مليشيات الارهاب في عفرين.. ترث كلّ المتوفين !

الثلاثاء 07/ديسمبر/2021 - 01:41 م
طباعة مليشيات  الارهاب روبير الفارس
 

تقوم  الفصائل  المسلحة  منذ احتلالها لمدينة عفرين عقب ما سمي “عملية غصن الزيتون”، التي احتلت بموجبها منطقة عفرين (ذات الخصوصية الكردية شمال غرب سوريا)، بالاستيلاء على منازل المدنيين الكورد المهجرين قسراً، وحتى المتواجدين في مدينة عفرين، أو من يفقد حياته، وليس له أقارب.حيث تورث كل المتوفين

وتصبح ممتلكات المتوفين تحت الحجز، ولا يسمح لأحد بالتصرف بها، حتى ممن تم توكيلهم بورقة رسمية صادرة عن المجلس المحلي المزعوم في مدينة عفرين، إذ تم إلغاء كل تلك التوكيلات حتى من أقارب الدرجة الأولى، سواء أكانوا الأب أو الأم أو الإخوة.

واعلن  أحد سكان مدينة عفرين رفض ذكر اسمه  أنه و”منذ دخول هذه الجماعات المسلحة إلى مدينتنا، أصبحت جميع أملاكنا ومنازلنا عرضة للسلب والنهب من قبل العناصر المسلحة، فهم يسمحون لأنفسهم بالتحكم بها، بحجة أنهم حرروا عفرين بدماء شهداءهم، وهم الأولى بها، وأن عفرين لم تعد ملكاً للأكراد، وعلينا جميعاً مغادرتها”ويضيف: “منذ قرابة الأربع سنوات، أي منذ احتلال مدينة عفرين، قمت بالتنقل من أكثر من منزل، ففي كل مرة كنت استأجر فيها أحد المنازل، تأتي جماعة مسلحة وتطردني أنا وعائلتي خارج المنزل، بحجة أننا لسنا أصحاب المنزل، ولا يعترفون بوثيقة الآجار التي نجريها بيننا وبين مالكي المنازل، وفي حال رفضنا الخروج، كانوا يقومون بتهديدنا بالخطف وتلفيق تهم واهية لنا، كما بات من المعروف، وهي التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة”.

وفي حادثة مشابهة جرت في قرية كفرصفرة بناحية جنديرس، توفي أحد سكان القرية وهو المسن “رشيد إيبش”، والذي كان يقطن في منزله مع زوجته وحفيدته، وبعد وفاته قامت مليشيا “سمرقند” الارهابية المهيمنة على قرية كفرصفرة بالاستيلاء على جميع ممتلكات المرحوم، من حقول وأراضي زيتون، رغم وجود زوجته، تاركين لها فقط بعض الأشجار لتأخذ منها حاجتها من الزيت السنوي، ومنزلها الذي تقطن فيه، وسط تخوف ناشطين من طرد الزوجة من المنزل.

وبالتوازي، وعقب أن تم قتل المواطن “سليمان نعمان” من أهالي قرية “بوزيكيه” التابعة لناحية جنديرس، في سجن الراعي، بعد مرور عامين ونصف على اعتقاله بتهمة “الإرهاب وتنفيذ التفجيرات في مدينة عفرين”، برفقة ثلاثة نساء من أقاربه، فقدت إحداهن حياتها في سجن الراعي أيضاً، قبيل ستة أشهر وهي المسنة "مولودة نعمان "التي توفيت في السجن نتيجة الظروف القاسية فقد أفادت مصادر إن مليشيات الارهاب  قامت بعد وفاته بالاستيلاء على منزله ووضعه تحت الحجز، مانعين أقرباءه من التصرف بها، بحجة أن صاحب المنزل كان يقوم بتنفيذ التفجيرات في مدينة عفرين وزعزعة الأمن والأمان في مدينة عفرين.

هذا وكان يقوم ما يسمى بـ”المجلس المحلي في مدينة عفرين”، بإصدار توكيلات لأقرباء المهجرين من عفرين، للتصرف بممتلكاتهم، إلا أن الفصائل  المسلحة قامت بإلغاء كل تلك التوكيلات، ووضعت يدها على ممتلكات كلّ المدنيين المهجرين، واصفين إياها بأنها “غنائم حرب”. وفي السياق قامت المليشيات بالقبض علي فتى قاصر عند الطرف الشرقي لمدينة عفرين،الفتى يدعى دليار أحمد (15) عاماً، من أهالي قرية باسوطة – مركز عفرين، يسكن حي الأشرفية،  كما فرضت محكمة عفرين التابعة للمليشيات  فرضت على الشاب “آراس معمو محمد” من ذوي الاحتياجات الخاصة غرامة مالية قدرها 1500 تركي لقاء إطلاق سراحه.

علماً أن عائلة المواطن “آراس” من ذوي الدخل المحدود ولا تجد من يعيلها بعد اعتقاله  دون معرفة التهمة الموجهة إليه، وهو من أهالي قرية شيخورزيه – بلبل، ويعاني من مرض الصرع، ويعمل لإعالة والدته وشقيقه المريض أيضا، بعد اختطاف والده ” معمو” منذ ابريل عام 2018.

 

شارك