سلوفينيا تشهد اجتماع لزعماء روحيون مسلمون ويهود لحماية وتعزيز حقوق الأقليات الدينية في أوروبا

الخميس 04/نوفمبر/2021 - 05:35 م
طباعة سلوفينيا تشهد اجتماع علي رجب
 

 شهدت العاصمة السلوفينية "ليوبليانا" الجمعية العمومية للمجلس الإسلامي اليهودي بحضورأكثر من 30 قائدًا دينيًا من المسلمين واليهود من 20 دولة في لمناقشة حماية وتعزيز حقوق الأقليات الدينية في  أوروبا.

واستقبل الرئيس السلوفيني بوروت باهو ، الثلاثاء، ممثلين عن مجلس القيادة الإسلامية واليهودية - تضم MJLC أربعة عشر زعيمًا دينيًا أوروبيًا - سبعة يهود وسبعة مسلمين- ، وهذه المرة التقيا في ليوبليانا.ر ، كما يعد المجلس صوتًا رائدًا للحوار بين أتباع الأديان في القارة الأوروبية.

وتم عقد الفصل الأول من الجلسات التمهيدية عبر الإنترنت حول الحوار بين الأديان (IRD) يوم الثلاثاء 2 نوفمبر 2021.

وفي الفترة من 2 إلى 4 من نوفمبر وبدعم من مركز الحوار العالمي "كايسيد"، ناقشت الجمعية العمومية للمجلس لعام 2021 التشريعات التي تفرض قيودًا متزايدة على حرية العبادة للأوروبيين المسلمين واليهود. وإلى جانب ذلك، عقد وفد القيادات الدينية اجتماعات مع صانعي السياسات في البلد دعا فيها إلى زيادة التعددية الدينية على الصعيدين المحلي والإقليمي في ضوء تولي سلوفينيا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي.

وأبرز أعضاء الوفد أيضًا الدور الحاسم الذي تضطلع به القيادات السياسية الأوروبية في وضع المعايير والقوانين التي تحمي حقوق المكونات الدينية وتتصدى للتحديات الرئيسة، مثل خطاب الكراهية والتمييز. ولقد حظيت مهمة المجلس المتمثلة في مناصرة تصوير مجموعات المكونات الدينية تصويرًا منصفًا في الخطاب العام وإصدار تشريعات عادلة وشاملة لهم بتأييد واسع النطاق في أثناء الاجتماعات.

وفي حديثه مع القيادات الدينية، سلط بوروت باهور، رئيس جمهورية سلوفينيا، الضوء على جهود المجلس الإسلامي اليهودي في أوروبا في الجمع بين الناس. قائلًا: "نحن نعيش في عالم مليء بالانقسامات الكبيرة والعميقة - أكثر من أي وقت مضى. ومع تنامي التوترات في المجتمع، يأتي الدور الهام للمجلس في المبادرة لتقريب وجهات النظر المختلفة".

وكان معالي جانيز جانسا، رئيس وزراء سلوفينيا قد أكد رأي الرئيس السلوفيني بعد حديثه مع أعضاء وفد المجلس في 4 نوفمبر 2021، واصفًا أهمية عمل المجلس بقوله: "يقدم المجلس مساهمة كبيرة في الحوار بين مختلف الطوائف الدينية والدولة التي تتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي".

وشدد جانسا على أهمية الحرية الدينية في سلوفينيا والحوار بين أتباع الأديان من أجل تعزيز قيم التسامح والاحترام والتفاهم المتبادل.

كما أبدى الأستاذ زوران يانكوفيتش، عمدة ليوبليانا، استعداده للدخول في حوار حقيقي مع القيادات الإسلامية واليهودية في أثناء الاجتماع الذي عقد بينه وبينها في مجلس البلدية.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، حدثت زيادة مقلقة في جرائم الكراهية المرتكبة بحق المسلمين واليهود في أوروبا التي وثقتها وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية.

وقال أمين صندوق المجلس الحاخام شلومو هوفمايستر، كبير الحاخامات في مقاطعة النمسا السفلى وستيريا وبورغنلاند وحاخام المجتمع المحلي في فيينا: "إن الحرية الدينية مكرَّسة في ميثاق الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية، ولكنها باتت مهدَّدة حاليًّا، وإن المجلس الإسلامي اليهودي في أوروبا يرحب ترحيبًا حارًّا بإشارة سلوفينيا إلى أنها ستعزز التعايش السلمي وأنها ستقود إجراءات حاسمة لدعم مستقبل حياة المسلمين واليهود في أوروبا".

ووفقًا لما صرحت به قيادات المجلس، فإن سلوفينيا قد حسَّنت كثيرًا العلاقات بين أتباع الأديان في السنوات القليلة الفائتة. ومع أن الشكوك العامة في الهجرة والمهاجرين كانت كبيرة، افتتحت الحكومة السلوفينية أول مسجد إسلامي في البلاد والمركز الإسلامي الثقافي في ليوبليانا في عام 2020، ومن المقرر أيضًا أن يُفتتح كنيس يهودي صغير في 9 نوفمبر من هذا العام.

وأشاد الرئيس المشارك للمجلس فضيلة الشيخ الدكتور نجاد غرابوس، مفتي سراييفو والمفتي السابق للجالية الإسلامية في سلوفينيا، بدوره بهذه الجهود وأضاف أنه ينبغي لصانعي السياسات "الاستفادة من منافع الحوار بين أتباع الأديان والعمل على إقامة أوروبا متنوعة وعادلة بحق عبر تعزيز ثقافة تقدير الاختلافات الدينية والثقافية واحترام حقوق المكونات الدينية الأوروبية كلها".

وكان فضيلة الشيخ نيفزيت بوريتش، مفتي سلوفينيا قد أبدى انطباعًا إيجابياً بشأن علاقات المسلمين في سلوفينيا مع المواطنين الآخرين، وذلك على ضوء الزيارات الكبيرة التي يحظى بها المسجد الجديد من مختلف أتباع الأديان كل يوم، قائلًا: "تجمعنا مع المجتمع المحلي علاقات تعاونية عالية المستوى، وإننا نسعى جاهدين لمواصلة ممارسة العلاقات الإيجابية مع المواطنين المحليين والحكومة والمجتمعات الدينية الأخرى في ليوبليانا وسلوفينيا".

وتضمنت جلسات الجمعية العمومية العادية للمجلس مناقشات بشأن أهمية تعزيز حرية الدين والهُوية انطلاقًا من إطلاق مبادرات تثقيفية تستهدف الشباب وضرورة إعداد القيادات الدينية الإسلامية واليهودية إعدادًا يمكنها من منع خطاب الكراهية والتصدي له.

والمجلس الإسلامي اليهودي في أوروبا (MJLC) هو صوت رائد للحوار بين أتباع الأديان في أوروبا أُسس في عام 2016 استجابة لتصاعد موجة الشعوبية وكره الأجانب في أوروبا وانتشار رُهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) ومعاداة السامية ويتألف من قرابة 40 قيادة دينية وممثلًا علمانيًّا للجاليتين الإسلامية واليهودية في أوروبا يتشاورون وينسقون معًا أنشطة أتباع الأديان على الصعيد الأوروبي من أجل إرساء الثقة بين أتباع الديانتين الإسلامية واليهودية وتعزيز احترام الاختلافات بين المواطنين الأوروبيين.

وفي 2015 أعلن زعماء روحيون يهود ومسلمون عن إنشاء أول مؤسسة تجمع بين اليهود والمسلمين في أوروبا تضم الحاخامات وبعض ممثلي الجالية المسلمة في أوروبا وذلك بهدف حماية الحريات الدينية لدى الدول والمؤسسات الأوروبية على حد تعبير مؤسسيها.

وياتي عقد الجمعية العمومية للمجلس الإسلامي اليهودي، برعاية  مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسيد" وهو منظمة دولية تأسست عام 2012 من قبل المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا إلى جانب الفاتيكان بصفته عضوا مؤسساً مراقباً.

ويجمع "مجلس القيادة بين المسلمين واليهود" نحو 700 من الحاخامات الأرثوذكس، والإغاثة الإسلامية العالمية، إحدى المنظمات غير الحكومية الرئيسية والمجلس الإسلامي لجمهورية ألمانيا الاتحادية.

وأكد المجلس في بيان أن "المجتمعات المسلمة واليهودية تشترك في تراث مشترك، وكانت هناك جسور اتصال بينهما في الماضي، وسيسعى المجلس إلى بناء المزيد من الجسور داخل هذه المجتمعات في المستقبل".

 

ونقل البيان عن الرئيس السابق لهيئة الإغاثة الاسلامية العالمية إبراهيم الزيات قوله إن "إنشاء منتدى يهودي إسلامي مسالة ملحة في الوقت الذي نرى فيه محاولات متكررة للحد من الحرية الدينية لأقليات معينة"ن مضيفا "عندما نعمل معا، يمكن أن نحافظ على حقوقنا. وإذا بقينا معزولين سنفقد الحق في ممارسة شعائر ديننا".

 

ودعا المجلس إلى "تعبئة الموارد لتقديم الدعم للاجئين في أوروبا" وحض "القادة السياسيين الأوروبيين على بذل كل جهد ممكن لضمان أمن اللاجئين".

أما مركز الحوار العالمي (كايسيد)، فهو منظمة حكومية دولية تعمل على تعزيز الحوار لبناء السلام في مناطق الصراع عبر تعزيز التعاون والتفاهم بين الناس من مختلف الأديان والثقافات ويضم مجلس إدارته ممثلين بارزين للأديان العالمية الرئيسة الخمسة (الإسلام والبوذية والمسيحية والهندوسية واليهودية) ورؤيته تتمثل في إيجاد عالم يسوده الاحترام والتفاهم والتعاون بين الناس والعدالة والسلام والمصالحة ويوضع فيه حد لإساءة استغلال الدين لتسويغ القمع والعنف والصراع.

 

 

 

شارك