نصرالله يهدد .. سنلجأ للنفط الإيراني حال تقاعس لبنان

الأربعاء 09/يونيو/2021 - 02:00 ص
طباعة نصرالله يهدد .. سنلجأ أميرة الشريف
 
تطرق الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصرالله إلى أزمة المحروقات التي يشهدها لبنان، وقال إن معالجة أزمة البنزين في لبنان ممكنة وخلال أيام قليلة عبر النفط الإيراني.
ويشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات ارتفعت خلالها أسعار الوقود تدريجياً، وازدادت حدتها الأسابيع الماضية، وبات اللبنانيون ينتظرون في طوابير طويلة أمام محطات الوقود، التي اعتمدت سياسة التقنين في توزيع البنزين والمازوت.
وهدد نصرالله بالتفاوض مباشرة مع إيران لتزويد لبنان بالوقود فيما تشهد البلاد أزمة محروقات حادة ، قائلا "يجب أن تبقى الدولة ولكن حين يأتي وقت تتوقف فيه عن تحمل مسؤوليتها وحين نصل إلى مكان لا يعود هناك فيه حل فيما الذل يستمر، فإننا نحن في حزب الله سنذهب إلى إيران ونتفاوض مع الحكومة الإيرانية".
وأضاف نصرالله في تصريحات إعلامية، "هم (الايرانيون) موافقون وسنشتري بواخر بنزين ومازوت ونأتي بها إلى ميناء بيروت ولتمنع الدولة اللبنانية إدخال البنزين والمازوت إلى الشعب"، مضيفا أن "مشهد الإذلال هذا لم يعد يمكننا أن نتحمله لناسنا ولشعبنا".
وأطل نصرالله اليوم على اللبنانيين في كلمة متلفزة بمناسبة تأسيس قناة المنار التابعة للحزب، بعد آخر ظهور له في 25 مايو الماضي وقد بدا عليه الوهن والمرض وانتشرت على إثره شائعات حول وضعه الصحي.
وفي أول ظهور له مطمئنا أنصار حزبه على صحته، دعا نصرالله حكومة تصريف الأعمال إلى اتخاذ "قرار جريء" بشراء الوقود من إيران لوضع حد لأزمة محروقات تشهدها البلاد، مشددا على أن حزبه سيستورد البنزين من طهران في حال عجزت السلطات عن إيجاد حل.
ويدفع حزب الله لفتح منافذ أوسع للتمدد الإيراني في لبنان مستغلا الأزمة والاقتصادية وحالة الجمود السياسي التي عززت نفوذها وجعلته يلعب خلال الأشهر القليلة الماضية دور الدولة بتوفير مواد غذائية وتخزين الوقود بمساعدة من إيران.
ويقول محللون إن حزب الله يعتبر أكبر المستفيدين من الأزمة الراهنة وأنه يستنسخ تجربة الحرس الثوري الإيراني الذي بنى إمبراطورية اقتصادية ضخمة خلال فترة العقوبات التي فرضتها واشنطن على إيران والتي انتهت في 2015 بعد توقيع الاتفاق النووي قبل أن يعيد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرضها بعد تحلله في العام 2018 من الاتفاق النووي.  
ووصف نصرالله مشهد الطوابير بـ"المهين" للسكان. وقال إن "هذا الموضوع يمكن معالجته اليوم لكنه بحاجة إلى قرار سياسي جريء وقرار شجاع"، مضيفا "إن قبل لبنان حالا، تتحرك بواخر البنزين والمازوت من إيران وتأتي إلى لبنان.. هذا أمر متاح".
واعتبر أن السلطات اللبنانية غير قادرة على اتخاذ هذا القرار جراء ضغوط من الولايات المتحدة، التي تفرض عقوبات اقتصادية حادة على طهران وتلتزم المؤسسات المصرفية اللبنانية بهذه التدابير.
ويعاني لبنان منذ صيف 2019 من انهيار اقتصادي فقدت خلاله الليرة اللبنانية أكثر من 85% من قيمتها. وبات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر. 
وبدأ احتياطي المصرف المركزي اللبناني بالدولار يتضاءل، وتدرس السلطات، بدفع من المصرف المركزي، منذ أشهر ترشيد أو رفع الدعم عن استيراد السلع الرئيسية كالطحين والوقود والأدوية.
وحذر البنك الدولي الأسبوع الماضي من أن أزمة لبنان الاقتصادية والمالية تُصنّف من بين أشدّ عشر أزمات وربما من بين الثلاث الأسوأ منذ منتصف القرن التاسع عشر، منتقدا التقاعس الرسمي عن تنفيذ أي سياسة إنقاذية وسط شلل سياسي.
ووافق الرئيس اللبناني ميشال عون أمس على قرض استثنائي بما يصل إلى 300 مليار ليرة (200 مليون دولار) لشركة الكهرباء التابعة للدولة حتى تستورد الوقود اللازم للتوليد قبل نفاد الإمدادات، بحسب "رويترز".
ولم يقر لبنان موازنة العام 2021 بسبب الأزمة الراهنة ولأن الحكومة التي تدير شؤون الدولة حكومة تصريف أعمال بينما تعثر تشكيل الحكومة الجديدة بسبب خلافات حادة بين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري الذي تم تسميته لهذه المهمة في أكتوبر 2020 والرئيس اللبناني ميشال عون.
وتتهم مصادر محلية السلطة الراهنة بكافة رموزها بأنها منشغلة في تأمين مصالحها ونفوذها وان آخر اهتمامها هو حل الأزمة الراهنة، بينما يشير محللون إلى دور خفي يلعبه صهر عون ورئيس تيار الوطني الحر جبران باسيل الذي شغل في السابق حقيبة الخارجية ويتهمه المحتجون بالفساد.
ويعاني لبنان أزمة مالية شديدة بسبب ديون ثقيلة تراكمت عليه منذ انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت بين عامي 1975 و1990، مما جعل البلاد تواجه صعوبات لتوفير ما يكفي من العملة الصعبة لتغطية نفقات الوقود وغيره من الواردات الأساسية.

شارك