الاطاحة بـ حسين طائب.. دلالات التغيبرات داخل استخبارات الحرس الثوري

الأربعاء 29/يونيو/2022 - 04:39 م
طباعة الاطاحة بـ حسين طائب.. علي رجب
 

 

حسم صراع الاجنحة داخل الحرس الثوري، بقرار المرشد علي خامنئي بتعيين مجيد خادمي "حسيني" رئيساً لمنظمة حماية استخبارات الحرس الثوري، الرجل المحسوب على ، حناح  تيار محمدباقر ذوالقدر ، في مواجهة  فريق محمد علي جعفري، وينهي مرحلة حسين طائب في جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني والتي شهدت ايران خلال السنوات الاخيرة عملية اختراق كبيرة من قبل الموساد الاسرائيلي.

قرار تعيين مجيد خادمي "حسيني" رئيساً لمنظمة حماية استخبارات الحرس الثوري، ا بعد أيام من إعلان تعيين العميد محمد كاظمي رئيسا لجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، بعد ثلاثة أيام من إقالة حسين طائب من منصب رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، وبعد يوم واحد من عزل إبراهيم جباري، قائد فيلق "ولي الأمر" الذي يتولى مسؤولية حماية خامنئي بعد 12 عاما في منصبه هذا، وتم تعيين حسن مشروعي فر خلفا له.

هذا التعيين يعني خسارة كل معاقل المؤسسات الأمنية للحرس الثوري على يد فريق طائب، ويكشف عن صعود تيار محمدباقر ذوالقدر، القائد السابق في الحرس الثوري، نائبا سابقا لرئيس أركان القوات المسلحة لشؤون الباسيج، ونائبا سابقا للشؤون الاستراتيجية في السلطة القضائية من 2012 إلى 2020 ، ونائبا سابقا لحماية الشؤون الاجتماعية ومنع الجرائم بالقضاء من 2010 إلى 2012، ويعمل حاليا مستشارا لرئيس القضاء و سكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام الذي يقوده رجل الدين القوي آية الله صادق آملي لاريجاني، والتي تمثل عائلة "لاريجاني" أهم مفاصل الحكم في جمهورية خامنئي.

ويعد مجيد خادمي أحد افراد فريق محمدباقر ذوالقدر، والذي يمثل ثقل كبير داخل الحرس الثوري الإيراني، في مؤشر على نهاية حقبة "حسين طائب" الذي بدأت مع قمع الثورة الخضراء في 2009.

ومجيد خادمي مثل محمدباقر ذوالقدر، فهو من أعضاء الجناح اليميني للحرس الثوري، شارك في الصراع السوري على غرار بعض قادة الحرس الثوري الآخرين ، وأشاد بعمل قائد فيق القدس السباق قاسم سليماني( قتل في غارة أمريكية على مطار بغداد يناير 2020) في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

نهاية مرحلة "حسين طائب" يعني انتصار فريق محمدباقر ذوالقدر، على تيار القائد السابق للحرس الثوري محمد علي جعفري، وتصبح لصالح تيار "ذو القدر".

أيضا تغييرات جهاز استخبارات الحرس الثوري ومنظمة حماية استخبارات الحرس الثوري، تصب لصالح القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي ، الذي أظهر حيادية في الصراع بين تيار "ذو القدر" و"جعفري".

ويعمل جهاز حماية استخبارات الحرس الثوري على "مكافحة التجسس داخل الحرس الثوري، ومنع اندساس التيارات التي تتعارض مع سياسة الحرس، ومنع تسريب المعلومات السرية خارج الحرس الثوري، والرقابة السياسية- الأمنية على قادة وموظفي هذه المؤسسة".

التغيرات أنهت مرحلة الصراع الخفي بين تيار "جعفري- محمد باقر قاليباف"، وجناح "ذو القدر" لصالح الأخير، والذي شهد إيران في أوج الصراع تسريبات صوتية أبرزها  انتشار ملف صوتي من اجتماع حضره محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري السابق، وصادق ذو القدر نيا، المساعد الاقتصادي السابق في الحرس الثوري، والذي كشف فسادا واسعا في الحرس الثوري وبلدية طهران.

وأظهر التسريب الصوتي الدور المباشر لمحمد باقر قاليباف، عمدة طهران السابق ورئيس البرلمان الحالي، وكذلك قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس، وجمال الدين آبرومند، المساعد التنسيقي السابق في الحرس الثوري، وحسين طائب، الرئيس السابق لاستخبارات الحرس الثوري الإيراني، وهو ما يكشف عن نهاية تيار قوي داخل الحرس الثوري وسيطر تيار آخر.

كذلك أيضا التسريب  الصوت للسياسي الإيراني المحافظ مهدي طائب، رئيس معسكر "عمار" وشقيق رئيس حسين طائب، بدور ايران في قصف مواقع تابعة للجيش التركي في العراق، حيث تعرضت قاعدة زيليكان العسكرية التركية شرقي الموصل في أبريل 2022 لقصف بالصواريخ.

كذلك كشف تسريب صوتي عن اتهامات لمهدي طائب لميثم نيلي، شقيق مقداد نيلي صهر الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، وابنا وزير المناجم حسين نيلي أحمد أبادي خلال تولي علي خامنئي منصب رئيس ايران،  ولاحقا اعتذر "طائب" من نيلي على خلفية رد الفعل الذي أبداه الأخير تجاه الاتهامات.

نهاية مرحلة حسين طائب، تؤشر على نهاية صراع أجنحة داخل الحرس الثوري، واستمرار نفوذ عائلة  "لاريجاني" في بنية النظام الإيراني.

التغييرات في منظومة استخبارات الحرس الثوري، تؤكد على نفوذ مجتبي خامنئي داخل الحكم، الذي يمسك بخيوط القوى و الأجنحة داخل النظام الايراني، وتغييرات الحرس الثوري تؤشر على قوة "مجتبي" في الإمساك بالأجنحة، وإدارة الصراع لصالح نفوذ ومستقبله.

كذلك تغييرات الحرس الثوري تعني أن "قاسم سليماني" كن جزء من هذا الصراع وتم التخلص منه بطريقة أو بأخرى من قبل الأجنحة المتصارعة.

اختراق اسرائيل لمنظومة الأمن الايرانية، هي يوضح استثمار الموساد في هذا الصراع والعمل على تعظيمه واطالة أمده من أجل تحقيق أكبر مكاسب في الداخل الإيراني.

حسم جناح لهذا الصراع يرسم ملامح القوى داخل النظام الإيراني، ويعيد توازن النظام مرة أخرى في ظل الأوضاع الداخلية التي تهدد النظام نفسه، والتغيرات الاقليمية والدولية المحيطة بإيران، فتوقيت تغييرات داخل مؤسسة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري يدل على أنه لا يمكن أن يستمر صراع الأجنحة أكثر من ذلك، فكان الحسم وتغليب جناح على أجنحة أخرى داخل الحرس الثوري أو داخل النظام  ذاته .

 

 

 

 

 

 

شارك