"أبو ولاء العراقي".. ذراع داعش الأول يجند الشباب لصالح التنظيم فى ألمانيا

الثلاثاء 25/مايو/2021 - 04:47 ص
طباعة أبو ولاء العراقي.. أميرة الشريف
 
كشفت دراسة حديثة صدرت عن المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب ، أن "أبو ولاء العراقي" له دور قوي في تجنيد الشباب بألمانيا لمصلحة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.
وأشارت الدراسة إلى أن "اسمه الحقيقي هو أحمد عبد العزيز عبد الله، انتقل من العراق عام 2000، واستقر مع عائلته فى بلدة تونيسفورت شمالي الراين وستفاليا"، موضحة بأنه أثبت نفسه كأكثر السلفيين المتشددين نفوذا في ألمانيا، ولقب بـ(أبو ولاء العراقي) وكذلك بـ(شيخ هيلدسهايم) و(الداعية الذى لا وجه له).
وكان "أبو ولاء" خطيبا في مسجد بمدينة هيلدسهايم شمالي ألمانيا، حيث اجتذب إسلاميين من جميع أنحاء ألمانيا، وتم إغلاق المسجد بقرار من السلطات الألمانية بعد أن تحول لبؤرة التقاء السلفيين المتطرفين، ليس فقط من ولاية سكسونيا السفلى، بل من خارجها أيضًا ليصبح المسجد أحد مراكز المشهد السلفى.
 وأشارت الدراسة إلى أنه يعتقد أن حوالى (20) رجلًا ممن غادروا ألمانيا للانضمام إلى تنظيم داعش فى العراق وسوريا قد تحولوا إلى التطرف عبر المسجد الذى كان يخطب فيه.
وتأسس المسجد عام 2012، وقد وضعت السلطات الأمنية المسجد تحت المراقبة منذ ثلاث سنوات، وحسب وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى فإن المسجد يدعو "للكراهية ضد غير المؤمنين"، وعلى الأقل فقد سافر 26 شاباً من مدينة هيلدسهايم ومحيطها إلى مناطق الحروب. 
وحسب تقديرات المخابرات الداخلية الألمانية في تقرير لها في مايو 2016 فإن ولاية سكسونيا السفلى تشمل 550 متطرفاً إسلاموياً، وقد سافر من الولاية ما يقارب 75 شخصا "للجهاد" في سوريا والعراق.
هذا وقد بايع "أبو ولاء" تنظيم "داعش" وقام بإنشاء شبكة لتجنيد المقاتلين من الشباب الألمان، وكان يقدم لهم المساعدات المالية واللوجستية للسفر إلى مناطق نفوذ التنظيم في سوريا والعراق.
كما أنشأ أبو ولاء حسابات عبر شبكات التواصل الاجتماعي وكان يبث أفكاره وخطبه على قناته الرسمية على "اليوتيوب" ومعظمها لا يظهر وجهه فيها.
وكان يوجد تطبيق باسمه "Abu Walaa" في "متجر أبل"، حيث كان بإمكان لمستخدمي الهواتف الذكية تتبع نشاطاته كما بلغ عدد المعجبين بصفحته على الفيسبوك حوالي 25 ألفاً ودخل "أبو ولاء العراقي" في سجال مع الداعية السلفي الألماني، بيير فوغل، حيث كان هذا الأخير قد أدان - وبشكل علني- الهجمات الإرهابية ضد الغرب.
وفي ختام محاكمة طويلة استمرت ثلاث سنوات، أدين الرجل أبو ولاء العراقي البالغ من العمر 37 عاما ووصل إلى ألمانيا في 2001، خصوصا بالانتماء إلى منظمة إرهابية أجنبية وتمويل الإرهاب والمساعدة في التحضير لأعمال عنيفة، وكان متهما خصوصا  بتجنيد الشباب و إرسالهم للقتال في سوريا والعراق.
واستقر في قناعة القضاة أن "داعية الكراهية" وشبكته قد أدت إلى تطرف الشباب، خاصة في منطقة الرور وساكسونيا السفلى، وإرسالهم إلى مناطق معارك "تنظيم الدولة الإسلامية" (المعروف إعلاميا بتنظيم داعش).
وحُكم على ثلاثة متهمين آخرين بالسجن لمدد تتراوح بين أربع وثماني سنوات.
وكان الادعاء العام قد طالب بسجن المتهم الرئيسي لمدة 11 عاما وستة أشهر، ومدد تتراوح بين أربعة  أعوام وستة أشهر و 10 أعوام على الثلاثة الآخرين، بينما طالب الدفاع بتبرئة المتهمين أو استصدار أحكام أخف بحقهم.
وفي نهاية أبريل الماضي قالت السلطات الألمانية، إن المدعين العامين الألمان وجهوا تهمة لمهاجر عراقي، بالانتماء إلى منظمة إرهابية، على خلفية مزاعم بجمعه آلاف الدولارات لتنظيم "داعش".
واعتقل الرجل، الذي تم تعريفه فقط باسم "أيمن" تماشيا مع قوانين الخصوصية الألمانية، في أوائل يناير الماضي على الحدود الألمانية مع سويسرا، حيث يزعم أنه كان متجها للانضمام للتنظيم، وكان ينوي القتال في سوريا أو في أي مكان آخر، حسبما قال ممثلو ادعاء فدراليون.
وذهب الرجل إلى ألمانيا من العراق في عام 2016 خلال موجة هجرة واسعة من الشرق الأوسط.
و"بدأ المتهم الاهتمام بأيديولوجية "داعش" بنهاية عام 2018 وانضم إلى الجماعة المتطرفة قبل بداية عام 2020"، وفقا للمدعين العامين.
وقال الادعاء الألماني إن "أيمن كان يريد في الأصل السفر إلى الشرق الأوسط للمشاركة في "الجهاد المسلح"، لكن أعضاء الجماعة طلبوا منه تأجيل الخطة والبقاء في ألمانيا لجمع الأموال".
وبين يونيو وسبتمبر 2020، حول المتهم ما لا يقل عن 12 ألف دولار في معاملات متعددة إلى التنظيم في سوريا ولبنان.
وقال ممثلو الادعاء إن الأموال استخدمت لدعم المتعاطفات في مخيمات اللاجئين السوريين ولتمويل عمليات تهريب النساء إلى التنظيم. وزعموا أن الأموال المرسلة إلى لبنان كانت تهدف إلى المساعدة في إخراج مقاتلي "داعش" من السجون وتسهيل عودتهم إلى التنظيم.
وتقدر السلطات الأمنية عدد السلفيين المتشددين في ألمانيا بنحو 6500 ولكن ليسو جميعا مستعدين لاستخدام العنف، ويستغل هؤلاء المساجد لجذب الشبان ونشر التطرف بين المسلمين مثل مسجد النور في برلين الذي قامت السلطات الأمنية بإغلاقه، حيث كان يعتبر معقلا لسلفيين متشددين حسب هيئة حماية الدستور.

شارك