ميليشيا الحوثي ترتكب 91 خرقاً للهدنة الأممية وتدفع بتعزيزات كبيرة إلى مختلف الجبهات

الجمعة 10/يونيو/2022 - 10:12 ص
طباعة ميليشيا الحوثي ترتكب فاطمة عبدالغني
 
رغم تمديد الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن لشهرين إضافيين، أفادت قوات الجيش اليمني باستشهاد طفلين ومدني، وإصابة 12 جندياً، بنيران ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا خلال الساعات الماضية.
وذكر بيان صادر عن قوات الجيش، الخميس 9 يونيو، إن ميليشيا الحوثي ارتكبت الأربعاء، 91 خرقاً للهدنة الأممية في مختلف جبهات القتال.
وتوزّعت الخروقات بين 29 خرقاً في محور تعز، و21 خرقًا في محور حيس جنوبي الحديدة، و17 في جبهات محافظة حجة، و9 خروقات في محور البرح غربي تعز، و10 خروقات جنوب وغرب وشمال غربي مارب، وثلاثة خروقات في جبهات الجوف، وخرقين في جبهات محور الضالع.
وأشار البيان إلى أن الخروقات الحوثية تنوّعت بين استهداف مواقع الجيش بصواريخ الكاتيوشا وبعربات بي إم بي وبالمدفعية والعيارات وبالطائرات المسيّرة المفخخة، ونتج عن بعضها إصابة 12 من أفراد الجيش الوطني.
وبحسب بيان الجيش، فقد طال القصف الأحياء السكنية وتجمعات المدنيين، ففي الساعة 12:10 استهدفت الميليشيا الحوثية بطائرة مسيرة مفخخة تجمعًا لأطفال في قرية القحار بمقبنة ونتج عنه استشهاد طفلين، فيما استهدفت في الساعة 13:20 حي الجحملية الآهل بالسكان بقذيفة هاون ما أدى إلى استشهاد أحد المواطنين.
كما استمرت الميليشيا الحوثية في عمليات استحداث مواقع ومحاولات تمركز في مناطق هامة، إضافة إلى نشر طيران استطلاعي مسيّر في مختلف الجبهات.
وأشار الإعلام العسكري التابع للقوات المشتركة أن خروقات الحوثي في محور حيس تركزت معظمها جنوبي الجراحي وأطراف جبل راس، حيث حاولت المليشيا تحقيق إصابات مباشرة في مواقع عسكرية بالأسلحة الرشاشة عيار 14.5 ومعدلات الشيكي والبيكا.
كما لفت أن وحدات الرصد وثّقت تحركات مكثفة للمليشيا قرب خطوط التماس جنوبي مديريتي الجراحي والتحيتا، في ذات المحور.
وفي محور البرح، غربي تعز، عاودت مليشيا الحوثي محاولاتها البائسة التمركز في مناطق هامة في قطاعي الكدحة ومقبنة، ضمن سلسلة خروقاتها المتصاعدة للهدنة.
 وتزامنت الخروقات الحوثية للهدنة مع  ثاني زيارة للمبعوث الأممي إلى صنعاء منذ توليه مهامه، وكان المبعوث الأممي قد وصل العاصمة صنعاء، رفقة الوفد الحوثي المشارك في المفاوضات الجارية في العاصمة الأردنية عمان، تهدف إلى إقناع قيادة الجماعة بقبول مقترح معدل بشأن فك الحصار عن مدينة تعز، ولكن المبعوث الأممي غادر الخميس، بشكل مفاجئ وسريع دون الإدلاء حتى بتعليق بسيط.
وقالت مصادر رفيعة في صنعاء أن هانس غروندبرغ كان في حالة غضب أثناء وصوله إلى المطار ورفض حتى عقد مؤتمر صحفي كما هي العادة مع كل مغادرة أو حتى الإدلاء بتصريح مقتضب بشأن أخر المستجدات والتطورات الحاصلة بعد وصوله إلى صنعاء قبل أيام، برفقة الوفد الحوثي قادما من العاصمة الأردنية عمان.
وأشارت المصادر أن المبعوث طرح المقترح الذي تقدم به في الجولة الثانية لمباحثات الأردن بشأن فتح 5 طرقات مغلقة بينها طريق رئيسي في محافظة تعز أثناء لقاءات عقدها مع قيادات حوثية خلال اليومين الماضيين، مشيرة إلى أن القيادات الحوثية رفضت المقترح وقدمت للمبعوث اشتراطات جديدة لقبول مقترحه بينها السيطرة على إيرادات النفط الخام الذي يجري تصديره عبر المناطق المحررة وهو ما رفضه المبعوث، وقال أن المقترح حاليا يخص فتح الطرقات المغلقة في تعز وفقا لاتفاق الهدنة المعلنة والتي جرى التوافق عليها.
وأوضحت المصادر أن المبعوث الأممي تعرض إلى عدة إهانات خلال اليومين الماضيين بعد لقاءات قيادات حوثية غير مسؤولة وغير مخولة بالرد على مقترحه بعد وصوله إلى صنعاء، مشيرة إلى أن اللقاءات كانت روتينية وغير مجدية ما دفع بالمبعوث إلى المغادرة مباشرة.
وتزامنت زيارة غروندبرغ مع تأكيدات لمصادر عسكرية بشأن تعزيزات استقدمتها ميليشيا الحوثيين إلى جبهات محافظة تعز.
وحذرت المصادر من نوايا الحوثيين نسف الهدنة وشن هجوم مباغت على مواقع الجيش الوطني والمقاومة في تعز. وأوضحت المصادر أن ميليشيا الحوثي تسعى للسيطرة على مناطق حاكمة في شمال وشرق المدينة.
وأشارت المصادر، بحسب ما نقلت عنها مواقع إعلامية يمنية، إلى أن الحوثيين شنوا خلال الساعات الماضية في منطقة الحيمة بتعز حملة مداهمات واعتقالات واسعة تعزيزا للنفوذ العسكري وتمهيدا لبدء عملية عسكرية جديدة ضد القوات الحكومية.
وتثير مواقف الحوثيين من فك الحصار على تعز المخاوف بشأن إمكانية انهيار الهدنة التي يراهن عليها اليمنيون والمجتمع الدولي لتهيئة المسار لمباحثات التسوية السياسية.
ويقول مراقبون إن الحوثيين أظهروا حتى الآن عدم استعداد للقيام بأي خطوة لتعزيز الثقة مع الطرف المقابل، الذي كان التزم حتى الآن بجميع البنود التي تضمنتها الهدنة سواء في علاقة بتخفيف القيود على موانئ الحديدة، أو في فتح المجال أمام الرحلات الجوية لمطار صنعاء.
ويربط المراقبون الموقف المتشدد للمتمردين من تعز باعتبارات عدة بينها خشيتهم بأن يفضي فك الحصار إلى استغلال الطرف المقابل للأمر ميدانيا وبالتالي يفقدون زمام المبادرة في محافظة استراتيجية بقيمة تعز.
يشار إلى أنه سبق أن جرت عدة محاولات أممية في السابق لرفع المعاناة عن أهالي تعز، كان من بينها تضمين اتفاق استكهولم الذي تم توقيعه في العام 2018 لبند حول المدينة، يدعو الجانبين إلى تشكيل لجنة مشتركة تعمل على إعادة فتح الممرات الإنسانية في وسط المدينة. وظل هذا البند كما معظم بنود اتفاق استكهولم حبرا على ورق، ولم تر تلك اللجنة النور.

شارك