مقتل أبو بكر شيكاوا زعيم تنظيم بوكو حرام وأثره على منطقة الصحراء والقرن الأفريقي

الإثنين 07/يونيو/2021 - 12:11 م
طباعة مقتل أبو بكر شيكاوا حسام الحداد
 
أكد تنظيم داعش إفريقيا مقتل زعيم حركة بوكو حرام أبو بكر شيكاوا، الذي يفترض أنه فجر نفسه لدى اعتقاله في مايو الماضي.
فقد كشف تسجيل صوتي أن شيكاوا قتل نفسه خلال معركة مع داعش، وذلك بعد أسبوعين على صدور تقارير تفيد بوفاته.
وقال متحدث باللغة الكانورية يشبه صوته صوت زعيم داعش في غرب إفريقيا أبو مصعب البرناوي في التسجيل "فضل شيكاوا أن يهان في الآخرة على أن يهان في الأرض. لقد قتل نفسه على الفور بتفجير عبوة ناسفة"، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس، اليوم الاثنين.
كما أوضح التنظيم المنافس لبوكو حرام في التسجيل المذكور، أن مقاتليه توجهوا إلى جيب لبوكو حرام في غابة سامبيسا، حيث عثروا على شيكاوا داخل منزله واشتبكوا معه في معركة بالأسلحة النارية. وقال المتحدث إن زعيم بوكو حرام "تراجع من هناك وفر إلى الغابة لمدة خمسة أيام، لكن المقاتلين استمروا في البحث عنه وتقفي أثره قبل أن يتمكنوا من تحديد مكانه".
إلى ذلك، أكد أنه بعد العثور عليه في الغابات حضه مقاتلو التنظيم وأتباعه على "التوبة"، لكن شيكاوا رفض وقتل نفسه، بحسب تعبيره. وتابع قائلا "نحن مسرورون للغاية"، مضيفا أن شكوي "ارتكب أعمالا إرهابية وفظائع لا يمكن تصورها".
في المقابل، لم تعلق بوكو حرام رسميا بعد على مقتل زعيمها الذي شن تمردا منذ أكثر من عقد في شمال شرق نيجيريا، في حين قال الجيش النيجيري إنه يحقق في هذا الادعاء.
يشار إلى أنه في حال تأكد مقتل شكوي فإنه سيشكل ضربة قوية لبوكو حرام التي أضعفتها بالفعل الضربات الجوية على قواعدها والانشقاقات في صفوفها.
ويبدي المحللون قلقهم حيال تصاعد نفوذ تنظيم الدولة "داعش" في غرب إفريقيا الذي يبدو على وشك استيعاب مقاتلي بوكو حرام والسيطرة على معاقل الحركة السابقة، إذ يعني ذلك أنه بات يسيطر على منطقة أوسع وأن لديه عددا أكبر من المقاتلين ومزيدا من الاسلحة. كما أن المعارك بين بوكو حرام وتنظيم الدولة كانت تصب في صالح الجيش النيجيري.
ورأت "بيكافي كونسالتينغ"، شركة تقييم المخاطر المتخصصة في شؤون إفريقيا، في مذكرة أنه "إذا أقنع تنظيم الدولة في غرب إفريقيا قوات شيكاوا بالانضمام إليه، فسوف يسيطر على غالبية القوى المعادية، كما سيكون له حضور في القسم الأكبر من المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة في شمال شرق البلاد".
غير أنه سيتحتم على الأرجح على تنظيم الدولة أن يقنع أو يقاتل فصائل أخرى من بوكو حرام موالية لشيكاوا لا تزال تسيطر على معاقل بارزة ولا سيما على جانبي الحدود مع الكاميرون في غووزا وبولكا، فضلا عن جبال ماندارا وحتى في النيجر. وأوضح مصدر أمني "الأمر قد لا يكون حسم، سيتحتم على تنظيم الدولة إرضاخ هذه المجموعات أو إقناعها بالانضمام إليه لتوطيد سيطرته بشكل تام".
وانسحب الجيش النيجيري منذ 2019 من عدد من القرى والقواعد ذات أهمية محدودة وتحصن في "معسكرات معززة"، وفق استراتيجية تواجه انتقادات إذ تسمح للجهاديين بالتنقل بحرية في المناطق الريفية.
وبعد سيطرة تنظيم الدولة على غابة سامبيسا، وجه رسائل إلى سكان منطقة بحيرة تشاد في المنطقة الحدودية بين نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد، مرحبا بهم في أرض "الخلافة" التي أعلنها، على ما أوضح سالاو أرزيكا، الصياد في بلدة باغا على ضفاف البحيرة.
وطرد تنظيم الدولة سكان جزر بحيرة تشاد لاتهامهم بالتجسس عليه لحساب الجيش. وأوضح سالاو أرزيكا أن البرناوي سمح لهم بالعودة لصيد السمك بعد دفع خوّات، مؤكدا لهم أنه لن يلحق بهم أي أذى. ويشهد شمال شرق نيجيريا تمردا منذ أكثر من 10 سنوات بدأ بهجمات شنتها جماعة بوكو حرام في 2009 وأسفر عن سقوط أكثر من 40 ألف قتيل ونزوح مليونا شخص.

شارك