بين تصريحات قائد فيلق القدس وتصعيد حماس.. كيف تستخدم ايران غزة كورقة في صراعها مع امريكا

الخميس 14/أبريل/2022 - 10:54 م
طباعة بين تصريحات قائد علي رجب
 
بين تصريحات حماس والتهديد بحرب جديدة في غزة، ومأزق الاتفاق النووي، خرج  قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، بتصريحات لتهديد بـ"تسريع" تدمير إسرائيل، وهو ما يكشف عن استخدام الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس، بما يخدم مخططات إيران.
وقال "قاآني" إن فيلق القدس يدعم أي جماعة تحارب إسرائيل في العالم، وهذا الدعم سيستمر، في اشارة لاستمرار تصاعد التوترات الأخيرة في أجزاء مختلفة داخل الاراضي المحتلة.
وعقدت الفصائل الفلسطينية عن اجتماعا بدعوة من رئيس مكتب حماس السياسي يحي السنوار بمدينة غزة، وناقشت الفصائل في الاجتماع التطورات الأخيرة في مدينة القدس واتخاذ موقف موحد.
واعلنت الفصائل الفلسطينية اليوم سندخل موجة جديدة عنوانها التحرير نضرب فيها العدو في كل مكان ، وهي التصريحات التي جاءت بعد ساعات من تصريحات قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني.
وتحظي حماس والجهاد الاسلامي بدعم كبير من ايران بإعتراف قادة الحركتان وايضا المسؤولين في طهران وعلى رأسهم قائد فيلق القدس الإرهابي.
وفي الثالث من مارس الماضي أعلنت إسرائيل عن إحباط تهريب 7 آلاف رصاصة لقطاع غزة. وقالت هيئة الجمارك الإسرائيلية في ميناء أسدود بأنه تم ضبط 7 آلاف رصاصة 9 ملم كانت مخبأة داخل لفافات مواد عازلة مخصصة للتهريب. هذا الخبر لم يكن الأول من نوعه الذي يتحدث عن ضبط معدات تتعلق بالتسلح في قطاع غزة.
وفي تصريحات متكرر قدم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الشكر لإيران التي دعمت حماس بـ"المال والسلاح والتقنيات".
وقال هنية في كلمة متلفزة بثت عبر فضائية الأقصى التابعة لحماس "أوجه الشكر للذين قدموا المال والسلاح للمقاومة الباسلة، الجمهورية الإسلامية في إيران، لم تبخل عن مد المقاومة بالمال والسلاح والتقنيات". وأضاف "ما بعد معركة سيف القدس ليس كما قبلها (..) سنحضر أنفسنا لمرحلة بعد سيف القدس بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".
وقال  في تصريحات أخرى، ان إيران دفعت 70 مليون دولار للحركة، لبناء ما سماه "قوى ردع" ضد إسرائيل، وأن الصواريخ التي تنتجها حماس في قطاع غزة كانت جزءًا من تلك "الاستراتيجية".
كما أشاد محمود الزهار، أحد كبار مسؤولي حماس، بقاسم سليماني قائد فيلق القدس حينها، قائلاً إن "أعضاء الجماعة حصلوا على 22 مليون دولار نقدًا خلال رحلة إلى طهران بناءً على أوامر سليماني".
وأضاف الزهار "كان من المفترض دفع المزيد من الأموال لكن (وفد حماس) كان 9 أشخاص، ولم نتمكن من حمل أكثر من ذلك، لأن كل حقيبة يمكن أن تحمل 40 كيلوجراما".
وفي لقاء وقع مؤخرا في طهران بين تسعة مسؤولين رفيعين من حماس والمرشد الإيراني علي خامنئي، عبرت طهران عن استعدادها رفع دعمها المالي الشهري للحركة الى 30 مليون دولار شهريا، أفادت القناة 12الاسرائيلية.
ويرى الخبراء أن معظم الطائرات المسيرة التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة هي على غرار النموذجين الإيرانيين "قاصف" و "أبابيل".
وصرح ناصر أبو شريف ، ممثل حركة الجهاد الإسلامي المتطرفة ، خلال زيارة لطهران في 2018 ، صراحة أن الحرس الثوري درب مقاتلي الحركة وحماس على بناء الصواريخ وإعادة بنائها.

وقالت وكالة تسنيم للأنباء ايرانية، إن حماس تمكنت من زيادة سرعة صواريخها بدعم من إيران.
وكتبت تسنيم أن زيادة جودة صواريخ حماس وصواريخها هي قضية "إذا استمرت ستقود المقاومة إلى اقتناء أسلحة أكثر تطوراً بكثير مما هي عليه اليوم وتوجيه ضربات أقوى للنظام الصهيوني".
ويقول هيو لوفات من معهد العلاقات الخارجية في مجلس أوروبا إن جميع الأدلة تشير إلى أن طهران تواصل دعم حماس ، وأن هذا الدعم يأتي في المقام الأول من نقل الخبرة والتكنولوجيا العسكرية.
وأصدرت حركة حماس بيانا، يوم الخميس ، دعت فيه الشعب الفلسطيني في كافة مناطقه إلى الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس ، وحمايته من خطر المحتلين والمستوطنين ، و دحر المخطط الاسرائيلي لتدنيس المسجد الأقصى.
كذلك شددت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها على أن دماء الشهداء هي شرارة لمواجهة شاملة لتحرير أرض فلسطين، قائله إن استمرار جرائم اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية لن يوفر أبدًا أمن اسرائيل.
ويرى مراقبون أن إيران تستخدم ورقة غزة منذ البداية وبتنسيق تام مع حماس وقادتها للحصول على مكاسب وأوراق ضغط تفيدها في مفاوضات فيينا والحرب الدائرة بينها وبين إسرائيل حول البرنامج النووي، ولكي ترد على ضربات إسرائيل القوية لها .
وأوضح مراقبون أن إيران تستخدم حماس والجهاد الاسلامي وقضية فلسطين ورقة في يدها للتصعيد ضد اسرائيل، وحرب بالوكالة مع تأزم الاتفاق النووي.
قادة حماس وكذلك الجهاد الاسلامي كانوا يعلنون خلال الاعتداءات وبتعليمات من إيران أن لديهم صواريخ متطورة ونوعية حصلوا عليها من إيران، وهو ما يعني أن التعليمات كانت بضرورة إبراز القوة العسكرية الإيرانية وأنها قادرة على أن تصل لإسرائيل في عمقها.
ونتيجة لذلك، ترى إيران في دعمها لحماس وسيلة لتعزيز نفوذها الإقليمي، وتبرير سياساتها التوسعية في المنطقة بدعم المقاومة وتحرير فلسطين، ويمنحها ورقة قوية في مناكفة واشنطن وتل أبيب. 
وفي وقت سابق غرد الدكتور إبراهيم حمامي ، الصحفي الفلسطيني المقيم في لندن والذي سبق له نشر مقالات على مواقع تابعة لحماس ، رداً على تصريحات قادة ايران بدعم حماس: اليوم في سوريا والعراق واليمن ولبنان؟ لن يتم تحرير فلسطين أبدا على يد أناس مثل ايرانيين".






شارك