طباعة اختطاف واعتقالات علي رجب
 

رصد تقرير كردي انتهاكات وجرائم في قرية  "إِسكا" بمدينة عفرين الواقعة تحت سيطرة الميليشيات المسلحة والاحتلال التركي، والتي جاء  في صور اختطاف واعتقالات تعسفية وسقوط ضحايا من أطفال القرية، ونقل أحجار المقالع إلى تركيا، وسط تنديد بهذه الجرائم والانتهاكات.

واوضح حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) إن استمرار الانتهاكات وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومواصلة التغيير الديمغرافي في منقطة عفرين، دليلٌ ساطع على أنها ترجمة لسياسات عدائية ممنهجة ضد الكُـرد عموماً، ولم تخف مستوى تلك الموبقات منذ ثلاث سنوات، نذكر منها:

وتقع قرية إسكا في سهلٍ منبسط من الأراضي الزراعية، وعلى بعد "35" كم من مركز مدينة عفرين جنوباً، وهي مؤلفة من 310منازل، وقد نزح أهاليها الكُـرد إبان العدوان التركي، باتجاه مدينة عفرين ومن ثم إلى خارجها، عاد منهم فقط 120عائلة، وتم توطين 190عائلة من المستقدمين بدلاً عن المُهجَّرين قسراً.

كما تتبع للقرية مزرعة "كانيا دينكه- Kaniya Dînkê" المؤلفة من 50 منزل، أهاليها من الكُـرد والعرب، ومزرعة "قارصاق" المؤلفة من 70 منزل، أهاليها عائلتان كرديتان والبقية من العرب الذين انضم معظم رجالهم إلى ميليشيات "نور الدين زنكي" بعد الاحتلال.

وأوضح تقرير سوريا (يكيتي) أن الميليشيات المسيطرة على القرية هي "فيلق الشام"، وإبان اجتياح القرية سرقت محتويات معظم البيوت من أدوات منزلية وتجهيزات كهربائية وأواني نحاسية وزجاجية واسطوانات الغاز والمؤن، ومعظم مضخات مياه الري والأدوات الزراعية، إضافةً إلى جرارات وسيارات، وخاصةً تلك التي تركها أصحابها في مدينة عفرين، منها سيارة للمواطن "جوان رشاد"، وحوالي سبع دراجات نارية؛ وكذلك سرقت تجهيزات معمل لطعج الحديد عائد للمواطن "أحمد عمر حمو" الذي جلبها من مدينة حلب إلى القرية منذ سنوات بغية حمايتها.

كما استولى متزعمو الميليشيا على أراضٍ زراعية عائدة لمواطنين مهجَّرين قسراً، منهم: عائلة سفكو- Siviko (من قرية جلمة المجاورة)، حيدر صبحي مستو، والمرحوم عارف إيبش الذي استولي على جميع أملاكه ومنزله مدة سنتين، والتي استردت زوجته بعضها، بعد عودتها من حلب، دون أن تتمكن من استرجاع منزلها الذي حوَّلته المليشيا إلى مقرٍّ عسكري.

أما البيوت التي استولت عليها الميليشيا وحوَّلتها إلى منازل ومقرّات خاصة بها، فهي العائدة للمواطنين: فوزي كولك و مصطفى كولك، حيدر مستو، عدنان مستو، أحمد عمر حمو، فؤاد جمو، محمد ناصرو، المرحوم الدكتور عارف محمد إيبش، عبدالرزاق عبدي، عبدالكريم محمد علو، شيار حيدر عمر، شوكت عزيز عمر، عزيز أحمد عمر.

كما حوَّلت منزل المواطن أسد جمو إلى مقرّ للجمعية الزراعية، ومبنى الإرشادية الزراعية الى مقرّ لـ"الشرعيّة"، ومدجنة المرحوم "فاروق عزت" إلى سجنٍ رئيسي لـ "فيلق الشام".

كما اتخذ الفيلق من موقع "حرش مله - Hirşê Milê" – شمالي القرية معسكراً لتدريب عناصره، حيث أصيب في محيطه طفلٌ من مستقدمي "عنجارة- إدلب" برصاص أُطلق عشوائياً، كم تعرض الموقع لقطع معظم أشجاره بشكلٍ جائر بغية التحطيب وتجهيز المعسكر.

وتعرض أهالي القرية لمختلف الانتهاكات، منها اعتقال حوالي /30/ شخصاً، ولأكثر من مرّة، حيث تم سجنهم لـ /2-6/ أشهر، بحجة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وأطلق سراحهم بعد التعرض للإهانات ودفع غرامات أو فدى مالية، ولايزال المواطنيّن "جيكر عبدو معمو منذ آذار 2018، علي رمضان علو الذي أُصيب بجروح أثناء القصف بداية 2018" مخفيين قسراً في سجن الراعي- منطقة الباب، والمواطنيّن "حسين سيدو أواخر آذار 2018، وليد معمو منذ آذار 2018" مخفيين قسراً في سجن القرية الخاص بالفيلق.

كما طُلب مما يقتنون أسلحة فردية مرخصة سابقاً تسليمها أو دفع غرامات مالية باهظة، في أسلوبٍ جديد لاستفزاز الأهالي.

ونتيجة الاحتلال سقط من أبناء القرية شهداء (محمد سيدو إيبو بداية آذار 2018، عبدو جميل بازو بداية آذار 2018، عمر منان معميكو بداية آذار 2018، والتلميذين رسول أحمد بكو و سوزان جمال بكرو وطفلين من مستقدمي مدينة دير الزور لدى سقوط قذائف- مصدرها من معسكر الحرش- في باحة مدرسة القرية بتاريخ 29/10/2020).

اختطاف واعتقالات تعسفية:

وأوضح التقرير الكردي أنه منذ حوالي ستة أشهر، تم اختطاف المواطنة "خالدة إبراهيم /62/ عاماً- زوجة المرحوم محمد مراد بيرم" وابنتها "فيان محمد بيرم /23/ عاماً مع طفلها / عامٌ ونصف/"، من منزلهم في الحارة التحتانية بمدينة جنديرس، ومن ثم الاستيلاء على المنزل بما فيه، ولا يزال مصيرهم مجهولاً، إذ  تُرجح مصادر محلية اختطافهم من قبل ميليشيات "فيلق الشام".

كما تم اختطاف المواطن "جعفر محمد خليل /60/ عاماً" وأفراد من أسرته "الزوجة فيدان /50/ عاماً و ابنته مريم /18/ عاماً و ابنه محمد /16/ عاماً" من منزلهم قرب دوار ماراتِه- مدينة عفرين، الحي الذي تسيطر عليه ميليشيات "أحرار الشرقية"، وهم من أهالي قرية "ساتيا"- مابتا/معبطلي، ولا يزال مصيرهم مجهولاً. وكان قد تعرض للضرب والتعذيب في مرةٍ سابقة على يد الميليشيات، رغم أنه كان موظفاً لدى سلطات الاحتلال، إذ تُرجح مصادر محلية نقلهم إلى تركيا من قبل الاستخبارات التركية.

وايضا بتاريخ 8/4/2021، تم اختطاف المواطنين "بطال فتحي بطال /42/عاماً، شيرو محمد خليل /23/ عاماً، حسن أحمد عرجا /22/ عاماً- أطلق سراحه في نفس اليوم، حسين عمر عبروش /35/ عاماً أطلق سراحه في 12 نيسان، خليل محمد علي /21/ عاماً أطلق سراحه في 11 نيسان" من أهالي قرية "باسوطة"- شيروا، من قبل ميليشيات "فرقة الحمزات"، واحتجازهم في سجن خاص بها بين قريتي "باسوطة و برج عبدالو"، ولا يزال مصير اثنين منهم مجهولاً، دون أن يجرؤ ذويهم للإفصاح عن تفاصيل أخرى، حيث يُرجح فرض فدى مالية عليهم تحت تهم ملفقة.

- بتاريخ 14/4/2021م، الحاجز المسلح في مفرق مدينة أعزاز اعتقل المواطنيّن "محمد حمو بن محمد /53/ عاماً، محمد علو بن علي /60/ عاماً" من أهالي بلدة "ميدانكي"، أثناء توجه الإثنين إلى هناك، حيث أطلق سراح الأول في نفس اليوم، بينما بقي الثاني قيد الاعتقال بحجة تشابه اسمه مع اسم شخصٍ مطلوب.

كذلك اعتقلت "الشرطة العسكرية" في ناحية راجو المواطنين (جلال بطال بن إبراهيم خليل /49/ عاماً في 12 نيسان، محمد طوبال بن مجيد جعفر /45/ عاماً في10 نيسان، عوني رشيد عثمان /58/ عاماً في 13 نيسان، صبري نوري سيدو /42/ عاماً في 13 نيسان) من أهالي قرية "حج خليل"، حيث أُطلق سراحهم بعد يومين أو ثلاثة من الاحتجاز والتحقيق وفرض غرامة مالية /850/ ليرة تركية على كل واحدٍ منهم؛ وكذلك المواطن "عبدو رشيد بن حسن /40/ عاماً في 16 نيسان" ولا يزال معتقلاً.

انتهاكات أخرى:

ورصد تقرير حزب (يكيتي) استيلاء ميليشيات "فيلق الرحمن ولواء المعتصم" على مقالع الحجر في جبل ليلون- القسم المطلّ على قرية "قيبار"، وأنشأت فيها /20/ ورشة لقلع الأحجار وإنتاج النحاتة وبقايا البحص الخشن والناعم من النوع الكلسي الذي يستخدم في أعمال البناء منذ عصور، حيث تُنقل الصخور إلى مناشر في عفرين وغيرها ليتم قصَّها وتشغيلها وفق استخدامات وقياسات عديدة (تلبيس الواجهات والتبليط والديكورات وكاسرات الشمس ولوازم المطابخ والزينة وأحجار الأرصفة وغيرها) أو كأحجار حمّالة، وتوضع في طبليات خشبية لتُنقل إلى تركيا بالشاحنات؛ الأمر الذي يعتبر سرقة لأملاك عامة وثروةٍ وطنية من قبل سلطات الاحتلال والميليشيات الموالية لها.

ومن الجرائم التي رصدها الحزب انفجار لغم أرضي مزروع في أرضٍ بين قريتي "كالوته و مَزن"- شيروا، في 19أبريل الماضي، الواقعتين حالياً تحت سيطرة الجيش السوري، فأدى إلى استشهاد طفلين "ديار حمو حسين /11/ عاماً، آزاد إبراهيم حسين /12/ عاماً"، وإصابة الطفلين "حسين إبراهيم حسين /9/ أعوام، نسرين محمد حسين /12/ عاماً" بجروح متفاوتة، أثناء رعيهم للأغنام، وهم من أبناء قرية "مَزن/الذوق الكبير".

كذلك انفجر لغمٌ آخر في 16 أبريل مزروعٌ في أرضٍ شمالي قرية "كالوته"، فأدى إلى إصابة المواطن "رمضان محمد عليوي /28/ عاماً" بجروح متفاوتة، بينما الطفل "رمضان جميل عليوي /13/ عاماً" أصيب بجراحٍ خطيرة وحالته غير مستقرة في إحدى مشافي حلب، وهما من أبناء القرية.

فوضى وفلتان:

كما تم تفجير سيارة عسكرية، في 12 أبريل أثناء مرورها بحاجز قرية "ترنده"- المدخل الجنوبي لمدينة عفرين، فأدى إلى مقتل عنصر وإصابة خمسة آخرين تم نقلهم إلى تركيا.

وايضا وقعت اشتباكات بين مجموعتين من ميليشيات "فيلق الشام" في بلدة ميدانكي، بسبب الخلافات على تقاسم الممتلكات المنهوبة، فأدى إلى مقتل عنصرين وجرح آخرين.

وقال حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا إن أهالي عفرين، لا يفقدون الأمل في تحرير منطقتهم من الاحتلال التركي ومرتزقته من الميليشيات الإرهابية، بل ويتمسكون بقضيتهم ويدافعون عنها بثبات وإصرار.

 

 

شارك