تهديدات إرهابية ومحاولات اغتيال فاشلة تواجهها تونس

الأحد 26/يونيو/2022 - 03:23 م
طباعة تهديدات إرهابية ومحاولات حسام الحداد
 
كلما تقدم الوقت واتخذت اجراءات على الأرض لتحقيق واستكمال خارطة الطريق التي دشنها الرئيس التونسي قيس سعيد، كلما زادت الجماعات الإرهابية في تونس وخاصة حركة النهضة تهديدها للرئيس والمجتمع التونسي، وزادت وتيرة التهديد بتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل التونسي، وبالفعل ومنذ نهاية الأسبوع الماضي هناك محاولات من قبل هذه الجماعات بتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الرئيس التونسي، لولا يقظة قوات الأمن التونسية.
مخطط لاستهداف الرئيس:
 قالت وزارة الداخلية التونسية، الجمعة 24 يونيو الجاري، إن هناك مخططات لاستهداف رئيس الجمهورية قيس سعيد، وأن بحوزتها معلومات موثوقة ومؤكدة حول هذا المخطط.
وقال الناطق باسم الوزارة في ندوة صحفية، إن هناك مخططات لاستهداف رئيس الجمهورية قيس سعيد، معتبرة أن هذه التهديدات وصلت الي مرحلة أصبحت على قدر من الجدية تحتم الإعلام عنها للرأي العام.
وأفادت بأنه تم الخميس 23 يونيو الجاري، توقيف ما وصفته بـ “ذئب منفرد أمام مركز أمني حساس”، مضيفة أن أطرافاً داخلية وخارجية متورطة أيضاً.
وأضافت أن التحريات ماتزال متواصلة على اعتبار وجوب تجميع أكثر ما يمكن من التفاصيل، مبيّنة انها تهديدات تهدف إلى تقويض الأمن العام التونسي ومشيرة الي أن العمل الأمني ما يزال متواصلا في اتجاه الكشف عنها.
وكشفت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الداخلية التونسية فصيلة الخليفي اليوم الأحد 26 يونيو 2022، عن ورود معلومات مؤكدة تثبت وجود مخططات لاستهداف حياة الرئيس قيس سعيّد، إضافة إلى إحباط مخطط إرهابي وتوقيف عنصر "ذئب منفرد" كان سيقوم بتنفيذ العملية أمام أحد المقرات الحساسة في تونس العاصمة.
وتأتي الواقعة قبل نحو شهر من الاستفتاء المقرر في 25 يوليو المقبل ضمن خارطة طريق وضعها سعيّد يوم 13 ديسمبر الماضي، ترسم مستقبلا جديدا للبلاد بعد قرارات 25 يوليو التي شملت تجميد عمل البرلمان والحكومة.
خلية نسائية:
وفي ضربة أمنية جديدة، كشفت وزارة الداخلية التونسية، السبت 25 يونيو 2022، عن اعتقال 8 نساء يشتبه في انضمامهن إلى تنظيم إرهابي، وحسب بيان لوزارة الداخلية التونسية فإن قوات تابعة إلى الأمن الوطني في قرطاج نجحت في القبض على النساء الثمانية بعد خلاف نشب بينهن بأحد أحياء الكرم الغربي، تحول لتراشق بمواد حارقة.
وكشفت الداخلية التونسية عن مداهمة القوات للمنزل وإيقاف سيدتين في المرحلة الأولى للعملية الأمنية، قبل اكتشاف غرفة سرية داخل المنزل بها 6 أخريات مطلوبات أمنيا.
وفي أغسطس الماضي، تمكنت السلطات الأمنية من إطاحة إرهابي خطط لاغتيال سعيّد خلال زيارة كان سيجريها لإحدى المدن الساحلية شرقي تونس، وهو تونسي الجنسية ينتمي إلى تنظيم "داعش"، وتسلل من ليبيا حيث تلقى تدريباته.
وفي يناير 2021، أعلنت الرئاسة التونسية عن مخطط لاستهداف سعيّد بـ"طرد مسموم" وصل إلى قصر قرطاج، وتسبب آنذاك في أصابه مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة بوعكة صحية مؤقتة.
محاولات ارهابية فاشلة:
أعلنت الشرطة التونسية، في 20 مارس الماضي، أن مسلحين يشتبه في أنهم متطرفون أطلقوا النار على عناصر من الشرطة، قرب مدخل ثكنة للحرس الوطني في ولاية القيروان وسط تونس، مؤكدةً عدم وقوع إصابات.
وأوضح بيان صادر عن اتحاد الأمن الوطني التونسي، أن هؤلاء "المجهولين" كانوا على متن سيارة وفروا بعد أن رد رجال الشرطة بإطلاق نار "كثيف" في اتجاههم.
وأضاف البيان "يرجح أن منفذي الهجوم الجبان ينتمون لإحدى الخلايا الإرهابية التي تم الكشف عن خطتها التخريبية بعد اعتقال خلية إرهابية في الأيام الماضية كانت تنشط بين سوسة (شرق) والقيروان".
وأكد أن الوحدات الأمنية في ولاية القيروان بحالة استنفار كبيرة لإلقاء القبض على منفذي العملية وكل من يساندهم.
 وفي مارس أيضا، استهدف هجوم ثكنة للجيش ومركزا للشرطة وآخر للحرس الوطني في مدينة بن قردان (جنوب شرق)، ما أدى إلى مقتل 13 من قوات الأمن وسبعة مدنيين، فيما قتل ما لا يقل عن 55 متشددا واعتقل العشرات.
ونسبت السلطات الهجوم إضافة إلى هجمات أخرى إلى عناصر من تنظيم داعش قدموا من ليبيا المجاورة.
وتؤكد السلطات التونسية أنها أحرزت تقدما كبيرا في الحرب ضد الإرهاب، ولم يقع منذ هجوم بن قردان أي هجوم مماثل في البلاد.
عودة الإرهاب:
وحول أسباب عودة الإرهاب ممثلا في "الذئاب المنفردة"، قال الصحفي التونسي جمال بن عمر، إن "البلاد تمر بفترة عصيبة مع قرب الاستفتاء على الدستور الذي سيكتب نهاية حقبة الإخوان فعليا، ويجب على السلطات أن تكون على أهبة الاستعداد لردات فعل غادرة من التنظيمات الإرهابية لإفشال الخطوات السياسية للرئيس".
وأضاف بن عمر لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "إعلان وزارة الداخلية عن مخطط لاستهداف رئيس البلاد يأتي في توقيت بالغ الأهمية من عمر البلاد. يحاولون جر تونس نحو العنف وضرب الإصلاحات السياسية ونشر الفوضى".
وأشار إلى أن "إزاحة منسوبي الإخوان في الوزارات السيادية أزعجت الإخوان خاصة مع فتح ملفاتهم والانطلاق في المحاسبة، ومع زيادة الضغط عليهم ستزداد مساعي إرباك الأوضاع".
وأوضح الصحفي أن "خطر الإرهاب لم ينحسر تماما في تونس، وزادت حدته مع تداعيات زلزال 25 يوليو، ولن يكون مفاجئا إذا انفجرت النهضة من الداخل، وتشكلت تيارات متشددة رسميا من صلبها تدعو إلى العنف والخروج على الدولة وحمل السلاح"، داعيا إلى زيادة اليقظة لمنع تسلل الإرهابيين إلى البلاد.
 ووفق مصادر أمنية فإن "ذئبا منفردا" حاول استهداف كنيس يهودي بشارع الحرية وسط العاصمة تونس، حيث حاول طعن عنصرين أمنيين كانا مرابطين أمام الكنيس اليهودي وهو أكبر كنيس في البلاد.
وأفادت بأن هذه العملية الإرهابية الفاشلة نفذها إرهابي، عند الساعة الثالثة فجرًا، مستخدمًا سلاحًا أبيض، أصاب به أمنيين، الأول بطعنة في الكتف، والآخر بطعنة في اليد.
توقعات:
وبعد أن عاودت الخلايا الإرهابية محاولاتها وبدأ نشاطها مرة أخر ممثلا في استئناف "الذئاب المنفردة" عملياتها داخل تونس من جديد في محاولة لاستهداف أحد المقرات الحساسة في العاصمة، بعد فترة من الخمول نستطيع القول بأن حركة النهضة التونسية تصر على البقاء في المشهد السياسي حتى لو كانت تكلفة هذا لبقاء دماء الشعب التونسي، فالحالة التونسية الأن تشبه كثيرا للحالة المصرية بين يونيو واغسطس 2013، وما تلاها، وكأن حركة النهضة والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان لم يتعلموا من ما حدث في مصر، وفي الأيام القليلة القادمة سوف تحاول تلك الجماعات مرة بعد مرة من النيل من الشعب التونسي ولن تتوقف محاولاتها الإرهابية في القريب، وعليه لابد من اليقظة الأمنية وتكاتف قوى الشعب التونسي ومؤسساته لمواجهة هذه الجماعات، ولا يشك أحد في قدرة الشعب التونسي ومؤسساته المدنية في القدرة على مواجهة هذه العمليات وتلك المخططات في سبيل القضاء على الأفكار والحركات الظلامية، وبناء مستقبل مدني، سوف تخرج تونس من أزمتها الراهنة وتتجاوز كل محاولات تستهدف كرامة وحياة الشعب التونسي

شارك