التطرف الديني..المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة

الخميس 09/يونيو/2022 - 03:25 م
طباعة التطرف الديني..المنطلقات حسام الحداد
 
حول "التطرف الديني..المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة" قدم الدكتور حسين القاضي ورقة بحثية بعنوان "الثابت والمتغير في المنطلقات الفكرية للتطرف بين الماضي والحاضر" ضمن فعاليات مؤتمر سلام لدراسات التطرف الدينى الذى نظمه مركز سلام لدراسات التطرف التابع لدار الافتاء المصرية فى الفترة من 7-9 يونيو الجارى تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وبحضور عالمى يضم مفتى الدول الإسلامية وعلماء المسلمين من جميع أنحاء العالم.
ويقول القاضي: المنطلقات الفكرية لجماعات التطرف لها ثلاثة مستويات، وبحسب كل مستوى يتم تمييز الثابت والمتغير.
المستوى الأول مستوى (السطح)، والثاني مستوى (القناعات)، والثالث مستوى (المنطلقات)، وهذا الذي أقوله مستمد من واقع هذه الحركات وأدبياتها وعقلها الحركي والفكري، ومن واقع شهادات من كانت لهم تجارب ومراجعات مع هذه التيارات المتطرفة.
مستوى السطح ويشمل الممارسات اليومية لجماعات التطرف الديني، والمتمثلة في القرارات والاجتماعات والبيانات واللقاءات والأحداث، وهذه يغلب عليها التغيير وعدم الثبات، وبسهولة ندرك ذلك مع خلال المقارنة بين إصدارات جماعة الإخوان قديما وبين إصداراتها اليوم.
ويمكن مواجهة طبقة السطح من خلال الإعلام المهني، وبرامج التوك شو اليومية.
وطبقة السطح ما هي إلا ثمرة سبقتها الطبقة الثانية وهي طبقة (القناعات)، فمواجهة الممارسات اليومية  للتيارات دونما مواجهة للقناعات التي أدت إلى التصرفات يكون غير مجد، لأن القناعات هي التي صنعت الممارسات الظاهرة.
ثم تبين لنا أن القناعات نفسها ليست هي المشكلة، وأن المشكلة في طبقة أشد عمقا وتأثيرا هي  طبقة (المنطلقات) التي أسست لهذه القناعات.
وطبقة السطح تتغير كثيرا، وطبقة القناعات تدور بين الثابت والمتغير، وتظل الطبقة الثابتة هي طبقة المنطلقات الفكرية.
وأضاف الباحث: لقد أخذنا وقتا طويلا في مجابهة وتحليل وتقييم وتفنيد ما تقوم به الحركات المتطرفة من ممارسات وقناعات، دونما التفات إلى أن المنطلقات الفكرية التي هي خلقت الممارسات والقناعات.  
 ودراسة المنطلقات الفكرية لا سيما في الجانب الديني والفقهي والشرعي تعاني قصورا شديدا، ربما باستثناءات قليلة، على رأسها كتاب (الحق المبين) للدكتور أسامة السيد الأزهري).
وقد اختارت دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور الإفتاء أن يكون عنوان المؤتمر عن الطبقة الثالثة، أعني طبقة المنطلقات الفكرية، وفي هذا توفيق كبير.
وفي طبقة المنطلقات الفكرية قضايا يتسم معظمها بالثبوت مما يلزم خدمة عميقة، وتفكيكا مستمرا،  وهذا هو أصل عمل المؤسسات الدينية والمراكز البحثية والعلماء والمثقفين والباحثين.
ومن أمثلة المنطلقات الفكرية الثابتة التي تشبثت بها التيارات الإسلامية منذ نهاية العشرينيات من القرن الماضي:
واختتم بقوله: الخلل في شروط العمل للإسلام، نشوء التنظيمات التي تحرس الأيدولوجيات ولا تحرس الدين، اعتقاد أن الإسلام ينتشر بالسياسة لا بالحضارة، العمل للجماعة لا للأمة بسبب حلول الجماعة محل الأمة في عقل هذه التيارات، حلول الهرمية التنظيمية محل الهرمية الشرعية، رد الحق الذي لا يصدر عن الجماعة، علاقة الدين بالسياسة، تصرفات الرسول بالإمامة، الخلط بين فقه الأمة وفقه الفرد، جعل الخصم السياسي هو محط الاهتمام وليس النفس البشرية، خضوع العمل السياسي لمعيار الحلال والحرام أو مصلحة الجماعة، صناعة مرجعية بديلة، الفقه التبريري،
اعتماد الطرق غير الشرعية لتكثير الأتباع، الخلط بين الهزيمة والابتلاء، تصور أن التمكين يكون للأفراد لا للدين، الخلل في فهم القضايا الثمانية الكبرى : جاهلية المجتمع ، الحاكمية، التكفير، انقطاع الدين، حتمية الصدام، احتكار الوعد الإلهي، الجهاد، الوطن.
وبعد كل ذلك أمامنا أربعون منطلقا فكريا ثابتا: عشرة منطلقات شكلية، وعشرة منطلقات معرفية، وعشرة منطلقات سلوكية، وعشرة منطلقات تمثل السمات الشخصية لهذه الجماعات.
هذه أمثله نأمل أن تكون منطلقا للمراكز البحثية، وهو ما بدأه بالفعل مركز سلام، فجعل عنوان مؤتمره الأول: (التطرف الديني..المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة)

شارك