عصام الزهيري يرد على الإخوان ومتاجرتهم بالقضية الفلسطينية

الخميس 27/مايو/2021 - 02:31 م
طباعة عصام الزهيري يرد حسام الحداد
 
شاهد العالم الأسبوع الماضي، القصف الصاروخي ومئات القتلى والجرحى.. والمنازل المدمرة والبنى والمقرات المنهارة.. ونزوح نحو 120 ألف فلسطيني من سكان القطاع.. على مدى أحد عشر يوما.
 وربما كان من الممكن أن تستمر الاعتداءات وتتكرر مأساة نكبة 48، لولا الاندفاعة المصرية لاستنقاذ الموقف بمبادرة التهدئة التي تدعمها الإمارات.
نقل الرئيس السيسي القضية إلى المحافل الدولية واستنفرت خلية النحل الدبلوماسية المصرية، فنسقت مع الإدارة الأمريكية ومجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وقدمت 500 مليون دولار لدعم الشعب الفلسطيني وبناء المنازل المهدمة، أتبعتها بـ٢٥٠٠ طن من المساعدات الإنسانية الفورية هي أضخم أسطول إغاثي يدخل قطاع غزة.
ولم تهدأ إلى أن أُقرّت التهدئة بموجب المبادرة المصرية، وأنجزت مصر بما لها من ثقل ودور ومصداقية وقفاً لإطلاق النار، واعترف العالم بالفضل المصري فتوالت تصريحات الشكر إقليميا ودوليا على أعلى المستويات.
أبعدت التهدئة المصرية شبح اجتياح برّي إسرائيلي كادت تقدم عليه تل أبيب فحقنت دماء أهل غزة، وقطعت الطريق على دعوات التصعيد التي يطلقها المتكسبون من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
هذا ما رآه العالم بأسره، فاستوجب الشكر، ولكن من يستطيع أن يفتح العين الإخوانية لرؤية الحقائق؟ فهذا عبد الله النفيسي يحدث قطعان الإخوان عن التهديدات العسكرية المزعومة لإسرائيل التي أجبرتها على وقف الحرب.
وهذا المحامي الإخواني محمود رفعت ينكر على أبناء المنطقة ما رأوه بأعينهم بغير بينة ولا شهود، ويحكم بصدق ما قاله النفيسي، فمتى يُشفى الإخوان من أوهامهم وأضاليلهم؟ وهل يستطيعون أو يجرؤون على مقاربة الحقائق وهل هو عمى الأبصار أم أنه عمى القلوب التي في الصدور؟
حول هذا الموضوع يقول الباحث والكاتب عصام الزهيري:  "المبتهجون بصواريخ حماس على سبيل شوكة النكاية أحب أن أقول لهم إنه ذات يوم وفي ظروف سياسية أفضل بكثير جدا كانت المقاومة الفلسطينية تمتلك كتائب مدفعية ثقيلة كاملة وبازوكا وكاتيوشا وقنابل وصواريخ وكل ما لذ وطاب من سلاح الحرب الحديث، وكانت المقاومة الفلسطينية تقصف وتصب كل هذا الجحيم على المستوطنات والمدن الإسرائيلية أيضا، من جنوب لبنان ومن حدود مصر وسوريا والأردن، ومع ذلك لم تؤد كل هذه الأسلحة ولا القتال ولا الأعمال الفدائية ولا هذا التهديد الخطير لإسرائيل إلى تحرير فلسطين أو إقامة دولة، وكانت المقاومة وقتها كما ذكرت في ظرف ومناخ سياسي ودولي أفضل من اليوم بكثير جدا، لا أقول ذلك لأجعل اليأس يتسلل لصدر أحد، فلا معنى لليأس والتفاؤل أصلا عند شعب يملك إرادة الحياة ولا يذهب بقدميه للموت والانقراض، وإنما لأؤكد على عدة حقائق:
الأولى، أنه في قضية احتلال استيطاني كالقضية الفلسطينية يستحيل عقلا ومنطقا وسياقا وتاريخا وواقعا أن يتحرر الفلسطينيون وأن يقيموا دولتهم بالسلاح وبالحرب. والثانية، أنه عندما يقترن سلاح المقاومة بالتشدد الديني والتطرف السياسي والفاشية الفكرية فإنه يتحول إلى وبال على المقاومة والشعوب. والثالثة، أن السؤال عند كل حركات التحرر الوطني وفي النضال من أجل الاستقلال لم يكن يكمن أبدا في حتمية استخدام سلاح لتحرير أرض أو لا؟ وإنما يتمثل السؤال في الوقت الذي يكون مناسبا ولا بدائل فيه غير استخدام السلاح؟ وإن كان استخدامه يفيد أكثر أم أن وسائل النضال السياسي والمقاومة السلمية ذات الأولوية دائما هي التي تفيد؟ وإن كان هناك مقابل سياسي لكل قطرة دم تخسرها الشعوب في نضالها للتحرر أم لا؟. وإنني على اعتقاد بعد كل السابق ولا يمكنني تكذيب عقلي فيه أن حماس توحد بين كيانها كمنظمة وبين القضية الفلسطينية وتستخدم السلاح بأغراض فصائلية وتكتيك انتخابي لا علاقة له بقضية التحرر، وأن استخدامها للسلاح يأتي دائما على حساب الفلسطينيين، ولصالح أشد توجهات التطرف السياسي والكراهية الدينية ضد الفلسطينيين بين الإسرائيليين، وأن هذا البمب الحمساوي يستحيل أن يصل بالفلسطينيين لأي شيء بدون نضال وطني وتحرري - لا ديني ولا فاشي - شامل وعميق المرتكزات في العقل وفي الوجدان ومتفق عليه بين الغالبية من الفلسطينيين".
ويضيف الزهيري: "حماس منظمة دينية فاشية تنفذ اجندات خارجية غير وطنية وتخدم مصلحة إسرائيل وليس الفلسطينيين، وفوق ذلك تعتبر نفسها كما تقول بنفسها وكيلا عن الامة، وتعتبر نقدها خيانة للأمة وللقضية ولفلسطين وللإسلام، وأنتم تقدمون لفاشية حماس (وفاشية الإسلاميين عموما) خدماتكم على طبق من ذهب. نقد حماس لا يفيد إسرائيل إلا لو كان نقد الإسرائيليين لنتنياهو يفيد اعداء إسرائيل أيها الفاشيون من الباطن..!"

شارك