لاستغلالهم أطفال اليمن في النزاعات المسلحة... الأمم المتحدة تدرج ميليشيا الحوثي على اللائحة السوداء

السبت 19/يونيو/2021 - 01:21 ص
طباعة لاستغلالهم أطفال فاطمة عبدالغني
 
منذ الانقلاب الحوثي، تعرضت الطفولة في اليمن لأسوأ الانتهاكات في تاريخ البلاد، من خلال تجنيد الأطفال والزج بهم إلى المعارك وحرمانهم من التعليم، وقبل ذلك استهدافهم وقتلهم بشكل ممنهج وبمختلف الأساليب الشنيعة.
ومن أجل وقف الانتهاكات المرتكبة بحق الطفولة في اليمن، قررت الأمم المتحدة، الجمعة 18 يونيو، إدراج ميليشيا الحوثي الانقلابية على اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال في العالم.
وذكرت مصادر اعلامية دولية، أن الأمين العام للأمم المتحددة انطونيو غوتيريش قرر إدراج الميليشيات الحوثية الارهابية في اليمن على اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال في مناطق النزاعات على مستوى العالم.
وأوضحت المصادر أن الامم  المتحدة تحمل الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران المسؤولة عن قتل وتشويه 250 طفلا يمنيا خلال العام المنصرم 2020 معبرة عن قلقها إزاء عدد الأطفال الذين قتلوا وشوهوا جراء استخدام الذخيرة الحية.
وكان تقرير صادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وصندوق النقد الدولي للحقوق والحريات، كشف قيام ميليشيات الحوثي الإرهابية بتجنيد أكثر من  10300 طفل في اليمن منذ 2014، محذرين من عواقب وخيمة قد يسببها عدم معالجة هذه الظاهرة.
وذكر التقرير أن الحوثيين يستخدمون أنماطًا معقدة لتجنيد الأطفال قسراً ووضعهم في مناطق معادية تحت سيطرتها في اليمن. ونتيجة لذلك قتل عدد كبير من الأطفال وجرح المئات. 
ووثق التقرير الذي حمل عنوان "عسكرة الطفولة" أسماء 111 طفلا قتلوا خلال المعارك بين يوليو واغسطس 2020 فقط، مسلطاً الضوء على استخدام الحوثيين للمدارس والمنشآت التعليمية لجذب الأطفال للتجنيد.
وأضاف أن الجماعة تستخدم نظاماً تعليمياَ يحرض على العنف ويعلم أيديولوجية الجماعة من خلال محاضرات خاصة داخل المرافق التعليمية الرسمية لملء الطلاب بأفكار متطرفة وتشجيعهم على الانضمام إلى القتال لدعم الأعمال العسكرية للجماعة.
وأشار التقرير إلى أنه خلال السنوات الثلاث الماضية (2018، 2019، 2020) بدأ الحوثيون حملة مفتوحة وإجبارية لتجنيد الأطفال؛ كاشفا عن 52 معسكرا تدريبيا لآلاف المراهقين والأطفال من سن 10 سنوات في محافظات صعدة وصنعاء والمحويت والحديدة وتهامة وحجة وذمار.
واستعرض التقرير الأساليب التي يستخدمها الحوثيون في تجنيد الأطفال تشمل برامج أيديولوجية قبل إرسالهم إلى معسكرات تدريب لحضور دورة عسكرية مدتها شهر واحد قبل إرسالهم إلى جبهات القتال للمشاركة في الاشتباكات المباشرة وزرع الألغام وحراسة النقاط العسكرية.
وأضاف أن الحوثيين يهددون العائلات اليمنية في القرى والمناطق الواقعة تحت سيطرته لإجبارهم على السماح بتجنيد أطفالهم بمن فيهم الأطفال في مخيمات النازحين ودور الأيتام، لافتاً إلى أنه في بعض الحالات، قامت ميليشيا الحوثي بتجنيد أطفال من عائلات فقيرة مقابل مكافآت مالية 150 دولاراً شهرياً.
وأشارت المنظمتان في تقريرهما إلى أن الشهادات التي جمعتها أكدت أن الحوثيين يعاقبون الأطفال المجندين بعقوبات شديدة إذا لم ينفذوا أوامرهم بالشكل الصحيح، مثل الحرمان من الطعام، والسجن، والاعتداءات الجسدية والجنسية، والتهديد بالقتل.
من ناحية أخرى وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في فبراير الماضي، (65971) انتهاكاً بحق الأطفال اليمنيين خلال السنوات الأربع الماضية، وذلك في تقرير أطلقته حول انتهاكات الطفولة.
وقالت الشبكة إن انقلاب الميليشيات الحوثية دفع ما يزيد عن مليوني طفل إلى سوق العمل بحثاً عن فرصة عمل، نتيجة الوضع الاقتصادي المتدهور، کما حرم 4,5 مليون من التعليم نتيجة تحويل المنشآت التعليمية إلى ثكنات عسكرية للميليشيات ومعسكرات تدريب المجندين.
وأكدت الشبكة أن الأطفال يعيشون وضعاً نفسياً صعباً نتيجة أعمال العنف المفرط، ونتيجة لأعمال القتل والجرائم المشهودة، حيث لا يمر يوم دون أن يكون هناك قتل أو دمار، وكل ذلك أمام الأطفال.

شارك