دلالات محاولة استهداف محطة المياه في سيناء

الأحد 08/مايو/2022 - 10:26 ص
طباعة دلالات محاولة استهداف حسام الحداد
 
منذ يناير ٢٠٢٢، ونحن نحذر من عودة الإرهاب مرة أخرى للداخل المصري نتيجة الضغوط الخارجية على التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية، ما أدى إلى انقسام الجماعة إلى معسكرين ابراهيم منير في لندن ومحمود حسين في تركيا، وقطع التمويل عن مجموعة محمود حسين والضغوط التركية عليها للتقارب مع مصر، وكان هذا سببا رئيسيا في محاولات العودة وتنفيذ بعض العمليات التي تعيد هذه المجموعة للمشهد مرة أخرى، وكانت أول العمليات استهداف القس ارسانيوس وديد في الإسكندرية الشهر الماضي، وتلتها عملية استهداف محطة المياه في سيناء والتي راح ضحيتها ضابط و١٠ جنود، والى الان لم يعلن تنظيم داعش مسئوليته عن العملية وان كان سوف يتم الإعلان لاحقا، إلا أن الجميع يعلم ارتباط داعش سيناء بجماعة الإخوان وتأكد هذا الارتباط على لسان البلتاجي في اعتصام رابعة ونتذكر كلمته الشهيرة "سيتوقف ما يحدث في سيناء بعد عودة محمد مرسي"
وقال المتحدث العسكري للجيش المصري إن هجوما مسلحا استهدف محطة رفع مياه شرقي قناة السويس وأسفر عن مقتل ضابط و10 مجندين وإصابة خمسة آخرين.
وأضاف العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ، المتحدث العسكري، في بيان عبر تويتر، أن القوات نجحت في إحباط "هجوم إرهابي" على إحدى محطات رفع المياه في سيناء، شرقي قناة السويس، وأنها اشتبكت مع "العناصر التكفيرية".
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن "العمليات الإرهابية الغادرة لن تنال من عزيمة وإصرار أبناء هذا الوطن وقواته المسلحة في استكمال اقتلاع جذور الإرهاب".
ورفعت قوات الجيش والشرطة حالة التأهب في سيناء، لتأمين وحماية المنشآت الهامة، خاصة وأن الهجوم استهدف محطة لرفع المياه، وليس منشأة عسكرية أو نقاطا للجيش والشرطة كما جرت العادة.
ونعى مجلس الوزراء المصري ضحايا الهجوم، وشدد في بيان على "عزم الدولة المصرية على استكمال مسيرة البناء والتنمية"، ومواصلة "معركة الكرامة التي يخوضها الوطن وأبناؤه المخلصون ضد قوى الشر وذيول الإرهاب والتطرف" بحسب ما ورد في البيان.
وأدان الأزهر الهجوم، مؤكدا في بيان وقوف المصريين صفاً واحدا مع ضباط وجنود الجيش والشرطة المصرية في الحرب ضد الإرهاب "الخبيث".
إدانات عربية ودولية:
وتوالت الإدانات العربية للهجوم، وأشار بيان لوزارة الخارجية الأردنية عن تضامن الأردن مع مصر في مواجهة هذا الهجوم الإرهابي "الجبان" على حد وصف البيان، وأدانت السلطة الفلسطينية الهجوم.
كما أفاد بيان للخارجية السعودية بأن "المملكة تؤكد وقوفها التام مع جمهورية مصر العربية تجاه كل ما يهدد أمنها واستقرارها، وتثمينها دور القوات المسلحة المصرية في التصدي لمثل هذه الأعمال الإرهابية والتخريبية"، وفق ما جاء في البيان.
ووسط التفاعل الدولي على الهجوم، قالت السفارة الروسية بالقاهرة في تغريدة: "تنعي روسيا مع كل أبناء مصر الصديقة بسبب مقتل العسكريين المصريين في 7 مايو الجاري على أيدي إرهابيين دمويين شرق قناة السويس.. لا يوجد اي عذر للإرهاب. فيجب القضاء عليه بالجهود المشتركة للمجتمع الدولي".
من جهته قال وفد الاتحاد الأوروبي بمصر في تغريدة: "أدان وفد الاتحاد الأوروبي في مصر محاولة الهجوم الإرهابي الذي وقع اليوم في شرق قناة السويس. وقال السفير كريستيان بيرجر "خالص تعازينا لأسر الجنود القتلي والأمنيات بالشفاء العاجل للمصابين".
كما أدانت وزارة الخارجية الأمريكية الهجوم الإرهابي الذي وقع في سيناء، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان صحفي أمس السبت عبر "تويتر" إن "الولايات المتحدة لا تزال الشريك القوي لمصر في مواجهة الإرهاب في المنطقة".
وأوضح برايس أن واشنطن تعرب عن عميق تعازيها لأسر الذين فقدوا أحباءهم في الهجوم الشنيع.
ونشرت سفارة إسرائيل في مصر مساء السبت بيانا مقتضبا أدانت فيه الهجوم الإرهابي الذي استهدف نقطة رفع مياه غرب سيناء، وقالت السفيرة أميرة أورون: "إسرائيل تعرب عن استنكارها لهذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف زعزعة الأمن وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية".، وأضافت "تعازينا لأسر الشهداء وتمنياتنا للمصابين بالشفاء العاجل".
أراء الخبراء:
قال الدكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، إن تقرير الأمم المتحدة السنوي عن الإرهاب ذكر أن مصر نجحت في القضاء على الإرهاب من خلال إتباع سياسة التنمية، وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى، ببرنامج «صالة التحرير»، المذاع على قناة صدى البلد، أن القوات المسلحة استطاعت القضاء على الإرهاب في سيناء خلال الفترة الماضية.
وتابع الدكتور سمير فرج أنه بعد القضاء على الإرهاب، تقوم تلك العناصر بتنفيذ عمليات من الحين لآخر حتى تقول إنها متواجدة على الأرض كما حدث من خلال الهجوم على محطة مياه غرب سيناء وأسفر عن استشهاد ضابط و10 جنود مع إصابة 5 أفراد.
وأوضح الدكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، أن هذه العملية الإرهابية رد على تقرير الأمم المتحدة بنجاح مصر في القضاء على الإرهاب ودائما ما يخترون توقيت الأعياد للقيام بتنفيذ العمليات الإرهابية، وجاءت أيضا تلك العملية ردا على التسريبات التي تمت في مسلسل الاختيار 3.
واعتبر الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق، أن الهجوم الإرهابي في سيناء، "حادث إرهابي دعائي"، وأن "التنظيم الإرهابي يعيش بمتاهة السقوط والفناء".
وفي حديثه لـRT، أوضح عمرو فاروق قائلا: "إن فلول تنظيم "داعش يعيش" في متاهة الفناء والسقوط، في ظل القضاء على تمركزاته في مثلث رفح والعريش والشيخ زويد شرقا، وتجفيف تحركاته بمنطقة "بئر العبد" الواقعة في أقصى الشمال الغربي، من خلال العملية الشاملة في سيناء 2018، والتي أجهضت البنية التنظيمية للمكون الداعشي".
وأضاف فاروق: "ثانيا..عملية "محطة المياه"، وكمين "الطاسة".. الهدف منها الضغط على الدولة المصرية سياسيا، في ما يخص تحركاتها وملفاتها الخارجية، خاصة أن العملية استهدفت تمركز حيوي استراتيجي، في الجانب الغربي من الوسط السيناوي، بعيدا عن عمليات التمشيط المخولة إلى "اتحاد قبائل سيناء" بالتنسيق مع القوات المسلحة المصرية في مناطق الاتجاه الشرقي".
وتابع: "ثالثا..عملية "محطة المياه" في ذاتها لا تمثل رد فعل على حركة التنشيط المتزايدة خلال الأشهر الماضية، والاتجاه لعملية التطهير النهائي للأوكار الداعشية، وبقايا العبوات الناسفة التي تمت زراعتها خلال السنوات الماضية على أيدي العناصر التكفيرية، في قرى ومدن الشرق والوسط السيناوي، بهدف إعلان سيناء خالية من الإرهاب، (اتساقا مع تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في إفطار الأسرة المصرية)".
وأكمل الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية: "رابعا.. الهجوم المسلح على "محطة المياه"، لم يكن الهدف منه الاشتباك مع القوات المسلحة، في ظل إصابة 5 مدنيين، بجانب عناصر من وحدة تأمين "المحطة".. ما يعني أن الهجوم يحمل مجموعة من الرسائل، ربما أهمها تعطيل أحد مسارات "خط الغاز العربي"، والتأثير سلبا على صورة الدولة المصرية، خاصة أن هذه المنطقة صحراوية وغير مأهولة بالسكان، وصناعة البروبجندا الإعلامية التي تمنح التنظيم الداعشي "القوة الوهمية"، لروافده وأتباعه، من خلال العلميات الخاطفة المدروسة، تحت مسمى "الجهاد منخفض التكاليف"، والإيحاء الشكلي بقدرته على البقاء والمواجهة".
وأردف عمرو فاروق: "خامسا.. تنفيذ العملية في المرحلة الراهنة يدفع بمحاولة استغلال التعبئة المتزايدة في الشارع المصري جراء الظروف الاقتصادية، التي تعتبر جزء أصيلا من الأزمة العالمية، لإرباك المشهد الداخلي".
واستطرد فاروق: "سادسا.. خروج الدولة المصرية عن دائرة التبعية السياسية للغرب الأمريكي، في الكثير من القضايا، سواء القضية الليبية، والأزمة الروسية الأوكرانية، وإعادة هيكلة خريطة القوى الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط، ما يمثل دافعا قويا للنيل من استقرارها في ظل التشابكات على الساحة السياسية الدولية في المرحلة الراهنة".
وقال: "سابعا.. ما زالت "السلفية الغزاوية"، تمثل المورد الأساسي والفاعل في دعم فلول التنظيم الداعشي في العمق السيناوي، فضلًا عن العناصر الأجنبية المدربة، والتي تم ضبط العديد منهم على مدار السنوات الماضية، عقب تسللهم لتنفيذ أجندة أهداف محددة (أخرهم أحد أقرباء يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس).
واستكمل موضحا: "ثامنا.. لا شك في أن "العملية الشاملة في سيناء 2018"، حققت نجاحات كبيرة في قطع طرق الإمداد المالي واللوجيستي للعناصر التكفيرية، والوصول بمؤشر العمليات المسلحة إلى الدرجة "صفر"، تقريبا".
وختم عمرو فاروق التصريح قائلا: "المعركة مع الجماعات الإرهابية في العمق المصري بتنوعاته، لم ولن تتنهي بعد، كونها الأداة الأكثر رواجا في تمرير وتنفيذ مخططات إشعال المنطقة وتهديد استقرارها الداخلي والخارجي، بجانب استمرار التحصين الفكري، عبر وسائل مخاطبة العقل الجمعي المجتمعي".
يؤكد ما سبق من أراء أن ما حدث في سيناء لن يكون الأخير فالجماعة الإرهابية وداعش سيناء يريدون الضغط على الدولة المصرية والشعب المصري للتوصل إلى اتفاق سياسي يعيد جماعة الإخوان الإرهابية للمشهد مرة أخرى، وربما يكون الحل الناجح لغلق الطريق أمام هذه الجماعة والحد من هذه العمليات عبر عدة إجراءات مهمة:
١_ تنفيذ احكام الاعدام على قيادات الجماعة التي صدرت ضدهم أحكام نهائية
٢_ زيادة الرقابة على الانفاق في المنطقة الحدودية بين مصر وعزة
٣_ الضغط على حركة حماس للتشديد على المعابر 
٤_ توسيع المساحة في القنوات الإعلامية المختلفة لمناقشة قضايا الإرهاب والمواجهة الفكرية 
٥_تضافر كل مؤسسات المجتمع للمواجهة على كل الأصعدة بما فيها البرامج ومواقع التواصل الاجتماعي

شارك