الإمارات: محاسبة «داعش» ضرورة للقضاء على الإرهاب/المؤتمر العالمي لـ «سلام» يطالب باستراتيجية لمكافحة الإرهاب/إقليم كردستان يتهم «كتائب حزب الله» بالضلوع في حادثة أربيل

الجمعة 10/يونيو/2022 - 09:12 ص
طباعة الإمارات: محاسبة إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم  10 يونيو 2022.

الاتحاد: الإمارات: محاسبة «داعش» ضرورة للقضاء على الإرهاب

أكدت دولة الإمارات أن تحقيق العدالة لضحايا جرائم تنظيم «داعش» الإرهابي يعتبر محورياً في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، فضلاً عن أنه يوجّه رسالة واضحة للإرهابيين حول العالم أن المجتمع الدولي عازم على مُحاسبتِهِم على جرائمهم البشعة.
ومن هذا المنطلق، أشادت الإمارات، في بيان أمام مجلس الأمن الدولي حول فريق التحقيق في جرائم داعش بالعراق «يونيتاد»، بالجهود المهمة للفريق في تعزيز مساءلة «داعش» على جرائمهم، لاسيما عبر إتمام التقرير الأوليّ لتقييم القضية المتعلقة بتطوير واستخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية من قبل «داعش»، وكذلك بالنسبة للتحقيقات المتعلقة بعمليات تمويل جرائمهم الإرهابية. وشددت الإمارات في البيان، الذي أدلى به السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، على ضرورة استمرار فريق «يونيتاد» في التحقيق في جرائم «داعش» ضد المجتمعات المحلية ومنهم الإيزِيدِيين، وإكمال عمليات البحث عن المقابر الجماعية في سِنجار وتلَّعفر وغيرها والتعرف على هويات الضحايا، مع إيلاء أهمية لاستكمال موجزات القضايا المتبقية بصورة عاجلة ودون تأخير، لتحقيق العدالة لذوي الضحايا وإتاحة المجال لدفن أحبائهم بكرامة. وقال بوشهاب: «وفقاً للقرار 2379، لابد من توفير جميع الأدلة للسلطات العراقية ذات الصلة، باعتبارها المتلقّي الرئيس لهذه الأدلة، ليتم استخدامها في المحاكم لمحاسبة أفراد تنظيم داعش على جرائمهم ولتحقيق العدالة».  وأشاد بجهود فريق «يونيتاد» في تقديم الخبرات والدعم التقني للعراق، بما يشمل تزويد الحكومة بنظام إدارة المعلومات المختبرية المُتقدم (LIMS) والذي يتيح مطابقة الحمض النووي للتعرف على هويات الضحايا، مؤكداً على الدور المهم للفريق في رقمنة وأرشفة الأدلة المتوفرة لدى المحاكم العراقية للحفاظ عليها من التلف. وبحسب بوشهاب، تثني الإمارات أيضاً على استخدام الفريق لوسائل التكنولوجيا المتقدمة وتطبيقات مثل «Zeteo»، الذي أدخل تحسينات كبيرة على قُدرَة الفريق في التعرف على هويات مرتكبي الجرائم الإرهابية، وحثت على مواصلة تطوير هذه الأساليب التي يُمكن الاحتذاء بها في التحقيقات المتعلقة بجرائم مماثلة في مناطق أخرى، كما أنها تؤكد على الدور المهم الذي تلعبه التكنولوجيا في مجال صون السلم والأمن الدوليين. وذكر أن الإمارات تولي أهمية خاصة للعمل الذي تقوم به الوحدة التي خصصها الفريق للتحقيق في الجرائم المرتكبة ضد النساء والأطفال، ومنها جرائم العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، بما يشمل التعاون مع هيئات خاصة لتقديم دعم نفسي للضحايا، إذ حرصت الدولة على دعم هذه الوحدة عبر تقديم نصف مليون دولار، انطلاقاً من إيمانها بأهمية اتباع نهج يراعي احتياجات المرأة أثناء عمليات التحقيق في جرائم «داعش».
وقال بوشهاب: «إن تقديم الدعم للضحايا يشمل أيضاً إعادة ترميم وبناء الإرث الثقافي العريق الذي سعى تنظيم داعش إلى تدميره لِمحو هوية وتاريخ مجتمعات عراقية بالكامل، حيث طالت جرائمهم مواقع تاريخية ومقدسة مثل كنيستي الطاهرة والساعة، وجامع النوري في الموصل». 
وتسهم حالياً دولة الإمارات في إعادة بناء هذه المعالم الثلاثة، بالتعاون مع «اليونسكو»، في إطار الجهود الدولية ضمن مبادرة «إحياء روح الموصل». وأشادت الإمارات بتمسك الشعب العراقي بتاريخه وإرثه المتنوع وبمقاومته لمحاولات طمس الهوية التي تعرض لها.
وشددت على ضرورة مواصلة العمل مع الشركاء الدوليين لضمان هزيمة التنظيم الإرهابي، ومنع انتشار أفكاره العنيفة أينما وجدت، وجلب المنتمين لهذا التنظيم الإرهابي إلى العدالة، لمحاسبتهم على جرائمهم ضد الأبرياء.
وفي ختام البيان، أعرب بوشهاب عن ترحيب الإمارات بانضمام فريق «يونيتاد» لميثاق الأمم المتحدة العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب، مؤكداً حرصها على تعزيز التعاون مع الفريق ودعمه في أداء مهامه بفعالية.

الخليج: المؤتمر العالمي لـ «سلام» يطالب باستراتيجية لمكافحة الإرهاب

أكد المشاركون في مؤتمر التطرف الديني، الذي نظمه مركز سلام التابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن المواجهة الأمنية تكون لمن تلطخت أيديهم بالدماء، وأن تكون المواجهة الفكرية لمن تم تضليلهم من الشباب. وطالبوا بالتعاون وتبادل الخبرات بين المراكز البحثية العاملة في مجال مكافحة التطرف والإرهاب وخاصة في ظل دعم الأمم المتحدة لمكافحة التطرف.

وأعلن الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التَّوصِيَات وأهمها أن يصبح المؤتمر الدوري لمركز سلام لدراسات التطرف ملتقًى عالميًّا سنويًّا لسائر المراكز البحثية المتخصصة، في مجال دراسة ومكافحة التطرف والإرهاب، يعمل على تنسيق الجهود وتحديد الأولويات وتوزيع الأدوار والربط بين كافة المؤسسات الدينية وصناع القرار والمراكز البحثية والأكاديمية المحلية والإقليمية والدولية والأممية لزيادة الفاعلية والتأثير، والخروج بمبادرات مشتركة في مجال مكافحة التطرف وقاية وعلاجاً وتأهيلاً.

وشدد على أن تجديد الخطاب الديني عملية أصيلة في التشريع الإسلامي، نطقت بها نصوصه ودعت إليها مبادئه، وهي عملية لها ضوابطها التي تتلاءم مع وسطية الدين وعالمية الرسالة الإسلامية، وهي قضية منوطة بالمؤسسات الدينية العريقة والوطنية في العالم الإسلامي تتعاون فيها مع العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي والفكر من مختلف المجالات، الذين لديهم قدم راسخة في العلم الشرعي أو العلوم الاجتماعية والإنسانية المختلفة؛ إيماناً بأن تجديد الخطاب الديني يسهم بشكل فعال في مكافحة التطرف وقاية وعلاجاً.

وطالب المؤتمر بوضع ضوابط واضحة حول المتصدرين للخطاب الديني في الداخل والخارج بالتعاون مع المتخصصين وصانعي القرار والأجهزة المعنية في الدول، لضمان تصدُّر المؤهلين، وتقليل الفرصة أمام انتشار خطاب الكراهية والتشدد، والخطاب الجامد الذي قد يؤدي بشكل غير مباشر إلى توسيع دائرة التطرف. مع العناية بتنظيم ندوات ودورات مباشرة وإلكترونية تقوم بها المؤسسات الدينية الوطنية لنشر الوعي بين الشباب بمخاطر التطرف ومناقشة منطلقاته الفكرية وتفكيك منظومة أفكاره والعمل على دمج الشباب في عمليات الوقاية والمكافحة.

وحث المؤتمر على تنشيط وزيادة حجم المواد المترجمة حول مبادئ التعايش بين الأديان وبيان صحيح الأديان، من خلال المؤسسات المعنية، مع بذل المزيد من العناية والجهد في مشروع التحول الرقمي للمؤسسات الدينية، وتوفير الإرادة الحقيقية نحو ذلك التحول بإنشاء وحدات مختصة بمتابعة التحول الرقمي في تلك المؤسسات وعمل لجان تُشرف عليها جهات دينية وتعليمية وتربوية للنظر في استراتيجية إعداد المناهج التعليمية وآلياتها ومخرجاتها ومراجعة المناهج لضمان تنقيتها من كل ما من شأنه تعزيز خطاب الكراهية ورفض الآخر.

وشدد المشاركون في المؤتمر على الاهتمام بالرعاية الوقائية والتحصين المبكر للأطفال.


«الرئاسي» الليبي يقترب من إعلان مشروع للمصالحة الوطنية

أعلن المجلس الرئاسي الليبي قرب إطلاق مشروع المصالحة الوطنية الشاملة الذي يعد المهمة الأولى له، بحسب تكليفه من ملتقى الحوار السياسي. وجاء الإعلان على لسان نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي عبدالله اللافي خلال اجتماعه، أمس الخميس، مع بول سولير المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحضور السفيرة الفرنسية لدى ليبيا ياتريس دوهيلين.

وعقب اللقاء أصدر المجلس الرئاسي بياناً حمل قول عبدالله اللافي للمسؤولين الفرنسيين، إن مجلسه «اقترب من وضع الترتيبات النهائية لمشروع المصالحة الوطنية في ليبيا». وأكد المسؤول الليبي أن مشروع المصالحة «سيعالج كل القضايا المهمة لإنهاء المراحل الانتقالية في البلاد والوصول بها إلى مرحلة الاستقرار الدائم». وخلال البيان أيضاً أكد اللافي أن «المصالح الوطنية مشروع وطني ملكيته للشعب ومتحرر من كل القيود والتوجيهات». وأكد أن «مشروع المصالحة الوطنية الليبي سيكون أول لبنة في مشروع بناء الدولة».

وخلال الاجتماع بين المسؤول الليبي والوفد الفرنسي الزائر إلى ليبيا، أكد اللافي أن «إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وفق قاعدة دستورية متفق عليها، هي الحل الوحيد للأزمة السياسية في ليبيا».

من جانبه أكد مبعوث الرئيس الفرنسي «أهمية تركيز جهود المجتمع الدولي ومن بينها بلاده، على المسار السياسي للوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وفق إطار دستوري تتفق عليه كل الأطراف المشاركة في العملية السياسية».

وأشاد المبعوث الفرنسي «بدور المجلس الرئاسي في هذه المرحلة في التهدئة والتواصل مع جميع الأطراف ودعم الحوار من أجل استقرار البلاد».

ويأتي ذلك فيما كشفت مصادر عسكرية ليبية أن أرتالاً مسلحة مدعومة بمدرعات ودبابات، تحركت من مدينة الزنتان باتجاه العاصمة طرابلس ما ينذر باشتباكات وشيكة. ورصدت المصادر أكثر من 4 شاحنات محملة بالدبابات، و3 عربات جراد، ومضادات للطيران، وأكثر من 80 سيارة توجهت إلى جنوبي طرابلس.

ورجحت المصادر أن يكون الرتل تحرك إلى جنوبي العاصمة استعداداً لمواجهات محتملة بين ميليشيات رئيس الحكومة منتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة، وأخرى تتبع أسامة الجويلي آمر منطقة الزنتان . 

تونس.. فصل جديد من الصراع

أصدر الرئيس التونسي قيس سعيد في 1 يونيو/حزيران الحالي، مرسوماً رئاسياً يقضي بعزل 57 قاضياً، بعد توجيه اتهامات محددة لهم تتعلق بالفساد والتلاعب بالملفات والموالاة لأحزاب سياسية والتستر على شخصيات متهمة بالإرهاب وتعطيل سير العدالة، وهي اتهامات وخروقات تهدد المصالح العليا للبلاد، وهو ما يشير إلى فصل جديد من الصراع بين الرئيس والسلطة القضائية.
تم الكشف عن هوية بعض هؤلاء القضاة، وأبرزهم يوسف بوزاخر، رئيس المجلس الأعلى للقضاة المنحل، والبشير العكرمي الذي يتهمه نشطاء سياسيون بإخفائه ملفات محورية مرتبطة بقضايا إرهابية فضلاً عن علاقة وطيدة تجمعه بحركة النهضة. وكذلك عميد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية عماد الجمني، ومن بين القضاة المعزولين أيضاً المتحدث السابق باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن قضاة آخرين ارتكبوا اختلالات قانونية في ملف الاغتيالات السياسية.


اتهامات للقضاة

ولم تكن هذه أول مواجهة بين الرئيس قيس سعيد والسلطة القضائية، ففي فبراير/شباط الماضي قام الرئيس بحل المجلس الأعلى للقضاة وتعويضه بهيئة أخرى مؤقتة. كما أصدر مرسوماً آخر يمنحه الحق في إعفاء أي قاض يخل بواجباته اليومية ويمنع الإضراب لدى القضاة. واستند المرسوم الرئاسي إلى عدد من الاتهامات المحددة للقضاة المعزولين، وهي:

1- التورط في جرائم متعلقة بالفساد المالي: أحد العوامل المفسرة لقرار الرئيس سعيّد بعزل هؤلاء القضاة هو تورطهم في قضايا فساد مالي وتزوير أوراق رسمية. وفي هذا السياق، تم الإعلان عن أن الفترة المقبلة سوف تشهد إصدار مرسوم رئاسي يعكس ظهور اتهامات محددة لقضاة معينين مثل التورط في جرائم تبييض أموال وتورط بعض القضاة في الحصول على رشاوى مالية.

2- تعطيل تتبع المتورطين في قضايا الإرهاب: إذ أشار الرئيس سعيّد في بيان صادر عنه إلى أن أحد مسوغات هذا القرار هو اتهام هؤلاء القضاة ب«التستّر على متورطين في الإرهاب وحماية مسؤولين سياسيين وحزبيين من المحاسبة ومنع إجراء تحقيقات أمنية في قضايا إرهابية، بالإضافة إلى قضايا أخلاقية وتأديبية»، مشيراً إلى أن هناك امتناعاً عن فتح قضايا جزائية ذات صبغة إرهابية يصل عددها إلى 6268 قضية والسعي لحماية ذات الشبهة في ملفات إرهابية وكذلك في قضايا تتعلق ب «الجهاز السري» المتهمة فيه قيادات حركة النهضة، على رأسها راشد الغنوشي. وهنا تجدر الإشارة إلى أن قضية اغتيال الناشطين محمد البراهمي وشكري بلعيد المنظورة أمام القضاء منذ عام 2013 لم يتم الحسم فيها حتى الآن، وهو ما يثير الشكوك بشأن توجهات القضاة المكلفين بالحكم في تلك القضية.

3- استغلال النفوذ وتوظيف الصلاحيات: يرى الرئيس سعيّد أن إجراءات وقرارات ما بعد 25 يوليو/تموز 2021 يتعين أن تستكمل بشكل منظم، ومنها مواجهة الفساد وتجاوز القانون حيث تتطلب تطهير البلاد من القضاة لقيام بعضهم باستغلال مواقعهم الوظيفية.

ردود الأفعال

تعددت مواقف الأطراف المحلية والدولية إزاء قرارات الرئيس سعيّد بعزل القضاة، على النحو التالي:

1- دخول القضاة في إضراب شامل: أثار هذا القرار غضب الجهات القضائية المختلفة، لدرجة أن البعض وصفه بالمذبحة. لذا بدأ قضاة تونس في 6 يونيو/حزيران الحالي، في تنفيذ إضراب شامل بكافة محاكم الدولة، لمدة أسبوع قابلة للتجديد. ويأتي هذا الإضراب استجابة لدعوة المجلس الوطني لجمعية القضاة التونسيين، الذي أكدت فيه أن الإضراب سيشمل القضاء العدلي والمالي والإداري، باستثناء النظر في القضايا المتصلة بالإرهاب على مستوى النيابة العمومية، ودعت فيه القضاة إلى عدم الترشح إلى الخطط الشاغرة بموجب قرار الإعفاء، وعدم الترشح لعضوية هيئة الانتخابات التي تعتزم تنظيم استفتاء على الدستور الجديد للبلاد خلال الشهر المقبل. ولعل ذلك يمثل تحدياً لقرار الرئيس سعيّد لأن الإضراب القضائي من شأنه أن يعطل العمل بالمحاكم ويؤدي إلى تضرر المواطنين.

2- إطلاق أحزاب سياسية حملات وطنية لإسقاط الدستور، إذ أعلن عدد من الأحزاب التونسية مثل «التيار الديمقراطي» و«الجمهوري» و«التكتل» و«العمال» و«المسار» في بيان مشترك بتاريخ 2 يونيو/حزيران الحالي، إطلاق حملة لإسقاط الدستور عبر تحركات على الأرض، والتعبئة لأحزاب أخرى ومنظمات من المجتمع المدني، وأوضحت أنها ستبدأ أولى تحركاتها ضمن الحملة بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر هيئة الانتخابات، التي جرى تعديل قانونها عبر مرسوم رئاسي مهد للرئيس سعيّد إعادة تنصيب أعضائها.

3- توسيع جبهة المعارضة ضد الرئيس، وهو ما يظهر يوماً بعد آخر، على نحو ما أكدته مقاطعة اتحاد الشغل جلسات الحوار الوطني وبيان جبهة الخلاص الوطني (التي تمثل تكتلاً لأحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني) بأن ما قام به «تدخل فظ» في القضاء، واتهمت سعيّد بأنه أعطى لنفسه «حق عزل القضاة بناء على مجرد شبهة، من دون حق الاعتراض، وقبل أن يقول القاضي الجزائي رأيه النهائي».

4- اتهام واشنطن لسعيّد بتقويض المؤسسات الديمقراطية: إذ تواصل واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي الضغط على الرئيس لإنجاح فعاليات الحوار الوطني، قبل الاستفتاء الشعبي على الدستور في يوليو/تموز المقبل والخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ عام. وفي هذا السياق، قال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: إن مراسيم الرئيس التونسي بإقالة 57 قاضياً وتحوير القواعد التي تحكم عمل المجلس الأعلى للقضاة تقوض المؤسسات الديمقراطية في تونس، مضيفاً: إن واشنطن أبلغت المسؤولين التونسيين بصورة مستمرة بأهمية الضوابط والتوازنات في النظام الديمقراطي. وقال برايس أيضاً: نواصل حث الحكومة التونسية على انتهاج عملية إصلاح شفافة تشرك الجميع تستفيد من إسهامات المجتمع المدني والطيف السياسي المتنوع لتعزيز شرعية مساعي الإصلاح.

انقسام متواصل

خلاصة القول إن التفاعلات الجارية في الداخل التونسي تشير إلى ازدياد حدة الانقسام السياسي، ما بين الرئيس سعيّد وخصومه، في ظل إصراره على تنفيذ تصوره لتونس الجديدة وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد ومتجاوزي القانون، ومقاومة أطراف مختلفة مثل أحزاب سياسية واتحاد الشغل والقضاة وربما جهات أخرى لهذا المشروع، وستظل البلاد هي الخاسر الأكبر في هذه الدوامة من التأزم.

البيان: هل ينجح قيس سعيد في تثبيت دستور جديد؟

لم يزل يفصل تونس عن موعد نشر مسودة الدستور الجديد بالجريدة الرسمية سوى 20 يوماً، بينما تتجه اللجنة الاستشارية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية إلى تعديل قائمة المشاركين في اجتماعها الثاني الذي سيعقد يوم غد بدار الضيافة في قرطاج، فيما تشير مصادر إلى أن الدستور الجديد، الذي يدعمه الرئيس قيس سعيد، ستدرج فيه مواد تمنع الإضرابات في سلك الأمن والقضاء.

في وقت أعلن الحزب الدستوري الحر، أنه قام بالطعن أمام المحكمة الإدارية في الأمر عدد 506 لسنة 2022 المؤرخ في 25 مايو 2022 المتعلق بدعوة الناخبين إلى الاستفتاء في مشروع دستور جديد للجمهورية التونسية يوم 25 يوليو المقبل، مطالباً القضاء بإلغائه لتجاوز السلطة.

وقال أستاذ القانون الدستوري أمين محفوظ، إنه لن يُسمح للقضاة ورجال الأمن، بالإضافة إلى العاملين في الجمارك، بالإضراب، وسيدرج هذا المنع في الدستور الذي يجري إعداده ليعرض على الاستفتاء يوم 25 يوليو المقبل، فيما كشف الرئيس المنسق للهيئة الاستشارية الصادق بلعيد إنه «من المنتظر أن يشهد الاجتماع تعديلاً في قائمة المشاركين بإضافة أسماء جديدة وحذف أسماء أخرى أي الإبقاء على أهل الاختصاص».

ورقة

وكان بلعيد، قد طلب من المشاركين في أول اجتماع للجنة الاستشارية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، السبت الماضي، تقديم ورقة تتضمن صفحتين الأولى فيها تصور لرؤية لتونس في 40 سنة المقبلة، والصفحة الثانية تتضمن تفاصيل كيفية ترجمة هذا التصور في نص قانوني والمؤسسات القادرة على ترجمة هذا البرنامج. وبحسب مراقبين محليين، فإن اجتماع الغد سيشهد فسح المجال أمام أعضاء جدد للجنة الاستشارية عبروا عن رغبتهم في المشاركة في تحديد ملامح مستقبل البلاد، وهو ما يعني ارتفاع عدد المشاركين في المشاورات.

الشرق الأوسط: إقليم كردستان يتهم «كتائب حزب الله» بالضلوع في حادثة أربيل

اتهم مجلس أمن إقليم كردستان ميليشيا «كتائب حزب الله» الموالية لإيران بالضلوع في هجوم الطائرة المسيرة الذي استهدف بلدة بردى في أربيل عاصمة حكومة الإقليم، فيما طالبت الرئاسة الكردية، العراق والمجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه العمليات الإرهابية.
وهذه المرة الأولى التي تتهم سلطات الإقليم علناً الكتائب بعد أن كانت تتهم خلال الهجمات السابقة فصائل مسلحة، لكنها تحجم عن تسميتها بالاسم، ما يكشف عن حجم الغضب والامتعاض الذي تعانيه أربيل من عمليات القصف التي تطالها بين حين وآخر، ومحاولة منها لدفع السلطات الاتحادية إلى ردع الميليشيا المعروفة بعدائها لأربيل وإقليم كردستان بشكل عام، وغالباً ما تتهمها بإيواء معسكرات تدريب وعناصر موساد إسرائيلية، على غرار ما تفعل طهران.
وقال مجلس أمن الإقليم، في بيان، أمس (الخميس)، إن «الهجوم الإرهابي الذي استهدف أربيل الليلة الماضية يأتي استمراراً للهجمات التي نُفذت للضغط على إقليم كردستان». في إشارة إلى الهجمات المتكررة التي تتعرض لها أربيل، وضمنها الهجوم الإيراني منتصف مارس (آذار) الماضي، بـ12 صاروخاً باليستياً بذريعة استهداف «مركز صهيوني».
وأضاف المجلس أن «الطائرة المسيرة التي استخدمت في الهجوم كانت موجهة نحو أربيل من قبل ميليشيا حزب الله (العراقية) في بلدة بردى».
وأشار البيان إلى أنه «بعد الهجوم، أفادت عدة مواقع رسمية تابعة لقوة إقليمية (الإشارة هنا إلى إيران)، كما حدث في السابق، باستهداف سيارة للموساد الإسرائيلي ومقتل شخص واحد حسبما زُعم، قد يكونون قادرين على تغذية هذه الأكاذيب لرأيهم العام، لكن بالنسبة لأهالي أربيل والمنطقة الذين شاهدوا مكان الهجوم ونوعه وعواقبه بأعينهم، أصبحت هذه الأخبار سخيفة».
وأوضح البيان أن «إقليم كردستان لن يكون أبداً في موقف يهدد دول الإقليم، وفي نفس الوقت نعلن أن هذه الدول يجب أن تحترم سيادة إقليم وشعب إقليم كردستان والعراق».
ويلاحظ معظم المراقبين، وهي ملاحظة ربما شائعة داخل أوساط السياسة في أربيل، أن عمليات القصف ارتبط وتصاعدت مع انخراط الحزب «الديمقراطي» الكردستاني بتحالف سياسي مع مقتدى الصدر وتياره ضمن ما بات يعرف بتحالف «إنقاذ وطن» المصمم على تشكيل الحكومية ضمن سياق عراقي وطني وليس طائفياً مكوناتياً مثلما جرت عليه العادة في كل مرة.
بدوره، نفى المتحدث باسم «كتائب حزب الله» أبو علي العسكري علمه بحادث القصف، وقال في تغريدة: «وإن كانت التهمة مشرفة إلا أنه لا علم لنا بها، وعليهم أن يتأدبوا أو سنعمل مضطرين على تأديبهم».
كان جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، قال في بيان، إن «طائرة مسيّرة مفخخة سقطت في الساعة 09:35 الليلة (مساء الأربعاء)، على الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة أربيل وناحية بيرمام (مصيف صلاح الدين)، وأسفر الحادث عن إصابة 3 مواطنين بجروح طفيفة، وإلحاق أضرار مادية بمطعم وعدد من السيارات».
غير أن وسائل إعلام إيرانية تحدثت عن أن الهجوم أدى إلى مصرع مسؤول في الموساد الإسرائيلي، الأمر الذي نفته أربيل، وسبق أن نفت مراراً وتكراراً وجود عناصر إسرائيلية في الإقليم، كما صوتت الأحزاب الكردية، وضمنها الديمقراطي الكردستاني، على قانون «تجريم التطبيع مع إسرائيل» الذي أقره البرلمان الاتحادي نهاية الشهر الماضي.
وأصدرت رئاسة إقليم كردستان بياناً أدانت فيه «رسمياً» الهجوم الذي وقع على مدينة أربيل، ووصفته بـ«الإرهابي»، داعية إلى توثيق التعاون بين مؤسساتها الأمنية والحكومة الاتحادية في بغداد لإيجاد الضالعين بالهجوم على أربيل.
ودعت الرئاسة الكردية الأطراف المسؤولة في العراق والمجتمع الدولي إلى «سد الطريق أمام تكرار هذه الهجمات، وبذل المحاولات واتخاذ خطوات جدية، سيكون لها تأثير كبير على استقرار المنطقة بشكل عام».
بدورها، أدانت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في البرلمان الاتحادي، أمس (الخميس)، الهجوم بأشد العبارات ووصفته بـ«الاعتداء الخسيس والجبان»، ودعت إلى «إلى وقفة جادة وحازمة من المجتمع الدولي والأطراف العراقية كافة تجاه هذه الاعتداءات السافرة التي من شأنها تعقيد الأوضاع في العراق وتأزيمها وإضرارها بمصلحة البلد».
وعقب الهجوم، أجرى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اتصالاً هاتفياً مع رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور برزاني، أدان فيه الاعتداء. وقال الكاظمي، خلال الاتصال طبقاً لبيان أصدره مكتبه، إن «الحكومة ترفض كل أشكال ترهيب المواطنين والاعتداء على القانون والدولة، والحكومة العراقية ماضية في التعاون مع حكومة الإقليم في ملاحقة الجهات التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار».
وأثار الهجوم الجديد غضب واستنكار قيادات سياسية والبعثة الأممية وسفارات دول أجنبية، حيث قال رئيس الجمهورية برهم صالح إن «الاعتداء الذي تعرضت له مدينة أربيل عمل إجرامي مدان ومستنكر، يستهدف الجهود الوطنية لحماية أمن البلاد وسلامة المواطنين». وأضاف: «يجب الوقوف بحزم ضد محاولات زجّ البلد في الفوضى وتقويض الأمن والاستقرار». وعلّقت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، أمس (الخميس)، على الهجوم بالقول إن «طائرة مسيرة مفخخة ضربت طريق أربيل - بيرمام، وأدت إلى وقوع إصابات وأضرار في صفوف المدنيين، عملٌ طائش آخر، كما قلنا سابقاً، العراق ليس بحاجة إلى حكام مسلحين ينصبون أنفسهم زعماء». وأضافت البعثة أن «تأكيد سلطة الدولة أمر أساسي، إذا كان الجناة معروفين، ينبغي تشخيصهم ومحاسبتهم».
وأدان السفير البريطاني في العراق، مارك برايسون ريتشاردسون، الهجوم، مشدداً على ضرورة «ألا يكون هناك مكان في العراق لمن يقومون بنشر الفوضى والعنف». واعتبر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الاعرجي أن «اعتداء أربيل عمل إرهابي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وعلى الأجهزة الأمنية ملاحقة الجناة».

الميليشيات تنتشر مجدداً في طرابلس... وأميركا تحذر من السفر إلى ليبيا

استيقظ سكان العاصمة الليبية طرابلس، صباح أمس، على انتشار وتجمع مكثف للميليشيات المسلحة في مختلف أرجاء المدينة، وإغلاق بعض شوارعها الرئيسية، تزامناً مع تحذير جديد لوزارة الخارجية الأميركية من السفر إلى ليبيا.
وتحدث سكان طرابلس عن إغلاق طريق بوابة طريق الجبس بالسواتر الترابية، والكتل الخرسانية في الساعات الأولى من صباح أمس، وانتشار سيارات مسلحة بطريق الدعوة الإسلامية، كما رصد ناشطون انتشاراً أمنياً مكثفاً في شارع بوسط بالمدينة. كما شوهد رتل يضم آليات ومصفحات عسكرية، ودبابات تابعة لميليشيات مدينة الزنتان، يحمل شعار مجلسها العسكري، متجهاً إلى العاصمة.
وتزامنت هذه التطورات مع تحذير من المستوى الرابع، أصدرته وزارة الخارجية الأميركية تطلب فيه من رعاياها عدم السفر إلى ليبيا، بسبب «الجريمة والإرهاب والاضطرابات المدنية والاختطاف والنزاع المسلح»، مشيرة إلى أن الجماعات الإرهابية تواصل التخطيط لهجمات في ليبيا.
والتزم الدبيبة وحكومته الصمت حيال هذه التطورات، لكنه قال في بيان رسمي، إنه شارك في المناورات العسكرية، التي تستضيفها تركيا لدول حلف شمال الأطلسي الـ(ناتو)، لافتاً إلى أنه حظي وعدد من وزراء دفاع الدول المشاركة باستقبال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وعدد من القيادات العسكرية التركية.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الدبيبة، الذي رافق الأخير في زيارته لتركيا، يجهز خطة تقضي بضم المناطق العسكرية تحت رئاسته، وعدم تشكيل أي كتيبة إلا برتب عسكرية معينة وضوابط خاصة وبموافقته، مشيرة إلى موافقة مجموعات مسلحة عدة ورفض أخرى لهذه الخطة.
وتزامنت هذه المعلومات مع اجتماع غير معلن عقده مصطفى قدور، آمر كتيبة «النواصي»، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس جهاز الاستخبارات، الذي أقاله الدبيبة منه، مع ممثلين لجهازي الاستخبارات الأميركية والإيطالية.
بموازاة ذلك، قالت المستشارة الأممية، ستيفاني ويليامز، إنها ناقشت أمس في طرابلس مع خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، خطط الجولة القادمة والأخيرة من محادثات اللجنة المشتركة لمجلسي النواب والدولة، المقررة في القاهرة الأحد المقبل؛ بهدف وضع الإطار الدستوري اللازم لنقل البلاد إلى انتخابات وطنية شاملة، في أسرع وقت ممكن.
ومن جهته، أكد المشري سعي المجلس للخروج مما وصفها بحالة الانسداد السياسي، عبر التوافق على أسس دستورية وقانونية سليمة؛ تمهيداً للوصول إلى الاستحقاقات الانتخابية، التي يتطلع إليها كل الشعب الليبي.
كما أكدت ويليامز خلال اجتماعها مع عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، على دعم المجتمع الدولي لهذه المساعي، وأشادت بجهود المفوضية المبذولة في سبيل توفير ظروف مثالية لإجراء الانتخابات.
وكان رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، قد أكد لدى اجتماعه مع ويليامز، مساء أول من أمس، دعمه المسار الدستوري، والتوافق الحاصل بين مجلسي النواب والدولة للوصول إلى انتخابات وطنية في أقرب الآجال. كما أكد، أن حكومة «الاستقرار»، برئاسة فتحي باشاغا، هي «الحكومة الشرعية المنبثقة عن مجلس النواب»، مؤكداً أنه دعا إلى جلسة رسمية لمجلس النواب الثلاثاء المُقبل في مدينة سرت، دعماً لعمل الحكومة منها، لتتمكن من أداء مهامها وعملها بحرية، دون أي ضغوط.
وقال بيان لعبد الله بليحق، الناطق باسم مجلس النواب، إن ويليامز أطلعت صالح على سلسلة الاجتماعات التي عقدت خلال الفترة القريبة الماضية، بما في ذلك اجتماعات مجموعة العمل الأمنية الدولية بشأن ليبيا، التي تضمنت مباحثات مع اللجنة العسكرية وممثلين عن المجتمع الدولي، الذين أعربوا عن دعمهم استكمال العمل بالمسار الدستور للوصول إلى الانتخابات في أقرب وقت ممكن.
في شأن آخر، استغل محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، لقاءه أمس مع المبعوث الإيطالي إلى ليبيا، نيكولا أورلاندو، والسفير الإيطالي جوزيبي بوتشينو، بالتأكيد على استمرار عمل المجلس مع كل الأطراف السياسية للوصول إلى التوافق، وتجنيب البلاد أي صراعات جديدة. ونقل عن المبعوث الإيطالي حرص بلاده على عودة الاستقرار إلى ليبيا، من خلال توافق جميع الأطراف الليبية للعبور بالبلاد إلى مرحلة التنمية والبناء.
بدوره، أبلغ عبد الله اللافي، نائب المنفي، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي بول سولير، أن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وفق قاعدة دستورية متفق عليها، هي الحل الوحيد للأزمة السياسية في ليبيا، مشيراً إلى اقتراب المجلس الرئاسي من وضع الترتيبات النهائية لمشروع المصالحة الوطنية بغية إنهاء المراحل الانتقالية.
ومن جانبها، نقلت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة «الوحدة»، عن المسؤول الفرنسي، أن بلاده ستلعب دوراً إيجابياً في استقرار ليبيا، وصولاً إلى اتفاق وحل سياسي، يكمن في تحقيق انتخابات برلمانية ورئاسية على أساس إطار دستوري توافقي.

تونس: «اتحاد الشغل» يؤكد أنه أصبح «مستهدفاً» من السلطة

قال الأمين العام لاتحاد الشغل التونسي (نقابة العمال)، أمس، إن الاتحاد بات «مستهدفا بشكل كبير» من السلطات، بعد رفضه المشاركة في المحادثات الجارية بشأن الدستور الجديد، التي دعا إليها الرئيس قيس سعيد الشهر الماضي.
ولم يذكر الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي تفاصيل عن هذا «الاستهداف»، أو بعض تجلياته، لكن مصادر مقربة من النقابة العمالية القوية قالت إن «هناك خشية حقيقية» من أن يستخدم الرئيس سعيد القضاء لضرب النقابة، بعد أن أقال عشرات القضاة الأسبوع الماضي.
وقال الطبوبي أمس بالحمامات، خلال حضوره مؤتمر الاتحاد الدولي لنقابات عمال النقل، إن الحكومة «أرادت وضع الاتحاد في مأزق، وزجه في ركن ضيق بشأن تزكية الإصلاحات المقدمة لصندوق النقد الدولي». مضيفا: «لقد أرادوا أن نوافق على إصلاحات تضرب مصالح الشعب التونسي، ومقدرته الشرائية، فأشاعوا أن الاتحاد باع مصلحة الشعب وخانه، وهو ما يرفضه الاتحاد قطعا في ظل ضعف الأجور، وواقع الفقر المستشري في البلاد، وتآكل الطبقة المتوسطة، وإن رفضنا فإنهم يحملوننا مسؤولية فشل خياراتهم الاقتصادية».
في السياق ذاته، كذّب الطبوبي تصريحات الحكومة حول مشاركة «الاتحاد» في رسم السياسات الاقتصادية، قائلا: «لقد وظفوا صورة تم التقاطها لنا مع حكومة بودن خلال لقاء أولي، كان يفترض أن تكون للذكرى، لا أن تؤيد موافقتنا على رسم سياسات اقتصادية نختلف معها». مبرزا أن الحكومة قدمت خطوطا عريضة للإصلاحات الاقتصادية، لكنها لم تكشف عن التفاصيل الصادمة لهذه الإصلاحات في الندوة التي نظمته لهذا الغرض. وقال الطبوبي بهذا الخصوص: «تلك الندوة تدخل في خانة المناورات الإعلامية والسياسية، و(الاتحاد) بفضل وعيه وإدراكه لحقيقة ما يحاك ضد الشعب، لا يمكنه أن يتخلى عن دوره الوطني، ومجاراة الحكومة في مسارها هذا». مؤكدا أن خروج الحكومة لتقديم ندوة الإصلاحات «جاء استجابة لطلب صندوق النقد الدولي حول مصارحة الشعب بالإصلاحات، لكنهم قدموا العناوين الكبرى فقط دون ذكر التفاصيل. كما أن الحكومة لم تتصل بالاتحاد للتفاوض حول رفع الإضراب المزمع تنفيذه في 16 يونيو (حزيران) الجاري في قطاع المنشآت والمؤسسات العمومية.
في المقابل، طالب «حراك 25 يوليو»، المساند لإجراءات رئيس الجمهورية، خلال مؤتمر صحافي صباح أمس بالعاصمة، بمحاسبة الاتحاد العام التونسي للشغل، «بسبب إمكانية تنفيذه لإضراب سياسي»، مع التأكيد على «ضرورة التدقيق المالي في موارد الاتحاد». متهمين المنظمة الشغلية بـ«الفساد»، ومعتبرين أن أمين عام الاتحاد «غير شرعي بموجب قضيّة الطعن في المؤتمر الأخير». كما هاجم الحراك الإضرابات، وأولها إضراب القضاة. واصفا إياه بـ«إضراب جبهة الخلاص»، وفق تصريح عضو الحراك أحمد الركروكي، الذي اعتبر أن إنجاح الاستفتاء واجب وطني.
من جهته، قال عبد الرزاق الخلولي، عضو المكتب الوطني لحراك 25 يوليو إن اتحاد الشغل «مطالب أن يثبت وطنيته بالانخراط في مسار الإصلاح»، معتبرا أن «قيادة اليوم في المنظمة الشغيلة زاغت عن مبادئها»، ودعا لإفشال إضراب 16 يونيو المقبل
على صعيد آخر، أكد أنس الحمايدي، رئيس جمعية القضاة التونسيين، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في العاصمة التونسية أن 45 قاضيا، من إجمالي 57 قاضيا عزلهم الرئيس سعيد «ليست لهم ملفات فساد من أي نوع، وهم قضاة تحقيق وقضاة من النيابة العامة»، مؤكدا أنهم «رفضوا التعليمات الرئاسية، بعد تعهدهم بملفات أشخاص يعتبرهم سعيد خصوما سياسيين له»، على حد تعبيره. كما أوضح أن عشرة قضاة فقط لديهم ملفات تأديبية، لكن لم يتم البحث معهم أمام المصالح المختصة بوزارة العدل، وقال إن قرار الإعفاء «تم على أساس تقارير سرية».
في السياق ذاته، كشفت تقارير إعلامية محلية أن ليلى جفال، وزيرة العدل، وجهت مراسلة سرية إلى كل رؤساء المحاكم لمطالبتهم بتفعيل قاعدة العمل المنجز، والاقتطاع من مرتبات القضاة المضربين عن العمل منذ الاثنين الماضي. ودعتهم إلى اتخاذ التدابير القانونية الجاري بها العمل في هذا المجال، وموافاة الوزارة بقائمة القضاة الذين أخلوا بواجبهم.
في غضون ذلك، وفي إطار استعداداتها لإنجاح عملية الاستفتاء المقررة في 25 يوليو (تموز) المقبل، عقدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات اجتماعا، خصص لتحديد قائمة الأطراف المشاركة في الاستفتاء المقبل. ودعا فاروق بوعسكر، رئيس الهيئة الانتخابية إلى ضرورة توفير المعطيات، التي تتطلبها عملية قبول تصاريح المشاركين في الاستفتاء، والرقابة على تمويل الحملات الانتخابية.

العربية نت: دعما لحكومة باشاغا..محتجون يغلقون ميناء السدرة في ليبيا

في استمرار للنزاع السياسي القائم بين حكومتين حاليتين في ليبيا، أعلن محتجون ليبيون إغلاق ميناء السدرة النفطي الواقع شرق البلاد، ووقف عمليات التصدير منه، إلى حين تسليم السلطة إلى حكومة فتحي باشاغا وضمان التوزيع العادل للثروات.
جاء ذلك في بيان مصوّر صادر عن أهالي بلدية "خليج السدرة"، في وقت متأخر مساء أمس الخميس، أكدّوا فيه أنهم سيوقفون إنتاج النفط في منطقتهم، احتجاجا على المعاناة والتهميش الذي يتعرضون له في ظل الغياب الحكومي، مقابل تبذير ثروات الدولة، مطالبين بتسليم السلطة للحكومة المنتخبة، في إشارة إلى حكومة باشاغا المكلفة من البرلمان، والتوزيع العادل للثروات.

ويعمّق قرار إغلاق أكبر المواني النفطية هذا، من أزمة النفط في البلد، الذي توقف معظم إنتاجه وتضرّرت صادراته منذ نحو شهرين، بسبب الانقسام السياسي والنزاع على السلطة، بعدما قام زعماء قبائل في شرق وجنوب البلاد بإغلاق حقول ومواني نفطية رئيسية، احتجاجا على تمسك رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايته، عبد الحميد الدبيبة بمنصبه وعدم تسليمه السلطة للحكومة المكلفة برلمانياً، ما تسبب في تراجع الإنتاج بنحو 600 ألف برميل يوميا، وخسائر مادية يومية قدرتها وزارة النفط بنحو 60 مليون دولار.

يشار إلى أن إغلاق حقول ومواني النفط ووقف تصديره في ليبيا، تسبب في أزمات أخرى، أبرزها مشكلة الكهرباء، حيث ينقطع التيار الكهربائي بشكل يومي لمدة تصل إلى 10 ساعات، بسبب توقف إمدادات الغاز إلى محطات التوليد ونقص الطاقة، إضافة إلى أزمة البنزين.

شارك