بالأرقام.. حصيلة مرعبة لانتهاكات ميليشيا الحوثي لقطاع التعليم في اليمن

الجمعة 04/يونيو/2021 - 04:57 ص
طباعة بالأرقام.. حصيلة فاطمة عبدالغني
 
في إطار خطة ممنهجة استكمالاً لمسلسلها الإجرامي، الخاص بـحوثنة التعليم بشكل عام وحوثنة العاملين في التربية بصنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، صدرت تقارير لمنظمات محلية ودولية عكست حجم المأساة التي لحقت بالمعلمين اليمنيين.
وفي هذا السياق، سلط تقرير حقوقي صادر عن "المركز الأمريكي للعدالة"، تحت عنوان "الجريمة المنسية"، الضوء على انتهاكات ميليشيا الحوثي لقطاع التعليم، وآثار الحرب على العملية التعليمية في اليمن من 2014 إلى 2020.
وقال التقرير إن "أكثر من 170 ألف معلم ومعلمة يعيشون في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي يعانون من انقطاع مرتباتهم منذ 5 سنوات على الرغم من القدرة المالية للجماعة على صرف مرتباتهم إلا أنها تستغل هذا الجانب الإنساني في مقايضات سياسية".
ورصد التقرير كذلك مقتل 1579 معلما و2624 حالة إصابة منذ سبتمبر 2014، تتحمّل ميليشيا الحوثي مسؤولية 80% منها، إضافة إلى 621 حالة اعتقال و36 حالة إخفاء قسري و142 حالة تهجير قسري لمعلمين تتحمل ميليشيا الحوثي مسؤولية ما نسبته 70% من هذه الانتهاكات.
وأضاف أنه رصد في محافظة تعز وحدها 280 حالة قتل واغتيال على يد ميليشيا الحوثي، إضافة إلى 180 حالة اختطاف وإخفاء قسري، إضافة إلى 16 واقعة اغتيال لمعلمين بمحافظة عدن الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي، وفق ما نشره موقع "نيوزيمن".
وذكر التقرير أنه وثق قيام ميليشيا الحوثي بتفجير 21 مدرسة وتحويل 14 مدرسة إلى ثكنات وسجون عسكرية، إضافة إلى توثيق تجنيد 211 طفلا دون سن الـ15 قامت بها ميليشيا الحوثي في محافظتي صنعاء وعمران خلال العام الماضي فقط.
وأكد قيام جماعة الحوثي بتجنيد عدد 57 طفلاً من طلاب مدرسة واحدة هي مدرسة العلم والإيمان بمديرية بني حشيش شرق محافظة صنعاء، وقد قتلوا جميعهم في جبهات القتال.
كما أكد قيام ميليشيا الحوثي بإجراء تغييرات جوهرية في المناهج الدراسية تقوم على أساس العنصرية والطائفية والتحريض الديني والمذهبي، وممارسة التحريض الطائفي عبر الإذاعات المدرسية بشكل ممنهج في 12 محافظة تسيطر عليها.
وأشار إلى أن ميليشيا الحوثي انفردت بسلسلة من الانتهاكات بحق المعلمين، منها تسريح 286 معلمًا من وظائفهم وتشريدهم من قراهم ومنازلهم ومدارسهم وإحلال عناصرها بديلًا عنهم.
وقال المركز الأمريكي للعدالة إنه رصد إقدام الميليشيا الحوثية على إجبار الطلبة في المئات من المدارس على دفع رسوم إجبارية تصل في الشهر الواحد إلى ما يعادل 5 دولارات في عدد 12 محافظة تسيطر عليها.
وأضاف أنه تحقق من 500 حالة قتل لطلاب وطالبات في مدينة تعز منذ بداية الحرب، بسبب القصف العشوائي الذي شنّته الميليشيا الحوثية على المدارس والتجمعات السكانية. كما رصد 15 ألف نازح ومهجر بسبب الحرب التي تشنها ميليشيا الحوثي على المدينة.
وأكد المركز أنه تحقق من مقتل 21 معلماً وطالباً خلال العامين الماضيين نتيجة الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي.
وأضاف أنه "تأكد من استخدام جماعة الحوثيين للدورات الصيفية كمناسبة لنشر فكرها العقائدي ورفد الجبهات بالمقاتلين ولو من صغار السن".
وأشار إلى أن الحرب في اليمن تسببت بخروج التعليم عن التقييم العالمي لجودة التعليم وفقاً لمؤشر جودة التعليم الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس.
هذا وكانت نقابة المعلمين اليمنيين وثقت في تقرير سابق لها جرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، بحق التعليم والمعلمين منذ عام 2014 وحتى الآن. 
وقال تقرير لنقابة المعلمين أصدرته أبريل الماضي إن 1579 معلماً وادارياً في قطاع التعليم تعرضوا للقتل على ايدي مسلحي مليشيا الحوثي، من بينهم 81 مدير مدرسة، و1497 من المعلمين كما تعرض 2642 معلماً لإصابات مختلفة على ايدي مليشيا الحوثي، نتج عن بعضها إعاقات مستديمة.
ولفت التقرير إلى أن مليشيا الحوثي اصدرت قرارات اعدام بحق 10 من المعلمين، بينهم نقيب المعلمين بأمانة العاصمة، سعد النزيلي، وخالد النهاري مدير مدرسة، اضافةً إلى 8 طلاب آخرين، وذلك بعد ان قامت باختطافهم والزج بهم في معتقلاتها.
ووثق التقرير ارتكاب مليشيا الحوثي لـ 621 حالة اختطاف وإخفاء قسري بحق المعلمين واحتلت محافظة الحديدة المرتبة الأولى من حيث العدد الاكبر من المعلمين المختطفين.
وفي جانب التعذيب حتى الموت اكد التقرير ان 14 معلماً ماتوا تحت التعذيب في اقبية سجون مليشيا الحوثي، وكان اول معلم توفي تحت التعذيب حتى الموت بعد الانقلاب الحوثي مباشرةً المعلم صالح البشري، وتلاحقت الحالات حتى وصلت 14معلما.
وأشار التقرير إلى أن مليشيا الحوثي تسببت بتهجير أكثر من 20 ألف معلم بعد تعرضهم للتهديدات والملاحقات من قبل المليشيا، ما جعلهم يضطرون لترك اعمالهم ومنازلهم واقاربهم، والنزوح الى محافظات اخرى لضمان أمن سلامتهم.
وقال إن مليشيا الحوثي تسببت بقطع رواتب 60% من اجمالي العاملين في القطاع التربوي والبالغ عددهم 290 ألف موظف وموظفة، لم يحصلوا على رواتبهم منذ سبتمبر 2017.
واشار التقرير الى ان الانقلاب الحوثي تسبب في حالة من الفقر المدقع في صفوف المعلمين دفعت البعض منهم للانتحار بسبب ضيق العيش.
وبحسب تقارير صحفية يعاني عشرات الآلاف من المعلمين اليمنيين في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ظروفاً بالغة القسوة، نتيجة انقطاع مرتباتهم أدت إلى تكرار حالات الانتحار، في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي يعانونه جراء الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي الانقلابية في البلاد منذ أكثر من 6 سنوات.
في سياق آخر رصدت نقابة المعلمين اليمنيين 5476 فعالية أقامتها المليشيا الحوثية للتعبئة العسكرية والطائفية في مدارس العاصمة صنعاء خلال 47 يوماً فقط منذ فبراير الماضي، استهدفت أكثر من نصف مليون طالب مقيدين في 310 مدرسة لإنتاج جيل من المحاصرين بالأفكار الطائفية وثقافة العنف والكراهية.
يشار إلى أن فصول معاناة المعلمين اليمنيين بدأت منذ 21 سبتمبر 2014، وطوال أكثر من 6 سنوات ركزت ميليشيات الحوثي الإرهابية على ضرب القطاع التعليمي، الذي يمثل المعلم عموده الفقري، وصدرت تقارير لمنظمات محلية ودولية عكست حجم المأساة التي لحقت بالمعلمين اليمنيين.
وكشفت هذه التقارير عن أرقام مرعبة للجرائم والانتهاكات التي لحقت بمعلمي اليمن في مناطق سيطرة ميليشيات إيران، فإلى جانب ما قام به لصوص ميليشيات الحوثي في التربية والتعليم من نهب لمرتبات المعلمين، فإن أيديهم طالت حتى المعونات والمساعدات التي تقدمها منظمات دولية لقطاع التعليم، ومنها ما سمي بالحافز المخصص لمساعدة المعلمين للتغلب على أزمة انقطاع الرواتب، الذي قدمته السعودية ودولة الإمارات عبر منظمة "يونيسيف"، الذي لم يسلم من العبث والسرقة.
كما أعلنت الميليشيات الحوثية الإرهابية عن إصدار حزمة من القرارات والتعميمات التي تتعلق بالإقصاء والتهميش والتعسف في حق المعلمين والمعلمات وموظفي الكادر التعليمي.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار خطة ممنهجة استكمالاً لمسلسلها الإجرامي، الخاص بـحوثنة التعليم بشكل عام وحوثنة العاملين في التربية بصنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، الأمر الذي يعني إقصاء وتهميش من تبقى من العاملين في المؤسسة التعليمية بمناطق نفوذها. 

شارك