السودان وتسليم عناصر الاخوان الإرهابية للسلطات المصرية

الأربعاء 22/يونيو/2022 - 01:27 ص
طباعة السودان وتسليم عناصر حسام الحداد
 
كانت السودان بالنسبة لجماعة الإخوان الإرهابية عبارة عن محطة ترانزيت تستقبل الإخوان الهاربين من مصر إلى أن تقوم الجماعة وتنظيمها الدولي بترتيبات لسفرهم إلى ملاذات آمنة حسب مكانة العضو في الجماعة وقدراته المالية، خلال فترة حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير، لكن نظرًا لما أصاب الجماعة من تخبط وانشقاقات في الفترة التي أعقبت تخلي قطر عن بعض القيادات، ظل شباب الجماعة عالقين في الخرطوم وبقية المدن السودانية.
وفي 3 أبريل 2017، نشر مجموعة من شباب جماعة الإخوان الهاربين إلى السودان، مقطع فيديو يوضح تفاصيل طرد مجموعة من شباب الإخوان من المنازل التي تأويهم، مشيرا إلى قيام قيادات الجماعة بالسودان، بإخلاء المساكن التي يقيم بها شباب الجماعة، واتهامهم بأنهم مخربين.
ونظرا لتغير الأوضاع بعد الثورة السودانية والحالة التي يمر بها البلد الشقيق، ومدى قربه من مصر، وايمان القيادات السودانية الحالية بالدور الإرهابي الذي تقوم به الجماعة وتنظيمها الدولي في المنطقة العربية، قررت السلطات السودانية تسليم 21 فردا من عناصر جماعة الإخوان المسلمين الهاربين والمقيمين على أراضيها إلى مصر في 19 يونيو الجاري، حيث كشفت حسابات تابعة للجماعة أن الخرطوم مازالت تواصل تسليم عناصر الجماعة وفق جداول وقوائم معدة مسبقا .
وذكرت أن السلطات السودانية سلمت خلال الساعات الماضية 5 آخرين من عناصر الجماعة ليصل العدد المسلم فعليا إلى 27 عنصرا مضيفة أن هناك قائمة معدة تتضمن أسماء 32 عنصرا أخرين لتسليمهم لمصر خلال أيام.
وكشفت مصادر "للعربية نت "أن السلطات السودانية تحتجز المئات من عناصر الإخوان الهاربين من مصر وغالبيتهم من عناصر حركتي حسم ولواء الثورة الأذرع المسلحة للجماعة، والذين فروا هربا من الملاحقات الأمنية، وسيجري أيضا تسليمهم لمصر وفق اتفاقات مسبقة بين البلدين .
و أوضحت المصادر أن من بين العناصر أكرم عبد البديع أحمد محمود، المحكوم عليه بالإعدام غيابيا في مصر لإدانته بمحاولة تفجير قرب قناة السويس عام 2009، كما اتهم أيضاً فيما عرف بقضية تنظيم المنصورة المتسبب في تفجير مديرية أمن الدقهلية في العام 2013، وأسفر عن مقتل 16 شخصاً.
ومن أبرز القيادات المضبوطة  عصام عبدالمجيد دياب سيد (الجماعة الإسلامية، ومدرج على قوائم الإرهاب بالقاهرة)، وأكرم عبدالبديع أحمد محمود (خلية داعش 2021)، ومحمد إبراهيم، ومنى سعيد جاد الله، ويوسف محمد إبراهيم، وإبراهيم محمد إبراهيم.
إلا أنه مع تسارع عملية تسليم قادة عناصر الإخوان من السودان إلى القاهرة، انتاب عدد كبير من الإخوان حالة من الذعر، خوفاً من تسليمهم للقاهرة، وبدؤوا مغادرة الخرطوم إلى دول أخرى.
ذلك الموقف كشف فشل التنظيم العالمي، في توفير الملاذات الآمنة لقياداته، وخاصة بعد الهزائم التي رافقته، بدءًا من ثورة 30 يونيه 2013 والتي كانت بمثابة شارة الانطلاق نحو اقتلاع تنظيم الإخوان، ليس من مصر وحدها، بل إن “عدواها” انتقلت إلى بلدان المغرب العربي، لتكون السودان أحدث وليس آخر الدول التي تلحق بقطار لفظ التنظيم.

شارك