هل ينذر هجوم أوسلو بعودة الإرهاب إلى أوروبا؟

السبت 25/يونيو/2022 - 11:48 م
طباعة هل ينذر هجوم أوسلو حسام الحداد
 
كان عام 2021، هو عام تراجع الإسلام السياسي في أوروبا، وكان ذلك نتيجة صحوة أوروبية بمخاطر الكيانات والمنظمات الاجتماعية والفكرية التي تعمل في أوروبا ولها علاقات متشابكة مع التنظيم الدولي للإخوان أو غيره من المنظمات الإرهابية العالمية، كتنظيمي داعش والقاعدة والتي وصفتها أجهزة الأمن بأنها "أكثر خطورة من تنظيم داعش والقاعدة". إلا أن العملية الإرهابية التي تم ارتكابها أمس السب 25 يونيو 2022، لا تبشر باستمرار الوضع الآمن للدول الأوروبية من مخاطر الإرهاب، وربما تذكرنا بمقتل خمسة أشخاص واصابة آخرين بجروح في كونغسبرغ جنوب شرقي النرويج، مساء الأربعاء 13 أكتوبر 2021، في هجوم شنه رجل بواسطة قوس للرماية قبل أن تعتقله الشرطة التي لم تستبعد فرضية الهجوم الإرهابي. وفي الأثناء، أفادت معلومات إعلامية أن المهاجم نرويجي اعتنق الإسلام.
العملية:
ألقت الشرطة القبض على رجل يبلغ من العمر 42 عامًا ووجهت إليه تهمة القتل العمد والشروع في القتل وارتكاب أعمال إرهابية بعد إطلاق نار في وسط العاصمة النرويجية أوسلو.
وقُتل شخصان وأصيب 21 آخرون، 10 منهم خطيرة، فى منطقة مزدحمة تشتهر بأنها مقصد للحياة الليلية فى ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت.
وقالت الشرطة إنها تعتبر الهجوم عملاً من أعمال الإرهاب الإسلامي المتطرف.
وأٌطلقت النار على الضحايا داخل "حانة لندن" وخارجها، وهي ملتقى شهير لمثليي الجنس والمتحولين جنسيًا، وبالقرب من ملهى "هير نيلسون جاز كلوب" وحانة أخرى.
شهود وتصريحات:
تعليقا على الحادث قال مسؤولون إن إطلاق النار بدأ في حوالي الساعة 01:15 بالتوقيت المحلي يوم السبت (23:15 بتوقيت غرينتش يوم الجمعة).
وقال شهود عيان إن المشتبه به أخرج مسدسًا من حقيبته وبدأ في إطلاق النار، مما أجبر الناس المذعورين إما على رمي أنفسهم على الأرض أو الفرار.
وألقت الشرطة القبض على المهاجم، بمساعدة المارة، بعد دقائق. واستعادت الشرطة سلاحين من مسرح الجريمة، أحدهما رشاش آلي. وقالت السلطات في وقت لاحق إن المشتبه به مواطن نرويجي.
ورفع مستوى التأهب ضد الإرهاب في النرويج الآن إلى أعلى مستوياته، على الرغم من أن جهاز استخبارات في البلاد قال إنه ليس لديه حاليًا "أي مؤشر" على احتمال وقوع مزيد من الهجمات.
وكان من المقرر عقد موكب المثليين السنوي في أوسلو يوم السبت، وتم إلغاؤه رسميًا بناءً على نصيحة الشرطة.
لكن على الرغم من ذلك، سار مئات الأشخاص بالقرب من مكان الحادث في وقت لاحق من اليوم، وهم يهتفون "نحن هنا، نحن مثليون، لن نختفي!".
وقالت امرأة في الخمسينيات من عمرها لوكالة الأنباء الفرنسية: "أعتقد أنه من الرائع أن تجري هذه المسيرة، وإلا يعني ذلك أنه انتصر".
ووضعت أعلام قوس قزح وزهور بالقرب من مكان الهجوم، الذي ضربت الشرطة طوقا أمنيا حوله، وأخذ المارة يواسون بعضهم بعضا.
وقال جهاز المخابرات النرويجي إن المسلح كان معروفا لأجهزة الأمن منذ 2015 بأنه "إسلامي متطرف مشتبه به" وله تاريخ من المرض العقلي.
وقالت الشرطة في وقت سابق "هناك ما يشير إلى أنها قد تكون جريمة كراهية".
"نحن نحقق فيما إذا كانت ... مسيرة الفخر للمثليين هدفًا في حد ذاته أو ما إذا كانت هناك دوافع أخرى".
وروى الشهود الذين كانوا في حانة لندن كيف فروا إلى الطابق السفلي، حيث كان ما بين 80 ومئة من الحضور المذعورين يحاولون الاختباء.
وقالت بيلي بلوم-يانسن لقناة TV2: "اتصل الكثيرون بأحبابهم وعائلاتهم، كما لو كانوا يودعونهم. ساعد آخرون على تهدئة أولئك الذين كانوا مرعوبين للغاية".
وروى ناج آخر كيف أصيب بشظايا زجاج متطاير.
قال للإذاعة النرويجية "لاحظت إطلاق رصاصة، وأصيبت بشظية زجاجية. كان هناك المزيد والمزيد من الطلقات، لذلك هربت إلى عمق الحانة وحاولت أن أصحب أكبر عدد ممكن معي".
وقال الصحفي أولاف روينبيرغ من محطة إن.ار.كيه العامة الذي كان في المنطقة في ذلك الوقت "رأيت رجلا يصل ومعه حقيبة. حمل مسدسا وبدأ في إطلاق النار."
وقالت امرأة لصحيفة فردينز غانغ إن المسلح اختار أهدافه بدقة. وقالت: "عندما فهمت أن الأمر خطير، ركضت. رأيت رجلا تغطيه الدماء طريحا على الأرض".
وقال رجل آخر للصحيفة إنه شاهد الكثير من الأشخاص مطروحين أرضا مصابين بجروح في الرأس.
ردود الأفعال الرسمية:
قال الملك هارالد، ملك النرويج، معلقا على الحادث إنه وأسرته "يشعرون بالألم البالغ" جراء الهجوم. وقال "يجب أن نقف معا" للدفاع عن "الحرية والتنوع واحترام بعضنا البعض".
ووصف رئيس وزراء النرويج يوناس غير ستوير الهجوم بأنه "هجوم ومروع للغاية على الأبرياء".
وقال على فيسبوك "أقول لجميع المثليين الذين يشعرون بالخوف والحزن إننا جميعًا معكم".
وفي الولايات المتحدة، قال البيت الأبيض إنه أصيب بالذهول من الهجوم، معربًا عن تضامنه مع حليفته النرويج، حسما قالت وكالة رويترز للأنباء.
توقعات:
وبعد قراءة المشهد العام في أوروبا خلال العامين الماضيين والتحذيرات التي أطلقها عدد ليس بالقليل من المسؤولين الأوروبيين وكان أخرها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير 2021 حيث حذر من تمدد الإسلام السياسي بأوروبا، ووصفه بأنه تهديد أمني من الدرجة الأولى، وقال: سيصل إلينا، دون رادع، حتى لو تمحور بعيدا عنا، كما حدث في 11 سبتمبر.
يتضح من هذه التحذيرات ان أوروبا تعرف جيدا الخطر المحيط بها، ورغم ذلك تتكاسل أو تتباطئ في إعلان منظمات بعينها على قائمة المنظمات الإرهابية، ما يثير العديد من الأسئلة لدى المراقبين بشكل عام، والسؤال الأن هل تعد هذه العملية بداية لموجة جديدة من العمليات الإرهابية في أوروبا؟ 

شارك