«الرئاسي» الليبي يبحث تجاوز الانسداد السياسي ودعم المصالحة/مصر.. إحباط هجوم إرهابي على إحدى محطات رفع المياه شرق القناة/«اتحاد الشغل» و«النهضة» يرفضان إجراء حوار سياسي «شكلي» في تونس

الأحد 08/مايو/2022 - 12:54 م
طباعة «الرئاسي» الليبي إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم  8 مايو 2022.

الاتحاد: صالح والكاظمي يشددان على تعزيز الأمن وملاحقة الإرهاب

بحث الرئيس العراقي برهم صالح، أمس السبت، مع رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي الأوضاع العامة في البلاد.

وذكر بيان للمكتب الإعلامي للرئيس العراقي، أن صالح والكاظمي، بحثا الأوضاع العامة في البلد؛ حيث تم التأكيد على أهمية ترسيخ الأمن والاستقرار، وملاحقة فلول الإرهاب وقطع الطريق أمام محاولاتها لاستهداف أمن المواطنين، إلى جانب ضرورة توفير كل الدعم للقوات الأمنية في القيام بمهامها الجسام في هذا الصدد.

وبشأن الأوضاع السياسية في البلد، جرى التأكيد على أهمية التكاتف ورص الصف الوطني وتمتين الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه البلد، ودعم الحوار في حسم المسائل العالقة والانطلاق نحو تلبية الاستحقاقات الوطنية التي تنتظر البلد، والتركيز على احتياجات المواطنين وتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية، وضرورة تأمين أمن واستقرار العراق وسيادته.

من جانب آخر، كشفت تركيا عن مقتل 73 عنصراً من حزب العمال الكردستاني، منذ انطلاق عملية «المخلب – القفل» شمالي العراق. جاء ذلك بحسب تصريحات إعلامية أدلى بها وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أمس السبت، خلال زيارته برفقة قادة عسكريين، مقر قيادة القوات البحرية في ولاية مرسين (جنوب)، نقلها الموقع الإخباري الرسمي «تي آر تي خبر».

وقال أكار في تصريحاته إن جيش بلاده حيد 73 إرهابياً لغاية الآن في عملية «المخلب- القفل» الجارية ضد معاقل تنظيم «بي كا كا»، في إشارة إلى الحزب الكردستاني شمالي العراق. وأضاف أكار أن القوات التركية دمرت 102 مغارة ومخبأ للإرهابيين، و524 عبوة ناسفة مصنوعة يدوياً.

وأكد أن القوات التركية تلاحق الإرهابيين في ظل ظروف جوية قاسية، وتواصل اقتحام مخابئهم، موضحاً أن 10 جنود من القوات التركية لقوا حتفهم لغاية الآن خلال العملية العسكرية.

إلى ذلك، أفاد مصدر أمني عراقي، أمس السبت، بأن الهدوء عاد إلى قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى (شمال) بعد انسحاب المسلحين.

وقال المصدر إن المسلحين الموالين لمنظمة «بي كا كا» في قضاء سنجار، انسحبوا في ساعة متأخرة من ليلة أمس من مركز ومناطق قضاء سنجار باتجاه جبل سنجار.

وأوضح أن قوات من الشرطة والجيش العراقي وسعت انتشارها في أحياء قضاء سنجار بعد انسحاب المسلحين، لافتاً إلى أن الهدوء عاد إلى القضاء.

والإثنين الماضي، اندلعت اشتباكات بين قوات من الجيش العراقي ومسلحين موالين ل «بي كا كا» في سنجار، بعد طلب الجيش إخلاء موقع للمجموعة المسلحة؛ حيث قتل جندي وعنصران من الموالين للتنظيم، لتشن بعدها قوات الجيش العراقي عملية عسكرية واسعة، تمكنت خلالها من فرض سيطرتها على القضاء.


«الرئاسي» الليبي يبحث تجاوز الانسداد السياسي ودعم المصالحة

بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، أمس السبت، مع حكماء وأعيان مصراتة، والفعاليات الاجتماعية بالمدينة، بعض النقاط المتعلقة بمشروع المصالحة الوطنية الذي أطلقه المجلس، وسبل تجاوز مرحلة الانسداد السياسي الراهنة، فيما توقف ظهر أمس السبت، التصدير والعمليات النفطية في ميناء الزويتينة مجدداً، بعد تصدير شحنتين بشكل استثنائي، «تجاوزت كميتهما مليون برميل لتوفير مساحة للتخزين وتجنب حدوث كارثة بيئية»، وفق ما أكده وزير النفط والغاز محمد عون، في حين يعقد مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقي اجتماعاً استثنائياً في 28 مايو/ أيار الجاري؛ حيث يناقش خلاله عدداً من الملفات بينها الملف الليبي.

واستعرض اللقاء جهود المجلس الرئاسي في المحافظة على استقرار البلاد، واستمرار العمل على توحيد مؤسسات الدولة، والوصول إلى حل ينهي الأزمة الليبية، وإنهاء كافة المراحل الانتقالية، من خلال مشروع المصالحة الوطنية الذي يمهد الطريق للسلام، وصولاً إلى إجراء الانتخابات.

وأكد المنفي، أن كل المناطق والمدن والقرى هي جزء من مشروع المصالحة الوطنية، الذي يسعى المجلس إلى إنجازه، ضمن استحقاقات المرحلة، لرأب الصدع، وتحقيق السلام والاستقرار والتعايش السلمي الدائم في البلاد.

بدورهم أكد حكماء وأعيان المدينة، استمرار دعمهم للمجلس الرئاسي لتحقيق الاستقرار، من خلال جهوده المتواصلة في التهدئة، والتواصل مع جميع الفرقاء في المشهد السياسي.

من جهة أخرى، توقف ظهر أمس السبت، التصدير والعمليات النفطية في ميناء الزويتينة مجدداً، بعد تصدير شحنتين بشكل استثنائي، «تجاوزت كميتهما مليون برميل لتوفير مساحة للتخزين وتجنب حدوث كارثة بيئية»، وفق ما أكده وزير النفط والغاز محمد عون.

وقال عون: إن عملية التصدير والعمليات النفطية في ميناء الزويتينة توقفت مجدداً بعد تصدير شحنتين بشكل استثنائي خوفاً من كارثة بيئية.

وكانت الناقلة «ام تي سيستر»، رست على أرصفة ميناء الزويتينة؛ حيث انتهت الفرق الفنية في الميناء من تحميل ما يقرب من 600 ألف برميل من النفط، لنقلها إلى إيطاليا.

وخلال الأسبوع الماضي، قام العاملون في ميناء الزويتينة بشحن وتصدير مليون برميل نفط خام على متن الناقلة «ميلوس 21»، وأشار عون إلى أن الشحنة أرسلت للصين ليكون إجمالي ما تم تصديره خلال الأسبوع الماضي 1.6 مليون برميل.

وفي وقت سابق، حذرت مؤسسة النفط الليبية، من حدوث كارثة بيئية، بسبب توقف عمليات التصدير من مرفأ الزويتينة الذي نفذه محتجون منتصف إبريل/ نيسان الماضي، الأمر الذي قد يحدث أضراراً على مستوى خطوط النقل وصهاريج التخزين تنتج عنه تسربات.

إلى ذلك، يعقد مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقي اجتماعاً استثنائياً في 28 مايو/ أيار الجاري يناقش خلاله عدداً من الملفات بينها الملف الليبي.

وبحسب وكالة الأنباء الليبية الرسمية (وال) يناقش المجلس الذي تتولى الكاميرون رئاسته هذا الشهر عدداً من القضايا الرئيسية من بينها تحديات الحكم والأمن في القارة، والتغيير غير الدستوري للحكومات، والأزمات الإنسانية والإرهاب.

وقال الممثل الدائم للكاميرون لدى الاتحاد الإفريقي: إن سلسلة الاجتماعات ستكون فرصة لمراجعة ومقارنة مختلف الجهود والتحديات التي تواجهها البلدان الإفريقية منها الوضع في ليبيا، وإفريقيا الوسطى ونيجيريا، إضافة إلى التحديات الأمنية في القرن الإفريقي وحوض بحيرة تشاد.

مصر.. إحباط هجوم إرهابي على إحدى محطات رفع المياه شرق القناة

نجحت قوات إنفاذ القانون في شرق القناة بمصر، السبت، في إحباط هجوم إرهابي نفذته بعض العناصر التكفيرية على نقطة رفع مياه شرق القناة.

قال المتحدث العسكري العقيد أركان حرب غريب عبدالحافظ، إن «مجموعة من العناصر التكفيرية قامت بالهجوم على نقطة رفع مياه شرق القناة، وتم الاشتباك والتصدي لها من العناصر المكلفة بالعمل فى النقطة، ما أسفر عن استشهاد ضابط و 10 جنود، وإصابة 5 أفراد وجار مطاردة العناصر الإرهابية ومحاصرتهم فى إحدى المناطق المنعزلة فى سيناء».

وأضاف أن «القوات المسلحة تؤكد استمرار جهودها فى القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره».


البيان: الجامعة العربية تدين الهجوم الإرهابي في غرب سيناء

أدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بشدة الهجوم الإرهابي على محطة مياه شرق السويس في سيناء المصرية.

وأكد الأمين العام - في بيان - مجدداً دعم الجامعة العربية وتضامنها مع مصر في مواجهتها للأعمال الإرهابية وجهودها لحفظ استقرارها وصون أمنها، معرباً عن مساندة الجامعة القوية للجهود المتواصلة التي تبذلها السلطات المصرية من أجل مكافحة الارهاب واستئصال جذوره.

وطالب الأمين العام بضرورة تكاتف المساعي الدولية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة على مختلف الأصعدة.

مجلس حكماء المسلمين يدين الهجوم الإرهابي في مصر

أدان مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، الهجوم الإرهابي الغادر الذي وقع غرب سيناء بجمهورية مصر العربية، وأسفر عن استشهاد ضابط و10 جنود، وإصابة 5 آخرين.

وأعرب المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، عن تضامن المجلس مع جهود جمهورية مصر العربية في مواجهة الإرهاب والأفكار الهدامة التي تستخدمها الجماعات المتطرفة البعيدة كل البعد عن تعاليم الدين، وذلك حتى القضاء عليه واجتثاثه من جذوره.

وقال إن مجلس حكماء المسلمين إذ يدين هذا العدوان الغادر فإنه يتقدم بخالص التعازي لجمهورية مصر العربية قيادة وحكومة وشعبا، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد شهداء مصر البواسل برحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.

الشرق الأوسط: «اتحاد الشغل» و«النهضة» يرفضان إجراء حوار سياسي «شكلي» في تونس

رغم أن الرئيس التونسي قيس سعيد لم يعلن بعد عن موعد بدء الحوار السياسي الذي يروم إنهاء الأزمة السياسية المستفحلة في البلاد، فإن عدداً من الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية والحقوقية جددت تعبيرها عن مخاوفها وتحفظاتها، بعد أن أكد سعيد أن الحوار سيكون مع المنظمات الأربع التي رعت حوار سنة 2013، وهي: «اتحاد الشغل»، و«اتحاد رجال الأعمال»، و«نقابة المحامين»، و«الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان».
وفي هذا السياق، أعلنت حركة «النهضة» والحزب «الجمهوري» رفضهما إجراء «حوار شكلي حول قضايا مصيرية»، كما تلاقت مواقف «النهضة» التي تقود المعارضة، مع موقف «اتحاد الشغل» الذي يخشى ما اعتبره «التورط في حوار سياسي صوري يؤدي إلى تمرير المشروع السياسي لقيس سعيد». وسجل المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال)، خلال اجتماعه الأخير، تحفظه من الحوار الذي يجري الإعداد له، بانتقاد التأخير في توجيه الدعوة له؛ في إشارة إلى مقترحه للحوار الذي قدمه للرئيس سعيد منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، وأعلن رفضه «تلقي الدروس والتحذيرات، ولعب دور الوصاية عليه»؛ مطالباً بتوضيحات ضرورية قبل بدء الحوار الوطني الذي قال إنه يجب أن يكون «حقيقياً ومباشراً وواسعاً»، ودعا إلى الاتفاق حول أهداف الحوار وإطاره، والأطراف المشاركة فيه، وتبيان محاوره وأشكال إنجازه ومراحل أشغاله. كما أعلن رفضه «إجراء حوار شكلي مشروط غير ذي جدوى، يهمش القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة».
وكان سامي الطاهري، المتحدث باسم «اتحاد الشغل»، قد أكد أن الاتحاد لن يشارك في «جريمة قتل الأحزاب السياسية؛ لأن القضاء على الأحزاب سوف يقود إلى القضاء على المنظمات الاجتماعية»، وذلك في إشارة إلى تغييب عدد من الأحزاب المعارضة عن الحوار الوطني، وعلى رأسها حركة «النهضة».
وكان الرئيس سعيّد قد أكد أن المنظمات الوطنية الأربع («اتحاد الشغل»، و«اتحاد الأعمال»، و«عمادة المحامين»، و«الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان»)، ستكون ممثلة في هذا الحوار الذي سيستثنى منه «من خرَّبوا وجوَّعوا ونكَّلوا بالشعب»، في تلميح إلى حركة «النهضة» التي كانت تتزعم الائتلاف الحاكم السابق. كما أوضح أن الحوار سيكون مفتوحاً مع من انخرطوا في حركة التصحيح في 25 يوليو (تموز) 2021 لمدة محدودة، باعتبار أن الأولويات السياسية والاجتماعية معروفة، على حد تعبيره.
بهذا الخصوص، قال جمال العرفاوي، المحلل السياسي لـ«الشرق الأوسط»، إن الظرف السياسي الراهن والوضع الاجتماعي والاقتصادي في تونس «غير مهيأ حالياً لحوار سيحدد مستقبل البلاد لعقود مقبلة»؛ مشيراً إلى التردد الذي يطبع مواقف عدد من الشخصيات السياسية والنقابية والحقوقية، نتيجة ما سيفرزه هذا الحوار من نتائج على مستوى النظام السياسي والقانون الانتخابي، وربما يصل الأمر إلى حد إعلان دستور تونسي جديد، وكل هذه الملفات تتطلب مشاركة واسعة لضمان نجاحها على أرض الواقع، حسب تعبيره.
في غضون ذلك، نبّه الحزب «الجمهوري» إلى خطورة الدعوات التحريضية، والتحركات المشبوهة لما تسمى بتنسيقيات 25 يوليو، والحملات التفسيرية المساندة لقيس سعيّد، مطالباً بحلّ ما وصفه بـ«الأجسام الغريبة التي تعمل خارج إطار القانون» على حد قوله.
ومن جهتها، عبّرت حركة «النهضة» عن رفضها «مقاربات الحوار الصوري والانتقائي والإقصائي» المزمع تنظيمه في تونس، واعتبرته «إمعاناً في تعميق الأزمة السياسية، في سياق وضع اقتصادي ومالي يشارف على الانهيار، واحتقان اجتماعي متزايد وخطير، وانحراف كبير عن الأولويات المعيشية للتونسيين»؛ محمّلة الرئيس «مسؤولية فشل الحكومة في إعداد خطّة إصلاح هيكلية ناجزة». واعتبرت حكومة نجلاء بودن «فاقدة للشرعية؛ خصوصاً في ظلّ العجز عن توفير الشروط الضرورية لإنجاح المفاوضات مع الأطراف الاجتماعية المتداخلة، وصندوق النقد الدولي».
يُذكر أن الرئيس سعيد اتهم «جبهة الخلاص الوطني» بالوقوف وراء حرائق شهدتها البلاد خلال أيام العيد؛ معتبراً أنها «ليست من قبيل الصدف؛ بل مرتبطة بتحركات ما تعرف بـ(جبهة الخلاص الوطني)». وشدد على أن هؤلاء «يتبعون سياسة الأرض المحروقة، ويريدون حرق البلاد»، وأضاف متسائلاً: «هل هذا هو الخلاص الوطني؟ تونس هي التي ترغب في التخلص منهم»، على حد قوله.

«النواب» الليبي يعتزم الانتقال إلى سرت عقب تمرير ميزانية «الاستقرار»

بينما يعتزم مجلس النواب الليبي الانتقال إلى مدينة سرت، عقب تمرير الميزانية المقترحة من حكومة «الاستقرار» الجديدة برئاسة فتحي باشاغا، قالت مصادر ليبية متطابقة إنه بات من المرجح قيام خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة بزيارة وشيكة إلى القاهرة. ولم يعلن المشري، وهو أحد قيادات تنظيم الإخوان في ليبيا، عن تلقيه دعوة للقيام بأول زيارة له إلى مصر، لكن وسائل إعلام محلية ليبية كشفت النقاب عن تلقي المشري دعوة لإجراء الزيارة، التي تسبق الجولة الثانية من اجتماعات اللجنة المشتركة لمجلسي النواب والدولة بالقاهرة في 15 من الشهر الجاري.

وكانت المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز قد نقلت عن فوزي النويري، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، الذي التقته نهاية الأسبوع الماضي، التزام المجلس بالمشاركة في هذه الاجتماعات، بهدف الاتفاق على الترتيبات الدستورية اللازمة لإجراء انتخابات وطنية في ليبيا بأقرب وقت ممكن.

ومن المقرر أن يعقد المجلس غداً برئاسة النويري جلسة رسمية بمقره في مدينة طبرق (أقصى الشرق) لمناقشة الميزانية المقترحة لحكومة باشاغا. وبات من المقرر انتقال مجلس النواب إلى مدينة سرت، حيث نقلت وكالة «الأنباء الليبية» عن عدنان الشعاب، رئيس لجنة متابعة الأجهزة الرقابية بالدولة في المجلس، إن البرلمان سيتحول بعد اختتام اجتماعاته المعلن عنها بمدينة طبرق إلى مدينة سرت. وقال إن اجتماعات سرت ستتركز مداولاتها على مقترح ميزانية باشاغا، مشيراً إلى أن هذه المداولات «قد تستغرق وقتاً بالنظر إلى أن الحكومة لم تتسلم مهامها بالعاصمة طرابلس حتى الآن».

بدوره، أكد أمس محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، الذي التقى أمس في مصراتة رئيس مجلسها البلدي وأعيان وحكماء المدينة، أن كل المناطق والمدن والقرى هي جزء من مشروع المصالحة الوطنية، الذي يسعى المجلس لتحقيقه، ضمن استحقاقات المرحلة لرأب الصدع، وتحقيق السلام والاستقرار والتعايش السلمي الدائم في البلاد. ونقل بيان وزعه مكتب المنفي عن حكماء وأعيان المدينة تأكيدهم على استمرار دعمهم للمجلس الرئاسي لتحقيق الاستقرار، من خلال جهوده المتواصلة في التهدئة، والتواصل مع جميع الفرقاء في المشهد السياسي.

في غضون ذلك، أعلن محمد عون، وزير النفط بحكومة الدبيبة، توقف التصدير مجدداً من ميناء الزويتينة بعد استئنافه مؤقتاً، وأبلغ وسائل إعلام محلية أنه تم تصدير شحنتين عبر الميناء تجاوزت كميتهما مليون برميل لتوفير مساحة للتخزين وتجنب حدوث كارثة بيئية.

في سياق مختلف، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن القوات التركية العاملة في ليبيا أنقذت 17 مهاجراً غير نظامي يحملون الجنسية البنغالية الخميس الماضي، كانوا يبحرون منذ 10 أيام على متن قارب قبالة سواحل مدينة مصراتة بغرب البلاد.

وقالت الوزارة في بيان بثته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء إن العناصر التي كانت على متن فرقاطة «تي سي جي غوكتشه أدا»، العاملة ضمن مجموعة المهام البحرية التركية، أنقذت المهاجرين، مشيرة إلى إجراء الطبيب المناوب في الفرقاطة الفحوصات اللازمة للمهاجرين على الفور، حيث كان 12 منهم بصحة جيدة، و4 في حالة فقدان للوعي، في حين توفي مهاجر واحد بعد فشل كافة جهود إنقاذه.

وكانت رئاسة أركان القوات البحرية بغرب ليبيا قد أعلنت أن زورقاً تابعاً لنقطة مصفاة الزاوية تمكن بعد تلقي نداء استغاثة من إنقاذ 20 مهاجراً غير شرعي شمال غربي زوارة، كانوا في طريقهم نحو الشواطئ الأوروبية على متن قارب. وأكدت في بيان أن جهاز مكافحة الهجرة سيقوم برعاية هؤلاء المهاجرين، وإتمام إجراءات ترحيلهم إلى بلدانهم سالمين.

من جهة أخرى، قال ريتشارد نورلاند مبعوث أميركا الخاص وسفيرها لدى ليبيا، إنه اجتمع في تونس مع محمد التريكي، الذي سيكون أول قنصل عام لليبيا في هيوستن، لافتاً إلى أنه هنأه على ما وصفه بالمهمة الهامة لدعم العلاقات الاقتصادية الأميركية - الليبية.

ما هي فرص تخلص ليبيا من مخاطر تنظيم «داعش» المتشدد؟

لا يزال سكان الجنوب الليبي يعاينون آثار فلول تنظيم «داعش» على أطراف مدنهم وفي محيط مزارعهم، فهناك تسمح الصحراء المترامية لعناصره بالتمركز بعيداً عن عيون الدوريات العسكرية، بقصد الانقضاض على أهداف حيوية كلما أتيحت الفرصة.
ومنذ تطهير مدينة سرت بوسط ليبيا من عناصر التنظيم الإرهابي قبل ستة أعوام على يد قوات عملية «البنيان المرصوص»، وهم يرابطون على أطراف الحدود الجنوبية، ويخططون لعمليات تفجيرية خاطفة في أوساط المدنيين، أو يستهدفون بوابات عسكرية.
ويقول سكان بالجنوب إنهم «يشاهدون من وقت لآخر مركبات للتنظيم ترفع رايات سوداء، لكنها تمر سريعاً باتجاه الصحراء دون توقف»، مشيرين إلى أن «الدوريات العسكرية لـ(الجيش الوطني) تدفع هذه العناصر للهروب إلى كهوف سرية بعيداً عن المناطق السكنية».
وقال أحد شيوخ قبيلة ليبية بالجنوب، رفض ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، إن عناصر «داعش»، الذين يتخذون من الجبال والوديان أوكاراً لهم، «يعملون كقطاع طرق لنهب أموال المواطنين وماشيتهم».
وفي محاولة لإثبات قدرته على القيام بعمليات إرهابية، استهدف التنظيم بواسطة سيارة مفخخة عن بُعد معسكر سرية الدوريات الصحراوية، التابع للواء طارق بن زياد المعزز بالجيش في منطقة أم الأرانب (جنوب ليبيا) في الثامن عشر من الشهر الماضي.
وتحذر منظمات دولية وأممية من مخاطر تنظيم «داعش» وقدرته على العودة إلى ليبيا، التي كان يعدها معقلاً لقيادته في أفريقيا، وهو ما عبرت عنه المستشارة الأممية سيتفاني ويليامز، سابقاً، بالقول إن «خطر التنظيم أصبح شديداً على البلاد حال العودة للانقسام والحرب، خصوصاً بعد العملية الإرهابية الأخيرة ضد الجيش»، كما عبرت عن قلقها الشديد من شبح رفع الرايات السوداء في الجنوب، بعد عملية قتل فيها عدد من جنود الجيش الوطني الليبي مطلع العام الحالي.
ويرى سياسيون أن «فرص شروع التنظيم في عمليات إرهابية لا تزال قائمة كلما تفاقمت خلافات السياسيين حول السلطة»، مشيرين إلى أن عناصره «تنشط أكثر في المناخ المضطرب والأوضاع الأمنية المتردية».
وسيطر «داعش» على مدينة سرت منذ يونيو (حزيران) 2015، لتصبح معقله الرئيسي في شمال أفريقيا، كما سعى إلى التوسع في ليبيا، عندما تقدم في البداية نحو الموانئ النفطية وحاول التمدد بعدها إلى باقي المدن الغربية، لكن هذا التقدم سرعان ما بدأ في التراجع مع إطلاق حكومة «الوفاق الوطني» في مايو (أيار) 2016 عملية «البنيان المرصوص»، التي نجحت في القضاء على بعض عناصره، وفرار البعض الآخر إلى الصحراء.
وفي نهاية الشهر الماضي، قال «الجيش الوطني»، إن قواته خاضت اشتباكات مع عناصر تابعة للتنظيم بمنطقة غدوة، جنوب مدينة سبها، أسفرت عن «إلحاق خسائر بصفوف الإرهابيين». وأوضح اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، أن فلول التنظيم تركوا وراءهم متفجرات داخل إحدى العربات، التي كانت تقلهم بمنطقة غدوة، وعدداً من الهواتف النقالة، مشيراً إلى أنهم رصدوا مسؤول التفخيخ والقيادي المتشدد التونسي هشام بن هاشمي، ضمن هذه المجموعة، وأنه يجري البحث عنه في الجيوب الصحراوية.
ومنذ بداية العام الحالي، تزايدت المخاوف الدولية، التي عبر عنها مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون، من تصاعد نشاط «داعش» واستمراره في ليبيا وسوريا والعراق، ورأى أن عناصر التنظيم تتوغل بوتيرة أسرع في مناطق عدة بأفريقيا، من بينها ليبيا.
ودعا مندوب الصين، الدول الأعضاء، إلى ضرورة التحرك لمواجهة التهديدات الإرهابية والاهتمام بأفريقيا.
في وقت يواصل فيه «الجيش الوطني» تمشيط الصحراء الجنوبية بحثاً عن أوكار للإرهابيين، من بينها مداهمة وكر لتنظيم «داعش» قرب المثلث الحدودي الملتهب مع دولتي تشاد والنيجر، عثر بداخله على سجن سري وقبر أحد القتلى التابع له، وفقاً لوحدة الإعلام الحربي للجيش.
وفي الذكرى السادسة لإنشاء عملية «البنيان المرصوص»، التي واجهت «داعش»، ذكر المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي بغرب ليبيا العميد طيار محمد قنونو، «التضحيات الكبيرة» للقوات التي واجهت عناصر التنظيم في سرت، وقال إن «بواسلنا في هذه الملحمة أثبتوا أنه لا مجال للمزايدة علينا في القضاء على الإرهاب وسحقه واجتثاثه من جذوره».
وتابع قنونو موضحاً أن «الواقع والتاريخ يقولان إن أبطال الجيش الليبي هم من قضوا على أول ولاية لتنظيم الدولة الإرهابي خارج منبته في ملحمة (البنيان المرصوص) التي يُستلهم منها الخبرة والعبر». وتذكر في هذا السياق المعركة التي انتهت بمقتل الرئيس الراحل معمر القذافي، قائلاً: «سرت‬ فيها قضى أبطالنا على رأس النظام البائد، وفيها قضى على تنظيم (داعش) الإرهاب، وفيها ملتقى الشرق والغرب والجنوب... وعندها ستُحافظ على مدنية الدولة وتُنهي وجود المرتزقة الدوليين».

شارك