مفتي الجمهورية : المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب في الداخل والخارج لها قيمتها الكبرى

الثلاثاء 07/يونيو/2022 - 11:41 ص
طباعة مفتي الجمهورية : أميرة الشريف
 

توجَّه الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم بالتحية إلى الوزراء والمفتين والعلماء وأصحاب الفكر والرأي والإعلام، ضيوف مصر من مختلف دول العالم.
جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الدولي الذي يعقده مركز سلام لدراسات التطرف التابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ودار الإفتاء، اليوم الثلاثاء.
و قال مفتي الجمهورية، إننا ماضون بعزم لا يلين وبهمة لا تعرف الكلل على درب جهاد الكلمة والفكر ومحاصرة التطرف والتشدد من ينابيعه الفكرية وجذوره المعرفية، فرسالة مركز سلام تعد تجسيدًا للمبدأين الأساسيين الراسخين الذين سارت عليهما دار الإفتاء المصرية عبر تاريخها العريق؛ ألا وهما المؤسسية والتخصصية.
وأوضح المفتي، أن مركز سلام يعمل على تقديم مخرجات علميَّة مؤسسية متخصصة ورصينة ومتنوعة تسهم في دعم سياسات الدولة المصرية والعالم أجمع المتعلقة بمواجهة التطرف والإرهاب والمساهمة في تحقيق رؤية  الرئيس عبد الفتاح السيسي في المواجهة الشاملة للتطرف والإرهاب، والعمل على تجديد الخطاب الديني، تلك الرؤية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وتسهم بشكل فاعل في تحقيق الطفرة الحضارية الهائلة التي تشهدها مصر الحديثة.
وشدَّد مفتي الجمهورية على أن المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب في الداخل والخارج لها قيمتها الكبرى وأهميتها العظمى في إيضاح الصورة الحقيقية وتفنيد الشائعات والأخبار الكاذبة التي عملت عليها الجماعات الإرهابية ليل نهار. وقد كانت نتائج زيارتنا الأخيرة إلى إنجلترا وما أحدثته من تأثيرات إيجابية كبيرة في كافة الأوساط الإعلامية والعلمية والسياسية مبشرة للغاية، وقد قدمنا بشكل علمي احترافي يتَّسم بالمصداقية والشفافية ما يوضح وجهة نظر الدولة المصرية في إصرارها على مواصلة مواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة، وما تنتهجه هذه الجماعات من ممارسات خطيرة بشأن الدول والشعوب، وإننا نستهدف في المرحلة القادمة استئناف هذه الجهود من أجل إيضاح الصورة الصحيحة لكافة شعوب العالم.
وأشار المفتي النظر إلى أن الأحداث المتلاحقة التي يمر بها العالم كله من ظروف ومتغيرات عصيبة، جاءت نتيجة التغيرات المتوالية التي لا تخفى على أحد؛ حيث لم تتوقف موجات التطرف ولا هجمات الإرهاب العاتية، لذلك كله كان واجبًا على أهل العلم والرأي والفكر؛ وأيضًا على مؤسسات صناعة الرأي وتشكيل الوعي، وبخاصة المؤسسات الأممية والدينية ومراكز الأبحاث، أن يكونوا جميعًا في أعلى درجات اليقظة والحيطة والاستعداد لمواجهة تلك التيارات الفكرية الإرهابية بكافة الوسائل العلمية والفكرية. ومن هذا المنطلق كانت فكرة تأسيس مركز سلام لدراسات التطرُّف، وكانت فكرة هذا المؤتمر العالمي المهم.
وأضاف  أن مركز سلام لدراسات التطرف والإرهاب، هو مركز عالمي علمي وطني متخصص في دراسات التطرف ومواجهة الإرهاب، وهو منبثق عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وهي المظلة الوحيدة والجامعة لكل دُور وهيئات الفتوى في العالم، وقد جاء تأسيس مركز سلام لدراسات التطرف كثمرة لجهود متوالية وخبرات طويلة وعمل دءوب لدار الإفتاء المصرية وللأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في مجال مكافحة التطرف والإرهاب على المستوى المحلي والعالمي، وذلك باستخدام كافة الطرق العلمية الحديثة، والاستفادة من كافة وسائل التقنيات المعاصرة، وفي مقدمتها الشبكة العنكبوتية ووسائل السوشيال ميديا المختلفة، بمشاركة مجموعة من أمهر المتخصصين في المجال الفكري والشرعي والتقني والإعلامي، وبخاصة المتعلق بمكافحة التطرف الإرهاب.
ونوه بأن مركز سلام لدراسات التطرف أُسِّس بأقسامه المتعددة وأدواته المتنوعة ورسالته السامية كامتداد لرسالة الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية التي واجهت الإرهاب في كل مكان وعلى كل صعيد، وقدم أبناؤها - خيرُ أجناد الأرض- من الجيش والشرطة دماءَهم الزاكية وأرواحهم الطاهرة فداءً لهذا الوطن، وثمنًا لأمن الشعب المصري الأصيل، ولضمان مستقبل باهر للأجيال القادمة؛ مستقبل غير ملوث بأدران التطرف والإرهاب تنعم فيه الأجيال القادمة بالاستقرار والأمن والأمان.
واعرب المفتي عن تطلعاته في أن يكون المؤتمر نقطة اجتماع ننطلق من خلالها لتنفيذ العديد من برامج العمل ومبادرات المواجهة، وبرامج التأهيل والتدريب، وإعداد الكوادر المدرَّبة التي تعمل على مواصلة السير من أجل اجتثاث هذه الأفكار من منابتها واقتلاعها من جذورها، حتى لا تتحور وتعيد استنساخ نفسها في صور وأنماط أخرى خادعة.
ويعد المؤتمر أكبر تجمع للمتخصصين في مجال مكافحة التطرف، ويضم قيادات تنفيذية ومفتين، ووزراء، ورجال فكر وإعلام، وباحثين وأكاديميين متخصصين، في ظاهرة الإرهاب.
وسينظم المؤتمر عدة ورش عمل، وجلسات حوارية لسبر أغوار التطرف وسبل مكافحته، عبر عرض تجارب عربية، وتبادل خبرات المراكز البحثية المعنية، للوصول إلى مخرجات تسهم في التصدي للتطرف والتشدد في العالم العربي والإسلامي.

شارك