مواصلة لتدمير الحضارة.. ميليشيا الحوثي تُهرب أثار اليمن إلي جهات إيرانية

الخميس 23/يونيو/2022 - 11:35 ص
طباعة مواصلة لتدمير الحضارة.. أميرة الشريف
 
لم تكتف ميليشيات الحوثي بالعمليات الإجرامية التي تتبعها من سرقة وقتل واختطاف، بل عمدت إلى تخريب "ثقافة الشعب اليمني" وتاريخه أيضا، سواء عبر فرض مناهج تعليمية غريبة عن المجتمع اليمني، أو عبر طمس التاريخ، والتعدي على القلاع الأثرية والمتاحف، وعلي خطي التنظيمات الإرهابية التي تستهدف كافة الأماكن الأثرية لتدميرها، بدأت ميلشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، سرقة الأثار ونهب الكتب والمخطوطات التاريخية والعلمية، حيث كشفت تقارير إعلامية عن نقل الميليشيات الحوثية خلال اليومين الماضيين بواسطة أتباعها المئات من القطع والمخطوطات الأثرية والتاريخية من أروقة ثلاثة متاحف رئيسية واقعة في صنعاء المحتلة إلى جهات مجهولة، يتوقع مراقبون بأن تكون إيرانية.
وأشارت التقارير إلي أن الميليشيات أصدرت تعليمات لعناصرها في قطاع الثقافة وهيئة الآثار والمتاحف لنقل عدد من القطع يعود تاريخ بعضها لآلاف السنين من المتحف الوطني، والمتحف الحربي ومن متحف الآثار الواقع في جامعة صنعاء.
وبحسب عاملين في قطاع الآثار والمتاحف، شملت القطع المنقولة نقوشا وسيوفا ودروعا ورماحا قديمة وتماثيل برونزية صغيرة ومتوسطة وألواح حجرية ورؤوس سهام، وقطعا جلدية متنوعة وعملات ذهبية وفضية وتمائم نحاسية، حيث زعم قادة الجماعة أنهم يريدون ترميم تلك القطع.
وتواصل الميليشيا الإرهابية مخططها لطمس التاريخ والحضارة وتراث اليمن، بالتوازي مع اتهامات سابقة وجهها عاملون ومهتمون في مجال الآثار لقادة في الجماعة قاموا بعمليات نهب وبيع قطع أثرية عبر شبكة تهريب، حيث وصل عددها إلى 4800 قطعة ومخطوطة.
وكان أمين العاصمة في الحكومة الشرعية، عبد الغني جميل اتهم في وقت سابق الجماعة بتهريب وإخفاء ما يزيد على 14 ألف مخطوطة يمنية نادرة ومئات القطع الأثرية.
في سياق آخر رفضت الحكومة الشرعية قبل أيام بيع قطع أثرية يمنية في مزادات أوروبية، ووجهت بعثاتها الدبلوماسية بسرعة التحرك من أجل استعادتها.
وذكرت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان أن الحكومة تدرس كل الخيارات لاستعادة مئات القطع الأثرية المهربة من البلد الغارق بالحرب منذ ثماني سنوات. وكشفت عن رصد قيام بعض الجهات التجارية بعرض بعض القطع الأثرية اليمنية للبيع في عدد من المدن الأوروبية.
وقال البيان إن القطع المعروضة للبيع ترتبط بشكل وثيق بالحضارة اليمنية العريقة وتاريخها المجيد، داعيا الدول الأوروبية إلى حظر بيع تلك القطع الأثرية، وتسليمها إلى سلطاتها المختصة، كونها آثاراً يمنية لا يحق لأحد التصرف فيها بأي شكل من الأشكال.
ونبهت وزارة الثقافة مرارا من أن تلك الممارسات العبثية للميليشيا في مخطوطات مهمة تجلت واضحة أخيراً من خلال تمكينها عدة جهات وبشكل غير رسمي أو قانوني من العبث بمرافق ومحفوظات الدار مثل وزارة الأوقاف ووزارة التربية والتعليم ومؤسسة الشعب التي تقوم بإرسال فرق إلى دار المخطوطات بأهداف غير معلومة وغير واضحة، يجعل هذه الممارسات غير القانونية تنم عن سوء نية واضحة للعبث بمحتويات دار المخطوطات، خاصة أن أغلب موظفي الدار ممنوعون من دخول الدار وممارسة أعمالهم.
وحمّلت وزارة الثقافة الميليشيا مسؤولية فقدان أو تلف محفوظات كل من دار المخطوطات ومخطوطات الجامع الكبير بصنعاء.
وفي أغسطس 2018 ، اختطفت ميليشيا الحوثي مدير دائرة المخطوطات التاريخية بمديرية زبيد الأثرية، عرفات الحضرمي، بعد رفضه تسليم مخطوطات ثمينة طالبت بها الميليشيا من أجل نقلها إلى معقلها في صعدة.
كما تحول ميليشيا الحوثي عددا من أحياء المدينة التاريخية ثكنات عسكرية، وترفض إزالة تحصينات مفخخة ودفاعات شيدها وسط المباني الأثرية.
يذكر أن بداية سرقة ونهب الأثار في اليمن كان من مدينة عدن التي اجتاحها الحوثيون في مارس 2015 وخاضوا فيها حربا مدمرة أتت على معظم مبانيها ومعالمها التاريخية، قبل أن تمتد أياديهم إلى متحفها الوطني في منطقة كريتر في قلب المدينة.
وتعرض مبنى المتحف الذي يعود إلى العام 1918 وحول إلى متحف في العام 1971، لقصف شديد من قبل الميليشيا، التي قامت بعد الوصول إليه بنهب محتوياته التي كانت تزيد على خمسة آلاف قطعة تعود إلى مختلف مراحل التاريخ اليمني القديم والحديث والمعاصر.
وامتدت عمليات التدمير والنهب التي طالت الآثار اليمنية إلى كل المدن التي وصلت إليها الميليشيات، ومنها مدينة تعز التي نالت النصيب الأكبر من عمليات التخريب، حيث قصف الحوثيون العديد من المواقع الأثرية في المدينة بالمدفعية الثقيلة، مثل مقر الهيئة العامة للآثار والمتاحف التي تضم العديد من القطع والمخطوطات النادرة التي أتت عليها نيران الحرائق جراء القصف العنيف، كما طال الدمار قلعة القاهرة التاريخية التي تطل على مدينة تعز والتي يعود تاريخ بنائها إلى النصف الأول من القرن السادس الهجري والتي لحقها دمار كبير جراء القصف الحوثي لها.
واعتادت الميليشيا الإرهابية علي اتباع نهج داعش في عمليات الاختطاف والنهب والسرقة وبالأخص الأماكن التاريخية.

شارك