خروج المرتزقة الأجانب من ليبيا أبرز الخلافات باجتماع برلين ٢

الأربعاء 23/يونيو/2021 - 04:02 م
طباعة خروج المرتزقة الأجانب برلين - هاني دانيال
 
عكفت برلين بالتعاون مع الأمم المتحدة خلال الأيام السابقة علي تقديم مسودة أولية تكون محور الوثيقة الختامية لمؤتمر برلين ٢، والتأكيد علي جهود الأمم المتحدة وبرلين علي دعم واستقرار ليبيا، والعمل سويا من أجل انجاح مبادرة وقف اطلاق النار وسحب القوات الأجنبية من ليبيا في أسرع وقت، ويبدو أن هذه النقطة محور الخلاف الأكبر في الاجتماع، ولذلك لم توافق  كل من روسيا والصين عن المسودة الأولية، و خفضت الصين مشاركتها، ومثلها السفير الصيني في برلين، كذلك شاركت روسيا من خلال نائب وزير الخارجية الروسي.
وما جري الاتفاق عليه في الغرف المغلقة ضرورة البناء علي مؤتمر برلين الأول في يناير ٢٠٢٠، بحيث يكون نقطة الانطلاقة لحل الازمة الليبية، ودفع الاتحاد الاوروبي والاتخاد الافريقي لمتابعة عملية الانتقال السياسي في ليبيا، وتوفير المناخ للحكومة الليبية الانتقالية لإجراء الانتخابات الليبية في موعدها بديسمبر المقبل، وعدم السماح بأي عراقيل تضعها دول او جماعات سياسية تمنع عقد الانتخابات في موعدها، وهو ما ظهر من خلال ترحيب رئيس الحكومة الليبية الانتقالية عبد الحميد الديبية بالدور الذي لعبته برلين منذ الاجتماع الأول في تحقيق الاستقرار في ليبيا حتي الآن.
التحدي الأكبر  في كواليس مؤتمر برلين الثاني كيفية اجبار الدول التي لها جماعات مسلحة في ليبيا مثل تركيا وروسيا علي ضرورة سحب هذه القوات، ورغم التعهدات التي قدمتها روسيا وتركيا في اجتماع برلين الأول، إلي أن ذلك لم يحدث علي الأرض، وتزعم هذه الدول بأن هناك دولا تدعم جماعات مسلحة ولذلك لابد من وجود قواتهم من أجل تحقيق التوازن، في إشارة ألي الامارات، ولكن لم تنجح القمة في هذا الأمر بالشكل المأمول، في ظل الخلافات بين فرنسا وإيطاليا من جانب، وبين تهرب أنقرة وموسكو من تعهداتهم.
وللتغلب علي هذه النقطة تم الاتفاق علي الدعوة لخروج القوات الأجنبية بشكل متبادل ومتناسق، في محاولة لتحقيق مواءمة سياسية للخروج من المأزق الراهن، وإتاحة المجال للحكومة الليبية في تنفيذ اجندتها باستقلالية تامة، مع منح الامم المتحدة فرصة فرص عقوبات علي من يخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وسط تأييد من الاتحاد الأوروبي وبرلين علي هذه الخطوة.
المانيا تري ضرورة العمل مع الدول الشريكة والتي شاركت في الاجتماع الأول من أجل انجاح الخطة، خاصة وان برلين تعد واحدة من أكثر الدول التي دعمت ليبيا خلال السنوات الماضية، حيث قدمت مساعدات وصلت إلي 270 مليون يورو، كما نظمت اجتماع برلين ١، برلين ٢ ، ولا مانع من عقد اجتماع برلين ٣ خلال الفترة المقبلة من أجل تعزيز الحلول السياسية في الأزمة الليبية، وإعادة الاستقرار إلي الدولة التي شهدت قلاقل خلال العشر سنوات الماضية، والتأكيد علي أن ذلك يصب في مصلحة الاتحاد الأوروبي وخاصة الدول المتوسطية.
وتسعي الحكومة الألمانية تعزيز دورها خلال الفترة المقبلة في الأزمة الليبية، حتي تترك ميركل منصبها ولو بتحقيق انجازا خارجيا تنهي به حقبتها السياسية العامرة خلال ١٦ عاما، خاصة وأن الانتخابات البرلمانية الألمانية في سبتمبر المقبل، بينما الانتخابات الليبية مدرج لها ديسمبر المقبل كموعد نهائي لها.
الاتحاد الافريقي يشارك في المؤتمر ويدعو كل الأطراف إلي أن تكون الانتخابات البرلمانية في ديسمبر المقبل، وهو ما عبر عنه 
مفوض الاتحاد الإفريقي للشئون السياسية والسلام والأمن السفير بانكول أديوي ، وأكد بقوله" لدينا هدف ونسعي من أجل جميعا، وهو إقامة الانتخابات في موعدها، والعمل علي استقرار ليبيا".
بينما شدد سامح شكري وزير الخارجية علي ضرورة العمل سويا نحو استقرار ليبيا، ومنح الحكومة الانتقالية فرصة العمل لتعزيز أرضية مناسبة لاجراء الانتخابات في موعدها، والتأكيد علي ان القاهرة تعمل جنبا إلي جنب مع برلين والعواصم الأوروبية من أجل استقرار ليبيا.
بينما أوضح وزير الخارجية الالماني هايكو ماس سعي بلاده للعمل مع الأمم المتحدة والدول المشاركة في تعزيز الحلول السياسية في لبيبيا،و سحب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، والسماح الحكومة الانقالية بتنظيم انتخابات حوة شفافة في ديسمبر المقبل.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكين: نشارك هدف ليبيا ذات السيادة والاستقرار والموحدة والآمنة الخالية من التدخل الأجنبي وهذا ما يستحقه الشعب الليبي ، وهو أمر بالغ الأهمية للأمن الإقليمي أيضًا".
 أضاف: لكي يحدث ذلك ، يجب أن تمضي الانتخابات الوطنية قدما في ديسمبر وهذا يعني أن هناك حاجة إلى اتفاق عاجل بشأن القضايا الدستورية والقانونية التي من شأنها أن تدعم تلك الانتخابات، وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في 23 أكتوبر  تنفيذاً كاملاً ، بما في ذلك سحب جميع القوات الأجنبية من ليبيا.
بينما قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ، ريتشارد نورلاند ، إنه من المهم البدء في إخضاع جميع المجموعات المسلحة في البلاد لقيادة عسكرية مشتركة، وعندما تغادر القوات الأجنبية ، سيكون من الضروري استبدالها بهيكلية عسكرية وشرطية وطنية ليبية موحدة وقابلة للحياة".
في حين أكد رئيس الحكومة الليبية الانتقالية عبد الحميد الديبية 
علي نجاح الجهود الأممية منذ برلين يناير ٢٠٢٠  في الوصول إلى وقف دائم للحرب، وإلى إبعاد شبح التقسيم والتفتت  وتوحيد السلطة التنفيذية  وإلى إعادة التئام مسيرة عمل المؤسسات و خصوصا مجلس النواب ووقف العبث الاقتصادي وقفل تصديرالنفط الذي أنتج عقابا جماعيا على كل الليبيين من دون استثناء .
أضاف هناك جهود حاليا  لضمزالشرق بالغرب وفتحرالطريق الرابط بينهما واستكمال هذه الجهود ونتوجها بزيارة الحكومة وعقد اجتماع مجلس الوزراء من بنغازي ومدن الجنوب في الأسابيع القليلة القادمة.
نوه إلي التزام الحكومة بإجراء الانتخابات في موعدها، والعمل علي إعادة اعمار ليبيا بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الصديقة، من أجل مستقبل أفضل للشعب الليبي.

شارك