إمبراطورية داعش الاقتصادية.. 300 مليون دولار قيمة ثروة التنظيم الإرهابي

الجمعة 17/يونيو/2022 - 10:30 ص
طباعة إمبراطورية داعش الاقتصادية.. أميرة الشريف
 
ذكرت تقارير إعلامية، بأن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية (OFAC)، حدد شبكة من 5 ميسرين ماليين تابعين لتنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا يعملون في جميع أنحاء إندونيسيا وسوريا وتركيا.
وأجرت هذه الشبكة تحويلات مالية لدعم "داعش" في مخيمات النازحين في سوريا من خلال جمع الأموال في إندونيسيا وتركيا، والتي استخدم بعضها لدفع تكاليف تهريب الأطفال من المخيمات وتسليمهم إلى مقاتلي "داعش" الأجانب كمجندين محتملين.
وقام المكتب الذي يستهدف الإرهابيين وأولئك الذين يقدمون الدعم للإرهابيين أو الأعمال الإرهابية، بتحديد 5 أفراد في إندونيسيا وسوريا وتركيا ، وشركات خدمات مالية لعبت جميعها دوراً حيوياً في تحويل الأموال لدعم عمليات داعش، عن طريق تحويل مئات الآلاف من الدولارات إلى قادة التنظيم في سوريا والعراق؛ ومن بين هذه الشركات، ثلاث شركات خدمات مالية مقرها سوريا هي الحرم للصرافة، وشركة تواصل، والخالدي للصرافة، بالإضافة إلى مؤسسة نجاة للرعاية الاجتماعية ومديرها سيد حبيب أحمد خان ومقرها أفغانستان، وشبكة الراوي، وهي مجموعة تسهيل مالي مقرها العراق تقوم بتحويل الأموال إلى التنظيم، واستفادت بدورها في عمليات تسهيل التحويلات المالية من شركة مالية مقرها كينيا، كان لها كبير الأثر في دعم التنظيم في شرق إفريقيا.
ويمتلك تنظيم داعش إمبراطورية اقتصادية تشمل شبكة شركات صرافة، وموارد جديدة للدخل، وملايين الدولارات التي استولى عليها فيما ما مضى، وما زال يحتفظ بها.
 وقال جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن الحكومة الأمريكية قدرت أن داعش ما زال يمتلك أصولًا تصل قيمتها إلى نحو 300 مليون دولار.
وأوضح بأن مصادر تمويل "داعش" تأتي من الأنشطة الإجرامية بما في ذلك جرائم الخطف وتهريب المخدرات في المنطقة، وأيضًا تهريب البشر إلى أوروبا، بالإضافة إلى عمليات تهريب وبيع الآثار العراقية أو السورية المنهوبة.
وحسب التقارير ، يجني تنظيم "داعش" ملايين الدولارات شهريًّا، من فرض إتاوات على المستثمرين في حقول النفط في شمال شرق سوريا، وأصحاب المصانع والمحال التجارية في العراق، كأحد مصادر دخله الأساسية، بعد فقدانه مناطق سيطرته على الأراضي في هاتين الدولتين.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق الإطاحة بخلية تجمع أموال الإتاوات لصالح تنظيم "داعش" الإرهابي غربي محافظة نينوى، شمالي البلاد.
ويعتقد محققو الأمم المتحدة أنهم اقتربوا من العثور على صندوق حرب لداعش بقيمة (50) مليون دولار بعد الكشف عن خيوط النظام المالي لتنظيم "داعش" والكشف عن القسم الأساسي المسؤول عن جمع ثروته وتخزينها وإدارتها ونقلها.
وطوّر تنظيم "داعش" من طرق التمويل وابتكر مصادر خاصة لتمويل عملياتها الإرهابية؛ فعلى سبيل المثال ما تزال هناك تدفقات مالية إلى المخيمات التي تضم مقاتلي "داعش" وعائلاتهم خارج المخيمات التي يتم تسليمها بعد ذلك إلى التنظيم. وما زال يمتلك التنظيم أصولًا كبيرة جدًّا والتي تحتاج إلى بعض الإطار التنظيمي الدولي لضمان مراقبة وتجميد هذه الأصول.
 كما تسمح التحويلات المالية لتنظيم "داعش" بدفع أنشطة بتوفير ملاذات آمنة وبناء شبكة من المعسكرات التدريبية للمقاتلين الأجانب، كذلك يتم من خلالها دفع رواتب مقاتلي التنظيم والهجمات الإرهابية.
ويتم دفع ثمنها من خلال الأنشطة غير القانونية التي أصبحت "أكثر تعقيدًا"، ومن المرجح أن يصبح نظام الحوالة النقدي هو وسيلة "داعش" في خراسان لنقل الأموال في جميع أنحاء العالم.
وفي وقت سابق، كشفت تحقيقات تناولتها بعض وسائل الإعلام ، عن وصول حوالات بريدية من مناطق إدلب شمال غربي سوريا إلى مخيم الهول في أقصى شمال شرقي سوريا الذي يضم نحو 70 ألف داعشي، بينهم 12 ألف عائلة داعشية.
 كما تظهر الوثائق وصول مبالغ مالية متفاوتة من مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا في إدلب إلى عائلات التنظيم الأجنبية في المخيم، إضافة إلى مدفوعات وصلت لهذه العائلات من دول مختلفة.
و تكشف المعلومات المتوفرة عن حصول نساء التنظيم في مخيم الهول وباقي المخيمات السورية، على حوالات شهرية بمعدل ثلاثمائة دولار، تأتي في الغالب من ذويهم في أوروبا، وأخرى تأتي من خلال حملات تجرى على شبكة الإنترنت لجمع التبرعات لهم.
 وبعد مراجعة مصادر التمويل من داخل أوروبا تبين أن مصدرها هو الحوالات إرسال الأموال خارج نظام البنوك والمصارف ـ وهي لا تخضع إلى المراقبة، وتقوم على العلاقات المغلقة داخل أوروبا.
ورغم هزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا، فإن قوات التحالف الدولي عجزت عن القضاء على إمبراطوريته الاقتصادية.
 وما زال التنظيم يتوافر على قوة مالية كبيرة تصل إلى مئات الملايين من الدولارات، وفقًا لتقديرات الخبراء، تمثل ثروة تساعده على الاحتفاظ بولاء نواة ملتزمة من الموالين وإحداث الفوضى من خلال الهجمات الإرهابية لسنوات قادمة.

شارك